دي فرانشيسكو وروما.. تلميذ زيمان "مطور الكرة الإيطالية"

الأربعاء، 06 ديسمبر 2017 - 17:34

كتب : إسلام مجدي

دي فرانشيسكو

فشل ساسولو في التأهل إلى الدوري الإيطالي موسم 2011 -2012 احتل المركز الثالث في جدول الترتيب، وخسر أما سامبدوريا ليتأهل الأخير إلى الدوري الإيطالي الدرجة الأولى ويصاب الأول بخيبة الأمل.

امتلك ساسولو قوة كبيرة وبدا واضحا أنه على بعد خطوة وحيدة من النجاح في التأهل إلى الدرجة الأولى، لكنه فقط لم يمتلك العقل المدرب الذي يقوده إلى تلك المرحلة.

قرر جيورجيو سكينزي مالك ساسولو في ذلك الوقت وبالتحديد في 19 يونيو تعيين أوزيبيو دي فرانشيسكو كمدرب له ليقود الفريق. وبالفعل نجح في مهمته منذ موسمه الأولى.

عقدت عدد من المقارنات وقتها مستندة على أن دي فرانشيسكو هو يورجن كلوب الجديد، خاصة في حماسه الشديد الذي يظهره قبل المباريات وأسلوبه في ارتداء الملابس مثل المدرب الألماني وحتى النظارات.

مثله الأعلى ومعلمه كان زيدنيك زيمان ذلك الذي جعله يستخدم تشكيلا مستوى من الطرق الهولندية في لعب كرة القدم وطريقة 4-3-3.

تحدث عنه زيمان قائلا :"إنه مدرب جيد، إنه لديه القدرة على تطوير أي فريق".

كان ذلك في إحدى المقابلات بعد مواجهة لتورينو. ثم بعد مواجهة بين ساسولو وروما أثنى عليه لوتشيانو سباليتي والذي خلفه دي فرانشيسكو كمدرب للذئاب فيما بعد.

وقال سباليتي :"دي فرانشيسكو أحد المدربين الذين جعلوا الكرة الإيطالية جذابة ومطورة أكثر بفريق ساسولو الذي يلعب معه حاليا".

شكل زيمان مصدر إلهام تام لدي فرانشيسكو لكن الأهم أنه كمدرب علم كيف يطور ما تعلمه ويجعله يبدو أفضل في وقت قصير.

وصف أندريا بيرلو نجم إيطاليا وميلان طريقة زيمان المدرب التشيكي في وقت سابق قائلا :"فيما يخص النسب المئوية، الأشخاص الذين يلعبون في الخلف يرتكبون أخطاء أقل من هؤلاء الذين يتقدمون للهجوم".

وواصل "لنبعد الأندية التي يدربها زيمان لأننا نتحدث عن حدود ضيقة للغاية للواقع إنه غير حقيقي، يهاجم بكثافة".

حينما انتقل زيمان من التشيك إلى إيطاليا كان يحضر الكثير من الحصص التدريبية ويتعلم كيف يدرب محب للتعلم، في 2010 كان زيمان في الـ62 من عمره ودرب أندية لاتسيو وروما وفينيربهاتشة ونابولي. في تلك النقطة كان قد طور فلسفته كثيرا وقد بدأ دي فرانشيسكو في التعلم أكثر وأكثر منه.

زيمان يجعل أنديته تهاجم بكثافة كبيرة للغاية لتسجل الكثير من الأهداف، أحد مواسمه مع فوجيا الإيطالي سجل فريقه 67 هدفا في 34 مباراة.

كان لزيمان الفضل في تطوير تشيرو إيموبيلي كثيرا أثناء تدريبه لبيسكارا حينما كان اللاعب في ذلك الوقت معارا من يوفنتوس، ووقتها فاز بلقب دوري الدرجة الثانية وسجل الفريق 90 هدفا.

دي فرانشيسكو مع ساسولو خطا نفس خطوات معلمه وطور لاعبين في موسمه الأول مثل دومينيكو بيراردي وسيموني ميسيرولي وفرانشيسكو مانيانيلي، وبدا معه ساسولو فريقا لا يهاب شيئا على الإطلاق.

وفي موسمه الأول وسط الكبار خسر منهم من لاتسيو ويوفنتوس وإنتر ميلان إلا أنه نجح في قهر ميلان بنتيجة 4-3 المباراة الشهيرة التي تألق فيها بيراردي.

لكن رغم ذلك تواجد ساسولو ضمن مناطق الهبوط، قرر جيورجيو سكينزي أن يتحرك ويعين فيليبو إنزاجي كمدرب لساسولو بدلا من دي فرانشيسكو وبالفعل اتصل بميلان للحصول على خدمات المدرب لكن قوبل عرضه بالرفض. واضطر ليقال في يناير 2014 بسبب سوء النتائج لكن ذلك لم يحسن من الفريق بل ساءت الأمور.

وفي مارس 2014 عين دي فرانشيسكو مرة أخرى ليقول :"لم أحزم حقائبي قط انتظرت عودتي لاستكمال مسيرتي".

الفريق كان على بعد 4 نقاط من المنطقة الدافئة في جدول الترتيب وقاده ليحصد 17 نقطة في أخر 12 مباراة ليستمر ساسولو في الدوري الإيطالي الدرجة الأولى.

دخل النادي في موسم 2014-2015 بتفاؤل كبير مع دي فرانشيسكو وضم لاعبين مثل باولو كانافارو وفرانشيسكو أتشيربي، مع تواجد ثنائي هجومي خطير متمثل في سيموني زازا وبيراردي.

بداية الموسم كانت سيئة للغاية وخسر الفريق بنتيجة 7-0 من إنتر ميلان واحتل المركز الـ12 على بعد 5 مراكز من مركزهم في العام الذي سبقه.

في موسم 2015-2016 وعلى غير المعتاد كانت البداية جيدة للغاية ولم يخسر الفريق في أول 6 مواجهات، تحول ملعب ساسولو إلى قلعة وصرح أوزيبيو عن ذلك قائلا :"ملعبنا أصبح قاعدة مهمة لنا وذلك أمر هام لكي تهابنا الفرق ونحقق نتائج جيدة".

بعد مواصلة نجاحاته في ساسولو، اتجه دي فرانشيسكو لتدريب روما خلفا للوتشيانو سباليتي الذي رحل ليدرب إنتر ميلان.

وسط توقعات بسقوط روما خاصة بعد اعتزال فرانشيسكو توتي وتقدم دانيلي دي روسي في السن ورحيل محمد صلاح إلى ليفربول كل ذلك كان يكفي لسقوط الذئاب.

لكن ذلك لم يحدث قط. طور دي فرانشيسكو روما وصفقات الفريق كانت لكي تخدم أفكاره بمعاونة مونشي.

لم يعرف أحد روما أكثر من دي فرانشيسكو خاصة وأنه لعب للنادي 4 أعوام.

قال دي فرانشيسكو عقب توليه المهمة :"بعدما كنت لاعبا وعضوا في النادي، إنه شعور رائع بأن أصبح مدربا لروما، أنا أعرف النادي جيدا".

وتابع "التشكيلة التي لدينا يجب أن نعمل على ضم لاعبين هجوميين أولا ثم دفاعيين، ونركز عليهما بشدة لأنها الخطوط العريضة للبداية، لذا سنكون مستعدين لكل المواقف، نفتقد عدد من الأسماء الكبيرة لكن لدينا عدد كبير من الشباب، واللاعبين المتميزين الذين قد يساهمون في تطوير فريقنا".

وأتبع "أهداف الموسم؟ نرغب في الفوز بأكبر عدد من المباريات، النصر هي الكلمة التي أحبها وأحب سماعها".

واسترسل "روما سيبحث أولا عن مهاجم بديل لإدين دجيكو ثم جناحين ثم ظهير أيسر ولاعب وسط ميدان هذا هو الترتيب".

وأتم "الفارق بين روما ويوفنتوس؟ من الصعب قول ذلك الآن، يجب أن نشتري المزيد من اللاعبين وغالبا يتسرع الناس في الحكم، نحن بحاجة للعثور على اللاعبين المناسبين لنا، بعد ذلك سنتحدث عن الأمر".

وقال عنه جيمس بالوتا رئيس روما :"بأسلوبه في لعب كرة القدم، نعتقد أنه يلائم الفريق بشدة".

وتابع "إنه أيضا سيساعدنا في ضم مواهب كثير للفريق وللأكاديمية سيضع منهاجا للفريق".

