مشكلة ديمبيلي السلوكية.. تجاهل أم قوة شخصية

الخميس، 15 مارس 2018 - 16:27

كتب : إسلام مجدي

عثمان ديمبيلي

السلوك السي؟ الإصابات المزمنة؟ فريقك سيبيعك بعد موسم وحيد من ضمك بمبلغ خيالي؟ الكثير من التقارير الصحفية والحديث، لكنه لم يتأثر ربما لم يقرأ أو يكترث.

أحدهم ضل طريقه لفترة طويلة، الأضواء ابتعدت تماما والبساط سحب من أسفل قدمه، وجد نفسه وحيدا ضد الانتقادات والكل ينظر إلى المنقذ الجديد فيليبي كوتينيو.

قبل 3 أسابيع كان الحديث دائرا حول بيع عثمان ديمبيلي خلال السوق الشتوية المقبلة مع تأهب تشيلسي للانقضاض على خدمات اللاعب.

بعض الصحف الإسبانية قالت إن إدارة برشلونة تشعر بالندم لدفعها مبلغ 105 مليون يورو لضم لاعب يعاني من "إصابة مزمنة".

عثمان ديمبيلي انضم لبرشلونة في ظروف سيئة للغاية، النادي كان قد خسر لتوه نيمار أمام باريس سان جيرمان في أحداث عكرت صفوة بداية حقبة إرنستو فالفيردي.

مع الضغط الكبير تمت الصفقة، ومع مواصلة الضغط لم تكن البداية التي يتمناها اللاعب أو النادي الكتالوني. فالفيردي من أفضل المدربين الذين يتعاملون مع اللاعبين ويجيدون إبعادهم عن الضغوط قدر المستطاع، لكن حالة ديمبيلي مختلفة.

إنه ذلك الفتى الذي لمع في رين ثم دورتموند، لكن ما الذي حدث؟ فقط 51 دقيقة في مباراتين وصناعة هدف قبل أن يغيب من سبتمبر حتى يناير ويغيب مرة أخرى.

العديد من الغيابات والتساؤلات، ألن نرى موهبة ديمبيلي؟ الكل نساه بعد صفقة كوتينيو، لكنه عاد ليذكرنا بما يمتلكه مؤخرا في أخر 3 مباريات تحديدا حينما واجه جيرونا ولاس بالماس ثم مالاجا وفي الرابعة انفجر ضد تشيلسي.

لكن هل يكفي ذلك للحكم عليه؟

ديمبيلي يتمتع بموهبة رائعة والتي تشكل إضافة مثالية لبرشلونة، إنه واحد من أفضل المراوغين حول العالم.

في موسم 2016-2017 أتم 105 مراوغة في الدوري الألماني الأفضل في الدوري والتاسع على مستوى الدوريات الخمس الكبرى في القارة العجوز.

وفي المباراة الواحدة كان يتم 4.3 مراوغة الثاني بعد نيمار الذي كان يتم 4.6 مراوغة.

"أنا أعلم أنني سأنضم لأفضل فريق في العالم وألعب مع أفضل اللاعبين، هدفي هو منح كل شيء لهذا النادي والفوز بكل الألقاب الممكنة". عثمان ديمبيلي.

قال توماس توخيل مدربه السابق في دورتموند عنه :"في أخر 6 أشهر تحول ديمبيلي تماما ولم يدع مجالا للتشكيك في موهبته، كان بحاجة إلى الوقت".

يتحدث جونزالو كابيزا صحفي "إل كونفدينشيال" لـFilGoal.com قائلا :"إنه واحد من أفضل الشباب الموهوبين في العالم، ولديه مهارات رائعة، إنه سريع ويراوغ لكنه ليس الأفضل فيما يخص إنهاء الفرص، لكنه سيتطور".

وأضاف "كانت لديه مشاكل كبيرة في التكيف مع برشلونة، وكانت هناك تقارير كثيرة تشير إلى سلوك سيء وعدم جاهزيته ومشاكل كبيرة".

وتابع :"كل ذلك مع الإصابات عطل كثيرا بدايته، إنه لاعب جيد لكنه أظهر جزء قليلا ن ذلك، لازال بحاجة لفعل ذلك بانتظام، لكي يتم اعتباره من ضمن الأفضل، لعب جيدا ضد تشيلسي لكنه لم يكن رائعا".

لكنه بحاجة إلى الثبات والاستقرار، مع فالفيردي ووسط دفاعه المتواصل عن اللاعب وإشراكه بهذه الطريقة قد يجد فعليا المساعدة التي يحتاجها.

حينما كان لاعبا لرين ومع بداياته في 2014 مع الفريق الرديف وصناعة أول أهدافه لألسيني كوروما زميله في الفريق الفرنسي بدا وكأن هناك وحشا يكمن في ذلك الفتى الصغير.

بعد ذلك اختفى اسم كوروما وظهر اسم ديمبيلي تحديدا في عام 2015، حينما واجه أنجيه بدلا من كاميل جروشيتسكي.

بعد فترة من تقديم أداء رائعا مع النادي الفرنسي تحدث ميكائيل سيلفيستر المدير الرياضي لنادي رين ولاعب مانشستر يونايتد السابق عن ديمبيلي قائلا :"إنه مثل كريستيانو رونالدو لقد وصل في نفس السن إلى أولد ترافورد".

المشكلة الحقيقية التي لطالما عانى منها الفرنسي الشاب هي عدم اكتراثه كثيرا أو ما عرف إعلاميا بـ"مشاكل سلوكية".

صاحب الـ20 عاما لطالما كان مهملا بعض الشيء فيما يخص برامجه العلاجية والالتفات لأي شيء، نعم يتطور ويبدع ويمتع لكنه في نفس الوقت يحتاج للإرشاد طيلة الـ24 ساعة حتى يحافظ على ذلك، من حسن حظه أن امتلك توماس توخيل ثم فالفيردي.

المدرب الألماني علم ذلك ولطالما دعم لاعبه وطلب منه الكثير، وكان له دورا حيويا في تطويره.

خلال عام 2014 قامت صحيفة "جارديان" بعمل استفتاء لاختيار أفضل المواهب في الجيل المقبل. وقتها تم اختيار ديمبيلي منهم.

وصرح اللاعب :"لا أكترث كثيرا للعديد من الأحداث، إنها تضع ضغطا علي، أنا أتجاهل الضغوط، أضع نفسي على الطريق وأركز وأتبع طريقي للنهاية ولا أفكر في أي شيء مطلقا".

وواصل :"أتدرب وأستمتع بوقتي دائما".

لكن بعض القلق أحيانا مفيد، احترام المنافس وتقديره، مع ديمبيلي أحيانا ما يخطئ التقدير ما يجعل لمسته الأخيرة سيئة بعض الشيء، بجانب تقديمه للأداء السيء في بعض الأحيان.

قال عنه ديديه ديشامب مدرب فرنسا :"هناك أوقات خلال المباراة ولا يحدث شيء فيها ثم يفعل شيئا خاصا يفتح لنا بابا للفوز أو للتسجيل، الأمر ليس حول الجودة وتقديمها على المدى البعيد، لكن التعامل مع الأشياء، لا شك مطلقا أنه يتمتع بالموهبة الفذة، لكنه بحاجة لتوجيه تركيزه".

خلال تلك الفترة عمد ديشامب وتوخيل على تعديل شخصية ديمبيلي لجعله يركز ولا يتجاهل والفارق كبير بين هذا وذاك.

شخصية ديمبيلي تطورت كثيرا ليتحول إلا لاعب لا يهتم بالانتقادات أو صافرات الاستهجان، إن وجهت له إهانة في الملعب فسيبتسم ويسجل هدفا أو يصنع أخر.

قال توخيل في إحدى مقابلاته :"لا توجد مشكلة حاليا مع عثمان، قديما كان يتوتر حينما يستمر الضغط لأنك إن تجاهلت المشكلة ستتفاقم".

وواصل :"حاليا خلال دقائق وما أقوله ينفذه، يتكيف سريعا على كل شيء".

تابع جونزالو كابيزا :"ديمبيلي عانى في برشلونة في البداية لأنها خطوة كبيرة بالطبع، لكن ما أبهرني في شخصيته كان تحوله السريع، ذلك يعكس العمل الذي قام به مدربه السابق في دورتموند بجانب مدربه في منتخب فرنسا، السلوك الذي اعتبره البعض سيئا لم يكن تجاهلا، البعض اعتبره كذلك، لكنه كان إصرارا على النجاح يعكس ذلك شخصيته".

وواصل "إنه صغير في السن، قدم مباراتين جيدتين ويمكننا أن نعتبر ذلك بداية جديدة له، سيكون قادرا على التطور مع فريق بحجم برشلونة، قليلون فقط من يتمكنون من اللعب وإثبات الذات في ناد كبير، إنه موهبة واعدة ودورتموند ساعده ليصبح متميزا، وقد يتحول إلى نجم قريبا إنه على ذلك الطريق، برشلونة تحد كبير ولا ينجح فيه الكثيرين".

الآن ديمبيلي يقترب من وضع قدمه في التشكيل الأساسي، ومع ذلك التطور يمكنه أن يصبح أحد نجوم الفريق، فهل يتمكن الشاب الفرنسي من الفوز بالتحدي؟

التعليقات