ولفرهامبتون بألوان برتغالية.. هل يكون الرقم الصعب في إنجلترا خلال المواسم القادمة؟

الأربعاء، 18 أبريل 2018 - 16:36

كتب : علي أبو طبل

ولفرهامبتون

إعادة نشر - "إنه واحد من أصعب الأندية التي واجهتها في مسيرتي المهنية"

بهذه الكلمات، اعترف بيب جوارديولا بصعوبة المواجهة التي خاضها فريقه مانشستر سيتي قبل أن يتمكن من تجاوز ولفرهامبتون من علامة الترجيح في الدور الرابع من كأس رابطة المحترفين لهذا الموسم.

كانت ليلة الـ27 من أكتوبر 2017، وكانت المرة الأولى التي تأتي فيها الفرصة لتسليط الضوء على مشروع ولفرهامبتون الجديد بشكل أكبر.

ولفرهامبتون يعود لأضواء الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسم القادم بعد 6 سنوات من الهبوط، وربما بمشروع أكبر وشخصية أقوى في هذه المرة، تغلب عليها الصبغة البرتغالية.

يتصدر الفريق دوري الدرجة الأولى برصيد 95 نقطة قبل 3 جولات من النهاية، بعدما حقق 29 انتصارا و8 تعادلات وتلقى 6 هزائم، متقدما على كارديف سيتي الوصيف بفارق 12 نقطة، وفولام صاحب المركز الثالث بفارق 13 نقطة، وهو الفارق الذي يصعب تعويضه خلال ما تبقى من الموسم، ليضمن بالتالي الصعود رسميا في انتظار 2 من المصاحبين له في الموسم المقبل.

ولفرهامبتون تماسك بشدة أمام مانشستر سيتي في تلك الليلة، وللمفاجأة فإنه لعب بتشكيلة شهدت غياب عدد من اللاعبين الأساسيين.

كل ذلك لم يكن صدفة، بل كان نتاج عمل قوي تم على مدار موسمين متتاليين، وللموضوع أبعاد كثيرة.

لم يكن الموسم الماضي جيدا للفريق الذي يرتدي الألوان الذهبية. برصيد 16 انتصارا و10 تعادلات و20 هزيمة، جمع الفريق 58 نقطة وضعته في المركز 15 من أصل 24 فريقا في جدول ترتيب دوري الدرجة الأولى.

ولفرهامبتون يقضي موسمه الرابع تواليا في الشامبيونشيب بعدما قضى موسما في الدرجة الأولى، ويغيب عن الدوري الممتاز بشكل عام منذ مشاركته الأخيرة في موسم 2011/2012، وها هو يعود إليه.

لكن بداية التغيير الحقيقي بدأت في يوليو 2016، حين استحوذت مجموعة "فوسون" الاستثمارية الصينية على غالبية أسهم النادي، ليبدأ عهد جديد.

مقابل 45 مليون جنيه إسترليني، استحوذت المجموعة الصينية على أسهم النادي، مع وضع لجنة رباعية تتكون من الثنائي الصيني جيف شي وسكاي سون، بجانب رجلي الأعمال البريطانيين جون بواتر وجون جوف لإدارة شؤون النادي.

"هدفنا هو إعادة الفريق إلى الدوري الممتاز في أقرب فرصة ممكنة"

الإدارة الصينية الجديدة رأت أن الحل الأمثل هو التجربة البرتغالية، ولا سيما أن المجموعة على صلة وثيقة بوكيل اللاعبين الشهير خورخي مينديز، والذي يمثل الثنائي جوزيه مورينيو وكريستيانو رونالدو كأبرز علاماته في عالم كرة القدم.

علامات استفهام تدور حول مدى توغل وتأثير مينديز في قرارات إدارة النادي، وصولا لانتقاد علني من المدير الفني السابق بول لامبرت لمدى تأثير مينديز على قرارات استقطاب اللاعبين في سوق الانتقالات.

لكن ممثلو النادي أكدوا مرارا أن دور الرجل البرتغالي يتوقف عند الحد الاستشاري فقط نظرا لأنه صديق شخصي لرئيس مجموعة "فوسون"، ولا يساهم في اتخاذ أي قرارات.

