"كرة القدم واحدة في كل مكان".. قراءة في "جحيم" أجيري واختياراته للمنتخب

الأربعاء، 29 أغسطس 2018 - 19:33

كتب : فادي أشرف

أجيري

"كرة القدم واحدة في كل مكان.. القواعد واحدة والتكتيك واحد".

في أول مؤتمر صحفي للمكسيكي خافيير أجيري عندما تولى تدريب منتخب اليابان في 2014 خلفا للإيطالي ألبيرتو زاكيروني، تحدث أجيري عن احتياج الفريق لدماء جديدة.

وفي أول ظهور إعلامي له في مصر مع قناة On Sport، تحدث أيضا المكسيكي عن عقليته التدريبية، رجل يحب الهجوم والضغط على الخصم لاسترجاع الكرة بسرعة، وعندما يملك الفريق الكرة، عليه تسجيل الأهداف.

"لدينا لاعبين جيدين. إذا كانت الكرة معنا على الفريق كله أن يهاجم وإذا فقدناها علينا الدفاع لاسترجاعها سريعا. عندما نملك الكرة علينا إحراز الأهداف".

الآن، وبعد أن اختار أجيري قائمته الأولى للمنتخب والتي ضمت..

حراس المرمى: محمد الشناوي – محمد عواد – محمود عبد الرحيم "جنش"

الدفاع: أحمد حجازي – عمرو طارق – أحمد المحمدي – محمد هاني – أيمن أشرف – باهر المحمدي – علي جبر – محمد حمدي

الوسط: محمد النني – سام مرسي – علي غزال – رمضان صبحي – محمود حسن "تريزيجيه" – عمرو وردة – حسين الشحات – طارق حامد – محمد صادق – إسلام جابر – محمد صلاح

الهجوم: أحمد حسن "كوكا" – أحمد جمعة – حسام حسن – صلاح محسن

الحكمة وراء انضمام غزال وصادق.. وظهور ثنائي اسمه المحمدي

قال هاني رمزي المدرب العام لمنتخب مصر إن طريقة أجيري ستكون 4-3-3، فما هو التطبيق الذي ننتظره من المكسيكي؟

في أحد منتديات مشجعي أوساسونا الإسباني الذي تولى أجيري مسؤوليته بين 2002 و2006، قال أحد المشجعين: "مع أوساسونا، اشتهر الفريق بضغطه العنيف على المنافس في أي وقت وأي مكان استحوذ فيه على الكرة. في 2002 بالتحديد، كان التفوق البدني لفريقنا واضح على الجميع".

أما من شاهدوا منتخب المكسيك في كأس العالم 2002 وخصوصا مواجهته مع إيطاليا في ختام دور المجموعات والتي انتهت 1-1، قد يتذكروا جيراردو تورادو، أو "كلب البيتبول" كما يلقب، المسؤول الأول عن الضغط واسترجاع الكرة.

أجيري كلاعب كان كذلك، حيث يقول عن نفسه: "كنت لاعبا عاديا أقوم بالأعمال القذرة لصالح الفريق".

أجيري هنا يتحدث عن دوره في الملعب، استرجاع الكرة وتطبيق الضغط ومضايقة الخصم أثناء استحواذه على الكرة.

أما شون كارول، الذي يصفه موقع "طوكيو ويك إندر" الياباني بأنه واحد من أهم خبراء الكرة اليابانية، فيقول عن أجيري: "أجيري يحب الهجوم، يحب الضغط، يريد دائما من ظهيريه أن يهاجموا ويدعموا المهاجمين كما أنه مرن تكتيكيا خلال المباريات، في 2002 مع المكسيك لعب 3-4-1-2 وفي 2010 لعب 4-3-3 و4-4-2 أحيانا".

