كتب : أمير عبد الحليم | الخميس، 21 ديسمبر 2017 - 13:32

مقال رأي - لماذا اللعب في الزمالك أسهل وظيفة في مصر

الزمالك - بتروجيت

"القدرة على العمل تحت ضغط" .. الجملة الثابتة في أي CV يُقدم لمكان عمل لا يحتاجها أي لاعب في الزمالك ولا ضرورة أساسا لوجودها.

قديما كان يُقال إن اللعب للأهلي والزمالك يضع ضغوطا كبيرة على اللاعبين، وربما قلت بعض الشيء بسبب غياب الجماهير عن المدرجات.

لكن في الزمالك باتت تقل أكثر وأكثر حتى تلاشت، وأصبح اللعب في الزمالك لا يحتاج أي قدرة على العمل تحت ضغط.

-----

في الدوري المصري، أندية الشركات أكثر من الأندية الجماهيرية وهذا يؤثر على التطور الطبيعي لشخصية اللاعب.

فمن المنطقي أن يتدرج اللاعب في التعامل مع الضغط الجماهيري وضغط الإدارة فيما يتعلق بأهداف الموسم والذي يتفاوت طبعا بين الأندية، حتى يصل إلى قدرة كاملة في اللعب تحت أي ظروف.

ولذلك كان قبل 2012 تجد لاعبا متألقا مع فريق مثل إنبي أو بتروجيت، ولا يقدم ما يقترب من نصف المتوقع منه إذا انتقل إلى ناد جماهيري لأنه لا يعتاد على مثل هذا الضغط الكبير.

والآن بغياب الجماهير، تساوت الرؤوس بين الجميع فاللعب في الأهلي أو الزمالك أو الإسماعيلي لن يكون مختلفا عن طلائع الجيش وحرس الحدود إلا في حال المشاركات الإفريقية.

وربما بسبب ذلك لم تحقق فرق مصرية أي إنجاز إفريقي منذ اعتزال جيل أبو تريكة في الأهلي.

أوميد أوكري مهاجم سموحة قال إنه بات يشعر بالخوف كلما يذهب لتمثيل منتخب إثيوبيا لأنه اعتاد اللعب بدون جماهير في الدوري المصري.

هنا بقى ضغط الإدارة في تحقيق البطولات.

-----

"يا بيه أنا جبت دوري و3 كاس وصوبر" .. هذا منطق تعامل إدارة الزمالك في تحقيق البطولات في دورة انتخابية استمرت 4 سنوات.

قد يكون التتويج بالدوري هو الأول للزمالك بعد غياب 10 سنوات، وربما حقق رقما قياسيا في عدد مرات التتويج المتتالي بالكأس، لكن هل تنوي الإدارة غلق النادي بعد ما تحقق؟

ليس غريبا أن يحقق الزمالك بطولات ومن المفترض أن هذا طبيعي وانتخاب إدارة جديدة يكون لتصحيح الأوضاع إذا فشل الفريق في تحقيقها، الغريب هو أن تكتفي الإدارة بما حققته وتعتبره إنجازا يستحق انتخابها.

"الحصول على المركز الثالث في الكونفدرالية" كانت جملة ضمن كتيب إنجازات إدارة الزمالك في الدعاية الانتخابية الأخيرة، وبعيدا عن أن الزمالك حقق من قبل 5 بطولات دوري أبطال ولا نعرف أين لعب مباراة المركز الثالث في الكونفدرالية. كيف يعُتبر هذا إنجازا؟

الأمر هنا تحول إلى أن الإدارة سحبت ضغط الفوز بالبطولات من على اللاعبين، فبات التتويج ببطولة دوري واحدة في 4 مواسم مقابل 3 للغريم التقليدي إنجازا يمكن أن تفتخر به.

فمثلا لو لاعب توج بالدوري والكأس في موسم واحد عليه الاعتزال في قمة مستواه وأوج عطاءه لأنه لن يحقق شيئا بعدها!

-----

حسنا، قد تكون المشكلة فنية والاختلاف في المستوى بين لاعبي الأهلي والزمالك هو الذي يُحدث الفارق في عدد البطولات خلال هذه الفترة.

ولكن لو افترضنا ذلك، هل أساسا يخشى اللاعب في الزمالك مدربه حتى يتطور فنيا معه؟ ماذا تتوقع من لاعب في الزمالك إذا عاقبه المدرب على التغيب من التدريبات مثلا؟ في الزمالك المدرب زائل واللاعب باق.

تغيير المدربين كل أسبوعين خلق حالة من اللامبالاة داخل الزمالك، فلو دخل لاعب في خلاف مع المدرب يستطيع ببساطة أن يتوقف عن الحضور للتدريبات ويجلس في منزله حتى يخرج رئيس النادي ليعلن إقالة المدرب بعد أول خسارة.

والحقيقة أن لاعب الزمالك الذي يلتزم بما يقوله مدربه خشية صدور قرار بتجميده أو بيعه مثلا بالتأكيد يعاني من مشكلة في مستوى ذكاءه.

الأمر هنا يتوقف على مدى حرص هذا اللاعب على اسمه ومسيرته وليس بسبب واجباته تجاه النادي أو المدرب رئيسه المباشر في العمل، فأي عقوبة ستصدر على لاعب يتم رفعها بعد تغيير المدرب أو مدير الكرة وهو إجراء روتيني في الزمالك.

وإذا وصل الأمر لإعارتك فلا داع للقلق لأن الزمالك سيقطعها وستعود للفريق مع أول هدف تسجله.

-----

الحقيقة أن اللعب في الزمالك الآن ربما حتى بات أسهل من اللعب في أندية الشركات، وطبعا بمرتب أكبر ومزايا أفضل.

أصبح وظيفة بمعنى أصح لكن دون طموح، فلا يوجد ضغوط جماهيرية أو إدارية لتحقيق البطولات، ولا يوجد داع للقلق من مدرب أو حتى الالتزام بما يطلبه وفي مقابل كل هذا ستحصل على عقد ممتاز وسيزيد عدد متابعيك على تويتر وإنستجرام بشكل لم تتخيله.

وإذا كنت من ضحايا الـ20 صفقة الجديدة في نهاية كل موسم ورحلت عن الزمالك، فهناك دائما فرصة موجودة للعودة وطبعا وضع اسم الزمالك في الـCV سيفتح لك أبوابا للانتقال إلى فرق أفضل من التي تستطيع الوصول لها بمستواك.

أي كان المستوى الذي يقدمه اللاعبون في الزمالك فهناك شيء آخر دائما يتحمل المسؤولية، وهذه الدائرة سيظل النادي داخلها طالما لا يُدرك أن أي اسم مهما كان لن ينجح مع لاعبين مستواهم يحدد موعد إقالة المدرب وليس رحيلهم عن الفريق.

وطبعا المستوى لن يتطور طالما اللاعب لا يشعر بالثقة في شخصية مدربه ولن يلتزم بتعليمات ليست على هواه مهما طالت مدة عمل المدرب لأن لها نهاية حتميا، وقد تكون أصلا نظرته للمدرب الذي يقبل العمل في هذه الأجواء أنه "بياكل عيش" وينتظر الشرط الجزائي.

وماذا لو استمر المدرب لأكثر من شهرين؟ بالتأكيد هاني العتال هو اللي وشه وحش أو العمل في شبراخيت هو السبب أو شيوخ سموحة ولا تكلمني عن الفنيات.

"قررنا تجميد لاعب في الزمالك حاول الحديث عبر أحد البرامج التليفزيونية للهجوم على المجلس. لن يلعب مجددا في الزمالك".. هذا هو التهديد الوحيد لأي لاعب في الزمالك.

لا توجد وظيفة أسهل من اللعب في الزمالك..

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات