كتب : إسلام مجدي | الأربعاء، 06 سبتمبر 2017 - 18:07

في الرد على "ارحل يا كوبر"‎

مصر - أوغندا (تصفيات كأس العالم)

"ارحل يا كوبر" كان شعار فئة من الجماهير عقب مواجهة أوغندا، خاصة بعد الأداء السيء الذي ظهر به منتخب مصر والتراجع الشديد في وقت كان يسيطر فيه على المباراة.

لكن رغم ذلك عاد منتخب مصر وتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 بروسيا وأمامه فرصة كبيرة، وبالنسبة للتصفيات المؤهلة لكأس الأمم الإفريقية فقد كانت تلك خسارة تدق ناقوس الخطر لتحسين الأداء.

عقب مواجهة أوغندا ضمن منافسات الجولة الرابعة وجدنا العديد من الأصوات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تندد بسوء الأداء وبعضها حتى طالب برحيل هيكتور كوبر مدرب منتخب مصر. بإمكانك البحث فقط بكلمة "ارحل يا كوبر".

بإمكاننا تفهم ذلك الأمر. البعض قد يرى لاعبا يستحق المشاركة لكن المدرب هو من سيدفع الحساب في حالة النتائج السيئة وبالتالي هو من له القرار الفني والنهائي الوحيد.

ارحل يا كوبر؟ بإمكانك التفكير كيفما شئت لكنك لم تتأهل إلى كأس الأمم الإفريقية منذ 2010 سوى مع المدرب الأرجنتيني ثم قد تتأهل إلى كأس العالم 2018 بعد 28 عاما من غيابك عن البطولة معه، وبالتالي اسمه سيحفر في التاريخ.

ونعود لنقطة مهمة للغاية هل الأداء أهم أم النتائج؟ حسام البدري مدرب الأهلي تعرض لموجة مشابهة من فئة من جماهير الفريق عبر مواقع التواصل الاجتماعي، لكنه قاد المارد الأحمر للتتويج بلقبي الدوري والكأس وربع نهائي دوري أبطال إفريقيا، وأكد مرارا وتكرارا على أنه في كثير من الأحيان النتيجة أهم من الأداء.

قد يكون ذلك هو النقاش الأطول والأكثر جدلية في كرة القدم، ففريقك أو منتخب بلادك قد يلعب بأكثر طريقة ممتعة في التاريخ لكن عدد مرات فوزه محدودة ولا يمتلك شخصية قوية كفاية بالإضافة إلى غيابه عن منصات التتويج لفترات طويلة للغاية فهل ذلك أمرا مربحا لك؟

أتى كوبر لتدريب منتخب مصر بمهمة محددة قيادة المنتخب إلى كأس العالم للمرة الأولى منذ 28 عاما وكذلك التأهل لكأس الأمم الإفريقية بعد غياب طويل لثلاث دورات متتالية.

حدث بالفعل أن تأهل منتخب مصر لكأس الأمم الإفريقية وجل ما كان يتمناه المشجعون في تلك الفترة هو أن يصل المنتخب لربع النهائي، بإمكاننا مراجعة التعليقات الكل كان يبحث عن التمثيل المشرف، والمنتخب وصل لأبعد من ذلك حتى نهائي البطولة وخسره بعد شوط أول متميز في لحظة تفوقت فيها شخصية بعض اللاعبين وخبرتهم من الكاميرون ومن الممكن تعويض ذلك بالطبع.

وفي التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018 حصد 6 نقاط ثم خسر مباراة وحصد النقطة التاسعة وأمامه فرصة لا بأس بها.

خلال شهر من الآن سيخوض منتخب مصر مواجهة نارية فهل يصح قبل ذلك أن يتم طرح ملف رحيل كوبر؟

الرجل على بعد خطوة من وضع اسمه بجانب اسم محمود الجوهري في كتب التاريخ كأول مدرب يقود مصر للتأهل لكأس العالم بعد الجنرال، كما أنه كان أيضا على بعد شوط من التتويج بكأس الأمم الإفريقية فلماذا الآن؟

التوقيت مهم للغاية، المناداة برحيل كوبر قد يتفهمها البعض حينما يخسر الكثير من المباريات، أتذكر وتتذكرون معي حصد منتخب مصر مع بوب برادلي لـ18 نقطة في التصفيات وبأداء ممتع ثم خسارة بسداسية قاسية من غانا.

في هذا التوقيت لا يسعنا إلا دعم المنتخب والرجل لتحقيق حلم طال انتظاره لسنوات، ظللنا طيلة 28 عاما نتمنى التأهل لكأس العالم ولا يمكن أبدا فجأة أن نتحدث عن الفوز أو المنافسة فيها من دون حتى أن نصل إليها، عليك أن تحدد خطواتك.

بالحديث عن الأداء السيء والتراجع للدفاع، عمرو جمال قال:"التعليمات كانت مختلفة، ففي المباراة الأولى تم التنبيه على ضرورة الوقوف خلف الكرة وإغلاق المساحات، واستغلال سرعة الثنائي محمد صلاح وتريزيجيه في الهجمات المرتدة".

وأضاف"كوبر كان حزينًا للغاية عقب المباراة الأولى في أوغندا، وشاهد اللقاء أكثر من مرة، وعقد جلسة معنا، وأكد أننا لم نؤدي بالحماس اللازم، وأن أكثر ما يغضبه، أن أوغندا ليس الفريق القوي الذي يفوز على مصر، وكان بالإمكان تحقيق نتيجة أفضل سواء بالتعادل أو الفوز".

وأردف"التعليمات كانت مختلفة في المباراة الثانية ببرج العرب، حيث نبه كوبر على ضرورة الضغط المبكر على دفاع أوغندا، إلا أن تسجيل هدف مبكر، جعلنا نتحفظ للغاية ونتراجع للخلف، ومع ذلك، خلقنا أكثر من فرصة، وحارس مرمى أوغندا كان نجم اللقاء".

وأتم"بين الشوطين، تحدث معنا هيكتور كوبر، واستفسر عن سبب تراجعنا الشديد، بعد تنفيذ تعليماته بشكل رائع خلال أول 15 دقيقة".

جمال قال إن التراجع ضد أوغندا في برج العرب كان من اللاعبين وليس من المدرب وهنا نتحدث عن الشخصية وتلك سيتم اكتسابها من خبرة المباريات الكثيرة التي سيخوضونها معا، هل الأداء سيء؟ نعم كان سيئا، لكن ما هو الأداء الجيد من وجهة النظر السليمة؟

قال أحمد حسام "ميدو" محلل قنوات "أون سبورت" ومدرب وادي دجلة "طوال الوقت كان لدينا صانع الألعاب الموهوب خلف المهاجمين وغيرها من المراكز التي توفرت فيها لاعبين".

منتخب مصر ظل يلعب بأسلوب المدرب الذي يتولى قيادته، مع حسن شحاتة المدرب الذي قاده لـ3 ألقاب كأس أمم على التوالي كان يلعب بطريقة هجومية نوعا ما، مع بوب برادلي كان يلعب بطريقة هجومية وخطوط مفتوحة من دون حذر دفاعي، إذا لم يكن لمنتخب مصر شكل محدد في طريقة لعبه. ذلك الذي يحدد إن كانت الطريقة ممتعة أم لا.

الأن إلى الفكرة الأهم - هل كوبر سيء أم جيد؟ سأضيف ذلك السؤال إلى هل تتأهل إلى كأس العالم بأداء سيء؟ أم تقدم كرة جميلة للغاية وتلعب تيكي تاكا دون أن تصل إليه؟

ليس ذلك دفاعا عن المدرب الأرجنتيني بقدر ما هي دعوة للتعقل في وقت حيوي للغاية قبل مواجهة مصيرية جدا بعد شهر، إضافة إلى أن ما هو السبب الرئيسي لرحيل كوبر؟ يلعب بأداء سيء ويفوز؟ لا أعتقد أنه العذر الكافي.

حينما يمنح المدرب الأرجنتيني حرية لأطراف الملعب نجد أن الأداء اختلف. نعم هو دفاعي لكن لا يكون بنسبة 100% مثل باقي المباريات وتلك نقطة قد يتم تطويرها من خلال مواجهات ودية يمكن إضافتها للأجندة الدولية لتطوير مستوى اللعب عقب مواجهة الكونغو في حالة ضمان التأهل لكأس العالم.

لا شك أن مستوى منتخب مصر سيء وأكد على ذلك أحمد حسام ميدو قائلا :" لا يوجد لدينا صفات البطل، كوبر يجى أن يعى أن حلمنا هو التأهل لكأس العالم واللعب بأداء جيد، وأن نتحكم في إيقاع اللعب وهذا لا يحدث مؤخرا".

وأتم "الأداء أمام أوغندا دق ناقوس الخطر ويجب أن أحذر اتحاد الكرة".

وبالتالي يمكن تطويع الأهداف عقب التأهل والوصول لشكل متميز من اللعب، أفضل من الوضع الحالي، في النهاية اختار اتحاد الكرة كوبر وهو يعلم جيدا أنه مدرب بخصائص دفاعية.

اتحاد الكرة بالطبع يمتلك الفرصة لتغيير كل شيء، لكن أيضا يجب الصبر على مشروعه ومنحه فرصة للتغيير ربما يحدث ذلك، لكن أكرر الوقت حيوي وصعب للغاية لتغيير المدرب قبل مواجهة مصيرية بشهر.

وبالتالي عقب مباراة الكونغو وإن حقق منتخب مصر حلمه وتأهل قد يطالب الاتحاد بتغيير طريقة اللعب أو أن يكون هناك شكلا هجوميا وطريقة أفضل للفريق على الصعيد الفني.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات