كتب : أمير عبد الحليم | الثلاثاء، 24 أكتوبر 2017 - 17:41

طريق البدري للهروب من ظل جوزيه

الأهلي - الترجي - البدري

في كل مرة كان اسم حسام البدري يرتبط بالأهلي كان ظل مانويل جوزيه حاضرا يطارده، حتى في أكبر انتصاراته كان اسم جوزيه من خلفه.

عندما رحل جوزيه لأول مرة اختار الأهلي البدري لأنه الرجل الذي تربى على يد الرجل البرتغالي ويعرف كل شيء عن الفريق، وبعدما فشل لم يفكروا إلا في جوزيه.

عاد البدري مرة أخرى بعدما أصبح أكثر خبرة بعد جوزيه لينجح أخيرا ويتوج بدوري الأبطال من رادس، لكنه وجد من يضع اسم جوزيه شريكا في نجاحه.

ولكن هذه المرة، يسير البدري في طريق التخلص من ظل جوزيه للأبد وبفريق لم يحقق شيئا يذكر قبله ولن يشاركه في النجاح به أحد.

وللوصول لهذه المرحلة من الطريق، كان على البدري أن يأخد مطبات كثيرة بهدوء حتى يحافظ على عمله.

----

السؤال عن اللاعب الغائب ظل يطارد البدري طوال الموسم، في أي ظرف حتى في أوقات الانتصارات كان - لماذا لم يشارك صالح/ أجاي/مؤمن/كوليبالي/عمرو بركات/متعب - سؤالا ثابتا يُوجه للبدري.

في السابق، تقبلت الجماهير من قبل موقف جوزيه عندما دخل في خلاف مع حسام غالي وقرر الرحيل من الأهلي، لكن كثيرا كان يجد متعب الدعم في خلافاته مع البدري.

ولذلك كان يحتاج البدري في هذه الولاية مع الأهلي أن يحصد رصيدا من الثقة لدى الجماهير في اختياراته. رصيد يجعله يلقى الدعم عندما يقرر أن يستبعد موهبة مثل صالح جمعة أو تاريخ عماد متعب.

رهانه على كريم نيدفيد لم يكن ناجحا كفاية مثلما حدث مع وليد أزارو أخيرا، ولكنه كان شجاعا أكثر من مارتن يول ليعتمد على عمرو السولية بدلا من غالي.

وتحول معه سعد سمير صاحب الـ28 عاما من خانة "مستقبل الدفاع" إلى المدافع الأساسي الذي تشعر الجماهير في وجوده بالأمان، وهذه كان أفضل إنجازاته في موسمه الأول.

الانتقادات التي كانت تُوجه له عندما يشرك حسين السيد تحولت إلى إشادة بتطور مستوى علي معلول، والخوف من تأثير رحيل حجازي وعمرو جمال وغالي على القائمة الإفريقية لم يعد له معنى.

كلها قرارات فنية منحت البدري رصيدا من الثقة في تفضيلاته عندما يعلن القائمة أو يختار التشكيل، وإن كانت لاتزال ثقة غير محصنة من أي انتقادات.

-----

الأهلي لا يخسر أي صفقة.. سمعة يكتسبها منذ بناء فريق جوزيه الأول في 2004، وعلى مدار موسمين قبل قدوم البدري كان الأهلي يدخل سباق صفقات مع الزمالك في ظروف باتت مختلفة عن الماضي وأحيانا بلا داع.

لم يكن لدى البدري رفاهية اختيار قائمته في موسمه الأول والتي وضعها مارتن يول، وصفقة الشتاء كوليبالي هرب سريعا.

رغم ذلك لا يضم البدري لاعبين كثيرين، والجدد دائما يعوضون الراحلين. هذه ميزة حافظت له على قوام الفريق الذي لا يتغير كثيرا مع موسمين متلاحمين.

وسياسة البدري لم تتغير أو تتأثر بضم الزمالك للاعبين أكثر. الإصرار على ضم من يحتاجهم الفريق على حساب ضم لاعبين قد يكونوا أفضل يجني الأهلي الآن ثماره.

فدوري أبطال إفريقيا عكس بطولات العالم، يبدأ مع نهاية الدوريات والحفاظ على شكل القائمة دون تغيير صعب.

صعب لأن الدوري المصري الذي يقام دون جمهور لم يعد مغريا حتى للاعبين المصريين، فإقناع لاعب برفض عرض أوروبي أو حتى خليجي لم يعد بتلك السهولة التي كان عليها قبل 2011.

هذه السياسة حسنت بشكل أو بآخر من نظرة الجماهير لإدارة التعاقدات في الأهلي والتي كانت قبل البدري دائما في وضع انتقاد، وتخسر أي مقارنة مع فترة عدلي القيعي الذهبية أو حتى الأشهر التي قضاها هيثم عرابي.

هذا حرج آخر رفعه البدري عن إدارة الأهلي، وهنا نتحدث عن المطب الأصعب.

-----

بعد تجارب غير مكتملة النجاح مع جاريدو وبيسيرو ومارتن يول، حمل البدري مرغما هذا الإرث عندما تولى تدريب الأهلي.

البدري تحمل ضغط إنقاذ إدارة لا تتمتع بالكاريزما الكافية، استنفذت رصيدها في اختيارات غير صائبة ولم يعد لديها الكثير من الفرص قبل الرحيل.

لكن الضغط الإضافي في أن محمود طاهر ليس حسن حمدي على الأقل في نظر الجماهير، ولذلك مهمة البدري لم تتمتع برفاهية تقبل أي إخفاق.

وبالتالي، كان البدري في وجه نفس المدفع مع طاهر ولن يجد الدعم الطبيعي من الإدارة والذي كان الأهلي يقدمه في مواقف سابقة لأن الإدارة نفسها لم تستطع أن تكتسب مكانة سابقيها.

ولهذا يدرك البدري جيدا كيف يمكن أن يلعب التتويج بدوري الأبطال دور البطولة في الانتخابات ويحدد هوية رئيس الأهلي الجديد.

والحقيقة أن البدري كان ناجحا في الابتعاد بجهازه وبفريقه عن أي معارك انتخابية أو جدل بعيد عن الملعب، حتى وإن كان منصبه هو شخصيا غير مضمون بنسبة 100% لو تغيرت الإدارة.

-----

الفترة المثالية التي عاشها الأهلي تحت قيادة جوزيه بالتأكيد رفعت طموح كل من يشجع الفريق، فالدوري والكأس لم يعدا كافيين للجماهير.

تتويج بالدوري دون هزيمة واستعادة الكأس الغائبة منذ 2007 لم يجعل البدري محصنا من جماهير الأهلي، لأن حتى خسارة لقب البطولة العربية الودية كان محبطا لهم.

وحتى غياب الأهلي عن أي إنجاز يذكر في دوري الأبطال منذ 2013 لم يكن لينقذ رقبة البدري في حال ودع البطولة على يد الترجي أو النجم.

ولذلك قبل أي مرحلة حاسمة لمشوار الأهلي في دوري الأبطال، كان الحديث عن رحيل البدري في حال الخسارة حاضرا.

الآن يسير البدري في طريق ثلاثية لم تتحقق منذ 2005، طريق يكتب به تاريخ ويتخلص به من ظل جوزيه للأبد.

وهنا يصبح السؤال.. هل سيكتسب البدري حصانة جوزيه لو فعلها ضد الوداد؟

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات