تحليل في الجول - أليجري وبوكيتينو.. كيف واجه كلا منهما الآخر؟

الجمعة، 16 فبراير 2018 - 11:24

كتب : محمود سليم

يوفنتوس - توتنام

ماسيميليانو أليجري المدير الفني ليوفنتوس عبر عن غضبه الشديد عقب التعادل الإيجابي بهدفين لمثلهما أمام توتنام الإنجليزي ليس بسبب النتيجة ولكن عواقب تلك النتيجة والتي فرضت حالة من الحزن والاكتئاب على اللاعبين والبيئة المحيطة من إعلام وجماهير وأكد أن فريقه ليس مرشحا للفوز بدوري الأبطال ولكنه يسعى وسوف يسعى للفوز بها، مؤكدا أن الجميع لا يضع في الاعتبار قيمة الفريق المنافس.

بينما على الجانب الآخر أعرب ماوريسيو بوكيتينو عن سعادته بشخصية فريقه مؤكدا أنه من الصعب للغاية العودة في النتيجة بعد التأخر بهدفين أمام يوفنتوس في تورينو.

ولكن مادار خلال المباراة على الجانب الخططي أمر سنسلط عليه الضوء من خلال هذا التحليل لتوضيح أبرز ما جرى بين كلا المدربين.

والبداية ستكون بالهدف الأول لفريق يوفنتوس من كرة ثابتة تم تنفيذها بشكل رائع عن طريق ميراليم بيانيتش إلى جونزالو إيجواين مع دور غير مباشر ولكنه مؤثر للغاية لقلب الدفاع المغربي مهدي بن عطية، والذي كان مسئولا من قبل المدرب عن منع أول مدافعي الخصم من متابعة إيجواين على "سكرين" طريقة كرة السلة.

(مع الوضع في الاعتبار اعتماد بوكيتينو على رقابة المنطقة وليس رجل لرجل)

وهذه الزاوية توضح الأمر بشكل أفضل.

الأمر الثاني كان اعتماد كلا المديرين الفنيين في تنظيمهما الدفاعي على الضغط العالي على خصمه مع وجود بعض الاختلافات في تفاصيل ذلك الضغط.

أليجري كان يعتمد على الضغط العالي ومنع التمريرة الأولى من الحارس وإن تمت فيكون الضغط برقابة رجل لرجل لإجبار لاعبي توتنام على إرسال الكرات الطولية.

ولكن التقدم في النتيجة جعل أليجري يتراجع عن ذلك ويعتمد على ضغط متوسط من أسفل الثلث الأوسط للملعب بتواجد كل خطوطه في منتصف ملعبه تحت خط الكرة.

على الجانب الآخر كان لبوكيتينو أسلوب آخر في الضغط العالي فهو كل ما يعمل عليه عزل بيانيتش عن بناء اللعب وبالتالي كانت هناك رقابة من قبل ديلي ألي مفروضة على بيانيتش بالتالي فإن فكرة إجبار الخصم على الخروج للأطراف كانت حاضرة (أو ما يطلق عليه المدربون توجيه مسار الكرة للأطراف) ومن ثم يتم عمل "كماشة" والضغط بقوة استغلالا لضيق المساحات باعتبار خط التماس هو مدافع إضافي. (لاحظ الاختلاف توتنام يترك قلب دفاع على الأقل دون ضغط كأنه يقول لبوفون مرر له بعكس يوفنتوس لم يترك أحدا ليجبر لوريس على إرسال الطولية).

لاحظ هذه الحالة بن عطية لم يكن مراقبا وكان ديلي ألي يراقب بيانيتش حتى مرر بوفون الكرة لقلب الدفاع المغربي ليتحرك نحوه ألي ويتولى هاري كين مسئولية رقابة بيانيتش من خلفه وتصبح الحلول متاحة فقط على الخط مع إغلاق كل الحلول الممكنة للتمرير أمام لاعبي يوفنتوس.

كذلك عند محاولة الاعتماد على البناء والتمرير في عمق الملعب من يوفنتوس في حالات أخرى نجح لاعبو توتنام في الاستخلاص.

لذلك قرر أليجري عدم الانبطاح لرغبة الخصم والتمرير للجانب الأيمن جهة بن عطية ومرر بوفون الكرة عكس ما يرغب لاعبو ومدرب توتنام للجانب الأيسر للظهير أليكس ساندرو وهو ما أربك ضغط الفريق اللندني وبالفعل نجحوا في النهاية في بناء هجمة واعدة والتغلب على ذلك الضغط.

بن عطية يعود إلى بوفون.

الذي يمررها لساندرو.

ثم تعود لبوفون بعد استدراج لاعبي توتنام للجانب الأيسر ويصبح بيانيتش حرا بالعمق.

ثم تغيير وجهة اللعب للجانب العكسي كما هو معتاد من قبل المهاجم إيجواين.

أما على الصعيد الهجومي فظهرت فلسفة أليجري واضحة في تغيير وجهة اللعب أكثر من مرة للتغلب على عملية الترحيل الشرس من مجموعات الضغط لدى توتنام إلى جبهة تواجد الكرة وبالتالي تكون الجبهة العكسية بها مساحات شاسعة.

لاحظ بداية ركلة الجزاء التي جاء منها الهدف الثاني كالمعتاد رقابة عزل بيانيتش برقابة لصيقة وبن عطية بدون ضغط، ليتحرك للخلف فيدريكو برنارديسكي ويتسلم منه الكرة ويغير وجهة اللعب للجانب الأيسر.

ومن الجانب الأيسر يتم إرسال التمريرة القطرية مرة أخرى إلى الجانب الأيمن للمنطلق برنارديسكي في المنطقة العمياء خلف مدافعي توتنام ليحصل على ركلة الجزاء.

بينما اعتمد بوكيتينو على التحركات للاعبيه بين خطوط الخصم وخاصة الثنائي ألي وإريكسن وأحيانا إيريك لاميلا يجاورهما.

وحينما تنجح تلك التمريرات يضطر أحد قلبي الدفاع للتقدم للضغط على اللاعب المتمركز بين الخطوط وفي تلك اللحظة تظهر الثغرة في عمق الدفاع.

لاحظ هنا فرصة انفراد لألي بعد تمريرة رائعة من ديمبلي.

ولكن تراجع يوفنتوس وتقارب خطوطه بشكل كبير للغاية أغلق كافة الممرات على لاعبي توتنام للتمرير للاعبين بين الخطوط حتى ظهرت فكرة في مرة واحدة صنعت الخطورة من جملة معتادة للفريق.

من المستحيل التمرير لإريكسن بين الخطوط، تحرك لاميلا لطلب الكرة ومعه تحرك برنارديسكي فباتت المساحة التي يغلقها متاحة للتمرير لإريكسن.

مع تمركز ثنائي دائما على الجانب البعيد ليتم إرسال عرضية خلف آخر مدافعي الخصم كما هو معتاد ولكن تألق بوفون منع الهدف.

شبيهة للغاية لهدف الفوز على أرسنال.

بعدها لجأ أليجري إلى الدفاع بالـ6-3-1 بعودة الجناحين لخط الدفاع.

لإعطاء الفرصة لظهيريه بالدخول لعمق الملعب ورقابة ثنائي توتنام المتواجد دائما بين الخطوط.

حتى جاء الهدف الأول من خطأ ساذج لإيجواين ففي حالة التحول من الدفاع للهجوم لا يمكن فقد الكرة بتمريرة خاطئة في تلك اللحظة حيث أن جميع اللاعبين يكونوا خارج أماكنهم بعد تحولهم للهجوم.

لاحظ في بداية الهدف لا يوجد لاعبين في عمق منتصف الملعب ليوفنتوس.

نعم مباراة خرج فيها توتنام بنتيجة إيجابية ولكن يوفنتوس خاصة خارج ملعبه ومع المشاكل الدفاعية التي ظهرت في صفوف توتنام سيكون له رأي آخر وهو ما ستجيب عنه مباراة الإياب.

اقرأ أيضا

حوار في الجول – معلول يوضح سبب قلة أهدافه مع الأهلي وحلم لم يتحقق.. الاحتراف والمنافس الأصعب

النني: نسعى للتتويج بالدوري الأوروبي لـ3 أسباب

إنفوجرام في الجول - حكاية 30 هدفا سجلهم صلاح مع ليفربول.. إجابات لكل الأسئلة

اتحاد الكرة: الجمهور لن يعود في الدوري هذا الموسم.. وموقف إذاعة التليفزيون الأرضي لكأس العالم

حوار في الجول – حمادة طلبة: إيقاف السعيد يعني تعطيل الأهلي.. وأنظر للحضري من أجل المنتخب

فيديو أهداف الخميس – ثلاثيتان ميلان وأرسنال.. وإثارة في قمة الدوري التونسي

التعليقات