عندما استضاف إشبيلية بايرن ميونيخ في انطلاقة قصة مارادونا الأندلسية

الثلاثاء، 03 أبريل 2018 - 17:35

كتب : علي أبو طبل

مارادونا

تعد مواجهة ربع نهائي دوري أبطال أوروبا التي تجمع بايرن ميونيخ الألماني مع إشبيلية الإسباني هي الأولى تاريخيا بين الناديين في الإطار الرسمي. لكنها لن تكون المواجهة الأولى على الإطلاق.

ملعب "رامون سانشيز بيزخوان" شهد مواجهة ودية جمعت الفريقين استعدادا للموسم الجديد.

وركز الموقع الرسمي لصحيفة "آس" الإسبانية في تقرير خاص على أحداث تلك المباراة.

قد تتوقع أن الهالة الإعلامية والاهتمام كانا يدوران حول لضيف البافاري، لكنهم لم يكونوا العنصر الأهم في تلك الأمسية.

الكاميرات والمايكروفونات كانت موجهة بالكامل تجاه النجم الأبرز والعائد من جديد.

دييجو أرماندو مارادونا تعرض للإيقاف عن ممارسة اللعبة نهائيا لمدة ١٥ شهرا بسبب تناول مخدر الكوكايين، وهو ما أنهى مشواره رفقة نادي نابولي الإيطالي.

في الموسم السابق، كان التشيلي إيفان زامورنو هو النجم الأبرز في النادي الأندلسي قبل أن تستقطبه أضواء ريال مدريد.

خسارة فنية كبيرة كانت يجب أن تقابل بالرفض من الجماهير، فكان رد رئيس النادي في ذلك الوقت، لويس كويرفاس، هو صفقة من العيار الثقيل.

يعود مارادونا إلى أضواء كرة أسبانيا في تجربة ثانية بعد أخرى سابقة بألوان البلاوجرانا.

في عمر الـ٣١ ومرتديا شارة القيادة، أبدع "دييجو" في ظهوره الأول في الأندلس ليقود إشبيلية لفوز ودي هام على الضيف البافاري بنتيجة ٣-١.

دييجو مارادونا كان عنصرا مبتكرا في خط وسط قوي ضمه مع دييجو سيميوني ورافا باز، كما شكل تفاهما هجوميا مع الجوهرة الكرواتية الصاعدة آنذاك، دافور سوكر.

تغير شكل مارادونا وربما اكتسب المزيد من الوزن، ولكن لمساته وذكاؤه يؤكدان أنه ذات اللعب الذي أبدع رفقة نابولي ومنتخب بلاده من قبل.

لكن العامل الأهم الذي جعل واحدا ممن أفضل من لمسة لكرة عبر تاريخها يقبل على هذه التجربة هو عودته للعب تحت قيادة مديره الفني في مونديال ١٩٦٨، كارلوس بيلاردو.

عبر بيلاردو عن سعادته بالهدية، على حد وصفه لاستقطاب مارادونا، كما أن النجم الأرجنتيني صرح بحماس بأن "سعادته الآن قد اكتملت".

بداية رائعة في مباراة ودية استكملها مارادونا بتألق مبهر في الموسم المحلي، كما أبدع بالخصوص في قيادة فريقه لفوز على ريال مدريد بهدفين نظيفين.

كان كل شئ رائعا قبل أن يحل النصف الثاني من الموسم، لتبدأ نهاية رحلة مارادونا في الأندلس سريعا.

لم يكن الساحر الأرجنتيني على ما يرام بالأخص بعد تناوله لمواد مسكنة للتغلب على آثار إصابة مزمنة تعرض لها في ١٩٨٥ نتيجة تعرضه للركل من مشجع فنزويلي غضب.

كان ذلك قبل مواجهة بالدوري جمعت إشبيلية مع ريال بورجوس، والتي انتهت بالتعادل ١-١، حيث قام بيلاردو باستبدال دييجو مبكرا في الشوط الثاني، لينفعل دييجو بشدة على مدربه.

الأمور أصبحت اسوأ حين عرضت عليه إدارة النادي بعدها بأيام قليلة بأن يصبح مديرا فنيا للفريق بجانب كون لاعبا مع اقتراب رحيل بيلاردو.

رفض مارادونا بقسوة، وليس بمبرر عدم خيانة صديق له ولكن بمبرر عدم طموحه للالتزام مع النادي لهذا الحد.

انقلبت إدارة النادي الأندلسي على دييجو بمرور الوقت.

"لم يعد مؤهلا بدنيا حتى للعب رياضة مثل تنس الطاولة"

كان هذا تصريحا من نائب رئيس النادي خوسيه ماريا ديل نيدو، والذي أغضب دييجو بشدة واعتبره دفعا واضحا من إدارة النادي لإجباره على الرحيل، حسب ذكر في سيرته الذاتية.

"وهكذا انتهت قصتي مع نادي إشبيلية.. بشكل مؤسف"

يختتم مارادونا الحديث عن تلك الحقبة من مسيرته في كتاب سيرته الذاتية.

اضطر دييجو للتضحية بمبلغ ٦٢٥ ألف يورو من مستحقاته لأنه "لم يلتزم بواجباته تجاه النادي"، حسبما عبرت إدارة النادي الأندلسي في بيان رسمي.

فصل قصير في مسيرة مارادونا الكروية حمل الكثير من التراجيديا، ولكن بدايته كانت ليلة ساحرة أمتع فيها ضد بايرن ميونيخ، وتأمل جماهير "رامون سانشيز بيزخوان" تكرارها بعد مرور ٢٦ عاما.

التعليقات