هل يفعلها أمام سيتي؟ - النني قلب دفاع.. تغير قناعات فينجر والحاجة للمرونة

الأحد، 05 نوفمبر 2017 - 12:19

كتب : لؤي هشام

محمد النني - أرسنال

قدرتك على اللعب في أكثر من مركز تزيد دائما من فرصك في اللعب وتتيح أكثر من خيار للمدربين. لهذا ربما اهتم العديد من المدربين عبر مسيرتهم باللاعبين الذين يجيدون في أكثر من مركز.

"لقد أثبتنا مع الوقت أن أفضل طريقة لسد العجز في أي قائمة هو امتلاك لاعبين يجيدون في أكثر من مكان" السير أليكس فيرجسون مدرب مانشستر يونايتد الأسطوري.

"لا أحب التقيد بالمراكز أفضل دائما اللاعب الذي يجيد في أكثر من مكان" ماوريسيو بوكيتينو مدرب توتنام.

كانت تلك كلمات ثنائي من أبرز المدربين عبر تاريخ الدوري الإنجليزي مع الفارق طبعا في تحقيق البطولات والتاريخ لصالح السير الأسكتلندي، ولكن الحديث يدور هنا عن مدربين غيرا الكثير من طرق وتفكير وأسلوب لعب الإنجليز.

اللاعب الجوكر.. كنز المدربين حتى لو لم يكونوا الأفضل

قائمة اللاعبين "الجوكر" قد ينضم إليها لاعبنا المصري محمد النني بعدما اعتمد عليه الفرنسي أرسين فينجر في أكثر من مناسبة بمركز قلب الدفاع وكان آخرها أمام رد ستار بلجراد الصربي في دور المجموعات بالدوري الأوروبي.

لم تكن تلك المباراة الأولى للاعب وسط بازل السابق في هذا المركز فقد سبق وأن شارك بها أمام نورويتش سيتي بالكأس وأمام إشبيلية في فترة الإعداد للموسم الجاري.

ولكن يبدو وأن قناعات المدرب الفرنسي قد تغيرت في تلك الفترة بين يوليو الماضي وحتى الشهر الجاري، إذ شهدت تصريحاته حول اعتماده على النني كمدافع تغيرا كبيرا في رؤيته للأمر.

وقال فينجر بعدما لعب النني كمدافع أمام إشبيلية قبل بداية الموسم: "النني صاحب عقلية رائعة وعندما يلعب كمدافع يلعب بشكل جيد للغاية، بالطبع هو يحتاج للتعلم أكثر في الشق الدفاعي".

ولكنه استدرك "نعم اللعب كقلب دفاع يناسب النني ولكني لا أراه كقلب دفاع في المستقبل".

أما بعد مباراة رد ستار فقد ظهر الإقناع على قسمات العجوز الفرنسي، إذ قال عقب المباراة: "النني أبلى بلاءً حسنا، عندما نلعب بثلاثة مدافعين في الخلف فإنني أحتاج للاعب بعقلية هجومية".

وشدد "من الممكن أن يكون مركز مستقبلي لمحمد لأنه يؤدي جيدا".

واعتمد مدرب المدفعجية على ثلاثي دفاعي في الخلف قبل نهاية الموسم الماضي بعدة جولات وهي الفترة التي شهدت تحسنا كبيرا للفريق اللندني على صعيد النتائج ليقرر فينجر الاستمرار بخطة 3-4-3 هذا الموسم ولكن عادت النتائج للتذبذب من جديد.

ويبدو أن مدرب موناكو الأسبق يحاول إيجاد بعض الحلول لخطته من أجل تحسين طريقة اللعب وبالتالي النتائج كذلك مما دفعه للاعتماد على لاعبنا المصري بهذا المركز.

يقدم النني أداءً متوازنا في وسط الملعب ولكن دوره الأكبر يعتمد على التأمين الدفاعي، نعم يساهم هجوميا ولكن المساهمة في الخط الأمامي لا تعمل بنفس كفاءة المجهود الدفاعي.

الأمر يسير على نفس المنوال كذلك في المنتخب الوطني إذ أتت معظم أدواره دفاعية بجوار طارق حامد، ونعم أيضا كل ذلك بتعليمات من المدرب هيكتور كوبر وفقا لفلسفته في الملعب والتي تعتمد على تأمين دفاعي بستة لاعبين.

ومع امتلاك فينجر لأكثر من خيار في وسط الملعب، فهناك كوسط دفاعي فرانسيس كوكلين وجرانيت تشاكا بجانب ثنائي الارتكاز جاك ويلشير وأرون رامسي، حاول المدرب إيجاد بدائل أخرى لدفاعه الذي يعاني.

إصابة شكودران موستافي وتقدم العمر ببيير ميرتساكر وعدم اكتساب روب هولدينج للخبرة الكافية بعد، إضافة لتعرض أهم العناصر لوران كوسليني للإيقافات في كثير من الأحيان أسباب أتت بخيار الدفع بالنني كمدافع.

لعب النني كقلب دفاع أعطى أكثر من ميزة للمدرب الفرنسي واحدة منها تطوير قدرة الفريق على البناء من الخلف والأخرى إكساب الفريق المرونة التكتيكية.

ويوضح فينجر مميزات الاعتماد على النني قائلا: "الطريقة التي نلعب بها الكرة تبدأ من الخلف، والقرارات التي يتخذها الدفاع هي التي تقرر مصير المباراة".

"أحتاج للاعب بعقلية هجومية في الخلف والنني لديه الحماس والعقلية لفعل ذلك".

وبمقارنة رقمية بين النني وأقرانه في الدفاع روب هولدينج وبير ميرتساكر وماثيو ديبوشي الذي لعب المباراة الأخيرة أمام رد ستار كقلب دفاع رغم أنه ظهير أيمن نجد أن معدل لاعب المنتخب الوطني جيد للغاية.

فقد أتى النني ثانيا بعد بير ميرتساكر فيما يتعلق بمتوسط عدد التمريرات الأمامية ولكنه كان أكثر دقة من هولدينج وديبوشي متساويا مع الألماني.

وبلغ معدل النني 52 تمريرة للأمام في المباراة الواحدة مقابل 40 مثلا لهولدينج، وكانت تمريرات المصري أكثر دقة إجمالا بنسبة 95% متفوقا على هولدينج صاحب نسبة 86% .

ورغم تراجع النني أمام أقرانه فيما يتعلق بالتزحلق على الكرة وتشتيتها – وهذا طبيعي لأنه ليس مدافع بالأساس – إلا أنه كان متفوقا بتوقع مسار الكرة وقطعها بمعدل يقترب من 3 توقعات في المباراة الوحدة مقارنة باثنتين مثلا لميرتساكر وأقل من واحدة لهولدينج.

خيار آخر يوفره النني لمديره الفني، فقدرة لاعب المقاولون الأسبق على اللعب في مركزين تعطي العديد من الخيارات في أرض الملعب وتوفر مرونة كبيرة.

ثلاثي خلفي من بينهم النني كقلب دفاع، وعند التقدم عدة خطوات للأمام قد يصبح اللعب برباعي معتاد، كل ذلك يتوقف على ظروف وأجواء كل المباراة.

أمام رد ستار ورغم أنه كان مدافعا إلا أن الخرائط الحرارية تُظهر تقدم النني إلى وسط الملعب ومساهمته في صناعة اللعب. فقد صنع فرصتين واحدة منهما كادت تصبح هدفا لثيو والكوت.

يعتمد فينجر على ثلاثية ناتشو مونريال، كوسليني وميرتساكر الدفاعية في مباريات الدوري الإنجليزي عادة منذ إصابة موستافي.

فهل تشهد مباراة مانشستر سيتي اليوم السبت تغييرا في ذلك بحثا عن مرونة أفضل وقدرة على صناعة الهجمات أكثر أمام الفريق الأقوى هجوما واستحواذا حتى الآن بالدوري الإنجليزي؟ سنرى ذلك

التعليقات