كتب : هشام إسماعيل | الإثنين، 08 مايو 2017 - 13:29

هل وجد أرسنال علاجه في عدوى الثلاثي الدفاعي؟

أرسنال - مانشستر يونايتد

انضم أرسنال لقائمة الأندية التي باتت تستخدم ثلاثة لاعبين في خط الدفاع، العدوى التي ضربت الكرة الإنجليزية مؤخرا لاسيما بعد نجاح تشيلسي الساحق هذا الموسم بها.

فمنذ تحول أنطونيو كونتي للعب بثلاثي في خط الدفاع واختلف موسمه 180 درجة من فريق يعاني لمتصدر وصاحب الحظوظ الأفضل في الفوز بالدوري وكذلك وصل لنهائي الكأس.

العدوى انتقلت لتشمل بعض الأندية الأخرى التي تستخدمها من الحين للآخر، توتنام على سبيل المثال وليس الحصر والذي يعتبر ثاني أفضل الأندية في إنجلترا هذا الموسم بالدوري.

لكن لأكثر من 20 عاما رفض فينجر تغيير سياسته المعهودة والطريقة التي يلعب بها، لكنه تخلى أخيرا عن ذلك وقرر اللعب بثلاثي في قلب الدفاع لأول مرة.

هذا الأمر حدث بعد أن تعالت الأصوات المطالبة برحيل الفرنسي العجوز عن المدفعجية في ظل موسم سيء يمر به الفريق.

التحول

قرر أرسنال التحول لخطة 3-4-2-1 بداية بمباراة ميدلزبره في الدوري الشهر الماضي، وكانت خطوة توقيتها ممتاز بسبب كونها جاءت أمام الفريق الأضعف هجوميا في درجات إنجلترا الأربعة كما أنه فريق مرشح للهبوط بقوة هذا الموسم وبالتالي لم يكن هناك أنسب من هذه المباراة للتجربة والخطأ واكتساب الثقة.

السبب يوضحه فينجر قائلا "لم نكن أقوياء دفاعيا أمام كريستال بالاس، سيتوجب علينا الدفاع كفريق بشكل أفضل.. في المباراتين السابقتين خارج ملعبنا استحوذنا على الكرة لكننا لم نصنع الكثير من الفرص.. دعنا نعود ببعض الثبات الدفاعي".

وأضاف "فقدنا الكثير من الالتحامات المباشرة ولذلك اللعب بثلاثة في الدفاع سيجلعنا أقوى".

وبشكل عام كانت تجربة ناجحة حتى الآن إذ جلبت الفوز على الرغم من الأخطاء التي حدثت وهدف نيجريدو الذي تسبب فيه كوسيلني بسوء تقدير لكرة عرضية لكن في النهاية يمكن القول بأن الفريق اكتسب الثقة بالخطة الجديدة.

هذا التحول ربما أرضى جماهير أرسنال بعد سلسلة طويلة من النتائج السلبية، انتصار بالدوري ثم انتصار على مانشستر سيتي في نصف نهائي الكأس وآخرين أمام ليستر سيتي ومانشستر يونايتد، تخللته خسارة أمام توتنام بهدفين دون رد وشهدت الأداء الأضعف للمدفعجية مؤخرا.

لكن دعونا نتعمق أكثر في هذا التغير التكتيكي.

الفرقة الناجية والغارقون

ما يمكن ملاحظته من خلال المباراتين السابقتين، هو نجاح بعض اللاعبين في النجاة فيما جلس آخرون على مقاعد البدلاء.

تشامبرلين استطاع الحصول على ثقة فينجر في اللعب بمركز الظهير الجناح الأيمن واللاعب الإنجليزي الشاب يقدم أفضل مستوى في الفريق ربما.. في مباراة ميدلزبره كان رائعا هجوميا ودفاعيا وأمام مانشستر سيتي كذلك وصنع هدف التعادل من إحدى عرضياته.

الأمر تكرر أمام مانشستر يونايتد وكان أحد نجوم المباراة لو لم يكن الأبرز وصنع الهدف الثاني لداني ويلبيك من عرضية متقنة.

هولدينج بالتأكيد هو واحد من أكثر الفائزين بهذا التحول لاسيما بعد إصابة موستافي، أيضا اللعب الجماعي في خط الدفاع الثلاثي يجعله يكتسب المزيد والمزيد من الثقة وظهر هذا جليا في المباريات التي بدأها اللاعب الإنجليزي الشاب.

البعض غرق في تحول أرسنال لـ3-4-2-1، أبرزهم بلا شك هو ثيو والكوت الذي سجل 19 هدفا هذا الموسم مع الفريق لكن مكانه لم يعد موجودا في هذه الخطة إلا إن قرر فينجر الدفع بسانشيز كمهاجم صريح في إحدى المباريات وهو الخيار الذي لا يبدو قريبا جدا.

الغارق الآخر هو هيكتور بيليرين الذي كان يعاني بشكل واضح في النظام القديم، لكن مع تألق تشامبرلين باتت معاناته مضاعفة إذ يمتلك الآن منافسا قويا.

المصري محمد النني ربما سيحتاج العمل على نفسه بشكل كبير فمن الملاحظ خروجه المتكرر من قائمة الفريق مؤخرا وهو الأمر الذي لم يحدث بهذا الشكل منذ انضمامه في يناير من العام الماضي للفريق.

الدفاع

بلا شك أكثر لاعبي أرسنال سعادة بهذا التحول هم لاعبو قلب الدفاع كوسيلني وجابريل باوليستا وموستافي وهولدينج، الآن باتت الأمور أسهل مع المدافعين وهو ما وضحه كوسيلني عقب مباراة مانشستر سيتي.

وقال قائد المدفعجية "أعتقد أننا وجدنا بعض الثقة في هذا النظام، كنا أكثر صلادة والتزاما في الدفاع وهذا ما جعلنا نفوز".

الأمور تظهر بشكل كبير في الأخطاء التي يعاني منها دفاع أرسنال والتي تحسنت في مباراة مانشستر سيتي عن ميدلزبره خاصة الكرات العرضية.

الظهيران باتا أدوارهما الهجومية أكثر من الدفاع وهو ما تمنحه خيارات أرسنال الدفاعية سواء جابريل باوليستا وكذلك هولدينج.

الاعتماد عليها يمثل في كون باوليستا يجيد اللعب في مركز الظهير ولديه السرعة الكافية للتغطية خلف تشامبرلين وكذلك هولدينج.

هذا الأمر يظهر أيضا في اعتماد فينجر أكثر من مرة على ناتشو مونريال في مركز قلب المدافع مع الدفع بكيران جيبس في مركز الظهير الأيسر وهو أمر قد يمنح الإسباني فرصة جديد في الموسم المقبل في ظل الحديث عن انضمام سيناد كولاسيناك ظهير أيسر شالكه لأرسنال.

الوسط

مازال خط الوسط هو أزمة أرسنال، غياب كازورلا يؤثر كثيرا على الفريق فهو اللاعب الوحيد في فريق المدفعجية الذي يجيد النزول للدفاع والربط مع باقي الفريق ويستطيع الخروج بالكرة بشكل سهل دون أن يضغط مدافعيه.

تشاكا ليس أفضل من يقوم بدور البديل وكاد أن يورط الفريق في أكثر من خطأ دفاعي بسبب عدم قدرته على الخروج بالكرة بشكل صحيح من مناطق أرسنال الدفاعية.

ودائما ما تحتاج للاعب الارتكاز أن يكون قريبا من خط الدفاع في 3-4-3 وعلى عكس ذلك تجد خطوط أرسنال متباعدة دائما.

على الجانب الآخر رامسي ربما أكثر لاعب محظوظ في هذا النظام الجديد نظرا لعدم وجود لاعب آخر في هذا المركز وعلى الرغم من ذلك فهو مازال صاحب الأداء المتذبذب.

نعم صنع هدفا أمام ميدلزبره لكنه تسبب بإهمال شديد في قبول هدف من مانشستر سيتي.

مشكلة أرسنال في خط الوسط لم يحلها النظام الجديد وعلى الأغلب لن تحل إلا بعودة كازورلا وكذلك التعاقد مع لاعبين جدد .

هجوميا

أرسنال لا يعاني بشكل واضح هجوميا، سانشيز وأوزيل يقومان بعمل رائع على الجناحين وفي التوغل للأعماق لكن المهاجم الصريح؟

جيرو مهاجم جيد لكنه قد لا يكون الأنسب في هذه الخطة التي تحتاج دائما لمهاجم يضغط على المدافعين لديه معدلات جري كبيرة، ربما هو كمهاجم أقل لكن الإنجليزي داني ويلبيك صنع فارقا كبيرا عن الفرنسي بعد نزوله أمام مانشستر سيتي بسبب هذا الأمر فقط.

كذلك أمام مانشستر يونايتد داني ويلبيك كان لديه الأفضلية على الفرنسي وقدم أداء طيبا وسجل في شباك ناديه السابق.

وبنظرة سريعة على النماذج الناجحة في اللعب بثلاثي دفاعي، كونتي عندما طورها في يوفنتوس كان تيفيز وموراتا يقومان بالضغط بشكل هائل على المدافعين الأمر ذاته في تشيلسي هناك دييجو كوستا وهكذا.

ماذا يحتاج أرسنال للاستمرار؟

الفريق يحتاج بالتأكيد لتعاقدات كثيرة خلال الصيف المقبل من أجل التدعيم أولا ثم من أجل مناسبة التغيير الذي حدث بافتراض بقاء فينجر وبقاء الخطة الجديدة.

أولا سيحتاج الفريق لظهير أيسر وربما وجد ضالته في سياد كولسيناك لاعب شالكه الذي تشير التقارير لانضمامه في صفقة انتقال حر لأرسنال بداية من الموسم المقبل.

ثانيا سيحتاج للاعب وسط صاحب معدلات بدنية عالية، فمع نقص عدد لاعبي الوسط ستحتاج دائما لقيام بعض اللاعبين بأدوار إضافية وهو ما يفشل فيه رامسي.

ثالثا سيحتاج الفريق أيضا لمهاجم سريع وهداف والأهم أن يضغط على المدافعين، ليس كلاسيكيا مثل جيرو.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات