مذكرات صائم (2) - فاروق جعفر أو أوناسيس: أستحق جائزة الخطيب.. وحين صفعني يكن!

الأحد، 18 يونيو 2017 - 13:01

كتب : مصطفى عصام

فاروق جعفر

أوناسيس.. ذلك الثري اليوناني المهاجر إلى الأرجنتين ومعه 63 دولارا فقط ليبدأ رحلته في تجارة التبغ حتى يصل للقب أغنى رجل في العالم.

تم تلقيب فاروق جعفر باسمه، لاتسامه بالثراء بعيدا عن كرة القدم مقارنة بنظرائه في الملاعب، يعتبر نفسه أول مهاجر مصري ركل كرة القدم بأمريكا، حين ارتدى قبعة رعاة البقر بدوري مقاطعات شمال أمريكا مع فلايديفيا فيوري قبل أن يعود إلى مصر.

فتح فاروق جعفر قلبه لمجلة "أخر ساعة" والتي نشرت مذكراته عن قصة حياته بداية من حكاياته مع الكرة وأبيه قبل الشهرة في منزله بعابدين.

يستعرض معكم FilGoal.com جزء من مذكرات فاروق جعفر (أوناسيس المصري)

اقرأ الجزء الأول من هنا

لطالما تحدثت أمام الكل عن دور والدتك في حياتك، لماذا لا تذكر دور أبيك أيضا؟

رحمه الله، دائما كان حزين مني، فقد كانت الصحف دائما تطلق علي (فاروق جعفر) لا (فاروق فؤاد)، كان دائما يخبر زملاءه في العمل بأنه أبي ولكنهم لا يصدقونه، وعندما أذكر أمام زملائي أنني اسمي فاروق فؤاد.. لا يصدقون كذلك، لا أتذكر على وجه الدقة من اطلق عليّ هذا الأسم، أتذكر أن أستاذ ناصف سليم كان يطلق على (جعفر فقط).. وهذا ضايق أبي جدا، حتى في مرة صرخ في وجهي قائلا.

"يا ابني.. ده أنا اللي ربيتك وكبرتك.. إزاي اسمي مايتنقلش معاك؟.."

بصراحة شديدة، لم يكن له دورا كبيرا في حياتي، تأثيره فقط أن يعلمني قول (الحمد لله)، كان تقيا بصورة كبيرة وكل كلامه بآيات القرأن وأحاديث الرسول، كان دائما عندما تغضب مني أمي بسبب الاهتمام بالكرة، يقول لها (فاروق نوارة البيت وملك الكرة في مصر).. أتذكر جيدا عندما يحين موعد مباراة هامة ، وحي المنيرة حي شعبي جدا.

كان أسفل بيتنا مقهى، فينزل للمقهى يطلب من الجالسين أن يكفوا عن الضوضاء والضجيج.. كي أخذ راحتي من النوم والراحة، وفي يوم مباراة الأهلي والزمالك، يستيقظ مبكرا، يحضر لي الفطور والشاي، ويجلس بجواري على السرير ليقرأ على بعضا من آيات القرأن.

أبي وأمي وأخوتي حولوا البيت كله من أجل راحتي وخدمتي، جلبت الفخر للبيت، الكل سمى اسمه مثلي، أخي أصبح اسمه (سيد جعفر) وكذلك (سمير جعفر).. وكذلك أسماء أخوتي الفتيات.

من صنع فاروق جعفر برأيك؟

كثيرين مدوا إلي يد العون وأكن لهم بالعرفان، ولكن قبل أن أصل لهؤلاء، وبدون خجل أو معاناة أقول، أنا صاحب الفضل الأول بعد الله في نفسي.. وأنا وحدي أحافظ على موهبتي بعرقي وجهدي وكفاحي، أنا ثم الجمهور ثم فضل كابتن رأفت عطية وزكي عثمان والكابتن حسن حلمي.

ألا تحس أن كلامك يحمل طابعا من الغرور؟

أشار فاروق نحو نفسه مندهشا وقال: أنا؟

سأروي لك مثلا واحدا، بدأت طريق الشهرة وحصلت على أفضل لعب في مصر عام 1972، وكدت أحصل على لقب أفضل لاعب في افريقيا.. لولا عدم حضور المندوب المصري معي فأخذت المركز الثاني.. كنت سأسبق الخطيب وأستحقها عنه، جاء لي شخصا لا داعي لذكر اسمه... وأردف في أذني "اسمع يا فاروق.. الكورة مفيهاش لعيب كبير ولا لاعيب صغير.. اللي يشتمك رد عليه.. واللي يزعقلك زعقله".

من طبيعتي منذ الصغر أن أحترم الكبير دوما، كنت في مباراة الزمالك والأوليمبي مكلفا برقابة عز الدين يعقوب الفهد الخطير، هرب مني في كرة وأحرز الهدف الأول للأوليمبي.

دخلنا غرفة الملابس بين الشوطين، وكان كابتن بكن هو كابتن الفريق.. في قمة النرفزة.. وظل يهتف فينا بسخط شديد، وعاتبني أنا شخصيا على هدف عز الدين يعقوب.

فقلت له: "سبقني بسرعته ولم ألحق الكرة"

لم أكد أتم كلامي، حتى رد كابتن يكن.

"متردش"

وفجأة انهال على صدغي بكف يده.. صفعة ساخنة عليه.. فصمت الجميع، ودارت الرؤوس نحوي لتعلم رد فعلي.

أطرقت رأسي بالأرض، وغسلت وجهي ونزلت مع الفريق بالشوط الثاني، لعبت الشوط الثاني ونسيت صفعة كابتن يكن، سجلت هدفا وصنعت هدفين.

انتشر الخبر كالنار في الهشيم في الجرائد بعد المباراة، اتصل بي كل مسؤولي النادي ليعرضوا علي أن أتي للنادي لأخذ حقي، وأنا أردفت "الموضوع منتهي أنا ناسيه.. أبويا وأخويا الكبير كابتن يكن وحقه يضربني.. مفيش حاجة تستاهل".

حاولوا جميعا الوقيعة بيني وبينه، وأنا أحبه واحترمه، صحيح لم يعتذر لي.. ولكنه أخا كبير لي، لا استمع لنصائح الهدامين دوما.

التعليقات