كتب : محمد يسري | الأحد، 04 مارس 2018 - 21:41

فكرة كرويف والقليل من ميسي في أبرز ملامح فوز برشلونة على أتليتكو

برشلونة

فكرة أراد إرنستو فالفيردي تطبيقها لكنها لم تكتمل بسبب إصابة في وقت كان يدافع فيه دييجو سيميوني بشكل مبالغ فيه.

بدأ مدرب برشلونة المباراة بطريقة 4-4-2 ماسة، لويس سواريز وفيليبي كوتينيو في الهجوم وخلفهما ليونيل ميسي في العمق.

في الملعب كان الثلاثي يتبادل المراكز مع الاحتفاظ بنفس التحركات. لاعب في العمق واثنان في المقدمة يتمركزان على طرفي منطقة الجزاء وبمجرد نزول لاعب العمق إلى وسط الملعب يدخل ثنائي الهجوم إلى العمق. فكرة أقرب لما كان يطبقه يوان كرويف حين درب برشلونة في بداية التسعينيات.

لا مركزية ثلاثي برشلونة أربكت دفاع أتليتكو مدريد بعض الشيء لكن مع إصابة أندريس إنيستا وخروجه والدفع بأندري جوميش انتهت تلك الفكرة.

مع نزول جوميش غير فالفيردي الطريقة وعاد للعب بطريقة 4-4-2 الكلاسيكية بوجود إيفان راكيتيتش بجوار سيرجيو بوسكيتس كثنائي ارتكاز وجوميش في اليمين وكوتينيو في اليسار.

تلك الطريقة جعلت برشلونة يسيطر بشكل أكبر على وسط الملعب بالإضافة إلى سد الثغرات الدفاعية وغلق الطرفين على أتليتكو مدريد وساهمت في توزان عملية الترحيل للفريق.

كان يتواجد 3 لاعبين من برشلونة حين يهاجم أتليتكو من جانبي الملعب مع بقاء لاعب إضافي في منتصف الملعب.

كما أن دفع سيميوني بـ4 لاعبين في وسط الملعب يغلب عليهم الطابع الدفاعي وعدم قدرتهم على صناعة الفرص ساعد برشلونة كثيرا، دييجو كوستا وأنطوان جريزمان كانا منعزلين.

هل يعقل يا سيميوني؟

خاض سيميوني مباراته أمام برشلونة بتحفظ دفاعي شديد لدرجة أنه بدأ المباراة بـ4 لاعبين يلعبون في الأصل في مركز الارتكاز وكأن تلك المباراة ليست حاسمة في تحديد مسار الدوري الإسباني وأن فوز أتليتكو بها سيجعله منافسا حقيقيا على اللقب. كوكي وساؤول نيجويز لعبا على الطرفين وبينهما جابي وتوماس بارتي.

رباعي وسط أتليتكو لديه القدرة على الدفاع أمام برشلونة، لكن لا يقدر على استغلال ثغرات الفريق الكتالوني وإيصال الكرة للأمام.

تمريرات جابي وبارتي تحديدا كانت سلبية للغاية في وسط الملعب على الرغم من صناعتهما فرصتين للتسجيل.

ومع سلبية رباعي وسط أتليتكو لم تظهر أي خطورة هجومية لظهيري الفريق.

الأداء الدفاعي لأتليتكو لم يمنع برشلونة من الوصول لمرمى يان أوبلاك، لكن قلة تركيز لاعبي الأخير حال دون اهتزاز الشباك من اللعب المفتوح بعد أن صنع النادي 13 فرصة للتسجيل.

تحفظ سيميوني الدفاعي في الشوط الأول تغير تماما في الشوط الثاني، خرج جابي ودخل المهاجم كيفن جاميرو بعد أن انتقل بارتي إلى مركز الظهير الأيمن وخروج فارسالكو ودخول الجناح أنخيل كوريا.

أتليتكو أصبح أقرب لـ4-2-4 في الشوط الثاني لكن بعد فوات الأوان، برشلونة عاد للدفاع بالإضافة إلى استمرار مشكلة أتليتكو مدريد في عدم وجود لاعب قادر على خلق الفرص.

تحفظ سيميوني جاء على الرغم من أنه سيطر على برشلونة في مباراة الدور الأول حين هاجم واستحوذ على الكرة! فكانت النتيجة الطبيعية لدفاع سيميوني أن يخسر للمرة الأولى أمام فالفيردي في مواجهتهما المباشرة.

القليل من ميسي يكفي

لم يركض ميسي كثيرا خلال اللقاء واكتفى بالمشي أحيانا خلال دقائق المباراة للحفاظ على مخزونه البدني للقادم من المباريات لكن هذا لم يمنع أو يقلل من تأثيره في المباراة.

بجانب الهدف الذي سجله من ركلة حرة مباشرة حصل عليها إثر عرقلة من توماس بارتي، قدم ميسي 5 فرص للتسجيل لرفاقه وأكمل مراوغاته الخمس بدقة 100% وكان ثاني أكثر من لمس الكرة بـ85 لمسة بعد إيفان راكيتيتش (101) وبلغت دقة تمريراته 84% بعدما أكمل 49 تمريرة من أصل 58.

ميسي بدا وكأنه يلعب بنصف قوته فقط ليس لإصابة أو أمر سيء بل لأن ما سوف يقدمه أمام كتيبة دييجو سيميوني سيكفي لانتصار برشلونة وهو ما تحقق.

كما أن ميسي أراد إدخار مجهوده لمباريات برشلونة المتبقية في شهر مارس والتي ستكون حاسمة في مشوار الفريق هذا الموسم.

وسيواجه برشلونة فريق مالاجا يوم 10 مارس المقبل ثم بعدها بـ4 أيام سيستقبل تشيلسي في إياب دور الـ16 لدوري أبطال أوروبا في مباراة يبحث فيها الفريق الكتالوني عن التأهل واستكمال مشواره في البطولة القارية قبل أن يستضيف أتليتك بلباو يوم 18 مارس في الدوري.

ماذا ينقص كوتينيو

4 فرص صنعها كوتينيو للتسجيل 3 منها كانت من ركلات ركنية، إضافة إلى إتمام 5 مراوغات من أصل 9.

لاعب ليفربول السابق قدم مباراة مقبولة لكنها ليست ما يُنتظر من صانع الألعاب البرازيلي.

كوتينيو قدم دوره الدفاعي بشكل جيد لكنه لم يكن جيدا في مسألة بناء الهجمة على الرغم من إكماله لـ34 تمريرة من أصل 40. صحيح أن دقة التمريرات كانت 85% لكن عددها كان قليلا.

كما أن اتجاه تمريرات كوتينيو لم يكن مفيدا بما يكفي لتشكيل خطورة على مرمى أتليتكو.

وبالإضافة إلى نقطة التمريرات، يعاني كوتينيو من التردد في عملية اتخاذ القرار أو إتقان "اللمسة الأخيرة".

ومع اقتراب برشلونة من حسم لقب الدوري، على كوتينيو استغلال قلة الضغوط على الفريق واللعب بشكل إيجابي أكثر والانسجام مع الكتيبة حتى يتأقلم ويكون أحد نجوم الفريق في الموسم المقبل بدلا من أن يكون فرديا عاديا في المجموعة.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات