كتب : محمد البنا | الإثنين، 03 يوليه 2017 - 01:52

الجريمة الكاملة في الزمالك

مؤتمر مرتضى منصور عن مستجدات أزمة المقاصة

يقول أينشتاين: "الجنون هو أن تفعل نفس الشيء مرة بعد أخرى.. وتتوقع نتائج مختلفة".

إقالة جديدة في الزمالك للمدير الفني للفريق الأبيض، خبر كلاكيت عاشر مرة في عهد مرتضى منصور.

جريمة جديدة ترتكب مثل تسع جرائم سابقة في حق الزمالك، تغيير جديد للمدربين في وقت غير مناسب تماما.. قبل ثلاث مباريات حاسمة للفريق الأبيض ستحدد مصير موسمه ليس فقط الحالي بل المقبل أيضا.

  • الزمالك سيواجه الاتحاد يوم الأربعاء لمحاولة الحفاظ على المركز الثالث المؤهل لكأس الكونفدرالية (المشاركة الإفريقية الموسم المقبل).

  • ثم يواجه أهلي طرابلس في مباراة حاسمة في مرحلة المجموعات وفوزه بها يعني صعوده لربع نهائي دوري أبطال إفريقيا (الاستمرار في المنافسة الإفريقية الموسم الجاري).

  • ثم يلعب الزمالك مع طلائع الجيش يوم 13 يوليو أمام طلائع الجيش في ربع نهائي كأس مصر. (المنافسة المحلية الموسم الجاري)

بعض أسماء المدربين السابقين استحقوا بالفعل الرحيل سواء لعدم تطوير الفريق على المستوى الفردي أو الجماعي أو لسوء النتائج المتتالية.

لكن رئيس الزمالك بالفعل يرتكب جريمة في حق ناديه وجماهيره، ومع كثرة العشوائية في اتخاذ القرارات المتسرعة بإقالة وتعيين المدربين خاصة الأجانب منهم.. فالأمر يظهر وكأنه ممنهج رغم أنه غير ذلك من فرط تكرار الأخطاء الإدارية.

تتمثل عناصر الجريمة الكاملة فيما يلي..

الوهم

يخلق مرتضى حالة من الوهم مع أي مدرب جديد يتولى قيادة الفريق بعبارات مثل: "أنت الآمر الناهي وصاحب القرار الأول والأخير في الأمور الفنية"... "أنت مستمر وأي أحد سيرحل إلا أنت".

أو حديث للاعبين: "هذا المدرب لن يرحل قبل نهاية عقده على الأقل".

كل هذا كان مرتضى منصور حريصا أن يتم تسجيله ونشره عبر قناة النادي على يوتيوب.

التحفيز

يبدأ مرتضى منصور عند استقطاب المدرب في محاولة التأكيد على أن يصرح إعلاميا بهذه الجملة: "لا يوجد من يتدخل في عملي ولن أقبل هذا الأمر، ومرتضى منصور يوفر كل سبل الراحة".

كل المدربين الأجانب الذين تولوا قيادة الزمالك بعد جوزفالدو فيريرا صرح الجميع "مرتضى لا يتدخل في عملنا".

**يدور في ذهن مرتضى أنه قد حصل على الخطوة الأولى.. وهي صك براءة التدخل في التشكيل أو التغيير**

ثم تجده في المباريات التي تتعقد على الزمالك يستدعي المساعد المصري لتلقينه ببعض التعليمات، أيا كان سينفذها المدرب أم لا، فهذا لُب التدخل الفني.

لكن هيهات أن تنجح في إثبات ذلك.. فالمدرب ذاته "أسألوه.. هل أتدخل في عملك؟؟؟"

هذه هي الخطوة الثانية في الجريمة.

الإعداد

المرحلة الثالثة، ستتمثل في الهجوم على اللاعبين أمام المدرب.. محاولة يائسة لتحميلهم المسؤولية المفقودة منذ قديم الأزل بسبب تكرار تغيير المدربين.

تسجيل مقاطع فيديو للهجوم على اللاعبين ونشرها.. الخروج على الهواء لاتهامهم باتهامات أخلاقية أو غير رياضية.

هذه هي المرحلة ما قبل تحويل الهجوم إلى المدرب.

التفكير

تبدأ المرحلة الثانية، مع التعثر الأول للزمالك.. اتصالات على الهواء وغضب من الإدارة الفنية، لكن بحذر.

يمر التعثر الأول بسلام على الملأ، لكن في الغرف المغلقة تكون "الفاتحة قد قرأت على المدرب"

التفكير يتحول من كيف ندعم المدرب، إلى ما هي الطريقة الأمثل للإطاحة به والحفاظ على نظافة أيدينا من شبهة تدمير الزمالك.

**حسنا.. سننتظر لنرى المرحلة المقبلة، فاز سيستمر.. ومع أول تعثر سننفجر في وجهه**

التهديد

ها هو قد تعثر الفريق مجددا "لقد وفرنا كل شيء.. لم نتدخل فنيا والكل يشهد على ما حققناه" هذه المقولة تكررت ما لا يقل عن 50 مرة مع كل المدربين في ولاية مرتضى منصور.

"سنجتمع مع المدرب.. لابد من تصحيح المسار، أنا قائد السفينة فلا يمكن أن أظل أشاهد دون تدخل".

تبدأ جلسات متتالية مع اللاعبين بمفردهم تارة، ومع المدرب تارة أخرى، ومع الفريق ككل.. وطبعا الكاميرا تكون حاضرة.

ظاهريا تكون هذه الاجتماعات من المفترض دعما وحافزا، لكن واقعيا فهي المسمار الأول في نعش المدرب.

ويستنبط الإعلام والجمهور من خلال هذه المرحلة أن العلاقة بين رئيس النادي والمدرب باتت مهتزة، وأن أيام الأخير معدودة في البيت الأبيض، فيبدأ الهجوم المنطقي وغير المنطقي عليه، ثم البحث عن قرار الإقالة.. وهنا يأتي دور التنفيذ.

التنفيذ

هي المرحلة التي تحتاج لاستحضار كافة الأساليب الممكنة لتنفيذ الجريمة بشكل محكم.

الظهور على الهواء.. وهذا اشترطه مرتضى منصور في حديثه مع شوبير، يبدأ رئيس الزمالك في الهجوم على المدرب بأحاديث مكررة.

يتحدث رئيس الزمالك عن أن المدرب "يحب ويكره".. "لا يطيق هذا اللاعب".. "بعض اللاعبين اشتكوا لي".

"عندما كنت أتدخل حصلت على دوري وكأس.. والآن لا أتدخل".

"سنعين جهاز معاون لأن الحاليين مدرسين ألعاب وجايين يتفسحوا واللي مش عاجبه يمشي".

والعديد والعديد من العيوب التي من كثرة تكرارها أصبحت شخصيا لا أصدق أغلبها.

وبالمناسبة هذا تكرر مع كل المدربين الذين رحلوا عن الزمالك.

يهدف من هذا مرتضى منصور إلى تهيئة جماهير الزمالك لقرار الإقالة وتعيين جهاز آخر، والذي ألاحظ أن فئة ليست قليلة أصبح الأمر "عاديا" بالنسبة لها.

الجريمة

ولكي تصبح الجريمة كاملة الأركان.. وهي الكارثة.. "اجتماع تحفيزي للاعبين بفتح صفحة جديدة ونسيان ما مضى".

يتم تحويل كفة التقصير من اللاعبين إلى المدرب الذي رحل.

قلتها في مقال سابق وأكررها.. كثرة تغيير المدربين رفع الحرج والمسؤولية تماما عن اللاعبين، فلا يمكن أن تشعر بأنك مُقصر طالما أن مديرك في العمل هو الذي يتم عقابه.

فاللاعب المقصر في المران ويتم استبعاده من التشكيل سيتأكد في قرارة نفسه أنه لم يُخطيء والمدرب هو من يضطهدني.

واللاعب الذي لا يستمع لتعليمات مدربه في الملعب فيُستبعد، سيشعر بالراحة.

ومن جهة أخرى قد يكون بعضهم معذورا لأنه لا يوجد فريقا في العالم يتدرب كل 10 مباريات مع مدرب وتطلب منه مستوى ثابت!

---

الغريب في الأمر أن هذه الخطوات تتكرر لدرجة تشعرك بالملل.. وفي كل مرة ينتظر مرتضى منصور والزمالك وجماهيره نتيجة مختلفة؟ كيف؟!

ناقشني عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات