ملامح التوقف الدولي - تونس.. استفادات بالجملة والطيور المهاجرة تغازل المونديال

الأربعاء، 28 مارس 2018 - 14:21

كتب : محمد سمير

منتخب تونس

"حققنا فوزين مهمين ضد إيران وكوستاريكا وأثبتنا اليوم أن تونس منتخب عنيد وعريق وسينافس بقوة في المجموعة السابعة بالمونديال" كانت تلك تصريحات نبيل معلول المدير الفني لمنتخب تونس بعد انتهاء الأجندة الدولية.

استفادات منتخب تونس جاءت بالجملة من المباراتين الوديتين ليس فقط بسبب تحقيق الفوز بنتيجة واحدة بهدف نظيف ولكن للحصول على عناصر جديدة يمكنها تعزيز صفوف نسور قرطاج بالمونديال لتكون إضافة قوية.

قام نبيل معلول بتجربة عدد من اللاعبين حاملي الجنسيتين التونسية والفرنسية للمباراة الأولى مع نسور قرطاج مثل إلياس السخيري ومعز حسان وسيف الدين خاوي ويوهان بن علوان وديلان برون.

وأثبتت الطيور المهاجرة جدارتها وأحقيتها بتمثيل المنتخب التونسي في المونديال بل وقد تكون حلول لنقاط ضعف المنتخب.

ورغم عدم قوة منافسي تونس بالمباراتين الوديتين لكن كوستاريكا وإيران حققا الاستفادة الكاملة لنسور قرطاج بتجربة اللاعبين وعلاج نقاط الضعف خاصة وأن منتخب تونس سيلاقي منتخبي البرتغال وإسبانيا بالإضافة للمنتخب التركي بعد انتهاء الدوريات العالمية وقبل انطلاق كأس العالم في ثلاث تجارب قوية قبل المونديال.

ويقع المنتخب التونسي في المجموعة السابعة الصعبة والتي يتواجد بها منتخبات بلجيكا وإنجلترا وبنما لكن معلول يثق في قدرات لاعبيه بالمنافسة على أحد بطاقتي التأهل.

الطيور المهاجرة:

حقق منتخب تونس الاستفادة الكاملة من تجربة الطيور المهاجرة من حاملي الجنسيتين الفرنسية والتونسية وأثبت اللاعبون جدارتهم بالتواجد في تشكيل نسور قرطاج بالمونديال ومعالجة نقاط الضعف.

تألق إلياس السخيري لاعب وسط مونبيليه الفرنسي وجاء حلا لمشكلة خط وسط المنتخب التونسي التي كانت ستضطر نسور قرطاج لتجنيس الإيفواري فوسيني كوليبالي لاعب الترجي قبل أن تنتهي المحاولة بالفشل وسط اعتراضات تونسية كبيرة.

وجاء معز حسان حلا لأزمة حراسة المرمى الكبيرة في المنتخب التونسي كما تألق يوهان بن علوان مدافع ليستر سيتي الإنجليزي.

حلول جديدة الدفاع:

بدأ نبيل معلول بالثنائي يوهان بن علوان وياسين مرياح كقلب دفاع في المباراة الودية الأولى أمام إيران وشهدت ثبات وصلابة دفاعية لنسور قرطاج رغم أنها المشاركة الدولية الأولى لبن علوان إلا أنه نال إشادات الجميع واختير في أكثر من منبر إعلامي تونسي كرجل المباراة.

شهد الدفاع في المباراة الأولى ثبات كبير من الناحية الفنية وقد يتسبب ذلك في تفكير معلول بالاعتماد على مدافع ليستر سيتي يوهان بن علوان مستقبلا.

وفي المباراة الثانية شارك صيام بن يوسف مدافع قاسم باشا بدلا من يوهان بن علوان ورغم انتهاء المباراتين بنظافة شباك نسور قرطاج إلا أن المباراة الثانية شهدت بعض الأخطاء الدفاعية في التمركز لكن نجح معز حسان حارس المرمى في تفادي تلك الأخطاء بتألق كبير.

النقاز وبرون والظهير الأيمن:

انضم ديلان برون مدافع فريق جينت البلجيكي لمعسكر منتخب تونس للمرة الثانية في تاريخه إذ شارك العام الماضي أمام المغرب في المباراة التي خسر فيها فريقه بهدف نظيف.

ويلعب برون -22 عاما- في مركز قلب الدفاع لكنه يجيد اللعب بمركز الظهير الأيمن وهو ما جعل نبيل معلول يعتمد عليه في المباراتين في ذلك المركز إذ شارك لمدة شوط واحد أمام إيران وحتى الدقيقة 90 بمباراة كوستاريكا.

قدم برون مستوى جيد في المباراة خاصة في الجانب الدفاعي وقد يكون بديلا لحمدي النقاز إذ تطلب الأمر ذلك وفقا لرؤية نبيل معلول أو ربما يكون أساسيا إذا كانت تجربة المدير الفني في الأساس من أجل علاج بعض أخطاء النقاز الدفاعية.

شارك حمدي النقاز في الشوط الثاني من مباراة إيران وتواجد الآن منافس قوي للنقاز في مركزه مع تقديم برون مستوى جيد.

السخيري يعوض تجنيس كوليبالي ويحل أزمة الوسط:

نقاط ضعف ملحوظة للمنتخب التونسي في خط الوسط وبالأخص في الجانب الدفاع وكان ذلك سببا في تفكير الجهاز الفني لتجنيس كوليبالي لاعب الترجي لكن انتهت المحاولة بالفشل مع غضب جماهيري من فكرة التجنيس من الأساس.

شارك إلياس السخيري لاعب مونبيليه للمرة الأولى مع منتخب بلاده ليكون اللاعب البالغ من العمر 22 عاما بمثابة الحل السحري لنسور قرطاج.

شهدت المباراتين الوديتين تجانسا كبيرا بين السخيري وفرجاني ساسي وظهر ذلك في مساندتهما الدفاعية عندما تكون الكرة مع المنافسة والهجومية عند امتلاك تونس للكرة.

تألق السخيري في المباراتين دفع نبيل معلول للإشادة به إذ قال عقب مباراة كوستاريكا: "بإنضمام السخيري في مركز الوسط أصبح هناك تجانس كبير مع فرجاني ساسي وكنا ننتظر رفع اللاعبون الجدد مستوى المنتخب وهو ما حدث بالفعل".

خزري مفتاح اللعب في غياب المساكني:

يلعب وهبي خزري لاعب فريق رين في مركز المهاجم الصريح إلا أنه مع غياب يوسف المساكني مفتاح لعب نسور قرطاج للإصابة نجح خزري في تعويض غيابه والقيام بدور رائع في المباراتين.

أحرز خزري هدف فريقه الوحيد في شباك كوستاريكا التي يحرس مرماها كيلور نافاس حارس مرمى ريال مدريد بهدف من مجهود فردي رائع وكان هدف تونس الوحيد في شباك إيران من تسديدة رائعة لخزري أنقذها حارس المرمى لكن ارتطمت بالمدافع وسكنت الشباك.

وشارك الثنائي نعيم السليتي والوافد الجديد من الطيور المهاجرة سيف الدين خاوي وأثبت منتخب تونس جدارة كبيرة في ذلك مع تدعيم من علي معلول على الجانب الأيسر.

واستحق خزري الإشادة من متابعي المنتخب التونسي لما قدمه من أداء رائع على المستوى الخططي والمجهود الفردي كحل في حالة التكتلات الدفاعية.

انفراجة في أزمة حراسة المرمى واقتراب تكرار سيناريو 78:

يبدو أن أزمة حراسة المرمى في المنتخب التونسي قد اقتربت من الانتهاء إذ لم يعتمد نبيل معلول على الثنائي أيمن المثلوثي ومعز بن شريفية واللذان عانا من تذبذب كبير في المستوى طوال الموسم.

وأشرك معلول فارق بن مصطفى حارس مرمى الشباب السعودي في مباراة إيران ومعز حسان حارس مرمى شاتورو الفرنسي.

وكان معلول قد غادر إلى فرنسا في ديسمبر الماضي لإقناع معز حسان لتمثيل المنتخب التونسي إذ أنه أحد اللاعبين مزدوجي الجنسية وهو ما نجح فيه بالفعل.

وقدم فاروق بن مصطفى مستوى جيد أمام إيران مع بعض الأخطاء غير المؤثرة أما معز حسان فقدم مباراة رائعة أمام منتخب كوستاريكا.

ورغم أن مباراة كوستاريكا كانت المشاركة الدولية الأولى لمعز حسان إلا أنه قدم مستوى ملفت للنظر وأنقذ العديد من الفرص وحافظ على نظافة شباكه بانفراد في الدقيقة 82 ليمنح فريقه الفوز.

وبذلك قد يحدث لنسور قرطاج مثلما حدث في منافسة كأس العالم 1978 بالأرجنتين وقدم وقتها منتخب تونس أداء رائع وتعادل مع منتخب ألمانيا وتغلب على المكسيك ونجح حارس المرمى مختار النائلي في تقديم مستوى أكثر من رائع رغم أنه لم يشارك في أي مباراة بالتصفيات.

وقد يعيد معز حسان الذي شارك للمرة الدولية الأولى في تاريخه سيناريو مونديال الأرجنتين ليحرس عرين نسور قرطاج بالمونديال.

طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - البرتغال.. حيرة الاستقرار على الهوية)

طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - إسبانيا.. الأهداف مستمرة ودليل استخدام إنييستا وإيسكو)

طالع أيضا.. (ملامح التوقف الدولي - إنجلترا.. مراكز جديدة برعاية ساوثجيت)

التعليقات