7 لقطات .. كيف تحول الكلاسيكو من الكرة إلى السياسة

الجمعة، 22 ديسمبر 2017 - 21:18

كتب : منار سرحان

برشلونة

بعد ما عصرناه خلال العقد الماضي من مباريات الكلاسيكو فمن الصعب أن تقول بإن مباراة الكلاسيكو القادمة ستكون الأفضل في التاريخ.

من الصعب أن تقول بإننا سنرى أفضل نسخة من ليونيل ميسي أو أفضل نسخة من كريستيانو رونالدو، فبعد ما شهدناه خلال العشر سنوات الأخيرة في الكلاسيكو يجعلك أيضا تتفاجأ - إذا لم تتفاجأ - بمجرى أحداث المباراة وربما أخر مباراتين في الدوري دليل على ما يستطيع الفريقان تقديمه.

ولكن لنبتعد قليلا عن المجال الفني والتحليلي لمباراة الكلاسيكو ونلقي نظرة "سياسية" على مباراة الكلاسيكو بعد الأحداث الأخيرة في كتالونيا وسعيهم للانفصال وكيف كان برشلونة جزءا دائما من هذا السعي.

"فيسكا كتالونيا"

الرئيس السابق لحكومة كتالونيا جوردي بوجول المعزول حاليا وربما تحت الإقامة الجبرية، أصبح عضوا بنادي برشلونة بعمر الـ18 أو 19 عاما وبعد الكلاسيكو في مدريد قرر الذهاب لحائط الاستاد القديم "لوس كورتس" وبدأ برسم جرافيتي "فيسكا كتالونيا" أو تحيا كتالونيا، وما هو أفضل من الشكوى من حوائط استاد فريقك العائد من هزيمة ثقيلة في ملعب "الشامارتين" بنتيجة 6/1.

الغضب الكروي قد يفوق الغضب السياسي في بعض الأحيان ولذلك حتى وقتها لم تدخل القوة العسكرية لإزالة هذا الجرافيتي.

فكيف تقنع النادي الذي أطلق اسم "الانفصاليون" على فريقه الرابع عام 1920 بأن هزيمة كلاسيكو على يد فريق فرانكو بنتيجة كبيرة هو أمر هين حتى وإذا كان قد سبق لك واحتفلت واستقبلت هذا الديكتاتور في ثلاث مناسبات على أرضك عام 1951 و1971 و1974.

غضب جماهيري أم ديكتاتوري:

نجح برشلونة في أن يفوز في ذهاب نصف نهائي الكأس بنتيجة 3/0 ولكن الغضب بالجانب الأخر داخل أروقة مدريد لم يكن بسبب الهزيمة فقط، فكانت الشكاوي تتواصل على رئاسة الرابطة وعلى برشلونة بسبب سوء الاستقبال وسوء التنظيم.

حتى الصحفيين من جريدة ABC وYa وخوان الرياضية لم يسلموا من سوء التنظيم والهجوم الجماهيري والأمر انتهى حتى ذلك الوقت بغرامة مالية فقط على النادي الكتالوني.

ولكن يبدو أن نية الانتقام كانت واضحة وبدأ الأمر كله من صحفي الماركا وقتها، إرنيستو الذي تواجد في مباراة الذهاب. وقبل مباراة العودة كتب مقالا يحس فيه الجمهور المدريدي على الحضور وحول المباراة من كلاسيكو كروي إلى كلاسيكو إثبات الهوية.

جمهور مدريد ملأ المدرجات بشكل كبير، وتواجد على حدود الملعب وخلف المرمى وربما وصل بعضهم لغرف الملابس.

"كان يتبقى 5 دقائق فقط على بداية المباراة ومرماي كان مملوءا بالعملات المعدنية من جانب الجمهور، كنت أخشى الاقتراب من خط المرمى، الأمر كان صعبا والشرطة رفضت التدخل" - حارس مرمى برشلونة خلال المباراة، لويس ميرو.

قد تكون الإشاعات تكاثرت عن تهديد فرانكو وقتها للاعبي برشلونة بين الشوطين، ولكن أي تهديد عليه قوله لفريق متأخر بـ8 أهداف في الشوط الأول؟ وربما كما قال فيتو كورليوني في فيلم العراب: إن أفضل تهديد، هو التهديد الذي لم يُقال.

ولكن المؤكد هو أن الشرطة منعت لاعبي برشلونة وقتها من الانسحاب بين الشوطين.

الـ11-1 من أكثر من مصدر تاريخي لتلك المباراة ومن تصريحات للاعبين في ذلك الوقت كانت أشبه بالانتقام الشعبي على مباراة الذهاب في برشلونة ولكن مع غطاء رسمي من الشرطة، فالأمر تخطى حجم مباراة كرة قدم وتحول بشكل أقرب إلى حلبة مصارعة ثيران بالنسبة للجماهير.

"أقدر كتالونيا .. وأكره الكتالونيين "

قرر وزير الداخلية التدخل من أجل حل أكبر مشكلة بين ريال مدريد وبرشلونة في 1968 وهي التي حدثت قبل نهائي كأس إسبانيا في 1968 فلم يكن يريد أحد تكرار الشحن الجماهيري الذي حدث من قبل ولكن باجتماع مجلس إدارة ريال مدريد مع مجلس إدارة برشلونة.

قبل المباراة خرج بيرنابيو رئيس ريال مدريد في ذلك الوقت بتصريح زاد الأمور اشتعالا "أقدر كتالونيا ولكن أكره الكتالونيين ولكني معجب بفيلا رياس الذي يترأس النادي ويفخر إنه إسباني (يقصد رئيس إسبانيول وقتها)".

بيرنابيو حاول ثاني يوم من تخفيف حدة تصريحاته ولكن الترويج لتصريحه الأول كان كافيا وانتشر ببرشلونة وأثار غضب إدارة برشلونة برئاسة نارسيس دي كاريراس - وقتها - وطالب باعتذار بيرنابيو وهو ما تجاهله رئيس مدريد.

ورد رئيس برشلونة على ذلك قائلا "المنفصلون عن الواقع أسوأ من الانفصاليين". ولم ينشر بيرنابيو توضيحا لتصريحه إلا بعد تدخل الحاكم المدني لبرشلونة وقتها.

وأصدر أوامره لنائب رئيس ريال مدريد بحل الأمر في الحال ليخرج بيرنابيو بشكل ساخر قائلا: "قصدت بإني أحب كتالونيا، على الرغم من أن الكتالونيين لا يحبونني".

سيدتي .. كفاكِ هراءً !

لًعبت مباراة نهائي الكأس على ملعب ريال مدريد وفاز برشلونة بفضل هدف عكسي من مدافع مدريد ولكن جمهور مدريد وجه غضبه تجاه حكم المباراة أنطونيو ريجو بعد مطالبتهم بركلتي جزاء لم يحتسبا لصالحهم وبدأت زجاجات المياه (الزجاجية في ذلك الوقت) بالانهمار على أرضية الملعب وذلك أطلق عنوان "كلاسيكو الزجاجات" على تلك المباراة.

وخلال تسلم قائد برشلونة الكأس من فرانكو المتواجد في المدرجات وقتها كان هتاف مشجعي مدريد وقتها "ريجو هو البطل".

ومن المدرجات ومن نفس المباراة شعرت زوجة وزير الداخلية بالحسرة على تلك الهزيمة في موقف سُجل من الصحفيين المتواجدين بالمدرجات، ووجهت كلامها إلى بيرنابيو "حسرة كبيرة خسارة هذه المباراة سانتياجو".

ولكن بانتشاء الفرحة، تدخل رئيس برشلونة نارسيس دي كاريراس في الحديث قائلا: "أو لن تهنئي برشلونةعلى اللفوز دونا رامونا؟".

ردت رامونا: "بالطبع سأبارك، لأن بالنهاية برشلونة هو نادي إسباني، أليس كذلك؟"

رد نارسيس وهو على بعد كراسي قليلة من فرانكو: "سيدتي .. كفاكِ هراءً! "

الجدير بالذكر أن رئيس برشلونة السابق بالستينات نارسيس دي كاريراس هو أول شخص بدأ بترديد شعار برشلونة الحالي "أكثر من مجرد نادي".

بدون فرانكو ادخلوا الأعلام:

السبعينات كانت بداية نهاية عصر فرانكو وبربع نهائي كأس إسبانيا وكلاسيكو أخر على صفيح ساخن ولكن هذه في الكامب نو.

حيث انطلقت أعمال شغب بسبب احتساب الحكم ركلة جزاء من خارج المنطقة لصالح ريال مدريد، الحكم جوروكيتا احتسب 5 دقائق أخرى ولكن الجماهير لم تكن تنوي استمرار اللعب وتم تغريم برشلونة بـ 90 ألف بياستا والحكم أيضا تم عقابه بالإيقاف.

الجميع كان مقتنعا بأن ريال مدريد فاز ليتأهل لبطولة أوروبا.

وفي 1975 وبأول كلاسيكو بعد وفاة فرانكو، اشتهر أول كلاسيكو بالنسبة لمدريد بالمباراة التي شهدت بداية الشاب الذي يدعى كاماتشو وهو من تولى مراقبة يوهان كرويف.

