كتب : محمد البنا | الثلاثاء، 09 مايو 2017 - 20:45

قانون الرياضة "عامر" بمرتضى منصور

مرتضى منصور - فرج عامر

تمخض البرلمان فولد "قانون الرياضة" الجديد الذي اشتملت أغلب تعديلاته على إضافة عبارات الحبس والغرامة المالية الضخمة على المشجعين.

ربما تم إضافة بعض البنود المميزة في النظام الأساسي لكن هذا لا يعني مشجع الرياضة البسيط أو كرة القدم بشكل محدد كونها اللعبة الشعبية الأولى والمحرومة من الجماهير منذ 2012.

خمس سنوات منذ فاجعة بورسعيد وتبعها مذبحة الدفاع الجوي، ولم يفكر المسؤولون عن الرياضة في مصر إلا في أمر واحد فقط وهو "المنع" لا العلاج.

«فرج عامر - مرتضى منصور - طاهر أبو زيد - ثروت سويلم - رضوان الزياتي - رضا البلتاجي - أحمد سعيد - فتحي ندا - سمير موسى - محمد شحاتة - طارق السيد..»

11 اسما تحت قبة البرلمان ارتبطوا ارتباطا وثيقا بالرياضة سواء كلاعب أو إداري أو رئيس نادي أو حكم دولي أو ناقد رياضي أو مدير تنفيذي في اتحاد الكرة، وبالتأكيد يعلمون أهمية الجمهور في الرياضة عامة كرة القدم بشكل خاص.

ولنكن أكثر وضوحا ونقول أن البنود التالية قد وضعت خصيصا لمنع ظاهرة الأولتراس أو الروابط الجماهيرية من مدرجات مصر والتي عششت بها خيوط العنكبوت بسبب الفشل في تأمين الجماهير أثناء المباريات.

نص القانون على عقوبتي الحبس+الغرامة لكل من أنشأ أو نظم أو أدار روابط جماهيرية أو إذا باشر أحد نشاط يعبر عن وجودها أو ينشر أفكارها بأي شكل كانت.

حسنا، لننظر إلى أفكار الأولتراس الطبيعية حول العالم بشكل عام وهي:

  • - لا يتوقف الغناء أو التشجيع خلال المباراة، ومهما كانت النتيجة.
  • - يمنع الجلوس أثناء المباراة.
  • - حضور أكبر عدد ممكن من المباريات (الذهاب والإياب)، بغض النظر عن التكاليف أو المسافة.
  • - يظل الولاء قائماً للمجموعة المكونة (عدم الإنضمام لأخرى).

بمعنى أوضح أن التشجيع الجماعي في المدرجات بهتافات الأغاني التي يحفظها أغلب المنتمين للأندية، هل سيعتبر هذا نشرا لأفكار الروابط الجماهيرية الممنوعة بقوة القانون؟

من نص القانون يريد جماهير تذهب لتشاهد المباراة مثلها مثل الكرسي التي تجلس عليه، لا هتافات أو تجمعات جماهيرية أو أهازيج في المدرجات وربما تختفي الدخلات الرائعة التي كانت تتسابق عليها المجموعات.

ولكي أكون منصفا، فهناك بندا أؤيد وجوده بشدة، وهو العقاب بالحبس والغرامة (أو إحدى العقوبتين) لكل من حرض بأي طريقة على إحداث شغب بين الجماهير أو ... إلخ.

لكن ما لفت نظري هو إضافة جملة (إحدى العقوبتين) في نص القانون المعاقب لمن يحرض بأي طريقة على إحداث شغب، في حين أن إنشاء روابط جماهيرية يكون عقابه (الحبس+الغرامة).

فهل من المنطقي أن يكون إنشاء روابط جماهيرية أكثر جرما لواضعي القوانين ممن يحرض على إحداث الشغب؟

المنع

بطبيعة مجموعات الأولتراس وأفرادها، ورغم اختلاف انتماءاتهم وأسلوبهم في التشجيع.. فإن المجموعات حول العالم تتفق على شيء أساسي وهي التمرد ورفض الالتزام بالإطار القانوني المسيطر على حريتها وأسلوبها في التشجيع.

ومن الواضح أن واضعي القانون لا يوجد منهم من تعايش مع المجموعات أو درس سلوكهم ولو من بعيد، لكي يعلم أن المنع ليس حلا.

في المغرب مثلا بعد أن أصدرت وزارة الداخلية قرارا بمنع روابط الأولتراس بعد ما سُمي بـ"الثلاثاء الأسود" بعدما لقي شخصان حتفهما وجُرح أكثر من 50 مشجعا في 19 مارس 2016 خلال مباراة الرجاء البيضاوي وشباب الريف الحسيمي، لم يلق القرار قبولا لدى أفراد المجموعات.

فتم إنشاء ما يسمى "اتحاد الأولتراس المغربي" مكون من عناصر من كل روابط الأولتراس في المغرب للاتحاد ضد قرار المنع.. وبالفعل أعلن الاتحاد العودة للمدرجات بداية البطولة المقبلة.

المنع من الأساس لن يلقى قبولا.. فإذا سمحت لعودة الجماهير للمدرجات في الموسم المقبل فلن يمكنك أن تمنع أصواتهم، فستجد نفسك أمام أمرين:

إما أن تقبض على المدرج كاملا وتزج بهم في السجون، أو تتركهم وتخالف القانون الذي اعتمده البرلمان.

ومن العجيب أن السجون حاليا تضم أفراد من المجموعات المصرية من الزمالك والأهلي قبل إصدار القانون الذي يعاقبهم على انتمائهم لهذه المجموعات من الأساس.

والمعلن لدى الجميع أن مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك وعضو مجلس الشعب هو المناهض الأول لحركة الروابط الجماهيرية في مصر، وهو ما خلق عداء مُعلنا بين الطرفين.

قانون فرج عامر رئيس لجنة الشباب والرياضة ضاعف القيود على عودة الجماهير مرة أخرى بدلا من التسهيل والتيسير على وضع أسس تنظم عملية إنشاء روابط جماهيرية.. إلا أنه تم اللجوء للحل الأسهل وهو المنع.

لم تكترث اللجنة التي وضعت القانون لطبيعة أفراد المجموعات التي يتراوح أعمار أعضائها من 15 إلى 20 عاما وعمادهم الأساسي هو "التمرد".. التمرد على أساليب التشجيع النمطية. التمرد على وضع شروط على أساليب تشجيعها. التمرد على هتافاتهم وأفكار دخلاتهم.

نعم كانت هناك أخطاء فجة من المجموعات وأفرادها سواء بالعنف داخل وخارج المدرجات أو اقتحام الأندية وخلق كمائن لبعضهم البعض، هذا هو الجُرم المفترض أن يكون له رادع.. لكن أن تمنع مشجعين من باب المنع فقط، فأنت -للأسف- لا تعرف ما أنت مُقبل على مواجهته.

سئمنا من فراغ المدرجات، وأخشى أن تؤجل هذه البنود فكرة عودة المشجعين الطبيعيين لمساندة لاعبيها.

على الهامش

أعلن خالد عبد العزيز وزير الرياضة على أن الأهلي قد حصل على موافقة بحضور 30 ألف مشجع لمباراة زاناكو لكن الزمالك طلب من 5 آلاف إلى 10 آلاف مشجع في مباراة كابس يونايتد وهو ما تم إقراره على الناديين!

الزمالك قرر أن يوزع دعوات حضور جماهيره في حافلات تقل "أعضاء النادي" إلى مقر ملعب برج العرب صباح يوم مباراة كابس يونايتد!

قديما كانت تخشى الأندية الإفريقية اللعب في مصر ضد الأهلي والزمالك لقوتهما وحماس جماهيرهما، الوضع الآن حزين.. وغدا سيكون أكثر بؤسا.

ناقشني عبر تويتر

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات