بليتشر ريبورت في تقرير مطول: صلاح سينافس دي بروين على لاعب العام بإنجلترا

الجمعة، 24 نوفمبر 2017 - 21:39

محمد صلاح - ليفربول

التغني بمحمد صلاح المحترف المصري في ليفربول مازال هو حديث الصحافة الإنجليزية والعديد من اللاعبين والمدربين في البريميرليج والآن نحن مع موعد مع تقرير ذهب لما هو أبعد من الإشادة.

محمد صلاح

النادي : ليفربول

ليفربول

شبكة "بليتشر ريبورت" الأمريكية تقول بأن:"صلاح سيكون هو المنافس الأبرز لكيفن دي بروين على جائزة أفضل لاعب في إنجلترا".

ويستعرض FilGoal.com تقرير "بليتشر ريبورت" المطول عن صلاح.

كيف بدأت القصة؟

بعد مرور عدة أشهر من الموسم الجاري تحول النقاش في ليفربول حول اللاعبين الذين فشل النادي في انتدابهم إلى من استطاع جلبهم وكان الفارق في ذلك هو الشكوك التي استقبلت صلاح عقب توقيعه للحُمر والتي تحولت في نهاية المطاف إلى إشادة.

أصبح صلاح في الانتقالات الصيفية الماضية هو أغلى صفقة في تاريخ ليفربول مقابل 36 مليون و900 ألف جنيه إسترليني بعدما فشل في تشيلسي قبل عامين.

قدوم صلاح إلى ليفربول كان باستقبال جيد من المشجعين ولكن لم يكن هناك الكثير من الحماس لأجله ولكن لم يتفحص الجميع ماهية الهدية التي جاءت إليهم من روما بشكل جيد.

ولكن عقب مرور 19 مباراة فقط سجل الجناح المصري الطائر 14 هدفا لفريق المدرب يورجن كلوب ليعرب المدرب الألماني عن ثقته الكبيرة في اللاعب المصري.

ما حدث جعل أنصار ليفربول يقعون في غرام صلاح وعلى الرغم من سوء دفاع الفريق فإنه أصبح يمتلك العديد من اللاعبين لا يمسون، عدد قليل فقط من المشجعين هو من لم يستبدل حتى الآن صورة مدافع ساوثامبتون فيرجيل فان دايك أسفل وسادته بصورة لميسي المصري.

فكل المطالبات من أجل قدوم فان دايك، والندم لعدم تحقق ذلك توقفت بمجرد تألق صلاح.

التحول في إيطاليا

أشار التقرير إن تقرير نشرته صحيفة "تايمز" في وقت سابق ذكر بأن كلوب احتاج لمن يقنعه بقدرات صلاح وما سوف يضيفه لفريقه خاصة وأن كريستيان بوليسيتش وجوليان دراكسلر وجوليان برانديت كل ذلك كانوا يسبقون اللاعب المصري في أولوية القدوم إلى أنفيلد.

وذكر تقرير صحيفة تايمز بأن"كلوب كل المسؤولين عن انتداب اللاعبين واكتشافهم في ليفربول قاموا بمتابعة المباريات والتدريبات لضم صلاح".

فقبل الانتقال إلى ليفربول قضى صلاح عامين ونصف حيث أصبح نجما يجذب الانتباه لما قدمه في الدوري الإيطالي.

ففي موسمه الاولى مع روما أصبح لاعب العام، وفي الموسم الثاني سجل 15 هدفا وصنع 11 في 31 مباراة وهو رقم لم يحققه أي لاعب في الدوري الإيطالي آنذاك.

ولكن رغم كل ذلك ظلت صورته مع تشيلسي في الدوري الإنجليزي وهو يكافح للمشاركة في المباريات علامة استفهام كبرى كلما تطرقت أي محادثة حول كيف سيعود مجددا إلى إنجلترا.

هذا نفسه هو ما تحدث فيه أيقونة ليفربول ستيفن جيرارد الذي تحدث نيابة عن الأغلبية لشبكة "بي تي سبورت" الإنجليزية قائلا:"كمشجع شاهدت صلاح في تشيلسي والأمور لم تكن تسير معه بشكل جيد، ورغم تألقه مع روما فكان السؤال الأبرز هل سيكون مناسبا للدوري الإنجليزي"؟

وتابع"عندما جاء إلى ليفربول، أنا مثل أغلب المشجعين لم نكن متيقنين من كيفية سير الأمور معه".

ربما اضطر صلاح لقضاء فترة في السجن مع تشيلسي ما جعله يكتبها في سيرته الذاتية، لكن أفضل طريقة لناسيان الماضي هي صناعة ذكريات جديدة، هذا ما قام به اللاعب المصري.

صلاح جعل القليل يتذكره وهو يرتدي ذلك القميص الأزرق، ملك مصر أصبح الآن أمير ليفربول.

نجح صلاح في تخطي رقم روبي فاولر أمام ساوثامبتون بعدما سجل تسعة أهداف في أول 12 مباراة له مع ليفربول في الدوري وهذا أكثر بهدف من اللاعب السابق للحمر والذي كان يلقب بالجمهور بـ"الإله"، واحتفال اللاعب المصري بإنجازه ذلك كان في أنفيلد ذاته وليس في أي ملعب آخر.

وبين الآن وشهر مايو أصبح أمام صلاح أرقام ليكسرها، فهو متصدر لهدافي الدوري الإنجليزي بتسعة أهداف سجلها مثل ساديو ماني وفيليبي كوتينيو وروبرتو فيرمينو سويا.

هذا بالإضافة لتسجيله 14 هدفا في كل المسابقات وصناعته لثلاثة أهداف وهذا العدد من الأهداف هو كل ما صنعه كوتينيو الموسم الماضي وكان أكثر من أحرز أهدافا في ليفربول.

صلاح سيحتاج لأي شيء يوقفه حاليا مثلما حدث سابقا مع فيرناندو توريس كي لا يتخطى رقم لويس سواريز الذي سجل 31 هدفا لليفربول في موسم 2013-2014.

هداف الدوري؟

عقب لقاء ساوثامبتون تحدث كلوب قائلا:"لو استمر صلاح كذلك سينهي الموسم مسجلا 70 هدفا وهذا ربما لن يحدث.

ولكن كلوب شدد أن اللحظة الحالية هي لحظة صلاح وكل شيء يسير معه بشكل جيد فهز شباك الخصوم في أخر خمس مباريات من أصل سبعة وبالتأكيد سيقل ذلك الرقم في وقت ما.

لكن كلوب رغم كل ذلك شدد أن صلاح يعيش فترة رائعة وقال:"هذه هي لحظة صلاح ولا مشكلة لدينا في ذلك فهو يستحقها".

"هل أنا الرجل المناسب"؟

حينما جلس صلاح في غرفة خلع ملابس ليفربول للمرة الأولى ربما سال نفسه هل أنا المناسب كيف أكون ملائما مع كوتينيو وفيرمينيو وماني؟

لكن وجود صلاح جعل الرباعي أقوى مما كان ثلاثي في وقت سابق بل أصبح هو الرجل الرئيسي والأقوى فيهم حاليا.

في الأسابيع الأولى من الدوري الإنجليزي ورغم تسجيله لثلاثة أهداف في أول ست مباريات كانت هناك همهمات حول إضاعته للكثير من الفرص، فلاعب كرة قدم سريع ويهدر الكثير من الفرص مثل الممثل الكوميدي الذي يستطيع إلقاء الكثير من النكات الضاحكة لكن في وقت غير مناسب.

ولكن كل شيء تغير بعد ذلك فقد أكد صلاح أن الأرقام التي حققها في إيطاليا لم تكن مجرد توهج سريع مثل ومضة فلاش الكاميرا، مع الوضع في الاعتبار تسجيله 32 هدفا في 56 مباراة خاضها مع منتخب مصر.

مع الوضع في الاعتبار أن صلاح ليس مهاجما صريحا بل يلعب كجناح ولكن أول أربعة أهداف مع ليفربول جديرين بالمتابعة فكلهم جاءوا من داخل منطقة الست ياردات، وأول ثلاثة كانوا بسبب تمركزه الجيد ومتابعته اللعب وهذه النوعية من الأهداف التي يحبها المهاجمين.

لكن هدفه الرائع أمام ليفربول بتسديدة يسارية من خارج منطقة الجزاء كان مميزا وبمثابة تذكير منه بالموهبة الرائعة التي يملكها.

وحال مواصلته تسجيل الأهداف بمعدله الحالي فهو سينهي الدوري بـ29 هدفا وهو ما سيكون كافيا ليجعله يظفر بجائزة الحذاء الذهبي خلال أخر ستة مواسم من أصل 10.

كما تجدر الإشارة إلى أنه سيصبح أول لاعب لا يلعب كمهاجم صريح منذ كريستيانو رونالدو يظفر بالجائزة حينما سجل الأخير 31 هدفا في عام 2008 وذلك منذ بداية عهد البريميرليج عام 1992.

"سيتخطى جيجز"

جيمي كاراجير قائد ليفربول ومدافعه السابق يؤمن أن صلاح جيد بما فيه الكفاية ليتخطى عدد الأهداف التي سجلها لاعب مانشستر يونايتد التاريخي السابق ريان جيجز.

جيجز هو أكثر جناح في تاريخ الدوري الإنجليزي سجل أهدافا بواقع 114 خلال 672 مباراة مع الشياطين الحمر، كما أن اللاعب الويلزي لم يسجل أكثر من 10 أهداف في الموسم الواحد من البريميرليج سوى مرتين فقط، و17 هدفا كانت أفضل أرقامه خلال موسم واحد فقط.

ومع ملاحظة أن صلاح سجل خلال أخر ثلاثة مواسم 55 هدفا في 111 مباراة مع الأندية التي لعب لها ومنتخب مصر، فهذه الأرقام تهدد عرش جيجز.

مواجهة تشيلسي

لقاء تشيلسي يوم السبت المقبل في الدوري ستكون بمثابة فرصة لصلاح لإثبات شيئا ما أمام النادي الذي تخلى عنه عقب 13 مباراة فقط خاضها معهم.

ولكن في الحقيقة فإن قضية صلاح مع تشيلسي ليست الأولى فكل أصابع الاتهام توجه ناحية المدرب –جوزيه مورينيو- الذي جلبه هو وروميلو لوكاكو وكيفن دي بروين وتخلى عنهم جميعا، وفي النهاية حصل الزرق على 5 مليون جنيه إسترليني جراء بيعه لروما و10% من إعادة بيه مستقبلا لأي ناد.

فالثلاثي صلاح ودي بروين ولوكاكو شاركا مع تشيلسي تحت قيادة مورينيو في 26 مباراة بالدوري الإنجليزي فقط والآن هم سجلوا سويا 28 هدفا وصنعوا 15.

وخلال الأيام الماضية كلوب وفرانك لامبارد قائد تشيلسي السابق تحدثا عن أن صلاح كان طفلا مع الزرق وتحول ليصبح رجلا في إيطاليا وليفربول.

منافسة دي بروين

مع ملاحظة إننا في الشتاء وعدم إمكانية إجراء أي تصويت حاليا فإن صلاح هو اللاعب الذي يستطيع منافسة دي بروين على جائزة لاعب العام في إنجلترا.

صلاح لاعب كرة تحب مشاهدته فهو ولديه قدرة نادرة على المرور من منافسيه وكما يمكنه التمرير بشكل جيد ويستطيع الركض خلف المدافعين بطريقة ذكية مثلما تتمع قدميه بالذكاء هذا فضلا عن سرعته الكبيرة.

سرعته هذه أنتجت أحد أكثر الأهداف الجميلة في الدوري الإنجليزي أمام أرسنال وكانت بمثابة ظلال لظهور رونالدو البرازيلي في الملاعب حينما ركض صلاح بالكرة من منتصف الملعب وجعل هيكتور بيلليرين أحد أسرع المدافعين في البريميرليج يلهث خلفه، ولم يستطع اللاعب الإسباني في أي لحظة تقليل المسافه بينه وبين اللاعب المصري رغم ركض الأول بشكل حر والثاني بالكرة.

وهو ما تكرر أمام وست هام ولكن تلك المرة ركض ساديو ماني بالكرة وصلاح بدونها قبل أن يمرر السنغالي له ويسدد المصري في الشباك، صلاح كان يطير في ملعب لندن.

اللعب بضغط عال أو لا كانت هذه قضية وست هام، ولكن سرعة ليفربول سوف تقتلك، حتى لو لجأت للعمق الدفاعي فأنت تفتح الملعب وتتيح الإمكانية للاعبيه بتناقل الكرة واللعب بين الخطوط.

لو نجح كلوب في بناء خط دفاع قوي مثل هجومه لن يكون هناك أي فريق يستطيع إيقاف ليفربول.

النقاش حتى الآن هو إن كان صلاح صفقة الموسم في إنجلترا ورغم الجدال فهو لن يكون في فئة أقل من ذلك.