ضم روما في الصيف سينج أوندر جناح بشاكشهير ولورينزو بيللجريني من ساسولو وباتريك شيك من سامبدوريا وجريجوري ديفريل من ساسولو ثم بعد ذلك ضم عدد من الصفقات الدفاعية وحسم كذلك بعض الأمور المتعلقة مثل ضم برونو بيريز نهائيا وفيدريكو فازيو كذلك.

روما ضم أيضا ماكسيم جونالونز وأليكساندر كولاروف وكلاهما ساهم كثيرا في تطوير الفريق.

الدوري الإيطالي كان مقياس النجاح طويل الأمد لصفقات روما وكتيبة دي فرانشيسكو، البداية كانت جيدة بفوز بنتيجة 1-0 ضد أتالانتا ثم خسارة ضد إنتر ميلان بنتيجة 3-1 وتأجيل لمباراة سامبدوريا.

بعد ذلك؟ انطلقت خلطة دي فرانشيسكو الهجومية وطريقة 4-3-3، سجل الفريق 12 هدفا في 4 مباريات واستقبل هدفا قبل أن يسخر من نابولي بنتيجة 1-0. ثم عاد مجددا للانتصارات حتى تعادل مع جنوى. سجل الفريق حتى الآن 27 هدفا واستقبل 10 أهداف.

قال دجيكو عنه :"دي فرانشيسكو يعلم جيدا كيف يرغب في أن نلعب، نحن فقط نستمع له ونتعلم منه وننفذ ما يقوله بالضبط".

وأتبع "إنه جعل ساسولو يلعب كرة جيدة للغاية ونحن كذلك، والآن يحاول إعادة ذلك بطريقة أكبر مع روما".

ما المشكلة؟ مشكلته مع ساسولو في المباريات الكبيرة لم يمتلك ما يكفي من قوة؟ تفوق ضد لاتسيو وتشيلسي في دوري الأبطال وتصدر مجموعته وفاجأ الجميع.

قال جاري لينيكر عبر التلفزيون البريطاني :"الشعراوي تحول لقوة هجومية كبيرة في روما لم يكن كذلك في الماضي".

وقال ريو فيرديناند أسطورة مانشستر يونايتد "روما امتلك هجوم حاسم وقدرة على إنهاء الفرص، رأينا ذلك ضد تشيلسي، وكذلك قوة دفاعية، الفريق كان منظما وبدا منيعا للغاية لم يكن ضعيفا على الرغم من أنه امتلك الشباك".

يتابع فرانك لامبارد أسطورة تشيلسي :"روما قلب المباراة بسرعة كبيرة جدا وكان قادرا على ذلك، يتحرك بسرعة كبيرة خاصة في المرتدات".

فريق دي فرانشيسكو يعتمد على القوة الهجومية المنظمة والتوازن أكثر من زيمان، تلك هي نقطة الاختلاف والتطور.

قال دي فرانشيسكو عن خطته :"دائما ألعب بطريقة 4-3-3، أفضل اللعب برباعي دفاعي وأستعمل 3 فقط في الدفاع في الحالات القصوى".

وواصل "زيمان هو مصدر الإلهام لي، استمعت باللعب تحت قيادته في روما كثيرا، إنه المدرب الوحيد الذي جعلني أضحك".

روما اختار دي فرانشيسكو لسببين الأول هو هوية الفريق وطريقة اللعب الهجومية، والثاني ضم لاعبين شباب وبناء جيل شاب. حتى الآن يسير على خطى ثابتة وتأهل كأول مجموعته في دوري الأبطال، البعض كان يصفه بـ"الحلقة الأضعف في مجموعته". وتصدرها على أندية تشيلسي وأتليتكو مدريد ولم يخسر سوى مباراة وحيدة من أتليتكو في إسبانيا وتعادل ضده، لكنه فاز وتعادل مع تشيلسي وحصد 6 نقاط من كاراباج.

الفريق الإيطالي مما لا شك فيه تطور كثيرا وأظهر للجميع أنه قوة هجومية لا بأس بها في أوروبا.

هل يواصل روما مسيرته الناجحة حتى الآن مع دي فرانشيسكو ويصبح منافسا قويا في إيطاليا؟ ربما فاز على تشيلسي لكنه خسر فيما بعد من أتليتكو مدريد والآن يأتي التحدي في أن يصبح للذئاب هيبة في أوروبا وإيطاليا كمنافس حقيقي على اللقب بشبابه.

التعليقات