خدعوك فقالوا.. "النني كمالة عدد"

الثلاثاء، 27 مارس 2018 - 14:42

كتب : إسلام مجدي

محمد النني

تجده في المباراة يركض بلا راحة خلف الكرة، أينما حلت يكون متواجدا معها، أشركه في قلب الدفاع ولن يتذمر، أشركه كمهاجم ولن يقول لا، المهم أن يؤدي التعليمات كما يجب. إنه لاعب المدرب المفضل.

انضم محمد النني إلى أرسنال في شتاء 2016، مع عديد من التطلعات لدوره، وتساؤلات حول جدوى الصفقة.

لم يشارك صاحب الـ25 عاما في أول 5 مباريات بالدوري منذ انضمامه إلى المدفعجية مع العديد من التساؤلات، ما جدوى دفع مبلغ 11.25 مليون جنيه إسترليني من أجل لاعب لن تشركه؟

جملة واحدة كانت تقال وسط العديد من الانتقادات من اللاعب الذي يؤدي كل ما يقال له من المدرب. "إنه موجود ليكمل العدد ولا يقدم إضافة". لكن هل كانت تلك حقيقة؟

حينما واجه أرسنال نظيره بيرنلي في أكتوبر 2016 قام فينجر بإشراك محمد النني كبديل في المباراة.

حلل إيان رايت أسطورة أرسنال اللقاء قائلا:"فينجر أخطأ بعدم الدفع بالنني منذ بداية المباراة، بطريقته التي يلعب بها، لقد كان يحول دون وقوع فريقه فريسة للهجمات المرتدة، لقد خلق فارقا كبيرا في وسط الملعب لزميله بجانبه وكان كازورلا، بكل تأكيد لاعب أكمل 102 تمريرة من 104، حتى وإن كانت طبيعية لكنك بحاجة لمثل هذه النوعية من اللاعبين".

وواصل "النني أظهر دعما كاملا، وقدرة على الركض في كافة أنحاء الملعب، المدرب يحب هذا اللاعب، الذي يكون قادرا على دعم كافة خطوط الملعب، لقد أظهر قدرة على الثبات على الإيقاع، ومنح أرسنال فرصا لصناعة اللعب".

يمتلك أرسنال عددا من اللاعبين مثل آرون رامسي وجرانيت جاكا، والمحللون والمدربون يفضلون لاعبا مثل النني، ذلك الذي ينفذ التعليمات بحذافيرها ويقدم دعما مرجوا لا أكثر.

قال أدريان كلارك لاعب وسط أرسنال السابق ومحلل رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز لـFilGoal.com :"أحب طريقة لعب النني، إنه من نوعية لاعبي الوسط الذين يعملون بكد ويمتلك قدرة على التمرير ببراعة، لكنه للآسف لا يمتلك ما يمكن وصفه بقدرات خاصة تجعله فريدا أو لاعب من ضمن الأساطير، ولا عيب في ذلك بإمكانه أن يدخل تلك الفئة بالألقاب".

وواصل "قد يكرهه عدد من المشجعين، نعم لأنهم يرغبون في رؤية لاعب وسط مثل سكولز أو إنييستا يراوغ ويمرر ويصنع، لكن أيضا هناك لاعبون لا نتغنى بأسمائهم ومساهمتهم فعالة للغاية بل ويكونوا سببا بطريقة ما في جعل زملائهم نجوم، النني من ضمن هؤلاء".

وتابع "بالنسبة لي إن وصفنا رامسي بأنه مسجل أهداف وجاكا مثل صناع اللعب وصاحب التمريرات الطويلة، فالنني لاعب وسط أنيق ومنظم ودائما ما يقدم أداء جيدا، لكن أحيانا ذلك الأداء قد لا يفوز لك بالمباريات".

