كتب : إسلام مجدي | الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017 - 18:27

رسالة إلى دفاع الزمالك

الزمالك - سموحة

لا يمكنك أن تنجح أبدا إن كنت تكرر نفس الأخطاء، هكذا كان يرى برنارد شو طريق النجاح، لكن الزمالك حتى الآن لم يره بعد.

ما يجب أن يعيه الفريق الأبيض أنه يكرر ذات الخطأ في كل مرة منتظرا نتيجة مختلفة وبالتالي النتيجة ذاتها إما التعادل أو الخسارة.

استقبال نفس الهدف بنفس الطريقة كل مرة أو عدد من الأهداف على حسب خط سير اللقاء يوحي كثيرا بأن هناك خللا فنيا في الفريق.

---

ما تعريف الهجمة المرتدة؟ "رد سريع من فريق على خصم يقود هجمة باندفاع".

المبدأ نفسه أخذ من المعارك إلى ملعب كرة القدم لتصبح مدرسة فعالة للغاية لمئات السنين في عالم كرة القدم.

الهجمات المرتدة تكون لأندية بعقلية دفاعية تلعب بقوة وعمق كاف، تلك التي يستقبل الزمالك منها في كل مرة.

كم هدفا؟ لا يمكننا أن نحصي العدد هناك هدف من أهلي طرابلس وسموحة والمصري ومصر للمقاصة وكابس يونايتد وغيرها من نفس الكرة، إذ أننا نرى موقفا يكون فيه لاعب الخصم قد ضرب مصيدة التسلل واتجه وجها لوجه مع حارس مرمى الفارس الأبيض.

في كل مرة تستقبل نفس الأهداف تجعلك أكثر عرضا لأن تصبح فريقا مستباحا، يشجع الجميع ضدك وتلك تضعك بعيدا عن مصاف الكبار.

بإمكاننا معاينة نموذجين، الأول في ليفربول إن كان متقدما بنتيجة 5-0 فأنت ستظل حتى الدقيقة 90 منتظرا تعادل الخصم، حتى أن مدربه يورجن كلوب قد أبدى امتعاضه الشديد من استقبال "مثل تلك الأهداف" في كل مرة. لكن هل تحرك لإيقاف ما يحدث لفريقه؟

لم يتحرك بعد وبالتالي ليفربول سيظل يعاني من استقبال أهداف لسذاجة خط دفاعه.

النموذج الأخر كان بايرن ميونيخ، خلال الموسم الماضي أصبح العملاق البافاري مستباحا، لم يعد ذلك الفريق المخيف الذي تشعر وكأن فريقك يجب أن يخشاه ألف مرة.

قال مانويل نوير في فبراير 2017 " الخصوم أصبحوا يشعرون أنهم قد يحصلون على شيء من المباراة ضدنا، علينا أن نوقف ذلك وأن نظره أننا سنقرر ما سيحدث في الملعب دائما".

هنا لا يتحدث بصفته الأمر الناهي لكن ذلك ما يسمى بشخصية الفريق، ذلك الذي لا يحتفل أبدا بالتعادل ولكنه يبحث عن الفوز.

قال حازم إمام عقب مواجهة المقاصة :"لاعبو الزمالك افرطوا في الفرحة بعد هدف التعادل في المقاصة بشكل مبالغ فيه وهذا أمر غير صحيح".

وتابع "الفرحة الجنونية بالهدف عندما يكون هدف فوز وليس هدف تعادل".

وأكمل "كل اللاعبين ذهبوا للفرحة مع نيبوشا ولم يذهب أي لاعب لإعادة الكرة إلى منتصف الملعب من أجل استكمال اللعب بسرعة وتسجيل هدف ثاني".

واستمر في حديثه "عندما تذهب لاستعادة الكرة يشعر الخصم أنك تريد تحقيق الفوز ويتأثر نفسيا".

لكن هل يتفق البحث عن الفوز بفتح الخطوط وكشف حارس مرماك ووضعه في موقف 1 ضد 1 مع مهاجم الخصم؟

هنا نأتي لنقطة أخرى، وهي الالتزام بالتعليمات وتدريبات المدرب ومراعاته للأخطاء عقب المباراة.

قال أيمن يونس نجم الزمالك عقب مواجهة المقاصة :"نيبوشا من نوعية المدربين الذين يعرفون الخطأ بعد المباراة وليس خلالها، وبالتالي لم يصلح شيئا فيها، ولا في أخطاءه".

وتابع "هناك نوعيتان من المدربين ذلك الذي يتحرك لتعديل أخطاءه فور حدوثها، وهناك من يعرف خطأه بعد المباراة".

