كتب : هشام إسماعيل | الإثنين، 07 أغسطس 2017 - 14:34

نهاية تقليدية للشر

الترجي - الفيصلي

منذ الإعلان عن عودة البطولة العربية في مصر وبحضور الجماهير وأنتظر بفارغ الصبر كيف يتعامل مسؤولو الكرة وكذلك الأمن معها.

البطولة بالنسبة لي رغم أنها ودية ليست أكثر، لكنها ترسيخ جديد لفكرة (الكرة للجماهير طالما نريدهم فقط) التي تعيش مصر عليها منذ أكثر من خمس سنوات.

الدولة صارت تتعامل مع مسألة الجمهور بشكل مهين، جمهور الكرة يحضر المباريات فقط التي يريد المسؤولون الانتفاع منها في الوقت الذي توجه فيه تهمة "التجمهر" للجماهير في مصر، جملة ليس بها منطق أليس كذلك؟

ما يدعم فكرة الانتفاع من وراء البطولة هي تصريحات محمود طاهر رئيس الأهلي الذي ألمح لإجبار ناديه على المشاركة في البطولة رغم رفض المدرب لعدم الاستفادة منها فنياً.

الأمر كان تسويقيا وماديا بشكل بحت وهنا ليست المشكلة بل كانت في الماريونيت التي ستفتح الأبواب لها من أجل تكتمل الصورة للبطولة التي ستجمع الاشقاء في العروبة حتى أخر هذه الأبيات الشعرية.

كان لدي مشكلة كبيرة مع البطولة العربية قبل انطلاقها كونها ترسخ لهذه الفكرة، وقريبا سنبدأ في الاعتياد على الأمر، وسيصبح حضور الجماهير حدثا بالنسبة لنا.

المشكلة تضاعفت منذ رأيت هذه الصورة لجماهير الأهلي قبل مباراة الافتتاح أمام الفيصلي، والتي ستذكرك على الفور بما يفعله مرتضى منصور في جماهير الزمالك بالمباريات الإفريقية عندما يقوم بتوزيع الدعاوي وكأنه يعطف بها عليهم.

لكن في مباراة النهائي تشاء الأقدار أن تنتهي بشكل جدلي للغاية بعد خطأ في الهدف الثالث للترجي التونسي والذي منحه لقب المليوني ونصف دولار ليثور جمهور الفيصلي.

ربما سأكون قاسيا ولكن استحقت البطولة أن ترى جمهورا يصنع الشغب ويثور ويغضب ويحطم، مثل أي فيلم يحب للخير أن ينتصر بنهاية مآساوية للشرير الذي لن تتعاطف معه.

وبالتأكيد لا خوف على جماهير الفيصلي التي قامت بأعمال شغب في استاد الإسكندرية، فلن يصيبهم 5% مما حدث ويحدث للجماهير المصرية التي توجه لها تهم أكثر كوميدية كلما حدثت أزمة في الملاعب المصرية.

الشر واضح ويكمن في التنظيم السيء لمباريات الكرة في مصر، تفادي المشكلة والمواجهة بشكل عام هو ما تقوم به منظومة الكرة في مصر حتى نتخلص من صداع الجمهور والذي أثاره جمهور الفيصلي.

وكذلك في منع الجمهور من حضور مباريات الكرة في مصر والذي أثر بشكل لا يحتاج للوصف على الكرة المصرية وعلى مستوى البطولات المحلية.

أتذكر حوار أجريناه مع أوميد أوكري لاعب الإنتاج الحربي سابقا وسموحة حاليا، وتحدث فيه عن شعوره بالرهبة كلما لعب أمام جماهير في بلاده إثيوبيا مع المنتخب لأنه اعتاد على اللعب بدون جمهور في مصر، كما تحدث عن عدم أخذ المباريات بجدية من قبل الكثير من اللاعبين فهو لن يرى أي تفاعل جماهيري سوى عقب المباراة بعد أن يفتح هاتفه ليقرأ التعليقات على إنستجرام.

وبافتراض أنك مشجع لأحد أندية القمة فلا أعتقد أنك أصبحت ترى الكثير من المواهب في الدوري تصلح لارتداء قميص فريقك.

بل أن هناك الكثير من لاعبي فريقك لا يصلحون من الأساس للعب فيه لكن هذه هي الجودة المتاحة في المسابقة التي ستهوى تماما في القريب ولن تكون سوى مفرخة للدوريات الخليجية.

..

جمهور الفيصلي كشف عن الوجه القبيح لهذه البطولة وحرمهم من متعة التغني بجملة "هو دة الجمهور المحترم"، وحرمهم أيضا من نشوة الانتصار على الجماهير المصرية التي لا ترغب سوى في حضور المباريات وهو أدنى حق لهم، حرمهم أيضا من المعايرة والتمنيات بأن نصبح مثلهم.

في كل الحالات لن تعود الجماهير في القريب العاجل والبطولة العربية ليس لها تأثير في ذلك فهذه هي العقلية التي تدير الكرة في مصر، وربما سيبدأون قريبا في منحنا مواعيدا مبهمة كمسكن مثل: عودة الجمهور ستكون في الدور الثاني من الدوري أو عقب الانتخابات.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات