كتب : أمير عبد الحليم | الإثنين، 26 مارس 2018 - 15:53

مقال رأي - لماذا لن ينضم فيرمينو لمنتخب مصر

كوكا - مصر والبرتغال

لنتفق قبل أي شيء على أن الوظيفة الأولى والأهم للمهاجم هي تسجيل الأهداف، وبعدها تأتي أدوار أخرى مثل فتح المساحات أو تنفيذ الضغط أو المشاركة في بناء الهجمة ومن هنا يأتي تفضيل المدرب لمهاجم على الآخر.

ومن هنا أيضا يأتي الاختلاف بين المهاجم الذي يفضله يورجن كلوب في ليفربول، ويحبه هيكتور كوبر مع منتخب مصر. ويشاركهما محمد صلاح بنجاح.

نعم، ربما لو كان روبرتو فيرمينو يحمل الجنسية المصرية لجلس على الدكة لصالح مروان محسن أو أحمد حسن "كوكا".

الاختلاف في المطلوب يجعل كوكا بديلا لمروان أو العكس في حال تراجع أداء واحد منهما، وليس فيرمينو رغم شراكته الناجحة مع صلاح في ليفربول.

-----

مع ليفربول، يعتمد يورجن كلوب المدير الفني على تنفيذ الضغط العالي على دفاعات الخصم بداية من ثلاثي الهجوم فيرمينو وصلاح وساديو ماني.

سرعات الثلاثي هامة جدا في خطة كلوب، ولذلك فيرمينو هو المهاجم المفضل لمدرب ليفربول الذي لم يمانع رحيل دانييل ستوريدج "المختلف كليا" في يناير.

يريد كلوب مهاجما يتحرك أكثر خارج منطقة الجزاء دون أن يخسر طاقته سريعا، وقادر على تبادل المراكز مع صلاح وماني.

ولذلك تجد كثيرا في أهداف ليفربول، فيرمينو يتحرك على طرفي الملعب ليلعب العرضية إلى صلاح أو ماني المتمركزين داخل منطقة الجزاء أو حتى خارج منطقة الجزاء ليلعب كرة بينية إلى أحدهما.

يسجل ليفربول كثيرا بهذه الطريقة، الضغط العالي مع سرعات الثلاثي الهجومي يضمن لفريق كلوب سرعة أكبر في استرجاع الكرة وبالطبع استحواذ أكبر.

الحرية التي يمنحها يورجن كلوب لفيرمينو ببساطة توضح لماذا يساعد صلاح على التألق بشكل كبير، وبالسرعات الكبيرة التي يمتلكها ثلاثي هجوم ليفربول، تظهر نقطة تميز فيرمينو وهي قدرته على الحفاظ على الكرة تحت قدمه لفترة أطول.

هذا "العِرق" البرازيلي جعل كلوب يعتمد على فيرمينو في الربط بين الخطوط، فتجده دائما قريبا من حامل الكرة في منتصف ملعب الخصم ولذلك دائما فيرمينو أقرب لوسط الملعب ليمثل رأس مثلث ليفربول الهجومي المقلوب.

ونزول فيرمينو برقيبه يفتح دائما مساحات لصلاح وماني من أجل استلام الكرة منه أو من غيره.

ينزل دائما فيرمينو لوسط الملعب من أجل استلام الكرة، وفي هذه اللحظة يبدأ صلاح وماني التحرك بسرعة خلف الدفاع.

-----

حسنا، لماذا لا يعتمد كوبر على نفس الفكرة مع منتخب مصر؟

يعيش منتخب مصر رحلة بحث منذ فترة طويلة عن رأس حربة يشارك صلاح وتريزيجيه المثلث الهجومي.

ابتعاد باسم مرسي ثم إصابة مروان محسن الطويلة وتجارب غير مكتملة مع عمرو مرعي وعمرو جمال، ثم الاعتماد على أحمد حسن "كوكا". إصرار كوبر على هذه الخصائص جعلت عرفة السيد هو Plan B في حسابات المنتخب.

كل هذا ولايزال كوبر ثابتا على موقفه بالاعتماد على مهاجم يستطيع أن يكون محطة لعب يستقبل تمريرات الدفاع ولاعبي الوسط ويحافظ على الكرة ويسلمها إلى أحد الجناحين.

وبالتالي يجب أن يكون مهاجم كوبر يتمتع بطول وقوة جسدية يسمحان له بالفوز في الالتحامات مع مدافعي الخصوم، وهو أمر مختلف تماما عن دور فيرمينو مع ليفربول.

لا يستحوذ منتخب مصر كثيرا على الكرة ولا يعتمد على الضغط العالي بل يستدرج خصومه إلى نصف ملعبه ويلعب بخط دفاع قريب من المرمى، ومن لحظة قطع الكرة يبدأ بناء الهجمة سريعا.

وبالتالي يحتاج كوبر أكثر إلى سرعة في نقل الكرة من الدفاع إلى الهجوم لاستغلال فرص لا تأتي كثيرا لمنتخب مصر في المباراة.

وفي هذه الخطة، لن تجد مهاجم منتخب مصر يسجل كثيرا تحت إمرة كوبر.

"أكثر لاعبين سجلا لمنتخب مصر مع هيكتور كوبر هما محمد صلاح وعبد الله السعيد"

إذا نظرنا إلى قائمة منتخب مصر سنجد أن كهربا هو الأقرب لتقديم نفس دور فيرمينو لو قرر كوبر محاكاة أسلوب كلوب.

ولكن فعليا ليس لكهربا لقطات مضيئة مع منتخب مصر بقيادة كوبر سوى هدفه في المغرب الذي سجله بعد نزوله كبديل ومن كرة ثابتة. غير ذلك فشلت محاولات تجربته كمهاجم وأخرها ضد أوغندا وليس هو الملام عليها.

لن يكون كهربا مفيدا لخطة كوبر في كثير من الأحيان لأننا لا نطبق الضغط العالي، وستظلمه طريقة المدرب الأرجنتيني لأنها مختلفة كليا عن إمكاناته.

لن تجد كهربا يفوز بالتحامات هوائية، ولن يكون منطقيا أن تطلب منه يركض بالكرة من منتصف الملعب ليصنع فرصة لصلاح أو تريزيجيه.

-----

هذا ينقلنا إلى نقطة أخرى، وهي دور صانع الألعاب.

برحيل كوتينيو عن ليفربول، باتت الأنظار أكثر على كلوب كيف سيعوض رحيل صانع الألعاب البرازيلي.

النتائج تقول إن ليفربول لم يتأثر برحيل كوتينيو، بل رقميا هي أفضل ومعدل التسجيل أصبح أكبر.

الأمر يختلف في منتخب مصر عندما يغيب عبد الله السعيد.

المنتخب تأثر بغيابه ضد الكونغو، وخسر إيقاعه بعدما استبدل ضد البرتغال.

والمطلوب من السعيد مع المنتخب ليس فقط وضع بصمته في بناء الهجمة لثلاثي الهجوم، ولكن استغلال الكرات الثانية وهنا دوره مع مهاجم كوبر "المحطة".

ولذلك ليس غريبا أن أهداف منتخب مصر في تصفيات كأس العالم جميعها بين السعيد وصلاح وامتدت حتى مباراة البرتغال.

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات