حلول فرنسية وخبرات الدوري الإنجليزي.. كيف يستطيع ليفربول تعويض رحيل كوتينيو؟

الأحد، 07 يناير 2018 - 17:14

كتب : علي أبو طبل

فيليبي كوتينيو

مسلسل درامي طويل انتهى أخيرا.

البرازيلي فيليب كوتينيو ودع ملعب "أنفيلد" منتقلا إلى برشلونة في صفقة قياسية. ولكن ماذا سيفعل ليفربول؟

كوتينيو يعد إضافة هامة لكتيبة البلاوجرانا التي تسير بثبات نحو التتويج بلقب الدوري هذا الموسم، حيث يضيف صانع الألعاب البرازيلي الكثير من الحلول التي قد يستفيد منها أرنيستو فالفيردي، المدير الفني الميال لتغيير طريقة اللعب باستمرار حسب ظروف الفريق والمباراة.

في الوقت ذاته، يجب على ليفربول التفكير سريعا في كيفية تعويض أحد أهم مفاتيح لعب الفريق خلال الموسمين الأخيرين.

مكسب مادي كبير جاء من وراء عملية البيع، ولكن كيف يتم انفاقه بشكل صحيح لتعويض خسارة كوتينيو الفنية تحديدا؟

صانع ألعاب منتخب البرازيل لعب 14 مباراة هذا الموسم مع ليفربول في النصف الأول من الدوري، سجل خلالهم 7 أهداف وصنع 6.

نطاق بحث يورجن كلوب عن لاعب جديد يشغل هذا المركز يجب أن يشمل إمكانيات غزارة صناعة الفرص والمراوغات بالإضافة إلى القدرات الدفاعية التي تساعد على أسلوب الضغط المتقدم على الخصم.

كوتينيو كان مميزا هنا، حيث ربح 14 التحاما بشكل ناجح، واعترض تمريرات الخصم في 10 مناسبات بشكل سليم، كما نجح في اتمام 39 مراوغة وصنع 34 فرصة تسجيل محققة لزملائه.

من يمكن أن يعوض تلك الأرقام ويحل بديلا لكوتينيو دون الشعور بفارق كبير؟

نرشح في هذا التقرير من FilGoal.com خمسة أسماء قد يفكر يورجن كلوب في ضمها في سوق الانتقالات الشتوية أو في السوق الصيفي القادم بحد أقصى.

- الحل في باريس سان جيرمان؟

خلال السوق الصيفية الأخيرة، ضرب باريس سان جيرمان بقوة حين ضم البرازيلي نيمار من برشلونة في صفقة بلغت قيمتها 220 مليون يورو، كما ضم الشاب الصاعد بقوة كيليان مبابي من موناكو بنظام الإعارة مع أحقيقة الشراء بمبلغ يتجاوز الـ150 مليون يورو.

لا يمكن أن تنفق بهذا الحجم دون أن تبيع لتعدل الكفة، وهذا ما قد يلجأ له باريس بالتخلي عن بعض اللاعبين الذين لا يجدون الفرصة في المشاركة باستمرار هذا الموسم تحت قيادة أوناي إيمري.

خياران أمام ليفربول يمكن استغلالهما هنا.

الأول هو الألماني جوليان دراكسلر.

دراكسلر ذو الـ24 عاما انضم لباريس سان جيرمان منذ عام قادما من فولفسبورج الألماني مقابل 40 مليون يورو.

يجيد اللاعب الدولي ذو الـ40 مباراة مع الـ "مانشافت" اللعب كصانع لعب أو كمهاجم متأخر أو كجناح أيسر، وهي مراكز نجح كوتينيو في شغلها تحت قيادة كلوب بامتياز.

لعب دراكسلر 16 مباراة في النصف الأول من الدوري الفرنسي سجل خلالها هدفين وصنع 3 أخرى، بالإضافة إلى 10 فرص أخرى محققة للتسجيل.

أرقام دراكسلر الدفاعية تبدو جيدة للغاية بما يتناسب مع أسلوب كلوب، حيث ربح 9 التحامات واعترض 17 تمريرة للمنافسين، كما أتم 26 مراوغات ناجحة.

قيمة دراكسلر السوقية حسب موقع transfermarkt هي 35 مليون يورو، ولن يكون بالمقابل الكبير على ليفربول بعد عملية بيع كوتينيو.

إن اهتم كلوب فلن يكون الراغب الإنجليزي الوحيد في ضمه، حيث ارتبط اسم دراكسلر كثيرا بنادي أرسنال.