بعد طرح هذه المعطيات، لماذا اختار أجيري هؤلاء اللاعبين؟

أجيري – بحسب رمزي – ربما يلعب بطريقة 4-3-3. رباعي دفاعي يمتاز ظهيريه بالقدرة الهجومية، ولاعب يشكل رأس مثلث لثلاثي الوسط مهمته الأساسية "أداء المهام القذرة" – بالمعنى الجيد للكلمة – استرجاع الكرة بشراسة لبدء هجمة جديدة كما يريد أجيري.

وأمام ذلك اللاعب، ثنائي يمكنه الضغط ويمتاز بالسرعة والقدرة على نقل الهجمات للأمام. يمكن المقارنة بتجربة جوزفالدو فيريرا في الزمالك بوجود عمر جابر ومعروف يوسف في هذين المكانين أمام محطم الهجمات طارق حامد، أو منتخب تونس في كأس العالم حيث لعب فرجاني ساسي وغيلان الشعلالي أمام محمد أمين بن عمر.

وأمام خط الوسط ثنائي ديناميكي يتحرك في أرجاء الثلثين الثاني والثالث والملعب وفي نفس الوقت يستطيع البدء في عملية الضغط من الأمام، ومهاجم يستطيع ترجمة ذلك المجهود لأهداف.

تلك المعطيات تفسر لنا لماذا انضم محمد هاني ولم ينضم أحمد فتحي، ولماذا من المنتظر أن يكون أحمد المحمدي ظهير أيمن أساسي، وسبب وجود "محمدي" آخر في نفس الجبهة، باهر المحمدي، ولماذا محمد حمدي أقرب من أيمن أشرف وعمرو طارق ليكون الظهير الايسر الأساسي.

معظم اللاعبين الذين اختارهم أجيري على طرفي الدفاع يمتازون أولا بالسرعة، وثانيا بالمساهمة الهجومية المكثفة. ربما ولا لاعب فيهم يدافع بقدر أحمد فتحي حيث يسترجع مخضرم الأهلي الكرة 17 مرة في المباراة، في مقابل 14 مرة فقط لهاني و12 لباهر المحمدي و10 لمحمد حمدي.

ولكن أجيري يعتمد في الضغط على كل لاعبي الفريق، لن يكون الضغط على الظهيرين مثيلا للضغط على أحمد فتحي ومحمد عبد الشافي في فترة هيكتور كوبر الذي كان يفضل دفاعا متأخرا مع ضغط فقط عندما تقترب الكرة من منطقة جزاء الفراعنة، تفضيل أجيري هنا كان واضحا للاعبين الهجوميين والسريعين.

وجود طارق حامد ضروري بالنسبة لأجيري. مدمر هجمات خصوم الزمالك ربما كان نقطة مضيئة في مشاركة مظلمة لمنتخب مصر في كأس العالم هو نقطة قوة يريد استعمالها أجيري مع بديله المباشر – علي غزال – خلف لاعبين يتميزون بكثرة الركض والسرعة وحسن التصرف بالكرة.

مستويات محمد النني مع منتخب مصر قد تتحسن كثيرا بوجود زميل له في وسط الملعب يحميهما طارق حامد، لا يهم إن كان سام مرسي أو محمد صادق، الذي يعرف متابعو الإسماعيلي عنه إنه لاعب سريع كثير الركض ولا داع للقلق أثناء وجود الكرة في قدمه لأن نسبة تمريراته الناجحة تصل لـ85%، بجوار لاعب أرسنال الذي لن يكون مضطرا لتحمل مسؤولية استرجاع الكرة، أمر لا يعد من مزايا النني الذي يصبح مرتاحا أكثر عندما يكون مطلوبا منه أن يركض كثيرا ويوفر زوايا تمرير لزملائه.

ربما كانت من قرارات أجيري الصائبة عدم وجود لاعب رقم 10 صريح في قائمته، عدم وجود عبد الله السعيد وعدم انضمام محمد مجدي "أفشة" أو ناصر ماهر يؤكد ذلك القرار، فالمنتخب في الوقت الحالي يضم قدرات هجومية قادرة على صناعة اللعب.

