ظلال بورج وماكنروي في عداوة مورينيو وفينجر الكروية

السبت، 02 ديسمبر 2017 - 13:58

كتب : علي أبو طبل

فينجر ومورينيو

يعتقد جوزيه مورينيو أن مسيرته التنافسية ضد المدير الفني الفرنسي أرسين فينجر في الملاعب الإنجليزية تشبه تلك التي جمعت أسطورتي التنس بيورن بورج وجون ماكنروي في نهايات السبعينيات وبدايات الثمانينيات من القرن الماضي.

ما بين عامي 1978 و1981، التقى اللاعبان 14 مرة، اتسمت كل مواجهة منهم بالشراسة والتنافسية الناتجة عن فنيات كبيرة من كليهما.

مدى التكافؤ وصل لحد أن الطرفين تقاسمها عدد مرات الفوز بـ7 لكل منهما، ووصلت التنافسية لشدتها في 1980 حين تأهل ماكنروي للمرة الأولى في تاريخه لنهائي بطولة ويمبلدون، بينما كان يسعى بورج لتحقيق رقم مميز بالفوز باللقب للعام الخامس على التوالي.

فاز بورج بالمواجهة بعد مجموعة خامسة فاصلة في مباراة تعد من كلاسيكيات اللعبة عبر تاريخها.

رقميا، ربما الأمر لا يتشابه كثيرا في العلاقة بين مورينيو وفينجر.

خلال 17 مباراة في مختلف البطولات، لا يمتلك الرجل الفرنسي من الانتصارات على غريمه البرتغالي سوى العدد 2.

فوز أول تحقق في افتتاحية موسم 2015/2016 بتتويج أرسنال بالدرع الخيرية على حساب تشيلسي بهدف نظيف، جاء بعد 13 مباراة سابقة تعرض فيها لـ7 هزائم و6 تعادلات مع تشيلسي تحت قيادة مورينيو.

هزيمة ثامنة ضد تشيلسي بقيادة مورينيو بعد ذلك، ثم تعادل سابع بين الرجلين، ولكن مورينيو كان في هذه المرة بألوان مانشستر يونايتد، قبل أن يحقق فينجر انتصاره الثاني تاريخيا في آخر مواجهة بين مانشستر يونايتد وأرسنال في الموسم الماضي.

التاريخ لا يبدو متكافئا من حيث النتائج، ولكن ما جعل تلك العداوة تشتعل في ملاعب إنجلترا هي حرب التصريحات التي يجيدها تماما مورينيو على مر تاريخه التدريبي، ولا يمانع فينجر أن ينجر إليها ويرد.

حرب كروية نشأت كذلك على أساس عداوة بين ناديي أرسنال وتشيلسي، ودائما ما كان ينتصر مورينيو في النهاية.

هل هدأت تلك الحرب في الفترة الأخيرة؟

حديثا منذ انضمام مورينيو لقيادة مانشستر يونايتد، وتصريحاته العدوانية ضد منافسيه من المدربين قلت حدتها بشكل كبير.

لم يعد ممكنا أن ترى تصريحا عن "المتخصص في الفشل"، أو ترى هجوما صريحا لطالما سبب المشاكل للبرتغالي.

ربما بعض المناوشات الخفيفة لكن دون الدخول في حروب كلامية.

رد الفعل من فينجر كان إيجابيا، فأصبح يتحدث عن الكرة أيضا.

يعود مورينيو في المؤتمر الصحفي قبل مواجهة أمسية السبت ضد أرسنال على ملعب الإمارات ليتحدث عن بورج وماكنروي، متأثرا بفيلم وثائقي شاهده مؤخرا عن عداوة هذا الثنائي.

"مدرب بورج كان يخبره طوال الوقت أن يركز فقط على النقطة التالية. فقط النقطة التالية".

"آخذ كل مباراة بحساباتها المنفصلة. قد تحدثوني عن أهمية مباراة سسكا موسكو من أجل التأهل للدور التالي أوروبيا، ولكن الآن كل تركيزنا في مباراة أرسنال وهذا ما أطالب اللاعبين به".

يتحدث مورينيو تماما عن الكرة دون الدخول في شد وجذب بخصوص غريمه، بل ويلطف الأجواء ويقول: "أتذكر عند قدومي إلى إنجلترا لأول مرة، كانت المنافسة متعلقة لسنوات عديدة على لقب الدوري بين مانشستر يونايتد وأرسنال".

ربما من المنطقي أن يتواضع مورينيو قليلا، فسجله ضد منافسيه من الـ6 كبار ما بين الموسم السابق والحالي يعتبر سيئا، وبالأخص خارج الأرض.

7 مباريات خاضها مانشستر يونايتد ضد المنافسين الرئيسيين خارج قواعده، تلقى خلالها 4 هزائم و3 تعادلات، واهتزت شباك يونايتد في 9 مناسبات بينما تمكن الفريق من التسجيل في مباراة واحدة، وكل ذلك تحت قيادة المدير الفني البرتغالي.

المنافسة اشتدت، ولم تعد تتعلق بفينجر ومورينيو فقط، فهناك جوارديولا وكونتي وكلوب وبوتشتينو.

عندما تحدث فينجر قبل مباراة السبت، فقد تحدث عن كرة القدم أيضا.

أشاد الرجل الفرنسي بالقوة البدنية للاعبي مانشستر يونايتد، وأعرب عن اعتقاده أن منافسه لن يلجأ للدفاع في المواجهة المرتقبة، بل سيندفع للهجوم.

"الأمر كله يتعلق بالثقة"، يضيف فينجر الذي أبرز مدى التحسن الدفاعي للفريق في الفترة الأخيرة.

الخسارة الأخيرة للمدفعجية في الدوري كانت بنتيجة 3-1 ضد مانشستر سيتي، وبعدها خاض الفريق 3 مواجهات حقق فيها العلامة الكاملة وبشباك نظيفة، ومن ضمنها انتصار في دربي لندني ضد توتنام.

مانشستر يونايتد يحل ثانيا في الترتيب برصيد 32 نقطة، بينما يحل أرسنال رابعا برصيد 28 نقطة.

انتصار لأرسنال يعني اشتعال أكثر للمنافسة وتعزيز أكبر لفرص الفريق اللندني في التقدم لمركز أفضل، وتعطيل لمحاولات يونايتد اللحاق بغريمه المتصدر مانشستر سيتي.

فصل جديد في قصة فينجر ومورينيو يكتب على أرض ملعب "الإمارات"، وله حساباته الخاصة واعتباراته تماما مثل كل فصل سبق.

فهل يشهد تعزيزا لرصيد البرتغالي أم تأكيدا على أن الفرنسي قد عرف كيف يتغلب على الرجل الذي طالما تلذذ بطرق الفوز عليه مرارا؟

التعليقات