في مباراة الهدايا الكبرى.. كيف أفسد محاربو الساموراي مذاق القهوة الكولومبية

الثلاثاء، 19 يونيو 2018 - 17:19

كتب : علي أبو طبل

كارلوس سانشيز - اليابان - كولومبيا

أول فوز آسيوي على منتخب أمريكي جنوبي بعد 17 مباراة سابقة، تكتبه اليابان في ما يمكن اعتباره بالمفاجأة بعد انتصارها على المنتخب الكولومبي بهدفين مقابل هدف في افتتاحية المجموعة الثامنة من بطولة كأس العالم لكرة القدم.

انتصار يأتي بعد 4 سنوات من مونديال سابق، أهانت فيه كولومبيا محاربي الساموراي برباعية مقابل هدف وحيد.

رغم التذبذب وعدم الاستقرار الفني في الصفوف اليابانية خلال أشهر ما قبل انطلاق المونديال، إلا أن اليابانيين بدوا عازمين على الفوز، وعلى استغلال أقل الهفوات الممكنة، فنجحوا في افساد مذاق القهوة الكولومبية.

كيف انتصرت اليابان بذكاء على رجال خوسيه بيكرمان؟

دعونا نستعرض أبرز ملامح تلك المواجهة في هذا التقرير من FilGoal.com

مباراة الهدايا

3 أهداف اهتزت بها شباك الفريقين في المجمل خلال المباراة، يمكن القول إن جميعها جاء من هدايا الطرف الآخر.

هجمة يابانية أولى استغلالا لخطأ دفاعي كولومبي قاتل، وانفراد يتصدى له أوسبينا قبل أن ترتد ليسددها لاعب اليابان ويتصدى لها لاعب الارتكاز الكولومبي كارلوس سانشيز بيده داخل منطقة الجزاء، ليحصل الساموراي على ركلة جزاء ويتلقى سانشيز البطاقة الحمراء الأولى في البطولة، ويأتي الهدف الأول.

لم تكن الهدية في الهدف نفسه، ولكن في مسار المباراة ككل بعد تأثير النقص العددي الكولومبي.

امتلك اليابان السرعة والثقة والتفوق العددي، واستمر بيكرمان بنفس شكل الفريق دون تعويض للاعبه المطرود، رغبة منه في الاحتفاظ بزيادة اللاعبين الهجوميين.

أمر لم ينجح كثيرا، ليقوم المدير الفني الأرجنتيني بأولى تبديلاته ويدفع بويلمار بالاسيوس لغلق الثغرات في العمق، ويستغنى عن خدمات كوادرادو مضطرا.

سرعان ما جاءت الهدية اليابانية للكولومبيين في المقابل، وتحديدا عن طريق حارس المرمى إيجي كاواشيما، الذي فشل في اللحاق بكرة أرضية مخادعة من كوينتيرو قبل أن تمر عبر خط مرماه.

إن لم تلتقطها يداه، فقد التقطتها التكنولوجيا الملحقة بساعة الحكم لتعلن التعادل الكولومبي.

هدية منحت كولومبيا تعادلا مع نهاية الشوط الأول، ربما لم تكن لتحلم به بعد أحداث الدقائق العشرة الأولى من عمر المواجهة.

هجوم شرس

نقص عددي كولومبي أدى إلى تراجع للدفاع أمام سرعات ومهارات اليابان التي استحوذت تماما على المباراة وأتيحت لها العديد من الهجمات للتهديف، وبالأخص من الجبهة اليمنى، فمرة يتصدى أوسبينا، ومرة تجاور الكرة القائم الأيمن.

تراجع مصحوب بافتقاد لأهم ركيزة في منظومة كولومبيا، وهو صانع ألعابها خيميس رودريجيز الذي غاب عن التشكيلة الأساسية لتأثره بإصابة في عضلة السمانة.

لكن مسار المباراة لم يتحمل المزيد، فدفع به بيكرمان قبل حلول الدقيقة 60 لإنقاذ ما يمكن إنقاذه.

رغم ذلك، فإن اليابان كانت قد اكتسبت الثقة بالفعل، واستمر رجال المدير الفني أكيرا نيشينو في هجومهم الشرس نحو المرمى الكولومبي من أجل كتابة نتيجة تاريخية.

76% هي نسبة التمريرات الدقيقة لصانع لعب بايرن ميونيخ خلال 31 دقيقة بعدما أتمم 13 تمريرة، وربح التحامين من أصل 11 محاولة، ولم يصنع إضافة هجومية كبيرة في ظل تفوق اليابان العددي.

ضاعت العديد من الفرص المحققة، ولكن في النهاية يأتي هدف الانتصار من هدية أخرى.

سوء تمركز كارثي رغم طول قامة مدافعي كولومبيا في ضربة ركنية، وأضف إليها خروج خاطئ وتردد من حارس المرمى أوسبينا، ليتقدم المهاجم يويا أوساكو برأسه ويخطف هدفا رغم قصر قامته عن من يحيطون به.

هدف جاء في الدقيقة 73 أعطى كولومبيا الدفعة اللازمة نحو الهجوم، حيث لا يوجد ما يمكن خسارته.

رغم النقص العددي، هاجمت كولومبيا في الـ20 دقيقة الأخيرة براداميل فالكاو وكارلوس باكا سويا، وحاول خيميس إيجاد الحلول، وضغطت كولومبيا بقوة واقترت من منطقة الجزاء ولكن دون تسديدة أو تهديد حقيقي على مرمى كاواجوشي.

صمد محاربو السامواري حتى الصافرة النهائية، لينتزعوا انتصارا يضعهم بقوة في حسابات التأهل عن المجموعة.

محارب ينتزع الفوز

ليس فقط لأنه أحرز هدف الفوز مستغلا الخطأ الكولمبي في التمركز.

لكن يويا أوساكو قدم مباراة كبيرة تجعله يستحق أن يكون الأفضل في المباراة بفضل مجهوداته في الملعب ما بين الدفاعية والهجومية، رغم كونه رأس حربة الكتيبة اليابانية.

قدم شينجي كاجاوا كذلك مباراة كبيرة في صناعة اللعب، ولكن ما قدمه أوساكو يمنح له الأفضلية.

76% هي دقة تمريرات أوساكو بعدما أتمم 13 تمريرة صحيحة، ولكن لم تكن تلك الجزئية رأس مال قوته في المواجهة.

المهاجم الياباني شارك في 85 دقيقة، وهدد شباك كولمبيا في 3 مناسبات، إحداهم هزت الشباك بالفعل، بينما سدد تسديدتين بعيدتين عن المرمى، ونجح في اتمام 3 مراوغات فردية من أصل 3 محاولات قام بها.

تفوق كبير أظهره أوساكو على الدفاعات الكولومبية في الالتحامات ما بين أرضية وهوائية، فنجح في انتزاع 8 التحامات بنجاح من أصل 11 محاولة.

وضغط لاستخلاص الكرة من لاعبي كولومبيا في مناسبة وحيدة ناجحة، كما عاد دفاعيا ليتصدى لتسديدتين كولومبيتين، ويساهم في حماية شباك فريقه من التعادل.

ما زال هناك المزيد من الوقت لمهاجم كولن الألماني ذو الـ28 عاما لإثبات المزيد من المقدرة الهجومية خلال المونديال، ولكن الأهم أنه ضمن نقاط ثلاثة أولى في جيوب اليابانيين.

التعليقات