كتب : أمير عبد الحليم | الأحد، 30 يوليه 2017 - 17:47

المستشار أندرو لايديز

جزيرة شاتر

يسافر المحقق إدوارد دانيلز إلى جزيرة شاتر من أجل التحقيق في اختفاء مريضة من المستشفى المختصة بعلاج المرضي النفسيين الخطرين.

هذه بداية قصة فيلم "جزيرة شاتر" الذي قدمه المخرج مارتين سكورسيزي ولعب فيه ليوناردو دي كابريو دور المحقق الذي يسافر إلى الجزيرة في عبارة من أجل التحقيق في اختفاء المريضة، ولكن في الحقيقة كان يظن أنه ذاهب لإنقاذها.

المحقق دانيلز وصل الجزيرة بصحبة زميل آخر، يكشف له لاحقا عن أن السبب الحقيقي وراء عمله في هذه القضية هو أنه يريد كشف جرائم تحدث في المستشفى بالإضافة إلى ملاحقة مريض يدعى أندرو لايديز كان سببا في وفاة زوجته.

الوهم الذي يعيشه إدوارد دانيلز طوال أحداث الفيلم تنكشف خطوطه في النهاية عندما نعرف أنه هو لايديز نفسه، ولكنه يرفض الاعتراف بجرائمه.

بالطبع تستطيع بسهولة أن تعرف بمن يذكرنا بطلنا لايديز.

-----

الكل في جزيرة شاتر كان يعرف حقيقة لايديز التي يرفض هو فقط الاعتراف بها، فهو لايزال يعيش على ذكرى أنه محقق قضائي ذكي يستطيع أن يكشف فضائح هذا المكان المشبوه.

نسج عقله قصة غريبة وصدقها هو حتى يكتسب الحق في اتهام غيره بالتسبب لكل الخراب الذي حدث في حياته.

يرفض لايديز الاعتراف بأنه السبب وراء كل الكوارث التي حدثت في حياته. هو من تسبب في مقتل أطفاله على يد زوجته عندما رفض الاستماع لنصائح أصدقائه بضرورة علاج زوجته المريضة نفسيا.

ثم قتل زوجته بنفسه انتقاما ولم يتحمل عقله كل ما حدث ليصبح مريضا في المستشفى بدلا من السجن.

وفي المستشفى، يحاول أن يقنع نفسه بأنه ليس السبب في كل ما حدث لأنه ببساطة ليس لايديز.

-----

لا يقبل لايديز العلاج لأنه يرفض الاعتراف بمرضه، الكل يتآمر لإفشاله حتى صديقه الذي جاء معه ليحقق بشأن المستشفى.

في عقله، هذه المستشفى ليس إلا وكرا كبيرا لجراحات غير قانونية وهو الوحيد القادر على إنقاذ المرضى، ولا غيره.

تعود المريضة المختفية، ولكنه يرفض اعتبار أن مهمته نجحت ويصر على إقحام نفسه في أمور لا تخصه على أمل أن هذا سيقوده لمجد.

يحاول لايديز أن يكتشف ولو خيط واحد يساعده في إثبات صحة وجهة نظره، ولكنه دائما يفشل، ليقوده خياله إلى نسج شخصيات غير موجودة في الواقع توهمه أنه على حق.

شخصيات لا وجود لها إلا في خيال صاحبنا، تدعمه وتطلب منه الاستمرار في بحثه بل وأن يحتاط ممن حوله.

-----

يقرر لايديز أن يكمل مشواره بمفرده ويتخلى عن مساعدة صديقه، بحجة أنه يتعاون مع إدارة المستشفى لإفشاله.

يستمر في محاولاته لإثبات أنه الرجل الصالح الوحيد في الجزيرة، والمشكلة أن فشله مستمر بل ويزيد.

يمنع كل شخص يحاول أن يوضح له الحقيقة وأنه مخطئ من الدخول إلى دائرة التحقيق الذي يجريه، فكل من على هذه الجزيرة يتآمر عليه ولا يستحق أن يسير معه طريقه.

صاحب المستشفى ضده لأنه يجري جراحات غير قانونية على المرضي، وكبير الأطباء الألماني لا يحبه لأنه كان ضمن المحاربين ضد النازية، حتى صديقه تخلى عنه خوفا من أن تكون نهايته معه على الجزيرة.

-----

يصل لايديز للنهاية، وينجح في الوصول إلى المقر الذي يزعم من بداية الأحداث أنه وكر للجراحات غير القانونية.

يقترب من تحقيق مراده ويبدأ التفكير في البطولة الزائفة التي سيصل إليها. لكن النهاية ستكون صادمة عندما يجد أمامه صاحب المستشفى يكشف له حقيقة مرضه وأن كل ما عاشه ليس أكثر من مسرحية نسجها خياله المريض.

مع كل هذا يرفض لايديز الاعتراف رغم كل الحجج التي قدمها له الرجل وصديقه الذي يتضح أنه طبيبه الذي شاركه المسرحية قبل أن يقرر التدخل الجراحي لعلاجه.

يسأل بسذاجة عن سبب كل المشاكل التي تواجهه منتظرا منهما الاعتراف بالتآمر عليه، لكن الإجابة جاءت أبسط مما تخيل .. بسبب توقفك عن تناول العلاج.

يمسك لايديز المسدس ويحاول قتل صاحب المستشفى لأنه أخبره بالحقيقة التي لم يود سماعها. يرفض كل شيء يخبره بأنه السبب فيما وصل إليه.

-----

في كل مرة لايديز كان يستفيق على شيء يذكره بشخصيته الحقيقية، كان يبحث عن حجة للهروب من اتهاماته.

هذا السيناريو يتكرر كثيرا بأسماء مختلفة وأحداث مختلفة، ولكن لا شيء يتغير فالنهاية واحدة. لايديز وحده هو السبب في ضياع كل شيء في حياته.

وفي نهاية مثالية للفيلم، يحاول لايديز مرة أخرى أن يعيش في شخصية المحقق ولكن هذه المرة ليوهم أطباء المستشفى وليس نفسه.

Image result for shutter island end

"أيهما تفضل؟ أن تعيش كوحش أو أن تموت كرجل صالح".. هكذا يقرر ببطولة أن يخضع للجراحة ليتخلص من شخصية المجرم التي فشل عقله في تقبلها، بعد أن أقر بالفعل أنه وحده سبب وصوله إلى جزيرة شاتر.

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات