ميلان ضد إنتر.. من دربي الغضب إلى دربي السخط

الأربعاء، 27 ديسمبر 2017 - 12:09

كتب : لؤي هشام

إنتر - ميلان

يقولون إن الأيام لا تمضي دوما على حالها فدوام الحال من المحال، وما إن تُذكر هذه الجملة أمامك إن كنت مشجعا متيما بالكرة الإيطالية فسيتبادر اسم ميلان العظيم إلى ذهنك فورا.

الوضع كان أفضل حالا في الجانب الآخر من المدينة ولكن تلك الأيام الخوالي التي كانت فيها مواجهتهما محل أنظار العالم أجمع قد ولت، وبات الترنح هو سمة تلك الفترة.

ميلان وإنتر وجها لوجه. دربي الغضب الذي لم يعد غاضبا تحول إلى دربي السخط بين عشاق الفريقين ويبدو أنه على أحدهما مواصلة سخطه حينما يلتقيان اليوم الأربعاء في ربع نهائي كأس إيطاليا على ملعب سان سيرو.

مواجهة لا تقبل القسمة على اثنين، ومع صافرة النهاية سيكون هناك فائزا واحدا وآخر اضطر لإلقاء المنشفة. ولكن الخاسر بطبيعة الحال ستزيد هزيمته من الطين بلة.

يدخل الفريقان اللقاء بعد عدة نتائج متراجعة لكلا منهما، النتائج المتراجعة امتدت لفترة طويلة مع ميلان أما الجار صاحب القميص الأزرق والأسود فقد عرف الترنح في الآونة الأخيرة فقط.

كلا منهما خسر مباراتين متتاليتين في آخر جولتين بالدوري. ميلان سقط أمام هيلاس فيرونا وأتلانتا ليتراجع إلى المركز الـ11 برصيد 24 نقطة ويصل إلى هزيمته الثامنة في الكالتشيو هذا الموسم.

أما إنتر فبعدما حافظ على سجله خاليا من الهزائم طوال الفترة الماضية سقط فجأة أمام أودينيزي 3-1 قبل أن يخسر مجددا من ساسولو بهدف نظيف ليبتعد عن الصدارة التي احتلها قبل عدة جولات ويصبح في المركز الثالث بفارق 5 نقاط عن نابولي المتصدر و4 عن يوفنتوس.

كان هذا الموسم يعني بداية جديدة لكلا الفريقين بعدما تحولت ملكيتهما إلى الصينيين، إنتر تعاقد مع المدرب المخضرم لوتشيانو سباليتي وميلان قرر تعيين فينتشينزو مونتيلا.

لم يعقد الأفاعي صفقات لأسماء كبيرة. بورخا فاليرو ودالبرت وجواو كانسيلو وميلان سكرينيار وغيرهم.

لوتشيانو فضل خلق النظام والبناء بتروي من أجل تصحيح الأوضاع، أما في الجانب الآخر من ميلانو فقد أجرى النادي اللومباردي العديد من الصفقات المدوية.

ليوناردو بونوتشي، أندريه سيلفا، فرانك كيسي، ماتيو موساكيو، ريكاردو رودريجيز ولوكاس بيليا وغيرهم. فريق آخر ببساطة.

ولكن الوضع لم يعد أفضل حالا تحت قيادة مونتيلا رغم ثقة الإدارة التي دعمته مع تراجع النتائج وأكدت أن إعادة ترتيب البيت يحتاج دائما للوقت. ولكن بعد فترة من الوقت بدا أن صبرهم قد نفد.

القرار صدر برحيل مونتيلا ولكن من البديل؟ حسنا جينارو جاتوزو سيصعد من فريق البريمافيرا ويتولى المهمة رغم أنه لا يتمتع بالكثير من الخبرات.

وبدون الحاجة للوقت ظهر للعديد أن الوضع مع جينارو لن يكون أفضل حالا. حتى الآن في 6 مباريات حقق جاتوزو الفوز في مباراتين وخسر 3 وتعادل في واحدة. سجل فريقه 7 أهداف واستقبل 10.

وقال جاتوزو عما يمر به فريقه: "نحن نعرف أنها لحظة صعبة بالتأكيد، ما نفعله ليس كافيا وعلينا التحسن في كل شيء، نحن لا نظهر في الوقت الحالي أننا نتمتع بشخصية قوية".

على الضفة الأخرى كان سباليتي أكثر هدوءا بطبيعة الحال بعد هزيمتي الدوري.

وأوضح "خسرنا مباراتين ولكنني أرى أشياء جيدة في تلك الهزيمتين، لم نظهر بشكل متماسك وكان هناك بعض الأوقات التي لم نتمتع فيها الذكاء".

لذا وبطبيعة الحال فإن انتصار إنتر سيعني استعادته للمسار الذي انتهجه في الأسابيع الماضية وإعادة الثقة من جديد للأفاعي، أما انتصار ميلان فسيعني أكثر من ذلك بكثير.

سيمثل هذا الانتصار دفعة معنوية كبيرة لرجال المدرب جاتوزو ومحاولة لانطلاقة جديدة تعيد للفريق توازنه.

وقد ظهر ذلك على تصريحات جينارو الذي أكد أن مواجهة الجار إنتر – الذي انتصر في الدربي بالدوري بثلاثة أهداف لهدفين – هي بمثابة نهائي كأس العالم.

"لا أحد يتوقع الصعوبات التي تواجهنا قبل مباراة الدربي وبالنسبة لنا تشبه نهائي كأس العالم. مباراة الدربي يمكنها تغيير شكل الموسم سواء في النتائج أو الحالة الفنية مستقبلا لذلك نسعى لاستغلالها في ذلك".

الفائز من مباراة اليوم الأربعاء سيواجه فريق لاتسيو في نصف نهائي كأس إيطاليا بعد أن تغلب الأخير على فيورنتينا بهدف نظيف. والفائز قد يعيد ترتيب أوراقه من جديد أما الخاسر فستصبح أزماته أكبر.

التعليقات