فورزا كالشيو (19) - أن تقتل نجم فريقك ثم تمحو ناديك من الوجود

الأربعاء، 10 يناير 2018 - 11:16

كتب : عمر ناصف

جيجي ميروني

مهما حاولت أن تبحث عن أكثر الشخصيات المكروهة وسيئة الحظ في كرة القدم فلن تجد أكثر من أتيليو روميرو، هذا الشخص ليس لاعب كرة القدم ولكنه مشجع وفي لفريق تورينو الإيطالي وحامل لتذاكر الفريق الموسمية منذ صغره.

نبدأ بنبذة سريعة عن تاريخ نادي تورينو - سيكون هناك حلقة مستقبلية مفصلة عنه - وفاجعة سقوط الطائرة التي تحمل أعضاء الفريق التاريخي الذي هيمن على الكرة الإيطالية نهاية أربعينيات القرن الماضي ووفاة جميع من عليها في الحادثة الملقبة إعلاميا بـ"سوبيرجا".

بعد تلك الحادثة تراجعت نتائج تورينو وأصبح الفريق متواجدا في المنطقة الدافئة بدلا من كونه المرشح الأول للفوز بالبطولة حتى بداية الستينيات عندما بدأ الفريق في بناء تشكيل جديد قادر على إعادة الفريق مرة أخرى للمنافسة وحصد الألقاب.

خلال تلك الفترة ظهرت موهبة إيطالية شابة مثيرة للجدل تدعى لويجي ميروني، ولد ليجد والده قد توفي وهو لم يتجاوز عمره العامين فحمل على عاتقه رعاية والدته وأخواته البنات والانفاق عليهم مستغلا موهبته وقدراته بكرة القدم.

وعمل قبلها عاملا في مصانع الحرير. بدأ في نادي كومو في الدرجة الثانية ثم انتقل إلى جنوى بعد صعودهم إلى الدرجة الأولى في 1962.

ظهرت موهبته وقدراته الفنية سريعا هذا الشاب المثير للجدل المصمم على عبور الكرة من بين أقدام المنافسين بمهارة وخفة جعلت تورينو يقرر شراءه بعد موسمين له وسط كبار الدوري الإيطالي.

نتيجة بحث الصور عن ‪gigi meroni‬‏

كان من الصعب على شاب في الـ20 من عمره ذاك الوقت أن ينضم للمنتخب الإيطالي الأول فتم استدعاءه للمنتخب الرديف.

خلال تواجده مع المنتخب الرديف رفض تغيير قصة شعره ليتم استبعاده سريعا وتعاقد معه تورينو صيف 1964 لتبدأ مسيرة "الفراشة" كما لقب من قبل جماهير فريقه منتزعا منهم الآهات بفضل مهاراته التي جذب بها المعجبين داخل الملعب وإن كان خارجه قد سجل نفسه كواحد من المشاغبين بسبب تصرفاته الغير مسؤولة.

عرض من يوفنتوس لشراء اللاعب من تورينو كاد يكلف شركة "فيات" المالكة للسيدة العجوز خسائر لا يمكن أن تعوض فمشجعي تورينو من العاملين بالشركة التي تملكها عائلة "أنيلي" قرروا الإضراب عن العمل حتى سحب العرض المقدم لنجمهم والمقدر بـ750 مليون ليرة.

ميروني نجح في إنهاء سلسلة من اللا هزيمة لفريق إيلينو هيريرا التاريخي وذلك بعد أن سجل هدف فوز تورينو على إنتر ميلان في قلب ملعبهم سان سيرو عام 1967.

ربما هنا بدأت تحاول معرفة سبب عدم شهرة موهبة إيطالية كهذه وفشلك في تذكر اسمه. السبب هو أن مسيرته الكروية في إيطاليا لم تستمر لأكثر من 6 مواسم والسبب ليس خضوع اللاعب لملذات الحياة وتركيزه على تلك الحياة خارج الملعب بل كان الأمر أكثر مأساوية من ذلك.

نتيجة بحث الصور عن ‪gigi meroni‬‏

نعود إلى أتيليو روميرو المشجع المذكور في البداية.. والقصة دارت بعد أحد مباريات تورينو ضد سامبدوريا في الدوري الإيطالي التي انتهت بفوز الجرانتا بأربعة أهداف مقابل هدفين وتعرض ميروني للطرد خلالها.

روميرو كان عاملا مجتهدا بشركة فيات لم يتجاوز عمره الـ17 عاما، وكونه يحمل تذكرة موسمية لحضور مباريات فريقه فقد كان في طريقه عائدا إلى بيته بعد المباراة بسيارته المهداه من الشركة قبل أن يجد فجأه أمامه شخص لم يستطع تجاوزه ليقوم بالاصطدام به وإطاحته إلى الناحية الأخرى من الطريق.

ورأى تلك الجثة تطير مرة أخرى بعد أن صدمتها سيارة قادمة من الجهة المقابلة.

نزل روميرو من سيارته ليجد الشخص الملقى على الأرض هو نجمه المفضل الذي يضع صورته في غرفة نومه "جيجي ماروني"!

نجم تورينو قرر مع صديقه وزميله في الفريق فابريزيو بوليتي عبور الطريق السريع في غير المكان المخصص للمارة بالمرور عليه وأثناء تجاوزه للسيارات المسرعة قام ماروني بأخذ خطوة إلى الخلف ليرتطم بسيارة روميرو القادمة من خلفه.

تم نقل ميروني إلى المشفى بكسور في قدميه والحوض والصدر، الطبيب في تقريره الأولى وجد احتمالية في إنقاذ حياة اللاعب ولكن دون أن يلعب كرة القدم مرة أخرى ولكنه فشل في مهمته ففارق اللاعب الحياة قرب منتصف تلك الليلة الحزينة 15 أكتوبر 1967.

نتيجة بحث الصور عن ‪gigi meroni‬‏

روميرو قتل نجمه المفضل والقضاء برئه من تهمة القتل وذلك بعد أن تم إثبات استحالة أن يتفادي التصادم بميروني المخطئ في عبور الطريق من تلك النقطة.

هل انتهى نحس روميرو هنا؟ لا، الشاب الإيطالي قرر نسيان قتله لحلم فريقه في العودة إلى المنافسة وركز على عمله داخل شركة فيات والتدرج في المناصب حتى وصل إلى منصب المتحدث الرسمي باسم جياني أنيلي مالك الشركة.

عام 2000 قام رجل الاعمال الإيطالي فرانشيسكو سيمينلي بشراء تورينو، من الذي تم تعيينه رئيسا للنادي حينها؟ أتيليو روميرو، بعد 33 عاما من تلك الحادثة يعود روميرو للظهور في الصحف والإعلام بتورينو ليس كقاتل لهداف ونجم الفريق وإنما رئيسا لهم!

تورينو كان في الدرجة الثانية ونجح تحت إدارة روميرو في الصعود والعودة للدرجة الأولى ولكن العام 2005 جاء ليخرج روميرو معلنا أن السياسة المالية لتورينو قد فشلت وأن الفريق يعاني من الإفلاس وعدم القدرة على دفع الضرائب ليتم رسميا وبعد 99 عاما إلغاء نادي تورينو من سجلات الكرة الإيطالية.

روميرو لم يقتل فقط نجم تورينو يوما ما وإنما قام أيضا بإلغاء الفريق تماما من الوجود لبضعة أسابيع قبل أن يتم إعادة إنشاء الفريق بعد ذلك ويشق طريقه نحو الدرجة الأولى مرة أخرى.

دخل روميرو السجن لمدة عامين ونصف وذلك بعد أن تم الحكم عليه بتهمة التهرب الضريبي والفساد المالي في 2008 ليدخل روميرو المشجع الوفي منذ صغره تاريخ فريقه من الباب الخلفي كواحد من الأسماء التي تصب عليها اللعنات عند ذكر اسمها أمام جماهير تورينو.

لمشاهدة باقي حلقات "فورزا كالشيو" اضغطهنـــــــــــا

نتيجة بحث الصور عن ‪Attilio Romero‬‏

اقرأ أيضا

العتال: أحيي إيهاب جلال رغم توقعي خسارة الزمالك

العتال: لا أمانع الاستقالة من الزمالك ولكن

مؤمن سليمان: أحمد الشيخ عبقري لا يناسب الأهلي

سكاي: ريال مدريد لن يضم إيكاردي في يناير بسبب صلاح

صلاح يوجه رسالة لكوتينيو بعد رحيله

التعليقات