ولكن بالنسبة لبرشلونة كان يُعتبر هذا الجلاء السياسي أو مباراة العفو العام، بعد أن نجح كارليس ريكساش في إحراز هدف الفوز بالدقيقة 89 لينتصر برشلونة بنتيجة 2/1. على الرغم من أهمية هذا الهدف ولكن كارليس ريكساش سيتم تذكره في التاريخ لسبب أخر وهو التوقيع مع ميسي على "منديل ورقي" لصالح برشلونة.

جرائد برشلونة وصفت هذا الفوز وقتها بالكلاسيكو الحلم والكلاسيكو الأكثر طلبا، فأعلام كتالونيا انتشرت وأغرقت الشوارع في هذا اليوم وكان مدير برشلونة وقتها هو والد ساندرو روسيل (رئيس برشلونة السابق المسجون حاليا) وأعطى خوامي روسيل الأوامر بإزالة تمثال لفرانكو وحاول هو ونائبه إزالته ظننا منهما إنه مصنوع من البرونز ليكتشفا أنه من الجبس ويسقط مهمشا بسهولة حسب روايتهما.

جوارديولا، المدافع عن المدينة:

حكم باسكي أخر أثار جدل كبير بالكلاسيكو في 2001 بالبيرنابيو في مباراة انتهت 2-2 ولكن قبل النهايه بلحظات ريفالدو أعتقد بأنه سجل الهدف الثالث الذي سيحقق الانتصار غير المتوقع وقتها لفريقه صاحب المركز الرابع أمام متصدر الدوري.

ولكن الحكم خوزيه خافير لوسانتوس نظر لمساعده الذي رفع راية التسلل بعد أن تواجد ثلاثة لاعبين من برشلونة في موقف تسلل، ولكن الحكم لم يشعر أنهم مشتركين في اللعبة ولم يفطن بأن تسديدة ريفالدو اصطدمت في تلك اللحظة بهيلجيرا مدافع ريال مدريد وليس لاعب برشلونة.

جوارديولا لم يفعل أي شىء صحيح في تلك المباراة، تمريره سيئة تسببت في هدف راؤول الأول وتم تبديله فيما بعد بتشافي ولكنه كان متواجدا بشدة في نهاية المباراة حيث ذهب يبحث عن حكام المباراة وظل يصرخ بهم "أنتم اليوم قد تلاعبتم بشعور الملايين من البشر" ووفقا لبعض الشهود فقد قال "أنتم اليوم قد تلاعبتم بشعور وطن كامل".

عدو المدينة وعلم "استيلادا":

إذا سألت أي مشجع لبرشلونة اليوم من أكثر شخص تريد مشاهدته خارج برشلونة؟ الإجابة بنسبة 90% ستكون بارتوميو والـ10% الأخرى ستكون من نصيب أندريه جوميز ولكن إن سألت كتالوني من تريد رؤيته خارج برشلونة فالاجابة ستكون ماريا بارتوميو بنسبة 100%.

رئيس برشلونة الآن يعتبر في كتالونيا أحد أكبر أعداء حركة الاستقلال وذلك بعدما منع الجماهير من توصيل رسالتهم من المدرجات يوم عملية الاستفتاء على الاستقلال يوم 1 أكتوبر الماضي.

وحرمهم من منصة رسمية اعتادوا على التعبير من خلالها عن رأيهم السياسي على مر الزمان.

بارتوميو قرر لعب مباراة لاس بالماس في الدوري بدون جمهور وخلف الأبواب المغلقة ليستقيل نائب رئيس برشلونة اعتراضا على هذا القرار.

قبل ذلك حاول بارتوميو اقناع الاتحاد الأوروبي بعدم توقيع غرامة على النادي بسبب تواجد أعلام "استيلادا" أو أعلام حركة الاستقلال في مدرجات الكامب نو ولكنه لم ينجح في ذلك ليظهر بموقف قوى أمام الجمهور ويقرر أن يُصعد الأمر للمحكمة الرياضية.

اقرأ أيضا

في الكلاسيكو – مؤتمر زيدان: رونالدو جاهز بنسبة 100%.. ولا أهتم بالممر الشرفي

في الكلاسيكو – مؤتمر فالفيردي: علينا الانتصار لأن أتليتكو يطاردنا.. وهذه ميزة مدريد

خبر في الجول – اجتماع هام بين الخطيب والبدري لحسم الصفقات الجديدة.. ومصير متعب

مران الأهلي - مشاركة وربيعة وأزارو في التدريبات الجماعية.. غياب أجاي وسعد يبدأ الركض

محارب أفضل بديل والشناوي حارس الأسبوع في أبرز ظواهر وأرقام الجولة الـ14 من الدوري المصري

رسميا – الأهلي يعلن تشكيل لجنة الكرة بتواجد زيزو وعبد الصادق

سموحة لـ في الجول: تعاقدنا مع عبد الله السعيد الجديد.. و3 لاعبين مطلوبين من الأهلي والزمالك

التعليقات