مدرب الزمالك - إريكسون.. صانع الأساطير الذي هوى بسبب "خدعة صحفية"

الإثنين، 07 أغسطس 2017 - 22:15

كتب : فادي أشرف

سفين جوران إريكسون

إذا كنت متابعا جيدا للكرة الأوروبية مع بداية الألفية، ستتذكر بالتأكيد الضجة التي أثارها تولي السويدي سفين جوران إريكسون تدريب المنتخب الإنجليزي.

"لقد بعنا حقنا في أن يكون المدير الفني للمنتخب الإنجليزي إنجليزيا لدولة يسكنها 7 مليون متزحلق على الجليد يحملون المطارق ويحيون نصف حياتهم في الظلام"، مقال غاضب في "ديلي ميل" بسبب "أول أجنبي يتولى تدريب المنتخب الإنجليزي".

مع تولي إريكسون – المرشح لتدريب الزمالك – لمهمة تدريب إنجلترا في يناير 2001، كان اسما مهما في عالم التدريب للكرة الأوروبية. من تلك النقطة سنعود، قبل أن نرجع إليها ونحكي ما حدث بعدها.

ولد إريكسون في 5 فبراير 1948 ولعب كظهير أيمن في مسيرة لم يخرج فيها من السويد، ولم تكن مميزة بأي شكل من الأشكال حيث خاض فقط 200 مباراة مع 4 أندية بين 1964 و1975.

ولكن القصة تبدأ من نادي ديجيرفورز الذي كان يتولى تدريبه في 1975 تورد جريب المتأثر بأسلوب لعب الإنجليز الذي دخل السويد على يد روي هودجسون وبوب هوتون، الذين تناوبوا على تدريب نادي أوربيرو السويدي.

جريب اختار إريكسون ليكون مساعده في ديجيرفورز، قبل أن يصبح جريب بعدها بعام مدربا مساعدا لمنتخب السويد.

Image result for young sven goran eriksson

ديجيرفورز كان يتنافس حينها في دوري الدرجة الثانية السويدي، واستطاع إريكسون أن يقوده في الموسم الثاني للدرجة الأولى.

نجاح إريكسون مع مدربه المساعد توم تشادني جذب أنظار الأندية الكبرى في السويد، مثل جوتيبورج، الذي تولى تدريبه في الأول من يناير 1979.

المعجزة الأوروبية

ورغم عدم سماع بعض اللاعبين عن سفين من قبل، إلا أنه قاد النادي لوصافة الدوري والفوز بالكأس لأول مرة في تاريخه.

ولكن إريكسون لم يكن محبوبا من الجماهير لأنه في ذلك الوقت اهتم بالالتزام التكتيكي واللياقة البدنية على حساب اللعب الممتع.

ولكن بعدها بموسمين دون بطولات، حصد إريكسون الثلاثية المحلية في 1982 قبل أن يحقق معجزة بالفوز بكأس الاتحاد الأوروبي بعد التغلب على هامبورج الألماني.

بين إيطاليا والبرتغال

نجاح إريكسون الأوروبي قاده إلى بنفيكا البرتغالي في 1982، حيث فاز بالدوري مرتين وكأس البرتغال مرة وحل وصيفا لكأس الاتحاد الأوروبي في 1983، قبل أن يترك النادي بعد الموسمين.

وبعدها رحل إلى روما حيث حصد كأس إيطاليا فقط في 3 مواسم بين بين 1984 و1987.

في 1987، تولى إريكسون مسؤولية فيورنتينا ولم يفز بأي ألقاب في موسمين، قبل أن يعود إلى بنفيكا مرة أخرى في 1989، حيث حل وصيفا لكأس أبطال الكؤوس الأوروبية في 1990، وحصد الدوري البرتغالي في 1991.

وفي 1992، عاد إريكسون إلى إيطاليا من بوابة سامبدوريا وفاز بكأس إيطاليا في 1994، قبل أن يرحل بعدها بـ3 أعوام إلى مغامرة هي الأهم له في تدريب الأندية.

تدريب الأساطير المستقبلية في لاتسيو

في ديسمبر 1996، اتفق إريكسون على الذهاب إلى إنجلترا وتدريب بلاكبيرن روفرز، ولكنه في فبراير من العام التالي تراجع وقرر البقاء في إيطاليا وقيادة لاتسيو في بداية موسم 1997، أسباب عائلية، حسبما قال إريكسون كانت سبب بقاؤه في إيطاليا، بينما قاد روي هودجسون بلاكبيرن.

Image result for sven goran eriksson lazio

عاد إريكسون لتورد جريب، لكن هذه المرة كان جريب مساعده. مع لاتسيو، درب إريكسون أمثال بافيل نيدفيد وأليساندرو نيستا ودييجو سيميوني وخوان بابلو فيرون للحصول على كأس إيطاليا والسوبر الإيطالي وكأس أبطال الكؤوس الأوروبية والدوري الثاني في تاريخ نسور روما، عام 2000.

نعود هنا للنقطة المحورية في القصة، في يناير 2001 أصبح إريكسون أول مدرب أجنبي يقود المنتخب الإنجليزي عبر التاريخ خلفا لكيفن كيجان الذي خسر أخر مباراة على ملعب ويمبلي القديم ضد العدو التاريخي، ألمانيا.

Image result for sven goran eriksson

نجح إريكسون في قيادة إنجلترا لكأس العالم 2002، وطبعا أهم لقطة في تلك التصفيات كانت الفوز على ألمانيا في ميونيخ 5-1، قبل هدف ديفيد بيكام التاريخي ضد اليونان الذي أهل الأسود الثلاثة لكأس العالم.

Image result for england germany 5-1

وفي البطولة نفسها، تعادلت إنجلترا مع السويد قبل الفوز على الأرجنتين والتعادل مع نيجيريا، ثم الفوز على الدنمارك 3-0 في دور الـ16 والخروج من البرازيل في دور الـ8 بالخسارة 2-1 بعد هدف رونالدينيو الشهير.

استمر إريكسون مع إنجلترا في يورو 2004. في أول مباراة كان فائزا ضد فرنسا قبل أن يتسبب سحر زين الدين زيدان في خسارة إنجلترا 2-1 في أخر دقيقتين، قبل الفوز 3-0 على سويسرا و4-2 على كرواتيا، قبل مواجهة البرتغال في دور الـ8 والخروج على يد المستضيف، ووصيف اليونان بعد ذلك، بركلات الترجيح.

استمر إريكسون رغم عداء الصحافة الإنجليزية، وزاد الأمر بعد خسارة من أيرلندا الشمالية 1-0 في تصفيات كأس العالم 2006.

خدعة صحفية

في يناير 2006، ظهر تسجيل صوتي لإريكسون يقول فيه إنه من الممكن أن يترك منتخب إنجلترا لتدريب أستون فيلا لو فاز مع الأسود الثلاثة بكأس العالم، بعد أن قابل ثريا عربيا أقنعه بأنه سيشتري النادي ويريده مديرا فنيا للفريق.

ولكن الثري العربي كان صحفي "نيوز أوف ذا وورلد" مظهر محمود، والأمر كله كان خدعة صحفية.

بالطبع، أعلن الاتحاد الإنجليزي رحيل إريكسون بعد كأس العالم 2006 في خطوة يعتبرها الجميع على علاقة وطيدة بما حدث مع "نيوز أوف ذا وورلد"، رغم أن إريكسون والاتحاد نفيا علاقة ما حدث برحيله.

في البطولة نفسها، خرجت إنجلترا من دور الـ8 مرة أخرى أمام البرتغال أيضا بركلات الترجيح.

من هنا، أخذت مسيرة إريكسون مسيرة من الهبوط بعد أن درب عددا من الأساطير، مثل نيستا وفيرون وسيميوني ومايكل أوين وديفيد بيكام وبول سكولز وروبرتو مانشيني وفالكاو أسطورة روما قبل فرانشسكو توتي.

مانشستر سيتي ومهمات بلا نجاح

بعد عام من كأس العالم 2006، تولى تدريب مانشستر سيتي في 2007، وكان أول مدرب يفوز على مانشستر يونايتد في الدوري الإنجليزي مرتين كما حقق أعلى معدل للنقاط في تاريخ النادي قبل الاستحواذ الإماراتي عليه، حيث حصد 55 نقطة أنهى بهم الدوري في المركز التاسع.

ولكن نهاية الموسم لم تكن جيدة، حيث خسر من ميدلزبره 8-1 في مباراة قيل إن لاعبي سيتي كانوا في حالة إضراب خلال المباراة.

ورغم إعلان الإدارة رحيله، طالب جمهور سيتي ببقاءه إلا أن رحيله قد صار أمرا واقعا.

منذ 2007، لم يستمر إريكسون في أي مهمة من منتخب المكسيك، أو كوت ديفوار أو ليستر سيتي أو جوانجزو أو شانجاهاي أو شينزين أكثر من عامين، ليصبح بلا عمل الآن.

التعليقات