----

حينما تخسر الكرة وبإمكان الخصم أن يرد عليك سريعا، أنت بحاجة لأن تمتلك خطة ب وتتفاعل سريعا قدر الإمكان، تحتاج لعدد من اللاعبين خلف الكرة بأسرع وقت وعليك أن تضيق المساحات الموجودة لتفوز بالكرة سريعا.

قال روي كين عن الدفاع ضد المرتدات :"الفشل في التحضير يعني أنك تستعد لتفشل في المباراة".

يجب أن تكون مستعدا لكل شيء، سواء خلال المباراة أو بتوزيع لاعبيك، حينما تتحول من حالة الدفاع للهجوم فلا يجب أن يكون الأمر عشوائيا.

يقول أيمن يونس :"أشركت أيمن حفني كصانع ألعاب ومع ذلك تلعب كرات طولية لماذا؟".

الزمالك حينما أشرك صانع ألعابه لاختراق التكتلات الدفاعية لم يكن يمرر له الكرة، إذ أنه تسلم الكرة فقط 23 مرة في 45 دقيقة كاملة وهو من المفترض أنه الحل لأزمة التكتل الدفاعية.

----

صرح علي جبر تصريحات في وقت سابق قال فيه :"جوسفالدو فيريرا علمنا الكثير، كيف نصطف دفاعيا وكيف نقف وكيف نتحرك".

المدرب ليس دوره تحقيق الانتصارات أو الحديث فقط بل عليه كذلك أن يهتم بأدق التفاصيل إن أراد النجاح، بغض النظر عن الأجواء الإدارية التي قد تكون أحد الأسباب فتكرار الخطأ لما يزيد عن 7 مباريات هو أمر غير محسوب كليا وناقوس خطر يهدد بموسم كارثي.

الأمر ليس في مدافع بعينه أو في لاعبين أو أكثر الفكرة في تحركات ومنظومة تقف بطريقة تبدو وكأنها لا تتدرب أبدا على مثل هذه المواقف الدفاعية بدون تنظيم محدد.

الخسارة من المقاصة يجب أن تكون ناقوس خطر للجهاز الفني عليه أن يحدد فورا الأخطاء التي يقع فيها الدفاع ويحللها جيدا ويمنح الفريق عمقا دفاعيا كافيا.

وجود 3 لاعبين في الخلف كحل أمني هو أمر جيد للغاية شرط ألا يكون التحرك مثل مباراة المقاصة، محمد أشرف "روقا" ظل مكانه منتظرا تسلل لم يكن موجودا، وثنائي الدفاع كان بعيد كل البعد عن التمركز لينفرد حسين الشحات بأحمد الشناوي ذات المشهد الذي اعتدنا رؤيته في معظم مباريات الزمالك مؤخرا.

أما إذ كان الاندفاع ليس حلا وأقدر أن التأخر يدفعك لمثل هذا التقدم للأمام، فيمكنك أن تتراجع مساحة وتلعب بين خطوط الخصم كأحد الحلول، الأمر بالكامل يعتمد على التعليمات الموجهة للاعبين والتي يجب أن تنفذ من أول ثانية حتى صافرة نهاية المباراة.

البعض يفترض أن الدفاع يكون حينما يمتلك خصمك الكرة وليس وهي معك فعليا.

يقول جرهام تايلور مدرب إنجلترا السابق حول الدفاع وأنت تمتلك الكرة :"الأمر حول التمركز الصحيح حينما تكون لديك الكرة".

وأضاف "عليك أن تخبر لاعبيك كيف يقفون وهم معهم الكرة وكيف يتحركون في كل إنش من الملعب التدريب ليس بحضور المؤتمرات الصحفية فقط أو بعض الجمل التكتيكة، إنه غيض من فيض".

دفاع الزمالك عليه تعلم مبدأ الدفاع وأنت تمتلك الكرة أن يكون لديك تصورا كاملا عما ستفعله مع أو بدون الكرة كيف ستتعامل مع فقدانها وكيف ستتعامل إن استقبلت أن تمتلك خطة أولى وثانية وربما ثالثة وأن تتحضر لكل السيناريوهات التي ستواجهها.

يقول ريو فيرديناند نجم مانشستر يونايتد السابق :"حينما تأتيك الكرة كمدافع عليك أن يكون لديك تصورا كاملا، وتعرف مركز كل لاعب في الملعب، لا يجب أن تقف فقط كمدافع منتظرا زملائك أن يقوموا بالعمل، عليك أن تعلم كيف تدافع وأنت تمتلك الكرة".

وأتم "أضع دوما في عقلي أين ستكون التمريرة التالية وكيف سيمرر زميلي بول سكولز، وأيضا ماذا سأفعل بدوري إن فقدها فريقي لكي أتعامل مع الوضع".

للتواصل مع الكاتب:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات