بعد التأهل للمونديال بدونه .. هل تحتاج السويد حقا لعودة إبراهيموفيتش؟

الأربعاء، 15 نوفمبر 2017 - 16:21

كتب : علي أبو طبل

زلاتان إبراهيموفيتش

أعلن زلاتان إبراهيموفيتش في 21 يونيو من العام الماضي اعتزاله اللعب الدولي لصفوف منتخب السويد بعد الخروج المخيب من مجموعات بطولة أمم أوروبا في فرنسا.

السويد حلت في مجموعة تضم إيطاليا وأيرلندا وبلجيكا، واكتفت بحد نقطة وحيدة في المواجهات الثلاثة لتحل في مذيلة المجموعة.

من ضمن المواجهات، خسرت السويد بهدف متأخر ضد إيطاليا، ولم يكن يعلم زلاتان أنه بعد أكثر من عام بقليل، وفي غيابه، ستعود بلاده إلى كأس العالم بعد غياب في آخر نسختين، ومن قلب ملعب سان سيرو.

خلال الأعوام الأخيرة، وبالأخص بعد اعتزال فريدريك ليونبيرج وهنريك لارسن، تم حصر صورة منتخب السويد في وجود زلاتان إبراهيموفيتش.

منتخب "الرجل الأوحد" الذي لا يستطيعون التقدم بدونه، وفي غيابه سيضمحل إسم السويد الكروي الذي حل وصيفا في كأس العالم التي استضافتها في 1958، كما حلت ثالثة في مونديال البرازيل 1950 ومونديال الولايات المتحدة في 1994، كأبرز إنجازاتها الدولية خلال 12 مشاركة مونديالية.

ظهور زلاتان الدولي الأول كان في 2001 ولكن بدرجة قليلة في ظل تواجد أسماء أبرز في قائمة المنتخب الاسكندنافي في ذلك الحين. وشارك في بطولتي كأس العالم في 2002 و2006 ولكن دون إحراز أي أهداف.

بمرور الوقت أصبح الرجل الأهم في البلاد، وخاصة في السنوات العشرة الأخيرة، وتزامنا مع ذلك، غابت السويد عن آخر نسختين عن المونديال بجانب الخروج من مجموعات أمم أوروبا في آخر 3 نسخ على التوالي، ولم يحرز خلالها قائد السويد سوى 4 أهداف مجتمعة في 9 مباريات.

مر قرابة الـ17 شهرا على اعتزال زلاتان، فما الذي تغير في السويد لتعود إلى المونديال؟

- الإدارة الفنية

بعد الخروج المخيب من يورو 2016، رحل المدير الفني السابق إيريك هامرين ليحل بدلا منه ذو الـ55 عاما، يان أندرسون.

يمتلك أندرسون مسيرة جيدة مع عدة أندية داخل السويد، توجها بالفوز مع فريق نوركوبينج بلقب الدوري في 2015.

منذ 23 يونيو 2016، وهو تاريخ تعيين أندرسون، لعبت السويد تحت قيادته 16 مباراة، فازت في 9 منها وتعادلت في 3 وتلقت الهزيمة في 4.

سجلت 33 هدفا واستقبلت شباكها 14 هدفا، وأقصت هولندا من التصفيات، ومن ثم أقصت إيطاليا وتأهلت إلى كأس العالم.

- التخلص من الوجوه القديمة

ليس فقط زلاتان. أسماء أخرى غابت عن قائمة أندرسون في غالبية الطريق نحو المونديال الروسي.

بمقارنة بسيطة بين قائمة السويد في يورو 2016 والقائمة الأخيرة التي تم استدعائها لمواجهتي إيطاليا، اثنان من ثلاثي حراسة المرمى لم يعد لهما مكان، وبالأخص المخضرم أندرياس إيزاكسون ذو الـ35 عاما، بينما تم افساح الطريق لحارس كوبنهاجن الدنماركي روبن أولسن ليصبح أساسيا.

3 أسماء دفاعية جديدة تتواجد، ولم يكن لها نصيب في قائمة اليورو، مثل ثنائي دفاع بولونيا الإيطالي فيليب هيلاندر وإيميل كرافث، ومدافع بروندبي الدنماركي يوهان لارسن، بجانب استمرار أسماء مثل فيكتور ليندلوف وميكاييل لوستيج وقائد الفريق الحالي أندريس جرانفيست.

التغيير بالكامل كان في منتصف الملعب بتواجد 5 أسماء جديدة لم تحصل على الفرصة قبل أكثر من عام بقليل.

جاكوب يوهانسن من آيك آثينا اليوناني، وجوستاف سفينسن من سياتل ساوندرز الأمريكي، وفيكتور كليسون من كراسنودار الروسي، وماركوس رودن من كروتوني الإيطالي، وكين سيما من اوسترساندس كممثل وحيد من الدوري المحلي.

تلك الأسماء الجديدة مع الإبقاء على لاعب هامبورج الألماني ألبين إكدال، ولاعب تولوز الفرنسي جيمي دورماز، ولاعب هال سيتي الإنجليزي المخضرم سيباستيان لارسون، وبالطبع الموهبة الأهم في السويد في الوقت الحالي، لاعب وسط وجناح لايبزج الألماني إيميل فورسبرج، أعطوا الكثير من الحيوية و"الديناميكية" لأسلوب لعب السويد بوجهها الجديد.

بغياب زلاتان إبراهيموفيتش من قائمة الحلول الهجومية، احتفظ المدير الفني بخدمات مهاجم سيلتا فيجو، جون جيديتي، ومهاجم العين الإماراتي الحالي المخضرم ماركوس بيرج، واستمر في استدعاء مهاجم واسلاند البلجيكي، إيزاك كيسي ثالين، كما استعاد خدمات المخضرم أولا تويفونين، وكان المهاجم إيمير كوجوفيتش إسما آخر ممن تواجدوا في الأمم الأوروبية في فرنسا ويغيبون في الوقت الحالي.

- مع تغير بعض الأسماء في القائمة وفي الإدارة الفنية .. ماذا تغير في منتخب السويد داخل الملعب بغياب زلاتان؟

سؤال هو الأهم، وقد يبدو واضحا مدى التغيير الذي ظهر على أسلوب لعب السويد والتحول لمجموعة أقوى بدلا من الاعتماد على النجم الأوحد.

وجهنا السؤال لـ "كريستان هينياج" الكاتب بموقع FourFourTwo والمشارك في بعض المساحات الرياضية الأخرى من أهمها صحيفة "جارديان" البريطانية.

أجاب كريستان لـ FilGoal.com: "أعتقد أهم ما تغير هو أسلوب الضغط والتوقع وتنويع طرق بناء الهجمة"

وأضاف: "عندما يتواجد زلاتان، كان زملاؤه يرون أن الحل الأمثل هو تمرير الكرة له في كل الوضعيات. هو النجم الأوحد وبالتأكيد سيجد حلا للمعضلة".

"بدون زلاتان، تواجدت طرق أخرى للحصول على الكرة والوصول بها إلى مرمى المنافس. رأينا لاعبين آخرين يتألقون طوال مشوار التصفيات، وأبرزهم إيميل فورسبرج"

فورسبرج رغم كونه صانعا للألعاب وجناح فقد نجح في تسجيل 4 أهداف طوال مشوار التصفيات، بينما كان أفضل المسجلين هو ماركوس بيرج ذو الـ8 أهداف. لا مشكلة تهديفية في غياب زلاتان إذن.

بعد ضمان تأهل السويد للمونديال، ظهرت بعض الأصوات التي ترجح إمكانية عودة إبراهيموفيتش إلى قائمة منتخب بلاده في الفترة القادمة من أجل المشاركة في كأس العالم.

رد يان أندرسن كان حاسما وغاضبا في الوقت ذاته، والتالي على لسانه في تصريحات له بعد مباراة إيطاليا.

"من المذهل الاستمرار في الحديث عن لاعب توقف عن اللعب معنا منذ عام ونصف!".

"أعتقد أنه من الأهم الحديث عن اللاعبين المتواجدين في قائمتي والذين أثق بهم تمام الثقة".

زلاتان يمتلك 62 هدفا في 116 مباراة دولية رفقة السويد، ولكن تظل حقيقة قائمة أن السويد فعلتها بدونه هذه المرة.

"هو بطل كبير، ولكن علينا أن نتأقلم أكثر ونجد حلول أخرى ".

هكذا كان ختام حديث المدير الفني لمنتخب السويد.

الأمر لا يتعلق فقط بالوصول للمونديال كلقطة أخيرة. السويد قدمت تصفيات مميزة للغاية وتمكنت من التغلب على فرنسا في ستوكهولم، كما تعادلت مع هولندا ذهابا وأقصتها في النهاية من التصفيات.

في مجمل حصيلة 10 مباريات، حققت السويد الانتصار في 6 وتعادلت في مباراة وحيدة، وتلقت الهزيمة في 3 مباريات، بجانب انتصار وتعادل مع إيطاليا في الملحق.

ورغم كون السويد في المركز الثاني في المجموعة وتأهلها للعب مباراة فاصلة، إلا أن خط هجومها كان الأقوى برصيد 26 هدفا، متفوقة على فرنسا المتصدرة التي سجلت 18 هدفا فقط.

يتفق كريستان هينياج مع رأي المدير الفني لمنتخب السويد في صعوبة أن يأخذ زلاتان مقعدا "أساسيا" على حساب لاعب آخر بذل مجهودا كبيرا في مشوار التأهل.

- وهنا يأتي سؤال أخير قد يكون مطروحا. هل يقبل المدير الفني بضم زلاتان كعنصر ضمن مجموعة يقدم بعض الحلول، ويقبل الأخير بالجلوس احتياطيا في بعض الأحيان؟

"لا أعتقد أن زلاتان أو حتى السويد تقبل بجلوس اسم مثل زلاتان احتياطيا. البعض هناك يعتبرونه الإسم الأبرز في تاريخ كرة القدم السويدية. حتى ولو بقدم واحدة ستكون له الأفضلية".

هكذا كان رد كريستان على السؤال، قبل أن نتفق في النهاية أن الأمر في كل الأحوال يحكمه شخصية المدير الفني وكيف يسيطر على المجموعة وكيف يمكن أن يستفيد من زلاتان في حال قرر ضمه في النهاية.

الأمر يعتمد هنا الآن على عامل آخر، وهو مستوى زلاتان الذي سيبدو عليه بعد عودته من إصابته الأطول في مسيرته.

يشتهر زلاتان بتصريحاته التي تميل إلى الغرور، ولكن قد يصيبك الاستغراب حين تعلم أنه يرى أن الأمور تسير بشكل جيد بدونه.

قال زلاتان في تصريحات لـ "سكاي سبورت إيطاليا": "قد تتوقع مني أن أقول أن المنتخب لا يقدم مستويات أفضل بدوني وأنهم افتقدوا الكثير في غيابي".

ويتابع: "لكن الحقيقة أن اللعب بدوني أزال الكثير من الضغوط عنهم وأصبحوا يلعبون بجماعية أكبر".

"حين تفوز السويد أو تخسر الآن، الأمر لا يمثل ضغط كما كان يمثل سابقا. في وجود إبراهيموفيتش كان البعض يقوم بترشيح السويد كمنافس على لقب الأمم الأوروبية وكأس العالم، والضغط كان يقع علي أيضا".

"في غيابي، بدأوا من جديد والكل يحارب للحصول على فرص متساوية.مع مدير فني جديد"

هل ينضم زلاتان للمجموعة أم يستمرون ويحصدون ثمار نجاحهم بدونه؟

فلنراقب ما سيحدث في الشهور الـ7 القادمة.

التعليقات