حصاد الموسم - تجربة إيطالية فاشلة في إنجلترا.. ماتزاري لم يقنع واتفورد

الجمعة، 19 مايو 2017 - 15:42

كتب : علي أبو طبل

والتر ماتزاري

على مدار الموسمين الأخيرين، هيمنت المدرسة التدريبية الإيطالية على مقدرات كرة القدم في إنجلترا.

في الموسم الماضي، حقق كلاوديو رانييري أول بطولة دوري في مسيرته التدريبية من خلال معجزة ليستر سيتي التي لن ينساها الجميع، وخلال الموسم الحالي، عاد أنطونيو كونتي إلى تدريب الأندية من بوابة تشيلسي بعد تجربته مع منتخب إيطاليا، وأعاد الزرق إلى منصة التتويج.

نجاح الطليان أصبح مغريا للإنجليز. أي مشروع كروي طموح يتجه حاليا لاستقطاب مدرب إيطالي.

ولكن الأمور لا تسير هكذا، فليس من المؤكد أن كل اسم إيطالي مهما كانت شهرته سيصبح ناجحا.

في مايو 2016، قررت إدارة نادي واتفورد إنهاء الارتباط مع المدير الفني الإسباني كيكي سانشيز فلوريس.

شكرت إدارة النادي في بيانها مجهودات المدير الفني الحالي لإسبانيول، مؤكدة أنه حقق الهدف من موسمهم الأول بعد العودة إلى الدوري الممتاز، وهو البقاء.

لم يكن النصف الثاني في الدوري مميزا لواتفورد مع فلوريس خلال الموسم الماضي، حيث تلقى 11 هزيمة خلال 18 مباراة، ولكنه في كل الأحوال ضمن البقاء، بل وأنهى الدوري في المركز الـ13.

الوصول لنصف نهائي كأس الإتحاد الإنجليزي كان إنجازا جيدا للغاية، ولكنه لم يشفع لفلوريس من أجل الاستمرار مع واتفورد، ومن هنا جاءت رحلة البحث عن بديل.

والبديل كان من إيطاليا. اسم بارز خلال السنوات الخمس الأخيرة، حقق كأس إيطاليا مع نابولي في عام 2012 ووصافة الدوري بعد يوفنتوس في 2013، وقاد إنتر ميلان في آخر محطاته في إيطاليا قبل أن يخوض تجربة جديدة في إنجلترا.

في 21 مايو، توصل واتفورد لاتفاق مع ماتزاري بعقد يمتد لـ 3 سنوات، ولكنه على ما يبدو لن يمتد لكل هذه السنوات.

بداية واتفورد مع ماتزاري كانت مقبولة، وربما قدم أفضل عروضه عندما تفوق على مانشستر يونايتد بنتيجة 3-1 في الجولات الأولى من الدوري، ولكن البداية السعيدة لم تستمر.

من المفترض أن الهدف من إقالة فلوريس واستقطاب ماتزاري كان تحسين النتائج وأن يعلو سقف الطموحات، ولكن في الحقيقة حدث العكس.

70 مليون يورو هو إجمالي ما أنفقه واتفورد خلال الصيف الماضي، وهو رقم ليس من السهل على نادي في وسط الجدول في إنجلترا أن يدفعه في سوق انتقالات واحدة.

إيزاك ساكسيس من جرينادا الإسباني مقابل 15 مليون يورو، وروبيرتو بيرييرا من يوفنتوس مقابل 13 مليون يورو، بالإضافة إلى سفين كومس ارتكاز جينت البلجيكي السابق، وداريل يانمات الظهير الأيمن الدولي الهولندي الذي تم ضمه من صفوف نيوكاسل، وستيفانو أوكاكا وكريستيان كاباسيلي من الدوري البلجيكي كذلك، وأضف إليهم ماورو زاراتي ومباي نيانج من إيطاليا خلال سوق الانتقالات الشتوية.

يمكنك أن تضيف كذلك المخضرم الكولومبي كاميلو زونيجا ظهير أيمن ومدافع نابولي والذي انضم على سبيل الإعارة لتلك القائمة من التدعيمات.

