حكايات في الجول - مارادونا صائحا: أنا حي ولا أريد سوى الحياة

الإثنين، 24 يوليه 2017 - 14:17

كتب : مصطفى عصام

مارادونا

ربما التنقل من مكان لآخر مشابه أملا في فرصة أفضل، لا يصاحبه صخبا كأخبار انتقالات نجوم كرة القدم عالميا أو محليا، الأمر قد يصل للتهديد بالقتل أو أن يلقى عليك رأس خنزير.

البرازيلي نيمار نجم برشلونة وأحد أضلاع مثلث الرعب مع سواريز وميسي.. على وشك الانتقال لباريس سان جيرمان بمبلغ خيالي يصل لـ 222 مليون يورو، بشكل يؤهله مباشرة لصدارة ترتيب أغلى الصفقات في تاريخ كرة القدم، وبفارق الضعف تقريبا عن أقرب المنافسين بالقائمة (صفقة انتقال بول بوجبا إلى مانشستر يونايتد).

الأمر ليس في ثمن الصفقة فحسب، ولكنها تمثل انتقالا تاريخيا يهدد مستقبل اللاعب بالرحيل عن برشلونة بتحد كبير في باريس.

يستعرض معكم FilGoal.com أحد ابرز الانتقالات التاريخية في عالم كرة القدم.

دييجو أرماندو مارادونا.. أنا حي ولا أريد سوى الحياة.

لم تكن أغنية Live is Life مجرد مقطوعة طبيعية جرت الصدفة بأن يتدرب عليها مارادونا مع رفاقه على الملعب الأوليمبي بألمانيا قبل لقاء العودة في دور نصف النهائي لكأس الاتحاد الأوروبي مع فريقه نابولي أمام بايرن ميونيخ بالصدفة البحتة، فإصرار مارادونا على تأكيد بأنه حي ويريد الاستمرار في الحياة، عاد لتصريحه الأول حين غادر برشلونة الإسباني نحو نابولي الإيطالي في صفقة قياسية وقتها بلغت 15 مليون دولار كأغلى لاعب في العالم وقتها.

"مارادونا عبقريا داخل الملعب وخارجه، فشلت في السيطرة عليه"

كانت تلك تصريحات الألماني أودو لاتيك المدير الفني لبرشلونة عن مارادونا، الطفل الشقي ابن مدينة روساريو أشبه بسكير فاقد للمسؤولية والسيطرة، فكان ذلك سببا لاستقدام المدرب الجزار الأرجنتيني سيزار مينوتي من قبل الإدارة في منتصف موسم 1982-1983، والذي رفض استدعاء مارادونا من قبل لمنتخب الأرجنتين عام 1978 والفائز بكأس العالم على أرضه.

فاز مارادونا مع سيزار مينوتي هذا الموسم بالدوري والكأس، وفي الموسم التالي فاز بكأس السوبر كذلك، إلا أن حوادث غيرت مسار دييجو مع الفريق الكتالوني.

"القومية.. لم أجد في إسبانيا سوى هتافات القومية"

كانت ذلك أول ما صادف مارادونا من متاعب بإقليم كتالونيا الرافض لأي لاتيني بفريقه ويفضل عليه لاعبا من أبناء الأقليم لتمثيله، صحيح أن مارادونا اشتهر بتفوقه دوما في مباريات الكلاسيكو أمام الغريم التقليدي ريال مدريد وهذا هو أسهل طريق لدخول قلب الجماهير، إلا أنه من وجهة نظر دييجو بأنه لم يلق "التدليل المناسب".

الإصابات عرفت الطريق لمارادونا بغياب أول بسبب وباء أصابه فغاب لثلاثة شهور، أما الغياب الثاني بسبب الجزار جوكوتشيا نجم أتليتكو بلباو الإسباني، بإصابة تسببت حد قوله في خروجه من إسبانيا.

في كتاب مارادونا الشهير ... يحكي مارادونا عن زيارته لطفل مريض في بلباو بالمستشفى للاطمئنان عليه، واقترب منه الطفل ليحذره من كثرة المراوغات لأنهم ينوون إيذائه، وهو ما حدث من جوكوتشيا الذي مازال يحتفظ بهذا الحذاء افتخارا لإصابته مارادونا وغيابه 6 أشهر.

"مينوتي أخبرنا أنه سيفوز باللقب في الموسم التالي لكن وضع شرطًا واحدًا للتجديد، بيع مارادونا".

رفض يوزيب لويس نونيز رئيس برشلونة في ذلك الوقت طلبه بشكل قاطع،على الأقل في البداية رغم حقيقة أن عددًا لا بأس به من مديرين النادي لم يروا في الانتقال فكرة سيئة غير أن رفضه لم يدم طويلًا فأصبح مارادونا لاعبا لنابولي بعد شهر.

وقد قال عنه باريرا "بسببه بدأنا نعاني من بعض المشاكل خارج الملعب. مينوتي لم يُرِد تجديد عقده إلى أن بعنا مارادونا. لقد أخبرنا أنه إذا بقي سيكون من المستحيل الفوز باللقب وأنه لن يستمر. لقد كان دوما صادقا مع النادي واللاعب."

التعليقات