كيف يستفيد كونتي من باركلي "أفضل موهبة إنجليزية"؟

الجمعة، 05 يناير 2018 - 23:15

كتب : محمد يسري

روس باركلي - تشيلسي

يبدو وأن الأمور ستكون "جيدة" في تشيلسي بعد اتمام التعاقد مع صفقة طلبها أنطونيو كونتي المدير الفني حتى لا تكون الأجواء "لطيفة" فقط في الفريق، وذلك بعد انضمام روس باركلي لاعب إيفرتون إلى كتيبة المدرب الإيطالي.

منذ أن آتى كونتي إلى تشيلسي وهو يعد أقل المدربين صرفا للأموال في الدوري الإنجليزي، حيث يعد الفارق بين اللاعبين الذين تعاقد معهم الفريق وعن من استغنى عنهم 25 مليونا فقط.

لهذا خرج كونتي منذ أيام وقال:" لا أتوقع الكثير من طلباتي خاصة أنه في تاريخي نادرا ما حظيت باللاعبين الذين أريدهم، لطالما انتهى بي الحال في أندية تتبع سياسة تقشف وأنا فقط أحاول القيام بعملي، لو أتت صفقة فهذا جيد وإن لم تأت فهذا لطيف، لا مشكلة علي أن أواصل عملي بأي حال من الأحوال".

وكأن حديث كونتي كان له تأثير السحر على إدارة الفريق التي أتمت التعاقد مع صاحب الـ24 عاما مقابل 15 مليون جنيه استرليني كما أوضحت التقارير الصحفية الإنجليزية.

تنوع صفات وخصائص باركلي ستضيف الكثير إلى خطط كونتي، لقدرته على شغل أكثر من مركز. تلك الصفة التي يفضلها المدرب الإيطالي في لاعبي خط وسط فريقه.

كيف؟ قبل شرح الدور المتوقع لباركلي مع تشيلسي، دعونا نوضح كيف يلعب كونتي هذا الموسم.

خريج أكاديمية إيفرتون قد يكون الخيار المثالي لطريقة التي يلعب بها كونتي هذا الموسم، حيث استبدل طريقة 3-4-3 الرقمية التي توج بها بطلا لإنجلترا في الموسم الماضي بطريقة 3-5-1-1 من أجل المزيد من الحرية لإدين آزار نجم الفريق في عمق الملعب خلف المهاجم ألفارو موراتا.

حرية آزار تظهر في تسجيل الجناح البلجيكي 6 أهداف حتى الآن في 18 مباراة شارك فيها في الدوري الإنجليزي، مقارنة بـ16 هدفا سجلها في 36 مباراة في الموسم الماضي.

كذلك لصناعته إلى هدفين حتى الآن مقارنة بـ5 فقط صنعها في الموسم الماضي. بجانب خلقه لـ2.71 فرصة للتسجيل في المباراة الواحدة بدلا من 2.65 فرصة كان يقدمها في الموسم الماضي.

إعطاء الحرية الهجومية لآزار وعدم إلزامه بواجبات دفاعية على أطراف الملعب كان سببا في اتباع 3-5-1-1، وهنا عوض كونتي نقل لاعب من الهجوم إلى الوسط؛ بإعطاء أحد لاعبي الوسط مهمة التكملة خلف آزار وموراتا والدخول لمنطقة الجزاء.

مهمة لاعب الوسط تلك كانت الخاصة بأدوار بيدرو رودريجيز في الموسم الماضي. حيث كان ينطلق بيدرو من وسط الملعب إلى عمق منطقة جزاء خصم تشيلسي والحصول على تمريرة من دييجو كوستا مهاجم الفريق السابق.

استبدال كونتي لبيدرو بلاعب من الوسط لحماية آزار وحرية تحركاته بجانب السيطرة بشكل أكبر على وسط الملعب نجحت دفاعيا لكنها لم تأت ثمارها على المستوى الهجومي.

استخدم كونتي الوافد الجديد تيموي باكايوكو من موناكو للقيام بهذه الدور.

في مباراة مانشستر يونايتد كان باكايوكو يدخل لمنطقة الجزاء وبدا في أكثر من كرة وكأنه يلعب في مركز المهاجم خلف أو أمام موراتا.

في كرة هدف موراتا، تحرك باكايوكو إلى الأمام وسحب كريس سمولينج مما خلق مساحة للمهاجم الإسباني للتسجيل. تحرك لن يذكر بالأرقام لكنه تسبب في الهدف.

التحرك جاء مع العرضية المبكرة التي أرسلها سيزار أزبليكويتا لموراتا خلال اللقاء. وهى أحد أهم الجمل الفنية التي يقوم بها فريق كونتي هذا الموسم.

لكن باكايوكو لم يستغل الفرص –التي تذكرها الأرقام- خلال اللقاء والتي كانت كافية لنهاية المباراة فعليا قبل الدقيقة 90. حيث صوب 4 مرات لم تكن أي تسديدة منهم على المرمى.

هكذا جاءت خريطة تحركات باكايوكو خلال المباراة.

وجرب كونتي قيام دانيال درينكووتر أيضا للقيام بنفس هذه المهمة أمام ليفربول والنتيجة لم تكن أفضل من ما فعله باكايوكو.

حيث أضاع مثل هذه الفرصة.

ولم يسدد سوى كرة واحدة منعها دفاع ليفربول من الوصول لمرمى سيمون مينوليه على الرغم من أن خريطة تحركاته جاءت هكذا.