وفي المقابل تم الاستغناء عن ثلاثة من أبرز لاعبي الموسم السابق فقط. النيجيري أوديون إيجالو هداف الفريق في عهد فلوريس والذي قرر الانضمام للدوري الصيني وبمقابل سخي بلغ حوالي 24 مليون يورو، بالإضافة إلى ميجيل لايون الذي انضم لبورتو البرتغالي، وآلان نيوم الذي انضم لوست بروميتش ألبيون.

قرابة فريق تعاقد مع واتفورد وتم تعويض الراحلين بشكل جيد، ربما باستثناء إيجالو، ومن المفترض أن تكون إضافات قوية مع القائمة المتواجدة ومع مدير فني خبير يبلغ من العمر 55 عاما.

ولكن على ما يبدو أن "من خرج من داره قل مقداره" حقا.

تجربة واتفورد هي الأولى لماتزاري خارج حدود إيطاليا، والنتيجة في النهاية هي تواجده في المركز الـ16 ونجاته من الهبوط فقط خلال الجولة الماضية مع تأكد هبوط هال سيتي.

بعيدا عن الدوري، لم يحقق ماتزاري ما حققه فلوريس حتى في الموسم الماضي في كأس الاتحاد، حيث خرج من الدور الرابع من البطولة وبشكل مبكر على يد ميلوول بعد الخسارة 0-1.

الحال في كأس رابطة المحترفين لم يكن أفضل، ودع الفريق المنافسة من المباراة الأولى على يد جلينجام بنتيجة 1-2.

Image result for watford gillingham

بالنظر إلى موسم فلوريس ومتابعة الأسماء التي تم استقطابها في سوق الانتقالات، نجد أنه تم انفاق 80 مليون يورو تقريبا وهو مبلغ كبير، ولكن كان يتضمن شراء عقود بعض اللاعبين الذين لعبوا للنادي على سبيل الإعارة، مثل التشيكي ماتيي فيدرا من أودينيزي الإيطالي مقابل 8.4 مليون يورو على سبيل المثال.

يمكنك أن تضيف أن الفريق كان صاعدا حديثا ويريد تثبيت أقدامه وتكوين فريق قوي، وهو ما تحقق بالفعل بضم بعض الأسماء المميزة التي لا زالت مستمرة مثل إيتيين كابوي من توتنام ونور الدين المرابط من مالاجا الإسباني، وفالون بيرامي وخوسيه هوليباس وميجيل بريتوس من الدوري الإيطالي، وأسماء أخرى.

النتائج كانت مقبولة، والفريق قدم عروضا جيدة في مباريات عديدة، والوصول لنصف نهائي كأس الإتحاد كان إنجازا بارزا لفلوريس.

عندما تقارن الأرقام في الدوري خلال الموسمين الأخيرين، تجد الفريق قد حقق في الموسم الماضي 45 نقطة من 12 انتصارا و9 تعادلات و17 هزيمة جعلته في المركز الـ13، مسجلا 40 هدفا، بينما اهتزت شباكه في 50 مناسبة.

خلال الموسم الحالي، الفريق الذي من المفترض أن يكون أقوى يحل في المركز الـ16 برصيد 40 نقطة قبل جولة من النهاية، وقد يتحسن مركز الفريق في حال حقق نتيجة إيجابية في الجولة الأخيرة، ولكن إجمالي نقاط ماتزاري في كل الأحوال سيكون أقل من إجمالي نقاط فلوريس.

40 هدافا سجلها الفريق تماما مثل الموسم الماضي، بينما اهتزت شباكه في 63 مناسبة على يد الرجل الإيطالي الذي من المفترض أنه يجيد تطوير الأداء الدفاعي بدرجة أكبر من سلفه.

موسم لم يكن جيدا بشكل إجمالي لماتزاري، والهزيمة في الـ5 مباريات الأخيرة جميعها عجلت بقرار رحيله.

والآن، تبدأ إدارة واتفورد رحلة البحث عن اسم جديد لقيادة النادي فنيا.

على إدارة واتفورد الآن أن تبحث عن مدير فني يقود مشروع طويل المدى، وأن تحدد خطة واضحة على المدى الطويل.

ربما إدارة النادي مخطئة في سياستها، ولكن ماتزاري كان مخيبا للآمال، مقارنة بالتوقعات في بداية الموسم ورحيله كان منطقية

التعليقات