ولكن أمام ليفربول حلا آخر متمثل في البرازيلي لوكاس مورا.

انضم مورا إلى باريس قادما من ساو باولو البرازيلي في 2013، وقدم الكثير من العطاءات والمهارات مع فريق العاصمة الفرنسية، ولكن الانتقالات الأخيرة وقناعات المدير الفني إيمري حدت من مشاركاته مع الفريق.

مورا شارك في 5 مباريات فقط هذا الموسم في النصف الأول من الدوري وبإجمالي 78 دقيقة لعب.

رغم ذلك نجح في إتمام 4 مراوغات وتفوق في التحام بشكل ناجح، كما سجل هدفا وصنع آخر.

في عمر الـ25، يحتاج لوكاس لإنقاذ مسيرته الأوروبية، وقد يجد ذلك من بوابة ليفربول.

الرؤية المميزة والمهارة الفطرية وكثافة المساهمات الهجومية وخلق الفرص، كلها أشياء تتواجد في مورا الذي يحتاج لبعض التطوير في أسلوب الضغط على الخصم والمساهمات الدفاعية لكي يناسب أسلوب كلوب.

38 مليون يورو هو الحد الأدنى الذي يمكن لليفربول أن يدفعه ليحصل على خدمات مورا بحسب موقع transfermarkt.

لكن خطوات ليفربول أو غيره قد تكون ابطأ مما يحدث على أرض الواقع. العديد من الأخبار أشارات إلى توصل مورا لاتفاق مبدأي مع فريق بكين غوان الصيني للانتقال إلى صفوفه.

- الحل دائما في فرنسا

بعيدا عن باريس سان جيرمان، حلا آخران يتوفران أمام ليفربول لسد غياب كوتينيو.

الأول كان مطروحا منذ الصيف الماضي مع بدايات قصة انتقال اللاعب البرازيلي، والمتمثل في الفرنسي الشاب توماس ليمار.

انتقل ليمار إلى موناكو الفرنسي في 2015 قادما من كان بمقابل لم يتجاوز الـ3.5 مليون يورو، وانظر كيف يبدو الآن.

تألق كبير من اللاعب ذو الـ22 عاما في الموسم الماضي محليا وأوروبيا، حيث يستطيع أن يلعب كصانع ألعاب صريح أو على أحد طرفي الملعب، والقدرة على خلق الفرص لا تتوقف.

لا يتوهج ليمار مثلما كان في الموسم الماضي، ولكنه خلق 22 فرصة محققة لزملائه في موناكو خلال 13 مباراة، كما سجل هدفين وصنع 4 أخرى.

البرتغالي ليوناردو جارديم، المدير الفني لموناكو، هو أحد محبي أسلوب الضغط على الخصوم ومساهمات جميع خطوط الفريق دفاعيا، وهو ما انطبع على ليمار الذي ربح 10 التحامات في الدوري الفرنسي هذا الموسم واعتراض 5 تمريرات للخصم، كما تساهم مراوغاته في إيجاد الحلول للفريق حيث أتم 221 مراوغة ناجحة.

مقابل 27 مليون يورو، أو قد تزيد نظرا لرفض النادي الفرنسي عرضا ضخما من أرسنال في الصيف الماضي لضم اللاعب، يمكن لليفربول أن يحصل على خدمات صانع الألعاب الفرنسي الشاب الذي يمتلك خبرات دولية الآن، حيث أشركه ديديه ديشامب خلال 2017 في 8 مباريات سجل خلالها هدفين.

بخلاف موناكو، تتألق في الدوري الفرنسي هذا الموسم بقوة كتيبة ليون، وفي مقدمتهم نبيل فقير.

اللاعب الفرنسي ذو الأصول الجزائرية، والذي عان كثيرا في المواسم الماضية مع تكرر إصاباته، وجد مساحته هذا الموسم ليقدم أداء مذهلا رفقة ليون.

فقير من ناشئي أكاديمية ليون وتدرج وصولا للفريق الأول، ويستطيع اللعب في مراكز صناعة اللعب الهجومية سواء في العمق أو على الأطراف.

شارك فقير في 16 مباراة مع ليون في الدوري هذا الموسم، سجل 13 هدفا وصنع 4 أخرى، كما صنع 26 فرصة محققة للتسجيل لزملائه، ليصبح الأفضل في المقارنة المعقودة في هذا التقرير سواء في نقطة التهديف أو غزارة صناعة الفرص.

دفاعيا، يساهم فقير بشدة معتمدا على قوته البدنية والتحاماته الناجحة، حيث انتصر في 18 التحاما بنجاح واعترض 5 تمريرات للخصوم.

كل ذلك بدون مهارة فردية فطرية لا يمكن أن يتم، ويمكن أن نلحظ نجاح فقير في إتمام 56 مراوغة ناجحة هذا الموسم في الدوري، وهو رقم كبير للغاية.

يستطيع أيضا أن يسجل أهدافا رائعة ستكتفي بالانبهار دون تعليق عند مشاهدتها.

20 مليون يورو هي القيمة المقدرة لفقير على موقع transfermarkt ويمكن أن تزيد بعض الشئ في ظل أهميته لليون هذا الموسم، ولكن إن اهتم كلوب فسيربح لاعب هام لسنوات وقد ينسيه وينسي جماهير "أنفيلد" من هو كوتينيو.

- الخبرات الإنجليزية

كحل أخير آمن، قد يلجأ البعض للاعبين ينشطون في نفس المسابقة لضمان اعتيادهم على الأجواء وعدم حاجتهم لوقت طويل للتكيف.

هناك حلول في الدوري الإنجليزي الممتاز قد تعمل على تعويض رحيل اللاعب البرازيلي، وبكفاءة مقبولة.

هل يكون الحل في رياض محرز؟

صانع الألعاب الجزائري والمتوج بالدوري الإنجليزي الممتاز مع ليستر سيتي في موسم 2015/2016 والفائز بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا في عام 2016 قد يكون حلا متاحا.

محرز يستعيد بريقه بقوة هذا الموسم، وبالأخص تحت قيادة المدير الفرنسي كلود بويل.

ذو الـ26 عاما يستطيع شغل جميع مراكز صناعة اللعب الهجومية، ولكنه يشارك باستمرار في الجبهة اليمنى، نفس الجبهة التي يشغلها محمد صلاح.

تفكير كلوب في ضم محرز يعني أنه قد يعدل من توظيفه في الفريق وتحويله إلى صانع ألعاب صريح في العمق، وهو المركز الذي شارك فيه محرز لفترات هذا الموسم.

22 مباراة شارك فيها محرز بالدوري الممتاز حتى الآن سجل خلالها 7 أهداف وصنع 7 أخرى، وغزارة خلق الفرص عالية حيث وصلت لـ25 فرصة محققة.

دفاعيا، يتميز محرز ولا يحتاج لتطوير كبير في أسلوب الضغط على المنافس، حيث ربح 13 التحاما واعترض 11 تمريرة للمنافسين، وساهمت مهارته في اتمام 43 مراوغة ناجحة.

انضم محرز إلى ليستر سيتي في 2014 قادما من لو هافر الفرنسي مقابل 500 ألف يورو فقط، والآن قد يربح ليستر من ورائه 50 مليون يورو على الأقل ان انتقل لليفربول أو غيره.

ولكن هل محرز هو الحل الوحيد المتاح أمام كلوب داخل انجلترا؟

مسيرة درامية بدأت في ريفر بليت الأرجنتيني ثم الانتقال فلومينينسي البرازيلي معارا، قبل أن يجد نفسه فجأة في الجزيرة الإماراتي، ثم يجد ضالته بشكل مفاجئ في الدوري الإنجليزي الممتاز من بوابة ويست هام يونايتد، معارا في البداية قبل أن يجني الفريق الإماراتي من ورائه 12 مليون يورو بعد اتمام الانتقال نهائيا.

نتحدث هنا عن الأرجنتيني مانويل لانزيني.

لا يقدم ويست هام أفضل مواسمه، ولكن لانزيني يتألق بقوة هذا الموسم.

شارك لانزيني في 16 مباراة بالدوري، سجل خلالها هدفا وحيدا وصنع 5 أخرى، كما صنع 22 فرصة محققة للتسجيل.

يساهم اللاعب الأرجنتيني بشكل كبير دفاعيا حيث انتصر في 5 التحامات واعترض 20 تمريرة للمنافسين، كما أتم 39 مراوغة بشكل ناجح.

بعمر الـ24، يستطيع لانزيني اللعب كصانع لعب متقدم في العمق أو كلاعب وسط أيسر أو كلاعب ارتكاز، وبمهارته الفطرية يمكن لكلوب أن يطوره ويوظفه بشكل هجومي أكبر إن أراد، ولن يكلفه ذلك سوى دفع 18 مليون يورو أو أكثر بقليل للحصول على خدماته من الفريق اللندني.

فمن يعوض كوتينيو؟

اقرأ أيضا

التعليقات