ما أثار التساؤلات بشكل أكبر هو الصبغة البرتغالية الكاملة التي يتصبغ بها النادي هذا الموسم.

البداية كانت من المقعد الفني الذي ذهب إلى "نونو إسبريتو سانتو".

حارس المرمى البرتغالي السابق الذي لعب لعدة أندية أبرزها بورتو وديبورتيفو لاكرونا، قبل أن يتجه للإدارة الفنية في تجارب محدودة.

البداية كانت مع ريو آفي في 2012، وبنتائج مميزة انتقل لتدريب فالنسيا في 2014، ولكن النتائج لم تكن موفقة، ليستريح لموسم واحد ثم يعود لقيادة بورتو في الموسم الماضي ويحقق معهم المركز الثاني في الدوري المحلي، قبل أن يقرر الانتقال إلى إنجلترا في الموسم الحالي من بوابة ولفرهامبتون.

عليك أن تتسائل هنا.. من هو وكيل سانتو؟ يمكنك تخمين الإجابة بسهولة.

بخصوص هذا الشأن، دافع سانتو: "أنا عميل لأحد أبرز وكلاء اللاعبين والمدربين على مستوى العالم أنا أقوم بعملي وهو يقوم بعمله فقط لا غير".

بمزيد من البحث في قوائم رابطة المحترفين، اتضح أن وكلاء اللاعبين البرتغاليين المنضمين للفريق خلال الموسمين الأخيرين يحملون أسماء أخرى غير خورخي مينديز، وبعضهم لاعبين شبان لا يمتلكون وكيلا لاستشارته من الأساس.

جاء سانتو خلفا للأسكتلندي بول لامبرت الذي أنهى الموسم الماضي مع الفريق.

يمكن الآن بسهولة استنتاج أن سانتو كان الرهان المناسب لذلك المشروع، ولكن تنتظره رهانات أكبر في الموسم القادم، حين يتطلب الأمر تثبيت الأقدام بقوة في الدوري الممتاز من اللحظة الأولى.

ويعد ولفرهامبتون صاحب الخط الهجومي الأقوى في دوري الدرجة الأولى برصيد 78 هدفا، بفارق 5 أهداف عن فولام، وأقوى خط دفاعي في البطولة متلقيا 35 هدفا بالتساوي مع كارديف سيتي.

السؤال هنا.. كيف وضع سانتو بصمته سريعا؟

مكمن القصة في سوق انتقالات قوي للغاية، سيطرت عليه الألوان البرتغالية أيضا.

17 لاعبا استقطبهم النادي في الانتقالات الصيفية الأخيرة، من بينهم 7 لاعبين يحملون الجنسية البرتغالية، بخلاف عدة أسماء أخرى انضمت في الموسم الأول للإدارة الصينية.

ربما عليك أن تعلم أن لاعبين فقط من التشكيلة الأساسية التي لعبت أغلب مباريات الموسم الماضي هما المستمران في تشكيلة سانتو الموسم الحالي، ومع تعديلات في توظيفهم أيضا.

الأيرلندي مات دوهيرتي اعتاد أن يكون ظهير أيسر، ولكنه يلعب الموسم الحالي كظهير أيمن، ولاعب الوسط الإنجليزي كونور كودي تحول إلى لاعب قلب دفاع مع تحول في طريقة لعب الفريق إلى ثلاثي في قلب الدفاع بدلا من اللعب برباعي دفاعي في الموسم الماضي، تماما كطريقة تشيلسي.

بداية الصفقات كانت من مركز حراسة المرمى، حين ضم الفريق حارس مرمى نورويتش سيتي طوال الـ7 أعوام السابقة جون رودي في انتقال حر، ولعب رودي أساسيا في كافة مباريات الموسم الحالي من دوري الدرجة الأولى، بينما لعب ويليام نوريس -24 عاما- كافة مباريات الفريق الثلاثة في كأس الرابطة.

الصفقة المدوية في أرجاء الشامبيونشيب كانت التعاقد مع لاعب الوسط الدفاعي البرتغالي روبين نيفيس من صفوف بورتو مقابل قرابة الـ18 مليون يورو، كأغلى صفقة في تاريخ النادي وفي تاريخ دوري الدرجة الأولى على حد سواء.

شارك نيفيس في 39 مباراة بمختلف البطولات هذا الموسم محرزا 6 أهداف، ومقدما لإسهامات كبيرة في وسط ملعب الفريق.

لكن التألق الحقيقي لثنائي يلعب للفريق في الوقت الحالي على سبيل الإعارة.

الأول هو الجناح البرتغالي الشاب دييجو جوتا، والذي ينضم معارا من أتليتكو مدريد الإسباني.

جوتا الذي لعب معارا لبورتو في الموسم الماضي شارك في 43 هذا الموسم مع الفريق بمختلف البطولات، ويعد أفضل هداف للفريق في الدوري مسجلا 16 هدفا.

يمكنني أن أراهنك أن غالبية أهداف الجناح الشاب البرتغالي كانت رائعة.

كان تحديا كبيرا أمام إدارة الفريق أن تحتفظ بخدمات جوتا لوقت أطول للحفاظ على استقرار الفريق فنيا، وهو ما تحقق في يناير الماضي حين اتفق وولفرهامبتون مع أتليتكو مدريد على جعل انتقال جوتا نهائيا، ويبدأ الأمر من 1 يوليو القادم.

لاعب آخر كان رائعا تهديفيا على مدار موسم الفريق، وهو البرازيلي ليو بوناتيني.

بوناتيني انضم للفريق معارا من صفوف الهلال السعودي، أحرز 12 هدفا خلال 40 مباراة خاضها مع الفريق.

في قلب الدفاع، اعتمد الفريق بدرجة كبيرة على البرتغالي رودريك ميراندا بجانب كونور كودي اللذان شاركا في غالبية المباريات، مع تدوير بين الأسكتلندي باري دوجلاس والإنجليزي داني باث والفرنسي ويلي بولي ذو الـ26 عاما، والبرتغالي الشاب روبين فيناجري.

ميراندا -26 عاما- انضم في الصيف الأخير من ريو آفي، أما الفرنسي بولي فيلعب معارا من صفوف بورتو.

فيناجري ذو الـ18 عاما والذي ينتظره مستقبل هائل، يلعب لوولفرهامبتون معارا من صفوف موناكو الفرنسي.

في وسط الملعب، بجانب روبين نيفيز، اعتمد سانتو في البداية على المغربي الدولي رومان سايس والذي شارك في 39 مباراة على مدار الموسم محرزا 4 أهداف، بينما زاد الاعتماد على البرتغالي إيفان كافييرو في النصف الثاني من الموسم، حيث شارك إجمالا في 42 مباراة بالدوري محرزا 9 أهداف.

هذا الثنائي يلعب في صفوف ولفرهامبتون منذ العام الماضي، ولكنهما حصلا على فرص أكبر للمشاركة خلال الموسم الحالي، وقد أتت بثمارها.

بقائمة تطول من لاعبين آخرين، وبأعمار شابة يستثمر فيها فريق وولفرهامبتون، يبدو أن الفريق يخطط بقوة لأن يكون رقما صعبا في الدوري الممتاز خلال الموسم القادم.

الحديث عن الانتقالات الصيفية بدأ مبكرا، فقد تسربت أنباء عن رغبة الفريق في ضم مهاجم ميلان الإيطالي أندريه سيلفا، والذي قد يكون وجها برتغالية جديدا في ذلك المشروع.

ماذا يمكن أن يحدث أيضا؟ بالتأكيد سانتو أمامه الكثير من الوقت للتأني والتفكير في خياراته من أجل موسمه الأول كمدير فني في الدوري الإنجليزي الممتاز.

تاريخ النادي لا يخل من بعض الإنجازات المميزة قديما، حيث توج الفريق يلقب الدوري الإنجليزي الممتاز في 3 مناسبات سابقة في أعوام 1954 و1958 و1959.

كما حاز الفريق على لقب كأس الاتحاد الإنجليزي في 4 مناسبات في أعوام 1893 و1908 و1949 و1960، وكأس رابطة المحترفين في أعوام 1974 و1980.

ظهر الفريق أوروبيا، وكان الظهور الأبرز بالوصول إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي في عام 1972 قبل الخسارة أمام توتنام هوتسبير بنتيجة 3-2.

التعليقات