وهنا.. قد يظهر دور باركلي مع كونتي في تشيلسي.

اللاعب الإنجليزي الشاب بدأ في مركز صانع الألعاب قبل أن يتم يتم الدفع به في مركز لاعب الوسط المحوري حيث خاض 62 مباراة مع إيفرتون في هذا المركز سجل فيها 15 هدفا من أصل 38 هدفا سجلهم إجمالا. أكثر من عدد أهداف باكايوكو خلال مسيرته الكروية كلها التي خاض فيها 147 مع الأندية وسجل فيها 9 أهداف، فيما سجل درينكووتر 20 هدفا فقط في 314 مباراة.

سيستفيد كونتي من قدرة باركلي على اللعب في وسط الملعب، كذلك قدرته على تسجيل الأهداف.

*أماكن تسجيل باركلي الأهداف في الموسم الماضي.

وسيتيح وجود باركلي خيارات أكثر لكونتي لثلاثي وسط الملعب. فمع عدم استغناء المدرب الإيطالي عن نجولو كانتي، قد يتواجد الوافد الجديد رفقة كانتي مع باكايوكو، خصوصا مع تقديم باركلي لـ82 فرصة للتسجيل في الموسم الماضي لم يستغل منها سوى 8 خلال 36 مباراة.

*أماكن خلق باركلي للفرص.

تلك الحالة ستشهد تفوق هجومي لتشيلسي، لكن قد يعاني الفريق في عملية السيطرة على وسط الملعب. لماذا؟

يجيب روي هودسون مدرب إنجلترا السابق على هذا السؤال، حيث قال عن باركلي سابقا:" لاعب رائع، قدرته رائعة جدا في التمرير، لدرجة تصل إلى الشجاعة، لكن تمريراته الجريئة قد تجعل الفريق يخسر الكرة أثناء التقدم للهجوم، ما يمنح الخصم تنفيذ المرتدات ونحن في وضع لا يسمح لنا بإعادة ترتيب أوراقنا في الملعب".

تصريح مدرب إنجلترا السابق طبيعي، حيث تتسم تمريرات صانع الألعاب دائما بالتهور لرغبته في خلق الفرص وعدم التمرير السلبي. وفي تشيلسي قد لا يعاني الفريق من الهجمات المرتدة بسبب الطابع الدفاعي للفريق والدفاع بثلاث لاعبين في الخلف بالإضافة إلى كانتي أثناء الهجوم.

لكن مع هذا، قد يتواجد باركلي رفقة كانتي مع سيسك فابريجاس الذي قدم 61 فرصة للتسجيل استغل منهم 12 خلال 29 مباراة.

*أماكن خلق فابريجاس لفرص التسجيل.

صحيح أن نسبة تمريرات باركلي في الموسم الماضي بلغت 83% أقل من فابريجاس بـ1% فقط، لكن سبب تواجد سيسك رفقة باركلي قد يكون بسبب قلة تمريرات الأخير في المباراة الواحدة.

متوسط تمرير باركلي في الموسم الماضي في المباراة كان 41 تمريرة في اللقاء، مقابل 71 تمريرة لفابريجاس. بينما يبلغ متوسط عدد تمريرات باكايوكو 47 تمريرة فقط في المباراة.

هذا بالإضافة إلى امتلاك باركلي لسلاح التصويب. حيث صوب 61 مرة في الموسم الماضي، مقابل 17 فقط لفابريجاس و17 لباكايوكو.

لكن ما قد يقف حائلا دون تألق باركلي مع تشيلسي هو مستواه بعد العودة من الإصابة، حيث لم يشارك مع إيفرتون في أي مباراة منذ نهاية الموسم الماضي حين شارك أمام أرسنال بديلا، وفي تلك المباراة انتقده مدربه السابق رونالد كومان وقال:" حين أدفع بلاعب أريد منه تغيير النتيجة بالإنتاج في الملعب. باركلي لم يقدم شئ جيد في المباراة".

ورقيا، استقطب تشيلسي موهبة إنجليزية لطالما تنبأ لها الكثير بالنجاح والتألق لكن الإصابات حالت دون ذلك. الآن جاءت الفرصة لأن يقدم إمكانياته الحقيقة خصوصا وأن كونتي يبدو وأنه يثق به.

حيث قال:" نحن نتحدث عن لاعب صغير وإنجليزي كذلك، ربما يعد صفقة جيدة تناسب تشيلسي، لديه إصابة سيئة ولم يلعب لـ7 أشهر نأمل أن نساعده على التعافي سريعا والحصول على خدماته لنهاية الموسم. يملك قوة بدنية وفنيات جيدة".

ربما على باركلي أن يستفيد من ثقة كونتي به وأن يقدم مستوى جيد يجعله يضمن مكانا في قائمة المنتخب الإنجليزي في كأس العالم المقبل بعد غيابه عن المشاركة ولو لدقيقة واحدة من إنجلترا في بطولة أوروبا التي أقيمت الصيف الماضي رغم وجوده في القائمة.

وعلى كونتي أيضا أن يستفيد من باركلي وأن يجعله "صفقة جيدة" فعلا لا قولا خصوصا وأن تألقه قد يكون خير استثمار لتشيلسي بعدما التعاقد معه بمبلغ زهيد للغاية مما يجعله "لُقطة" لزرق لندن.

التعليقات