تيموي باكايوكو.. رحلة لاعب "غير ناضج" إلى بطل في فرنسا وإضافة

الجمعة، 30 يونيو 2017 - 17:33

كتب : علي أبو طبل

باكايوكو

"شأتوقع من اللاعبين أن يبذلوا أقصى جهد لديهم لكي يثبتوا قدراتهم للجميع. إنه يمتلك مقومات هائلة ولكنه يمر أحيانا بأوقات صعبة. في نفس مركزه لدي لاعبين أكثر إحترافية"

كان ذلك هو رأي ليوناردو جارديم، المدير الفني لموناكو الفرنسي، قبل عامين من الآن في لاعبه الشاب تيموي باكايوكو.

انضم باكايوكو إلى موناكو في 2014 قادما من رينيه مقابل 8 ملايين يورو كموهبة من المحتمل أن تنفجر وتدعم خط الوسط بقوة.

في ذلك الوقت، كان المخضرم جيريمي تولالان هو الإسم الأساسي في وسط ملعب فريق الإمارة الفرنسية، لذا فإن عدد الدقائق المتاحة للشاب باكايوكو كانت ضئيلة للغاية.

بداية باكايوكو مع موناكو كانت ضعيفة للغاية. فإجمالي عدد المباريات التي لعبها خلال أول موسمين لم يتجاوز الـ24 مباراة، والظهور الأول كأساسي كان سيئا للغاية.

منح جارديم الفرصة لباكيوكو في أغسطس 2014 أمام لوريان الذي كان ينافس على النجاة من الهبوط حينها، ولكن خبرات اللاعب الشاب لم تسعفه وتم استبداله بعد 32 دقيقة فقط في مباراة خسرها موناكو بنتيجة 1-2.

المظاهر والماديات شغلت بال الفرنسي الشاب بدرجة أكبر من كرة القدم. فاهتم بالحصول على فيلا فارهة وسيارة بورش كايان وردية خاصة به.

الإصابات لم ترحمه كذلك. إصابة قوية في الركبة أبعدته لمدة 3 شهور عن الملاعب، وعاد بعدها ليصرح بأنه قد تعلم كثيرا من فترة إصابته.

فكيف تحول باكايوكو من لاعب "غير ناضج" إلى آخر يرغب تشيلسي في التعاقد معه بقرابة الـ40 مليون جنيه إسترليني؟

بداية التحول كانت من موسمه الثاني مع الفريق، حين تم تعيين لاعب وسط منتخب فرنسا وتشيلسي السابق كلود ماكيليلي في منصب مدير تقني لنادي موناكو.

من مهام المنصب أن يقوم ماكيليلي بتحفيز اللاعبين ومعالجة عيوبهم داخل وخارج الملعب وخلق الحوافز لديهم بفضل ما يملكه النجم المخضرم من خبرات.

أن تبدأ في معالجة مشاكل فتى طائش مثل باكايوكو في نسخته القديمة فذلك يبدو أمرا شاقا، ولكن الاستثمار نجح في النهاية.

تخلى اللاعب عن الفيلا الفارهة واستبدلها بشقة عادية داخل المدينة، وأصبح أكثر عقلانية.

"لقد نضج" هكذا قيم جارديم حالته عند تلك النقطة.

رحل تولالان عن موناكو، فكانت انطلاقة باكايوكو الحقيقية في توليفة ليوناردو جارديم.

حصل موناكو على لقب الدوري الأول له منذ 17 عاما برصيد 95 نقطة وبـ107 هدفا تم تسجيلها في شباك الخصوم.

باكايوكو ساهم في كل ذلك بدرجة كبيرة. أعطى درجة كبيرة من الأمان في وسط الملعب بجانب زميله البرازيلي فابينيو، فساعد ذلك في إعطاء الكثير من الحرية للاعبي الشق الهجومي. فشاهدنا توماس ليمار وبيرناردو سيلفا وكيليان مبابي في قمة توهجهم.

"إنه لاعب وسط ملعب متكامل وقادر كذلك على تسجيل بعض الأهداف الهامة"

كان ذلك هو الانطباع الأول لديديه ديشامب، المدير الفني لمنتخب فرنسا، الذي أعطى الفرصة لباكايوكو في وقت مبكر هذا العام في مباراة ودية ضد أسبانيا ربحتها الأخيرة بهدفين نظيفين.

ويبدو ديشامب محقا، فرغم قلة أهداف باكايوكو المسجلة هذا الموسم إلا أنها كانت هامة للغاية.

سجل اللاعب هدفين في الدوري الفرنسي ضد أوليمبك ليون وكان كانا كفيلان بضمان 6 نقاط كاملة في صراع المنافسة. ولكن هدفه الأهم كان في شباك مانشستر سيتي في إياب ثمن نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان كفيلا بإطاحة رجال جوارديولا من البطولة واستكمال المغامرة الأوروبية.

يمتلك باكايوكو في جعبته العديد من نقاط القوة.

قدرة هائلة على اعتراض هجمات الخصم. حيث يمتلك معدل 2.2 اعتراضا عن المباراة الواحدة خلال الموسم الماضي، متفوقا على ماركو فيراتي الذي يمتلك معدل 0.8 اعتراضا، وزميله فابينيو بمعدل 1.6.

كذلك لديه قدرة على استخلاص الكرة وإعادة الاستحواذ عليها لفريقه بدرجة هائلة، فكان ثالث أفضل لاعب في هذه الإحصائية في دوري أبطال أوروبا بإجمالي 95 مرة، ويأتي خلف جابي قائد أتليتكو مدريد ودرينكووتر لاعب وسط ليستر سيتي.

وجهة نظر جارديم تغيرت كليا في لاعبه الذي يعتقد أنه نضج بدرجة كبيرة.

"إنه لاعب قادر على إدارة سير المباراة بدرجة كبيرة. يستطيع خلق التوازن في الفريق وأن يربح الالتحامات المباشرة مع الخصم بقوة".

والآن، يبدو تيموي باكايوكو هدفا رئيسيا لأنطونيو كونتي في تشيلسي، فكيف يمكن أن يخدم خطة المدير الفني الإيطالي؟

اعتمد كونتي بشكل أساسي في الموسم الماضي على لاعب الموسم في نهايته، الفرنسي نجولو كانتي. لا يمكن استبداله بأي حال من الأحوال، ولكن بإمكان باكايوكو أن يجاوره.

كان الخيار المفضل للإيطالي في الموسم الماضي لمجاورة كانتي هو اللاعب الصربي نيمانيا ماتيتش. أدى ذو الـ28 عاما بكفاءة عالية وكان عاملا أساسيا في العودة إلى منصة التتويج بالدوري الممتاز.

ولكن الصربي يبدو قريبا للغاية في الوقت الحالي للعودة إلى شراكته مع جوزيه مورينيو في مانشستر يونايتد.

باكايوكو يبدو البديل الأمثل في هذه الحالة. قدرات هجومية ودفاعية مميزة والقدرة على تغطية وسط الملعب بشكل يقترب من المثالية، وبعمر أصغر من ماتيتش بـ6 أعوام.

كذلك باكايوكو برهن على قدراته واكتسب خبرات مميزة في موسمه الماضي. فقد ينتقل إلى تشيلسي بعقلية البطل بعد التتويج بلقب الدوري الفرنسي مع موناكو، وكذلك خاض مغامرة هائلة رفقتهم في دوري الأبطال وانتهت عند نصف النهائي.

هل يتكيف باكايوكو مع كرة القدم الإنجليزية؟ في انتظار الإعلان الرسمي للانتقال ومن ثم متابعة مسيرته الجديدة.

التعليقات