تقرير – هل خسر مورينيو المعركة مع جوارديولا؟

الأربعاء، 13 ديسمبر 2017 - 23:09

كتب : رامي جمال

مورينيو وجوارديولا

بعد هزيمة مانشستر يونايتد في الدربي أمام جاره مانشستر سيتي بهدفين لهدف كان رد فعل مدرب الأول جوزيه مورينيو هو التأكيد أن فريقه لن يستسلم وسوف يظل يطارد منافسه متصدر جدول الترتيب الذي يبتعد عنه بفارق 11 نقطة.

لكن رد فعل من تابع المباراة في ملعب أولد ترافورد ربما كان مغايرا لما قاله المدرب البرتغالي.

فبعد 40 هزيمة ليونايتد على ملعبه أولد ترافورد منذ الخسارة في دربي العام الماضي عاد سيتي وأنهى تلك السلسلة بل وكرر انتصاره مجددا في مسرح الأحلام.

ونشرت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" تقريرا مطولا تحت عنوان "هل خسر مورينيو المعركة مع جوارديولا"؟ ويستعرضه FilGoal.com.

ألعاب العقل التي يقوم بها مورينيو تجد أذان صماء

دائما ما يعرف عن مورينيو قدرته الكبيرة على اللعب بعقول خصومه بشكل عام وخاصة قبل مواجهات أي دربي يخوضه في مسيرته.

وقبل لقاء سيتي تحدث المدرب البرتغالي قائلا:"لاعبو سيتي يسقطون جراء أي رياح خفيفة" وذلك تعليقا منه على كثرة سقوطهم في الملعب.

ومرة أخرى لم يتحدث مورينيو عن المباراة بل تحدث عن ارتداء مدرب سيتي بيب جوارديولا لشعار يؤازر به مواطني إقليم كتالونيا الراغبين في الانفصال عن إسبانيا.

وبعد نهاية المباراة ظل مورينيو يشعر بالغضب من عدم احتساب ركلة جزاء للاعبه أندير هيريرا.

وعن تكرار سيتي الفوز في الدربي علق مورينيو"كما حدث الموسم الماضي بالمثل، يمكن أن نتحدث حول أي شيء وأن نقول أي نظرية في كرة القدم والإحصائيات، لكن مثل الموسم الماضي ركلة جزاء حاسمة لم تحتسب في المباراة".

وواصل"أشعر بالأسف للحكم مايكل أوليفر لأنني أعتقد أنه قدم مباراة جيدة وكل المساعدين كذلك، وحاولوا القيام بعملهم بالشكل الأمثل".

وعلى الرغم من أن مورينيو يحب من أي فريق يدربه الهدوء في المباريات والدفاع بطريقة مميزة واتخاذ قرارات سريعة لكن سيتي هو ما نجح في ذلك الأمر خاصة عندما نجح بيرناردو سيلفا في الاستحواذ على الكرة لفريقه والحصول على ركلات ركنية ورميات تماس أضاعت أكثر من ثلاث دقائق في نهاية اللقاء في ظل سعي يونايتد للتعادل.

داخل وخارج الملعب كان جوارديولا هو الفائز ومورينيو واجه فريقا جيدا للغاية.

هل تجاوز نهج جوارديولا حذر مورينيو؟

قال جوارديولا قبل المباراة إنه "يفضل الاعتزال" عن تغيير أسلوبه وما يؤمن به في كرة القدم.

ذلك التصريح كان له دلالة قوية على مشجعي فريقه الذين سخروا من دفاع يونايتد في الدربي وقالوا في مدرجات أولد ترافورد:"اركنوا الحافلة يا مان يونايتد".

ما حدث في اللقاء من هجوم لسيتي ودفاع ليونايتد جعل الأول يظهر كأنه فريق حديث يرغب في بناء الكثير من الهجمات أمام مورينيو الذي أصبحت طريقته قديمة.

نسبة استحواذ يونايتد على الكرة بلغت في المباراة 35% فقط وهو أقل رقم منذ موسم 2003-2004 للفريق في أولد ترافورد منذ بداية جمع الإحصائيات والأرقام تاريخيا.

وفي الوقت الذي كان يهاجم فيه سيتي مرمى يونايتد بضراوة كان جمهور الشياطين الحمر يطالب بالهجوم قائلا:"هاجموا هاجموا".

ربما يكون أحد أسباب عدم ظهور يونايتد جيدا هو غياب بول بوجبا للإيقاف، لكن سيتي بدا أنه لن يقف أمام أي عائق.

ومنذ تولي مورينيو وجوارديولا مسؤولية تدريب يونايتد وسيتي الموسم الماضي نسبة فوز المدرب البرتغالي بلغت 53.7% مقابل 70.4% للإسباني.

في الدفاع عن مورينيو

Jose Mourinho and Pep Guardiola on the sidelines

كل ما حدث مؤخرا يعطي أدلة كبيرة على أن جوارديولا فاز بمعركته المباشرة مع مورينيو ويحتاج لخيالا كبيرة للتفكير فيه لمعرفة كيف لن يجلب لقب الدوري الإنجليزي لمانشستر سيتي.

وهذا سوف يسبب الألم لمورينيو لأنه كان يرغب في إظهار أفضل ما لديه خاصة بعد إقالته من تشيلسي بعد ثلاثة أشهر من الفوز بلقبه الثالث في الدوري مع الزرق في ولايته الثانية.

ولكن تجدر الإشارة منذ التقاء مورينيو وجوارديولا في مانشستر فإن مورينيو ظفر بلقب الدوري الأوروبي وكأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة فيما لم يحصد جوارديولا أي شيء حتى الآن.

المشكلة الآن هي أن مورينيو عليه مواجهة زيادة قوة سيتي مع جوارديولا وارتفاع قوة النادي المالية والتي ربما تتفوق على أي إنفاق من يونايتد.

والآن ربما يجد مورينيو نفسه في معركة لا يستطيع الفوز فيها.

كيف ستستمر المعركة؟

مورينيو سيحاول استغلال أي تعثر وضعف من مانشستر سيتي لكن يبدو ذلك صعبا في ظل حصد الفريق السماوي للانتصارات الواحد تلو الآخر.

تفوق سيتي على يونايتد جاء أمام أندية هدرسفيلد تاون وساوثامبتون ووست هام عن طريق الفوز بهدف في الدقائق الأخيرة،

لكن يونايتد لم يستطع التفوق في الدربي رغم مواجهة خط دفاع ضعيف به نيكولاس أوتاميندي وفينسنت كومباني وهما مصابين.

لم يتمكن يونايتد من الاستفادة لكن مازال أمام مورينيو الكثير لضبط فريقه.

مورينيو يحب دوري أبطال أوروبا وتوج به مرتين من قبل مع بورتو وإنتر ميلان ومازال أمامه الكؤوس المحلية للمنافسة عليها.

لكن ما حدث في الدربي كان بمثابة إعلان عن اقتراب فريق أكثر من منافسه أكثر من لقب الدوري.

وفي الحساب النهائي بالتأكيد فإن جوارديولا يحمل ميزان القوى في مدينة مانشستر الآن.

التعليقات