وأضاف "ربما بحاجة لتسجيل المزيد من الأهداف، مثلا ضد برشلونة سجل هدفا جميلا ورائعا، منافسه في مركزه رامسي صحيح؟ لذا هو بحاجة لأن يسجل ويصنع المزيد من الفرص، بحاجة لأداء هجومي، لكن هل يجعله ذلك لاعبا يكمل عدد فريقه؟ بالطبع لا، إنه يلعب لأرسنال وفينجر يعرف جيد الجودة التي يضيفها له النني، لقد لعب ما يقرب من 63 مباراة ولا يبدو ذلك لي بأي شكل أمر سيء، النني من لاعبي الوسط المتميزين".

تعرض النني خلال الموسم الماضي للكثير من الانتقادات، حول أنه لم يكن صفقة ناجحة لأرسنال، أو ليس لديه ما يكفي من سرعة للعب في الدوري الإنجليزي الممتاز، وقد يلائم إسبانيا وإيطاليا أكثر.

أثناء وجود سير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري في جامعة أوكسفورد قال خلال محاضرة :"العمل الجماعي أكثر فاعلية من أن يكون لديك نجما واحدا، يمكنك أن تركض في الملعب وحدك لكن ذلك لن يحقق شيئا".

وأضاف" أن بحاجة للاعبين يكملون عمق تشكيلك، أن يجعلونك تشعر أنك تمتلك حلا لكل شيء، بعض هؤلاء اللاعبين قد لا يتمتع بمهارة ومراوغات كبيرة، لكن ذلك ليس عيبا إنها قدرات وعليك أن تمتلك قدرات مختلفة إن كنت ترغب في صنع فريق فائز".

وواصل "عدم امتلاك لاعب لمهارات رونالدينيو أو رونالدو أو ميسي لا يعني أنه لا يجيد لعب الكرة، علينا أن نعي أن هؤلاء حالات خاصة لذلك يصنفون بشكل مختلف، أما الطبيعي، فأنا كمدرب بحاجة للاعب يغطي مساحات وآخر ينفذ تعليمات معينة وآخر يضيف جودة معينة أرغب فيها، هكذا أكمل فريقي".

خلال الجولة التحضيرية للموسم الجاري وبعد موسم ونصف في أرسنال، لعب النني كقلب دفاع في كتيبة أرسين فينجر، ولم يتذمر مطلقا.

وضد تشيلسي في الكأس لعب مباراة متميزة للغاية وشارك كقلب دفاع ولاعب وسط ولم يتذمر.

قال النني: "بين شوطي مباراة تشيلسي طلب مني فينجر أن أعود في الخلف وأن ألعب بين قلبي الدفاع. أحاول أن أنفذ تعليمات فينجر حتى أضمن تواجدي بشكل دائم في الملعب".

"أعمل يوميا ولو على التفاصيل الصغيرة، عندما تظن أنك وصلت لما بحثت عنه لن تتقدم لذا أحب أن أتعلم وأتطور. "أنت تتطور" هى أفضل كلمة أحب أن أسمعها".

ويكمل "اكتساب ثقة فينجر هى شيء ثمين وهذا ليس سهلا بكل تأكيد، فينجر يعتمد علي وهذا أمر رائع للمدرب أن يجد من ينفذ تعليماته".

الجماهير واصلت انتقاد النني خاصة في بطولة كأس الأمم الإفريقية الأخيرة، ليرد كوبر على كل ذلك بثقة قائلا "الجماهير لديها الحق أن تقول ما تريده بخصوص اللاعب، ولكن بالنسبة لي هو لاعب عظيم".

وواصل: "أعتقد أن أرسين فينجر ليس ساذجا أن المدير الفني لأرسنال يصر على النني، وأعتقد أن هناك من يغير منه لأنه في أقوي دوري في العالم".

وتابع: "كمدرب أحب أن يظل معي النني دائمًا، ولو وجدت لاعب أفضل منه وينفذ التعليمات أكثر منه، سأدفع به".

قد يراه البعض دعما من المدرب في وقت حيوي خلال كأس الأمم، لكن فعليا كانت تلك الكلمات صادقة، أي مدرب تولى مهمة تدريب النني قال مثل تلك الكلمات.

قال فينجر :"إنه لاعب رائع ونحن نحبه هنا، ويعتبر من اللاعبين الذين لديهم خبرة دولية".

مرات ياكين مدربه السابق في بازل كان من طلب ضم النني على سبيل الإعارة لمدة 6 أشهر قبل تحويلها إلى صفقة دائمة.

وقتها كان السويسري يلعب الثنائي النني بجانب سيري داي وكان معجبا بشدة بقدرة الأول على الركض في كافة الأنحاء.

قال ياكين عنه :"لديه حلول كثيرة ومؤشراته جيدة إلى حد كبير، أعتقد أنه لاعب الوسط الذي نحتاجه".

أرسنال اتجه لتجديد عقد النني بعد أدائه المتميز خلال الفترة الأخيرة، خاصة وأنه كلما شارك كلما حصل على الثناء لما قدمه من مجهود وفير.

يقول حسن قاسمي مذيع "توك سبورت" لـFilGoal.com :"أعتقد أنه خلال الفترة الماضية قدم النني أداء جيدا، وكان واحدا من أكثر اللاعبين ثباتا على مستواهم فيما يخص الأداء وأظهر روحا عاليا حينما سقط النادي".

وواصل :"أرسنال وأرسين فينجر لاحظا أنهما أيضا بحاجة لإخراج أفضل ما لدى اللاعبين خلال الأسابيع القليلة المقبلة لكي يتمكنوا من الفوز بلقب الدوري الأوروبي وإنقاذ الموسم للتأهل لدوري الأبطال خلال الموسم المقبل".

وتابع "النني لم يلعب لديكم في مصر لأكبر ناديين الأهلي والزمالك، وحقيقة الأمر أن ذلك دائما سيضعه تحت الكثير من الضغط وستستمر الانتقادات خاصة وأنه في مركز لا يسمح له بتسجيل الكثير من الأهداف، وأعتقد أن البعض يركز فقط عليه، بالنسبة لي، النني لاعب جيد يضيف إلى عمق التشكيل، ويمنح أرسين فينجر خيارا تكتيكيا في عديد من المبارايات".

واسترسل :"الجميع قد يقول رأيه لكن لا يدل ذلك على أنه بالضرورة الرأي الصحيح، اللاعبون الذين يضيفون عمقا للتشكيل مثل النني مهمين للغاية للمدربين خاصة حينما تلعب ما يقرب من 50 إلى 70 مباراة في الموسم".

وأردف:"بالطبع التقييم سيكون مختلفا، لذا ستجد المدرب يحب ذلك اللاعب كثيرا لكن الجماهير ليست كذلك، في إنجلترا يواجه المدربون العديد من أساليب اللعب المختلفة، لذا هم بحاجة لخيارات كثيرة للتغلب على كل فريق، اللاعبون مثل النني ينقذون الموقف كثيرا".

وأتم "أعتقد أن النني فقط بحاجة لأن يلعب الكثير من المباريات وبثبات ليقدر الجماهير ما يقدمه، حينما لا تشارك بانتظام لمدة من الوقت ستخسر لمستك وثقتك، سترتكب الأخطاء والجماهير لا تحب أن ترى ذلك. أيضا كل ذلك لا ينطبق على النني".

لديه دور مؤمن به، ويقدم أقصى ما لديه، قال مرارا إنه يحب الركض، وفعليا يفعل ذلك في كل مباراة ولا يكل ولا يمل عن مطاردة الكرة، وبالطبع لن يشغل باله بالانتقادات لأن هدفه المدرب نظرا لحيوية مركزه، الأمر المتبقي فقط بعد تجديد التعاقد هل يتطور دور النني أكثر مع أرسنال ليصبح من الركائز الأساسية؟ لكنه بكل تأكيد ليس مجرد لاعب يكمل التشكيل ليصبح 11 لاعبا. إنه ليس "كمالة عدد".

التعليقات