كتب : إسلام مجدي | الأربعاء، 31 مايو 2017 - 13:21

نصيحة مالديني إلى علي جبر

مالديني

أولوية المدافع هي حرمان الخصم من التقدم لمنقطة جزائه أو فتح ثغرة في خط الدفاع المتمركز ككل، أي كانت الطريقة المستعملة من قبل المدرب وطرق التمركز، هناك أساسيات يجب أن يرتكز عليها المدافع.

علي جبر

النادي : بيراميدز

خط دفاع منتخب مصر الحالي يمتلك عناصر خبيرة مثل علي جبر مدافع الزمالك، يبلغ من العمر 30 عاما، ولعب بجانب لاعبين عديدين واكتسب خبرات مختلفة من مدربين كثر مروا عليه.

علي جبر صرح عقب إحدى المباريات منذ فترة عن مدربه السابق جوزفالدو فيريرا: "لقد علمنا الكثير بخصوص التمركز الجيد والتحرك".

ومما لا شك فيه أنه واحد من أفضل المدافعين حاليا في مصر، علي جبر فاز بـ72 اعتراضا قام بهم خلال الموسم الجاري.

انضم إلى الزمالك في 2014 قادما من الاتحاد السكندري، وأصبح صخرة في خط دفاع القلعة البيضاء، لكنه يواجه مشكلة دائمة اعترف بها بنفسه في حوار سابق مع FilGoal.com في مايو 2015 هي مواجهة المهاجم السريع.

صرح جبر قائلا: "أي مهاجم قوي وسريع تكون مواجهته صعبة، لأنه يستعمل ذلك كأفضلية له".

وأضاف "في مباراة الأهلي واجهت تحديا مع أحمد عبد الظاهر، قبل المباراة قال لي أحمد دويدار انتبه إلى عبد الظاهر، لا يهدأ، إنه سريع وقوي ودائم الحركة".

علي جبر في تلك الفترة كان قد لعب ضد أحمد عبد الظاهر 39 دقيقة فقط، لكنه يراه أصعب من واجهه.

أي مدافع قد يصيب ويخطئ في جميع الأحيان، لكن لدى جبر مشكلة صعبة للغاية، أولها هي اعتماده لفترات طويلة على استخلاص الكرة أكثر من اعتراضه لها واقفا على قدميه.

علي جبر استخلص الكرة في 16 مرة بشكل ناجح، وفشل في 8، في حين أنه استخلص الكرة إلى خارج الملعب ولم يحصل عليها في 31 مرة.

باولو مالديني أحد أفضل المدافعين عبر التاريخ، أسطورة إيطاليا وميلان يقول: "بالنسبة لي يجب أن يكون التاكلينج هو الحل الأخير".

وأضاف "لو بإمكانك استخلاص الكرة وأنت واقفا فهذا أفضل بكل تأكيد، لكن لا يجب أن تعتمد على التاكلينج دائما".

حسنا، إن كان المدافع يعاني من البطء والمهاجم سريع للغاية فتلك ستكون مشكلة، إن لم تتخذ الإجراءات الصحيحة وتتحرك بطريقة مناسبة هذا يعني أنك ستركض وهو سيركض بالكرة ثم يسجل، الأمر حدث مع بينامين أشيامبونج مهاجم الداخلية، يركض علي جبر محاولا غلق المساحة متجها إلى مرماه كإجراء احترازي وبذلك يكون مجرد رد فعل لا فعل، وبالتالي فالمهاجم منوط باتخاذ الحركة التالية فالانفراد بالمرمى سيكون سهلا للغاية في تلك الحالة.

آشلي كول نجم تشيلسي وأرسنال السابق يقول "تعلمنا دوما أن نقترب بشدة من المهاجم، ألا نترك له مساحة خاصة وإن كان سريعا، يجب أن تتواجد كمدافع بسرعة رهيبة بمجرد أن يلمس الكرة بأسرع ما يمكنك وإن كنت بطيئا فلازمه كظله".

وأضاف كول في تصريحاته لمجلة "FourFourTwo" :"أظهر له أنك تفكر وتمتلك العديد من المهارات ولست خائفا منه، لأنه إن شعر أنك كذلك فسيهرب منك سريعا".

