كتب : إسلام مجدي | السبت، 15 يوليه 2017 - 20:59

قبل أن تحاسبوا حجازي.. هل يوجد لاعب أكبر من ناد؟

أحمد حجازي

نعيش دوما في الكثير من المتناقضات، مثل هناك عبارات خالدة نتغنى بها لكن لا نعمل بها مطلقا، مثل "لا يوجد لاعب أكبر من النادي"، أو "لا يمكن أن يقف الفريق على لاعب".

من هذا المنطلق يهاجم البعض أحمد حجازي مدافع الأهلي على رغبته في الانضمام لوست بروميتش ألبيون، وبدلا من دعمه في قراراه خاصة وأنه سيضيف الكثير له ولمنتخب مصر أيضا، أسلوبه يلائم الفريق الإنجليزي، وهو ما يبحث عنه توني بوليس الذي قد يصبح مدربه الجديد.

بإمكانك أن تخسر لاعبا حيويا لفريقك وقد يكون تأثيره مهم كفريق بالكامل، أسطورة خط وسط أو نجم كبير، لكن هل يجب أن تقف الحياة عند تلك الخسارة؟

عندما اعتزل محمد أبو تريكة أسطورة الأهلي، ظلت العديد من العناوين تنعت بعض اللاعبين بأنهم الخليفة المنتظر، لكن وعلى الرغم من ذلك، لم يظهر أي تريكة جديدة، بل أصبح هناك رمضان صبحي جديد وأحمد الشيخ جديد وغيرهم.

والأهلي لم يتوقف تاريخه قبل تريكة أو بعده، نعم كان علامة فارقة في تاريخ النادي خاصة القاري، لكن القلعة الحمراء حققت بطولات أيضا بعد رحيله.

حينما خسر ليستر سيتي جهود إستيبان كامبياسو لأنه فشل في إقناعه بالبقاء، واتجه لضم لاعب مغمور يسمى نجولو كانتي، توج بعد ذلك بطلا للدوري الإنجليزي الممتاز.

نعم ليستر سيتي كاد أن يهبط بخسارة كانتي، لكن هذا لأنه بحث عن لاعب بنفس المواصفات وقارن كل المتاحين به، وبالتالي فأنت لن تجد كانتي أخر أبدا.

هددت السوق الصينية أندية أوروبا، ورأينا صفقات لم نكن نعتقد أنها ستتم يوما ما، أوسكار من تشيلسي إلى شانجهاي سبايج، وجاكسون مارتينيز يرحل سريعا عن أتليتكو مدريد وغيرهم.

الكاتب ستيف برايس صحفي "جارديان" كتب عن ذلك قائلا :"قد يحلم بعض اللاعبين بالفوز بدوري أبطال أوروبا أو البطولات المحلية، لكن كرة القدم هي كرة القدم، أوسكار رحل إلى الصين وسيتدرب ويلعب 90 دقيقة لكن في جانب أخر من العالم، أشك أنه إن عرض على الكثير من الناس راتب 4 أضعاف ما يحصل عليه ليؤدي نفس وظيفته فلا أعتقد أبدا أنه سيفكر بالرفض، خاصة وإن كانت مسيرتك صغيرة مثل لاعب كرة القدم".

بالطبع حجازي لم يرحل إلى الصين، انضم إلى فريق ينافس بالدوري الإنجليزي الممتاز، وسيحصل على راتب جيد للغاية مقارنة بما كان يحصل عليه في مصر، الأضواء ستكون مسلطة عليه وهو في الـ27 من عمره، إنها فرصته الحقيقية ولا غيرها، والآن سيضعنا ذلك أمام حقيقة أخرى، هل الأهلي بائع فقط أم مشتر فقط؟

الأهلي وأي نادي في العالم يبيع ويشتري، أنخيل دي ماريا كان أحد الأسباب الرئيسية التي أهدت ريال مدريد لقب دوري أبطال أوروبا الـ10، ومع ذلك بيع خلال الصيف إلى مانشستر يونايتد، ومعوضه جيمس رودريجيز لم يكن بالقوة ذاتها، ولم ينته ريال مدريد أو يتوقف توج بطلا بعد ذلك.

ريال مدريد اعتمد على تطوير ما لديه ودعم ما ينقصه، مانشستر يونايتد خسر جهود كريستيانو رونالدو لكنه تأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا ووصل إلى اللقب الـ20 في الدوري الإنجليزي الممتاز ولم يمت عند خسارة نجمه الأول بل عمد لبناء الفريق حتى ولو بعد عدة أعوام.

إن أراد الأهلي تعويض حجازي فعليه تجهز تقرير يضم ما يحتاجه في مدافع بمميزات معينة يكمل زملائه المتواجدين في الفريق وليس عليه أن يبحث عن حجازي جديد.

السر وراء هجوم البعض ضد صفقة رحيل حجازي هو بطولة دوري أبطال إفريقيا، وذلك أمر مختلف تقرره إدارة الفريق خاصة وأنه هناك فرصة لقيد 3 لاعبين، والأهلي ليس بالفريق الضعيف.

لكن أبرز الانتقادات التي وجهت للأهلي على أنه ناد لا يبيع، والسؤال هنا، هل الأهلي حاليا كما كان منذ 10 أعوام؟ لا أقصد إداريا لكن وضع الدوري والفريق ككل؟ أولا الدوري لم يعد عامل جذب كما كان في الماضي، ثانيا الراتب قد يكون مغريا بأي عملة عن عملة الدولة نظرا لفارق سعر البيع والشراء الرهيب، ثالثا قوة الفريق لا تقاس بلاعب بعينه بل تقاس بقدرة النادي على الاستمرار من دونه ومن هنا نشأ مفهوم شخصية الفريق الذي حاول لوتشيانو سباليتي إيجاده مع روما ولم يحدث أن وجده قط.

ما نتحدث عنه هنا هو أن تبني فريقا فائزا لا فريقا يحتكر، وشتان الفارق، فلا يوجد ما بإمكانه الحجر قط على الأحلام، ولنا في لاعبين كثر لعبوا لأندية كبيرة واختاروا أندية ربما أقل من أجل الطموح.

على مدار التاريخ في الرياضة عموما لم يتواجد فريق أو مؤسسة بإمكانها أن تشكل هيمنة تامة على كل شيء في نفس الوقت، هذا أمر مستحيل، قد تهيمن لعام أو اثنين فقط لكن إنها الرياضة لا يوجد مهيمن بإمكانه الاستمرار حتى أكثر من عقد من الزمان.

للأسف يغفل البعض حقيقة تطور كرة القدم، نعم ربما يكون الدوري المصري متأثرا بما حوله من متغيرات سياسية في الفترة من 2011 وحتى 2017، لكن العالم يتطور من حولنا، أندية جنوب إفريقيا أصبحت أقوى، وبالطبع أندية أخرى ستستفيق مع الوضع في الاعتبار أن المنافسة في كرة القدم أكيدة هذا يعني أنك لن تنافس وحدك أبدا لا يوجد ذلك المصطلح قط في اللعبة.

الآن نعود إلى نقطة أخرى، العقلية، لكي تكون منظومة ناجحة عليك أن تركز على جعل فريقك وحدة واحدة، ولا ننكر أن الأهلي حاليا ظهر كذلك، على الرغم من أن حجازي شارك في 11 مباراة بالدوري ونجيب في 20 مباراة، إلا أنك لن تلحظ الاختلاف أبدا وإن كان طفيفا بين الثنائي، تلك منظومة جيدة.

في نفس الوقت عليك أن تجعل كل لاعب يشعر أنه يقدم مباراته الخاصة، التحدي الحقيقي في عالم كرة القدم هو الاستمرارية، عقلية فريقك هي ذاتها منذ تأسيسه وستستمر، عليك فقط أن تدرك أن العالم يتغير من حولك ويجب أن تساير ذلك التغير.

لكي تمتلك منظومة ناجحة لم يكن عليك أبدا أن تقلق بشأن خسارة رمضان صبحي أو ماليك إيفونا أو أحمد حجازي، أنت لديك مجموعة تتطور وتسير على الخط وبإمكانك وضع البدائل حسب احتياجات المجموعة ككل وليس لترقيع خانة خالية.

الانتماء حاسة تضاف للاعبين ويشكلها النادي فيهم، رحيل حجازي لا يعني أنه خائن لأنه يرحل باتفاق الطرفين لتحقيق حلم يضيف إليه ولبلاده، لم يهرب من الباب الخلفي ليضغط من أجل إتمام الصفقة أو ما شابه، والانتماء بالمناسبة لا يعني أن أستمر مع فريقي فقط حتى الموت، بل الاجتهاد وبذل كل مجهودي من أجلي، وإن رحلت إلى دولة أخرى لفريق أخر من أجلي وأجل تطوري فتلك ليست خيانة بل احتراف.

ناقشني

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات
مقالات حرة
مقالات حرة
مقالات حرة