كتب : حلمي حلمي | الجمعة، 05 يناير 2018 - 00:18

مقال رأي - لا ترقص على السلم يا صلاح

صورة تخيلية لصلاح بالكرة الذهبية

"أريد أن أكون أعظم لاعب في تاريخ مصر الكروي" قالها محمد صلاح قبل تتويجه بجائزة أفضل لاعب في إفريقيا لعام 2017، عفوا.. لكن هذا أصبح لا يكفينا الآن يا صلاح.

في 2010 كان محمد زيدان قريبا من دخول قائمة أفضل لاعبي العالم والانتقال إلى الدوري الإنجليزي، لولا إصابته بقطع في الرباط الصليبي والتي أوقفت سهم ارتفاع مستواه الذي بدأه في أمم إفريقيا 2008 ثم 2010 ومع بروسيا دورتموند.

وبالطبع لا ننسى الأحلام الوردية التي راودتنا حين تألق عمرو زكي في الدوري الإنجليزي مع ويجان بالدور الأول من موسم 2008-2009.

قبل بداية هذا الموسم تحديت أصدقائي أن صلاح يمكنه بسهولة إنهاء الموسم بتسجيل 25 أو 30 هدفا في حالة تخصصه في تسديد ركلات الجزاء والركلات الحرة القريبة من منطقة الجزاء مع ليفربول.

تحديتهم لأني أتابع تطوره عن كثب منذ احترافه في 2012 بصفوف بازل، لكنه فاق توقعاتي وسجل 23 هدفا في النصف الأول من الموسم فقط وأصبح معبود جماهير ليفربول الجديد.

تخطى صلاح كل ذلك، وجعلني أشعر أنه لن يكون مثل حسام غالي وزيدان وعمرو زكي وميدو وأحمد فتحي ومحمد أبو تريكة الذين رأيت فيهم بوادر لاعب يمكنه الصعود إلى الدرجات العليا من سلم النجومية حول العالم.

يوم الخامس من يناير 2016 أي قبل عام بالتمام والكمال سُئل صلاح عن النادي الذي يحلم بالانتقال إليه يوما ما، فرد بلهجة واثقة بقوله "حلم حياتي سألعب به في يوم من الأيام".

يقول أبو تريكة "حين اجتمعت مع صلاح في حفل جوائز الأفضل في القارة الإفريقية عام 2012 وقت حصولي على جائزة أفضل لاعب داخل القارة وفوزه بجائزة أفضل لاعب واعد أخبرني بأنه يحلم يوما ما بالحصول على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في إفريقيا رغم أنه كان يبلغ من العمر 19 عاما فقط".

وها هو محمد صلاح يحقق أحد أحلامه.

يواصل تريكة بقوله "صلاح حدد هدفه بالمنافسة على الكرة الذهبية لأفضل لاعب في العالم خلال موسم".

مما لا شك فيه أن نجم منتخب مصر أصبح الآن في الطريق إلى تحقيق هذا الحلم، والوصول لمستوى نجوم الصف الأول في العالم مثل ميسي ورونالدو ونيمار.

علما بأنه لا يوجد أي لاعب إفريقي نافس على جائزة أفضل لاعب في العالم منذ أن اقتنصها جورج وايا عام 1995، أي أن ديديه دروجبا وصامويل إيتو ويايا توريه بكل تألقهم لم يصلوا إلى المنافسة على البالون دور يوما ما.

أرى نجومية كرة القدم في العالم على شكل سلم يتربع فوق قمته رونالدو وميسي، ويأتي في الدرجة التالية نيمار وسواريز.

هناك لاعبين في الدرجات الوسطى للسلم لكنهم ليسوا برغوث الأرجنتين أو صاروخ ماديرا، مثل توني كروس وإسكو وإنيستا، وبول بوجبا وسيرجيو راموس وباولو ديبالا ولوكا مودريتش وسيرجيو أجويرو، ومن الممكن أن يكون مستوى صلاح الفردي قريبا لهذه المراتب الآن ولكن.

لكن هذه سببها أن الأسماء السابقة تحقق ألقابا كل موسم مع فرقها التي تعتبر ضمن صفوة الصفوة، وليفربول ليس منها.

أيضا هناك مجموعة من اللاعبين رقصوا على السلم، كم شاهدنا مدربين يقولون إن لاعبه فلان "في مستوى ميسي ورونالدو" قبل أن ينخفض مستوى هذا النجم بعد فترة.

قيل هذا التصريح من قبل عن أرين روبن وفيرناندو توريس وإدين أزار وفرانك ريبيري وقت تألقهم الشديد الذي لم يستمر، أقصد هنا وقت الاستمرار في التوهج، لأن مستواهم فيما بعد كان مرضيا لكنه ليس في قمته.

أخشى على صلاح أن يرقص على السلم مثلهم، ويعود ليقدم المستوى المُرضي دون أن يتطلع للمزيد من الألقاب والنجومية.

السهم في طريقه للصعود، لكننا لا نستطيع مقارنته الآن وسط أساطير القارة السمراء بالمستوى الذي وصل إليه دروجبا وإيتو ويايا توريه لعدة مواسم متتالية.

سينافس لاعب المقاولون العرب السابق على البالون دور حين يستمر في التوهج مع الريدز ثم ينتقل إلى صفوف ريال مدريد أو برشلونة أو بطل الدوري الإنجليزي ويواصل التألق، ليس مع ليفربول الذي لا يتوج بأي بطولة في الفترة الأخيرة وأكبر آماله هو لقب كأس.

علينا أن نتذكر أن لويس سواريز حين انفجر مع ليفربول في موسمه الأخير، 2013-2014، وسجل 31 هدفا لم يدخل ضمن الثلاثة المرشحين للجائزة.

صلاح لا يملك كل مهارات ميسي الفطرية، لكن لديه بعض منها، أما تجربة رونالدو فالكل يعرفها ويمكنه وضعها نصب عينيه، خاصة وأن ما فعله أليكس فيرجسون مع الدون يفعله الآن كلوب.

أتمنى أن تكون جائزة أفضل لاعب في إفريقيا وأنت في الـ25 من عمرك هي مجرد بداية لطموحات أعلى وأعلى، بعد أن رفعت سقف طموحاتنا.

تابعني وناقشني على تويتر من هنا

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات