كريستيان جروس.. العراب "صانع المعجزات" الذي سيحبه طارق حامد وعبد العزيز

الإثنين، 23 أبريل 2018 - 14:30

كتب : إسلام مجدي

كريستيان جروس

"هذه المنطقة بالنسبة لي خط أحمر، إنها منطقة محرمة ولا تسمحوا لأحد بالدخول إليها، هي بدايتنا، لا يجب أن نستقبل". كانت تلك كلمات كريستيان جروس مدرب أهلي جدة للاعبيه حول مشاكل الفريق الدفاعية حينما تسلم مهمة تدريب الفريق في عام 2014.

العديد من النتائج الجيدة حققها جروس لكن التطور الدفاعي والقوة الهجومية والحفاظ على التوازن هو ما كان ينشده السويسري ووصل إليه بالفعل في موسمه التالي. إذ أنه لم يخسر سوى مرة وحيدة في موسمين واستقبل في موسمه الأول 22 هدفا وفي الثاني 21.

في سويسرا إن سألت عن جروس فسيقولون "صانع المعجزات" وفي السعودية وبالتحديد جماهير الأهلي وصفته بـ"العراب". فكيف يفكر المدرب السويسري ومن من لاعبي الزمالك الحاليين سيلائم تكتيكه؟

أكثر خطة يفضلها جروس هي 4-3-3 الهجومية، وفي بعض الأحيان هي خطة بديلة لـ4-2-3-1، لمرونتها فهي تناسب كثيرا التحول بين الشكلين.

يعتمد جروس في لعبه على الضغط العالي، لا يحب أبدا أن يسمح لخصمه بالاقتراب من منطقة الجزاء خاصة وإن كان فريقه يعاني دفاعيا حينما تصل الكرة إلى مناطقه.

ثلاثي محور الوسط هو أهم ما تعتمد عليه خطة جروس، محوري دفاعيين بمهام دفاعية قبل الهجومية، ولاعب رقم 6 سيقوم بدور صانع اللعب وتمرير الكرة في الملعب، سيكون منوطا بتسلم الكرة من الدفاع وتسليمها سواء إلى الأجنحة أو الهجوم.

مما يعني أن طارق حامد ومحمود عبد العزيز كلاهما سيضمن دورا أساسيا في خطة جروس، لكن الفارس الأبيض عليه أن يضم لاعبا يصلح للعب بدور رقم 6.

جروس في أهلي جدة تغلب على هذه المشكلة بتحويل مركز تيسير الجاسم والذي تحول لمحور صناعة اللعب في الفريق.

في أهلي جدة الفريق دفاعيا كان يعاني قبل جروس، الأرقام قد لا تظهر ذلك لكن الفريق كان من السهل أن يستقبل أهدافا.

الدفاع لم يكن منظما بل كان مندفعا ويتجه أكثر من 4 أو خمسة لاعبين ناحية الكرة دون تمركز صحيح

منذ وصول جروس أصبح الفريق منظما للغاية، ويحافظ على المساحات ويحرص كليا على عزل الخصم والمحافظة على فرصه في قطع الكرة من خلال الضغط العالي الذي يجريه فريقه.

بجانب ذلك يعتمد فريق جروس هجوميا على العرضيات العكسية، تلك التي يتقدم خلالها الجناح ويعود الظهير إلى الخلف ويرسل عرضية بقدمه العكسية، أي أنه لو كان ظهيرا أيسر فسيرسلها بالقدم اليمنى، الأمر الذي قام به محمد عبد الشافي مرارا وتكرارا مع أهلي جدة.

الأطراف لدى جروس حيوية جدا في عملية بناء الهجمة، خاصة الجانب الأيسر.

تعتمد معظم الفرق التي دربها جروس على مهاجم يظل في العمق منتظرا الإمدادات ولا يساهم في بناء الهجمات، وأيضا يسهم في فتح المساحات من خلف للجناحين.

الجناحين دائما متساويان لديه يقول جروس عن ذلك المركز وحيويته في خطته :"عليهما أن يكونا في قمة مستواهما في كل مباراة وكلاهما مطالب بالعمل مع ظهيري الجنب حسب طريقة أعدها لكي يسهما في قوة الفريق ككل".

في هذه النقطة الزمالك يمتلك عددا من الأجنحة الهجومية مثل أحمد مدبولي وعبد الله جمعة وعماد فتحي. في حين أن لاعب مثل كابونجو كاسونجو قد يتحول إلى جناح في خطة جروس نظرا لما يمتلكه من سرعة وقوة بدنية، أما باسم مرسي فهذه الخطة ستكون مناسبة تماما له، سواء قلبها إلى 4-1-4-1 أو 4-3-3 والأمر ذاته ينطبق على نانا بوكو.

حينما تعادل شتوتجارت بنتيجة 1-1 مع برشلونة في درو الـ16 من بطولة دوري أبطال أوروبا حينما كان جروس مدربا للفريق الألماني، ولعب بطريقة 4-4-2، اعتمد بشكل كبير على الأطراف لإيقاف الفريق الإسباني تماما.

أفضل لمحات شتوتجارت في تلك المباراة كانت حينما تصل الكرة إلى الأطراف وتحديدا أليكساندر هيليب على اليسار، الأمر ذاته مع جيبهارت في اليمين وذلك بسبب المساحة التي كانت يخلقها الثنائي كاكاو وبافيل بوجريبنياك.

"لا أحب أن يحصل خصمي على فرصة للبناء والتنفس، عليكم بإيقافه تماما عن الوصول إلى منطقة الجزاء، اجعلوه يعاني قبل الوصول إلى تلك النقطة".

مفتاح خطة جروس هي اللياقة البدنية العالية ودقة التمركزو لأنه في حالة فقدان التركيز أثناء التمركز يتسبب ذلك في كوارث دفاعية، الأمر الذي واجهه شخصيا مع أهلي جدة أحد أفضل الفترات في مسيرته التدريبية من جانب النتائج والألقاب كذلك.

"كل لاعب في خطتي له دور، لا يوجد موظفين، الكل سيشارك في صناعة اللعب والفوز".

المشاكل الدفاعية

في خطة جروس ظهرت الكثير من المشاكل الدفاعية حينما يفقد فريقه الكرة في ثلثه الخاص به، بجانب فقدان التمركز، مع مواصلة ضغط الخصم. المساحات في خط الدفاع كانت مشكلته لذلك حرص على دفع فريقه لإبعاد الخصم عن منطقة الجزاء تماما.

إدارة اللاعبين

يعد جروس واحدا من أفضل المدربين الذين يتعاملون بشكل جيد جدا مع اللاعبين ويجيدون أيضا التعامل معهم نفسيا وإخراج أفضل ما لديهم.

قال تقرير نشرته قناة "إم بي سي" في وقت سابق عنه :"جروس علق للاعبين صورة لقب الدوري وقعوا عليها جميعا، وتعاهدوا على تحقيقه".

المدرب السويسري حمس لاعبيه طيلة الوقت ولم يدع مجالا للتكاسل في أي وقت، وتحدث معهم قبل الخطة وقبل المباراة كان يحفزهم برؤية الصورة ليحصد الأهلي اللقب بعد غياب 28 عاما، بجانب أيضا سماع أغاني تبث الحماس فيهم.

يعمل جروس على الجانب النفسي للاعبيه طيلة الوقت، بل وإن يطبع لهم بطاقات عمل يكتبون عليها طموحاتهم للنظر فيها دائما.

وفي فيلم وثائقي لنادي بازل عن حقبة جروس، ظهر مقطع للمدرب يتحدث مع لاعبيه، كان يثني على أداء كارلوس فاريلا، وعتاب لهاكان ياكين خاصة على انتحابه بعد المباراة.

التعليقات