مثل ليفربول.. لكن ماذا تفعل دون فيرمينو

نظرية الضغط التي شرحها أجيري في حواره في أون سبورت، قريبة بشكل ما مما يطبقه يورجن كلوب في ليفربول مع الفارق.

يعتمد كلوب على محمد صلاح وساديو ماني وروبرتو فيرمينو في الدفاع في لحظة استرجاع الكرة، إن نجحوا فإن ذلك يعني أن الخصم لن يكون متمركزا بشكل سليم دفاعيا لأنه في مرحلة تحول للهجوم. تلك من ضمن أسباب أن الثلاثي هو من أقوى خطوط الهجوم أوروبا.

سيطلب أجيري من صلاح، ومحمود حسن "تريزيجيه" نفس الأمر. الضغط على الخصم حامل الكرة بمجرد فقدها، ولكن ماذا تفعل دون فيرمينو؟

ربما هذا سؤال عليه أن يجيب عليه أجيري.. هل يعتمد على صلاح كمهاجم أقرب للمرمى مع الدفع بجناح آخر مثل رمضان صبحي أو حسين الشحات أو عمرو وردة ليزامل تريزيجيه، أو يشغل عمرو وردة مركز المهاجم، أو يعتمد على مهاجم صريح يجيد عملية الضغط؟

أحمد جمعة يستطيع تأدية ذلك الدور، ولكن إذا أراد أجيري تقليل أدوار المهاجم في تلك العملية مع الاعتماد الرئيسي على الجناحين ولاعبي الوسط المساندين، فقد يلجأ لأحمد حسن "كوكا"، الذي لن يكون مثقلا بلعب دور المحطة لكرات هيكتور كوبر العالية بل سيكون منشغلا أكثر باستغلال عرضيات المحمدي وحمدي وتفريغ المساحات لاختراقات صلاح وتريزيجيه.

ولكن ربما الخيار الأكثر إثارة هو صلاح محسن.

اللاعب خفيف الحركة الذي يمكنه تطبيق الضغط الذي يتمناه أجيري مع صلاح وتريزيجيه، بجانب قدرات تهديفية أظهرها مع الأهلي خاصة هذا الموسم قد يكون كلمة السر لهذا المركز مع أجيري.

"اجعلوهم يبكون.. اجعلوهم يتمنون أنهم لم يصبحوا لاعبي كرة"

عودة إلى كارول خبير الكرة اليابانية الذي يتحدث عما يقوله أجيري للاعبيه قبل المباريات.

مثلما قال أحمد ناجي عن أجيري بأن "دمه حامي"، يقول كارول إن أجيري مدرب يحمس لاعبيه كثيرا ولا يخجل من استعمال الكلمات النابية.

"يقول أجيري للاعبيه إنهم مثل الهنود سكان أمريكا الأصليين الذين عليهم أن يدافعوا عن مناطقهم ضد الرجل الأبيض، وأن عليهم في نفس الوقت أن يسببون دمارا لهم. في مرة قال أجيري للاعبيه: اجعلوا لاعبيهم يبكون، اجعلوهم يتمنوا أنهم لم يصبحوا لاعبي كرة".

يريد أجيري دائما أن يمنح الخصوم جحيما، هجوم مستمر يتحول لدفاع شرس مع فقدان الكرة مع كثير من الديناميكية والركض والشراسة، ربما هذا ما ننتظره من الفراعنة في العهد المكسيكي الجديد.

اقرأ أيضا

هاني رمزي يتحدث لـ في الجول عن: مشكلة صلاح.. وانضمام فتحي وكهربا مستقبلا

قالوا عن قائمة منتخب مصر لمباراة النيجر

هدرسفيلد يوضح لـ في الجول إصابة رمضان صبحي.. وهل يغيب عن مباراة النيجر؟

إسلام عيسى لـ في الجول: عدم الانضمام للمنتخب ليس نهاية العالم.. سأزداد إصرارا

قائمة المنتخب – وليد صلاح لـ في الجول: الوجوه الجديدة تسير بشكل مميز.. وتمنيت انضمام هذا الثنائي

التعليقات