درس مورينيو لإيقاف خطورة صلاح.. هل يستنسخ بيب الفكرة ويغير فلسفته؟

الأربعاء، 04 أبريل 2018 - 12:13

كتب : علي أبو طبل

محمد صلاح - جوارديولا

"ليفربول ليس صلاح فقط.. صلاح وماني وفيرمينيو جميعهم رائعون ولا يمكن إيقافهم تقريبا".

يؤكد بيب جوارديولا على ذلك في تصريحات قبل مواجهة مانشستر سيتي وليفربول في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أوروبا على ملعب "أنفيلد"، ولكنه يعلم جيدا كما يعلم الجميع أن صلاح يظل الخطر الأبرز في التهديد المباشر على حارس مرماه إيديرسون.

صلاح ساهم بتسجيل هدف وصناعة آخر في أخر مواجهة جمعت الفريقين على نفس الملعب، والتي انتهت بتفوق ليفربول بنتيجة 4-3 في الدوري الإنجليزي الممتاز.

مواجهة كانت مفتوحة تماما بهجمات متبادلة وسريعة، ولكن مع اختلاف حوافز المواجهة الأوروبية، تظل فكرة استقبال الأهداف غير محببة لكلا الفريقين، لذا فإن المزيد من الاحتياطات الدفاعية سيؤخذ بها.

ولأن صلاح هو الأسرع والأكثر تهديفا في فريق كلوب، والأكثر قدرة على خطف مدافعي الخصوم بسرعته وتحركاته، وأضف إلى ذلك معاناة مانشستر سيتي في مركز الظهير الأيسر، فقد يقدم جوارديولا على أمر استثنائي في تلك المواجهة.

هل يستعين بيب بفكرة مورينيو التي قتل بها خطورة صلاح كليا في المواجهة التي انتصر فيها مانشستر يونايتد على ليفربول مؤخرا في الدوري الممتاز؟

المدير الفني البرتغالي كلف لاعبه آشلي يونج بمراقبة الجناح المصري بشكل كامل طوال الـ90 دقيقة، ومع تطبيق الدفاع المتأخر، لم يجد صلاح متنفسا للحركة نحو مرمى دي خيا وتهديد دفاعات يونايتد، فكانت مباراته الاسوأ ضمن موسم استثنائي يحطم خلاله الكثير من الأرقام التي صمدت لسنوات محليا.

بدأ جوارديولا موسمه بإشراك بنيامين ميندي كظهير أيسر قبل أن يغيب للإصابة بقطع في الرباط الصليبي، ثم بدأ يلعب بدانيلو لفترات قبل أن يثبت لاعب الوسط فابيان ديلف في هذا المركز لفترات طويلة خلال الموسم الجاري، وأشرك صانع الألعاب الأوكراني زانتشينكو في هذا المركز خلال بعض المباريات كذلك.

لكن مع الاستعدادات الخاصة لمباراة بهذا الحجم، يبدو أن بيب بصدد إجراء تعديل استثنائي.

المباراة الأخيرة في الدوري ضد إيفرتون شهد إشراك قلب دفاع الفريق الجديد، الفرنسي إيمريك لابورتي، كظهير أيسر حيث أبلى بلاء حسنا.

"لقد قدم إيمريك مباراة جيدة أمام جناح مميز مثل ثيو والكوت".

يشيد بيب بمدافعه الفرنسي في توظيفه الجديد الغير معتاد، مما يعني أنه قد يكون خياره الأساسي في ذلك المركز لإيقاف خطورة صلاح.

أيا كان الاسم المشارك كظهير أيسر، فالفكرة قد تكون واحدة وهي تكليفات دفاعية خاصة لقتل خطورة الجناح المصري دون التقدم هجوميا.

تفوق مورينيو على كلوب في هذه الجزئية، ولكن المدير الفني الألماني يتحمل المسؤولية حينها بعدم إجراء التعديل المناسب مبكرا لتحرير صلاح أكثر.

فهل يستفيد كلوب من درس ذلك اليوم ويجري رد فعل بشكل أسرع إن حدث ذلك من جديد على يد جوارديولا؟

أيا كان تموقع صلاح في الشق الهجومي، فإن خطورته الرئيسية تكمن في مباشرته نحو مرمى المنافس وحسه التهديفي الذي ازداد أضعافا خلال الموسم الحالي.

إن لم يجد صلاح المتنفس في الجانب الأيمن من الملعب، فعلى كلوب أن يغير من مركزه مباشرة، وستصبح الأمور متعبة أكثر لدفاعات مانشستر سيتي إن توجه صلاح نحو العمق.

مستويات قلبي دفاع مانشستر سيتي ليست بالمثالية، وسرعة صلاح قد تسبب الكثير من المتاعب إن تم التركيز على لعب الكرات البينية له من بين قلبي الدفاع، أو الاعتماد على الكرات الطولية التي قد يستفيد منها في ظل تميزه في التحكم بالكرة والاستلام بشكل مميز.

حينها قد تتحول طريقة ليفربول إلى 4-4-2 بوجود صلاح كمهاجم ثان بجانب فيرمينيو، بينما تتم استعاضة صلاح بوجود السنغالي ساديو ماني على الجانب الأيمن، والذي لن يواجه نفس المشاكل بقدر ما يواجهه صلاح الذي تنصب مجهودات دفاعات السيتي عليه.

ولكن يأتي سؤال هام هنا.. هل فكرة مراقبة صلاح أو توظيف لاعب بعينه لسد الطريق أمامه بمثابة فكرة جيدة لفريق يدربه بيب جوارديولا؟

هنا نجد سيناريوهيين.

الأول هو أن فكرة إشراك لابورتي ليس بهدف تغيير فلسفة وطريقة بيب الهجومية بقدر إشراك لاعب يتميز دفاعيا بشكل أقوى ولا يميل للتقدم الهجومي، تماما مثل كايل ووكر على الجانب الأيمن والذي لا يتقدم هجوميا إلا فيما ندر.

وإن كان ذلك هو الهدف، فسيحتفظ السيتي بطريقته الهجومية والاستحواذ على الكرة.

الكابوس الأكبر لجوارديولا؟.. هجمات ليفربول المرتدة مع سرعات صلاح وماني وتحول فيرمينيو وسرعة تشامبرلين في التقدم من العمق.

وهنا قد تكمن قيمة إشراك لابورتي من جديد.

أما السيناريو الثاني فهو أن بيب ربما قد اكتسب صفة الواقعية بدرجة أكبر من خلال تجربته الإنجليزية، ويعلم أن ليفربول بعكس أي ناد آخر هو الأقدر على كسر إيقاع لعب السيتي بالفلسفة الحالية، وقد لا يمانع تغيير مؤقت لتلك الفلسفة مع مزيد من الواقعية واللعب على سلاح المرتدات الذي سيضر بليفربول كثيرا إن قرر جوارديولا أن يترك لهم الاستحواذ، على غير عادته.

تحدثنا عن تجهيزات بيب وعن ردة فعل كلوب وعن درس مورينيو الذي قد يستفيد منه الثنائي بخصوص صلاح.

ولكن ماذا عن صلاح نفسه؟

بلا شك هي المباراة الأهم هذا الموسم للاعب المصري، بخلاف مواجهة مصر والكونغو بالطبع.

تكمن الأهمية في أنها مباراة ربع نهائي لأكبر بطولة كرة قدم أوروبية، وفي أن صلاح هو النجم الأهم لليفربول ويريد من جديد إثبات أنه رجل حاسم في المباريات الكبرى، وأن ما حدث أمام يونايتد كان استثناء.

صلاح سجل هذا الموسم في شباك مانشستر سيتي مسبقا، وفي شباك توتنام في 3 مناسبات وفي شباك أرسنال وتشيلسي، وجميعها أندية ضمن سداسي المقدمة في الدوري الممتاز.

ويصل صلاح الآن إلى رصيد 37 هدفا خلال 41 مشاركة مع ليفربول في مختلف البطولات هذا الموسم، وبالتأكيد يطمح للمزيد.

التعليقات