علي جبر يفكر كثيرا حينما يواجه مهاجما سريعا، على الرغم من امتلاكه قدرات عالية، إلا أن ذلك الأمر لا يقع على عاتقه فقط، المدرب أيضا عليه أن يتحدث إليه ويستعمل لاعب أو اثنين سريعين وأصحاب مهارات للتعامل مع تلك المشكلة وتخطيها.

في الكرات الهوائية لا شك أن علي يهيمن عليها، وهو من أفضل قاطعي الكرات كذلك، لكنه ضعيف في موقف 1 ضد 1 حينما يكون المهاجم سريع فماذا يفعل؟

مارك أوفر مارس كان ممن واجهوا مالديني، كان سريعا ومهاريا، المدافع الإيطالي كان يعمد على إبعاده عن منطقته ومواجهته وجها لوجه، كان يبعد الكرة عن قدمه قدر المستطاع، اعترف فيما بعد انه أخطا في اعتماده على الاستخلاص من الأرض، لكنه كان ذكيا للغاية في التعامل مع أوفرمارس، بألا يسمح له بالحصول على المساحة التي يريدها.

مالديني كان يواجهه ولا يجري إلى الخلف تاركا له حرية التصرف والتفكير، بل كان أحيانا يرتكب خطأ لكنه لا يسمح له بفتح ثغرة في خط الدفاع.

واجه مالديني أساطيرا، ولم يخجل قط من الاعتراف بذلك سواء برونالدو ليما أسطورة البرازيل أو زين الدين زيدان أسطورة فرنسا أو حتى دييجو مارادونا أسطورة الأرجنتين، لكنه لم يحدث يوما أن أدار ظهره للمهاجم القادم لمواجهته واتجه لمنطقة الجزاء، جل ما كان يشغل باله دوما هو الحصول على الكرة من الخصم واعتراضها، وليس التأمين، مواقف 1-1 قد تتكرر كثيرا.

علي جبر صرح في وقت سابق عن أن الزمالك يعاني أمام الخصوم، لأنهم يعمدون إلى الدفاع، وبالتالي هذا يعني أن فرص المرتدات ضد الفارس الأبيض كثيرة وواردة وحدث ذلك فعليا ضد الداخلية في مواجهة 4-3 للقلعة البيضاء.

ما يجب فعله في مثل تلك الحالات هو المواجهة وافتكاك الكرة بأي طريقة، عليك أن تكون أنت الفعل وألا تنتظر ما يفعله المهاجم.

عليك أيضا أن تقوم بخدعة معروفة في الكرة الإنجليزية، حينما تعترض الكرة يجب أن يكون اعتراضك قويا كفاي، ليس بغرض أذية المنافس، لكن لكي يعرف المهاجم أن خدعه لن تكون فعالة طيلة الوقت إنها مثل الحرب النفسية ويجب أن تفوز بها كمدافع.

اترك لنفسك فرصة للتفكير في الأمر قبل أن يأتي المهاجم ولا تفكر في الكرة وهي معه، لأن ذلك يسمح له بركلها بعيدا عنك ومن ثم يتخطاك، اجعله يلمسها ومن ثم اعترض الكرة.

قال آشلي كول: "عليك أن تدع اللاعب السريع يلمس الكرة مرة أو اثنين، في ذلك الوقت سيكون قد فكر هو، اسبقه بخطوة، اعترض الكرة بقوة".

وأضاف "إن نجح المدافع في تخطيك، فلازالت لديك فرصة إضافية، بإمكانك إيقاف كرته الثانية فقط لا تصب نفسك بالذعر".

يمتلك علي جبر خبرة كبيرة سواء محلية أو دولية، هو واحد من أفضل المدافعين حاليا بلا شك، لكن أن تكون متكاملا، عليك أن تفز بمثل هذه الكرات، بعضها قد يقرر مصير المباراة، قد يدافع خصمك طيلة الـ90 دقيقة وتأتي له كرة واحدة لمهاجم سريع في تلك اللحظة يجب أن تفوز بالحرب النفسية لا أن تخسرها بسهولة، لا تعد أبدا للخلف ولا تفكر كثيرا في أكثر من حل، اقطع الكرة وقم بها كفعل وليس رد فعل.

ناقشني

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات