نوادي مصر 1966 (2) - الترسانة الغلبانة.. أحسن لاعبي مصر.. ولكن أين الجمهور

الخميس، 27 أبريل 2017 - 12:22

كتب : مصطفى عصام

الترسانة 1966

الأوتوبيسات إيرانية الصنع تأخذ وقتا أطول في المرور على كوبري أبو العلا بين حي بولاق و حي الزمالك (مقر الجريدة).. تناولت فطوري وارتديت بدلتي المنمقة وأشرت للحاج داود (ساعي الجريدة) لكي يقطع انفراد مصورنا إبراهيم عبد العزيز بالتفاخر بصورته الجديدة لهند رستم، ريثما تقرأ هذه الكلمات عزيزي القارئ ستجد صورتها.. (بالتأكيد تحمل معاني عن كلماتي).

أكتب لك هذه الكلمات بعد أن وصلنا أمام نادي الترسانة بعد رحلتنا المثمرة بالإسكندرية مع نادي الأوليمبي.

شواكيش أه.. بس غلابة!

كان الله في عون (إخوانا الغلابة) لاعبي الترسانة.

نجوم كبار على مستوى دولي مثل الشاذلي، مصطفى رياض، محمود حسن، إبراهيم الخليل، فتحي بيومي، الدهشوري حرب.

لا يقلون عن لاعبي الزمالك، أو حتى الأهلي في شيء، وأكثر من ذلك فقد فاز الفريق المكافح العام الفائت بكأس مصر، والشاذلي بأفضل لاعب، ومع ذلك جمهورهم ضئيل، إذا قيس بأي فريق بمصر.

النشأة

يفتخر كابتن كامل عبد ربه في حديثه معي بأنه أول كابتن للفريق الأزرق، وصفوه بأنه لاعب فذ.

يحكي ذكرياته قائلا

"بدأت رحلتنا كنادي الترسانة بالانتقال من رملة بولاق إلى جوار كوبري الزمالك بجانب السيرك القومي، ثم بجوار نادي الزمالك فخلف بيننا وبينهم ندية وعداء".

الترسانة نادي اشتراكي أخرج البطل خضر التوني، أشرك العمال في إدارته.. وأول نادي بمصر يجري نظام الرئاسة بالانتخاب.

الناس في نادي الترسانة، الإداريون، اللاعبون.. الكل يعمل في صمت، نظام روتيني يشبه العمل إلى حد كبير في دواوين الوزارات.

بدأ حواري في الجري نحو مكتب رئيس نادي الترسانة.. استقبلني الرجل بترحاب شديد.. المهندس عبد الحميد إسماعيل.

وبتعقيبه على تشبيهي للترسانة بالديوان الوزاري

"جرى العرف في الترسانة منذ قديم الأزل أن يكون رئيس الورش الأميرية هو رئيس النادي بطريقة أوتوماتيكية، صحيح أن أول رئيس للنادي كان أجنبيا.. ولكنه كان رئيسا للورش الأميرية بوزارة الري، كان ذلك عام 1921.

"ما الغرض من إنشاء نادي الترسانة؟ بث روح الرياضة بين (الموظفين)، كنت لاعبا قديما بنادي الترسانة، نذهب إلى رملة بولاق نجمع الزلط من الأرض ونملأ جرادل الماء لرش الأرض ثم نصب قوائم المرمى بأيدينا".

"غرف الملابس شبابيك خشبية، ولذلك كان اللاعبين يأتون للملعب من بيوتهم بالبيجاما والحذاء حتى لا يخلع ملابسه بالشارع أو يتركها مع غيره، كل هذا تغير".

استأذنت وقتها من رئيس النادي الذهاب لملعب التدريب، وعند الذهاب (صدمت).

ملعب ميت عقبة العريق مقفر، أرضيته سيئة، لا يوجد أحد من الجمهور، اللاعبين بحلتهم الرسمية من أجل التدريب، بمجرد الدخول، إبراهيم التقط هذه الابتسامة الجميلة سريعا، نجم مصر شخصيا أمامي.. حسن الشاذلي.

"كابتن شاذلي.. صباح الفل والجمال، أنا محمود عبد الهادي صحفي أخر ساعة وهنا لإجراء تحقيق عن أندية مصر واليوم زيارتي حول نادي الترسانة واللطيف أن البداية مميزة، هل تسمح لي؟"

عندما ألقيت هذه الجملة، في البداية أحسست بالهيبة والعظمة، واحد من ثنائي مصر الدولي بأولمبياد روما 1964 أمامي هنا، قوي.. سريع.. نشيط.. ورغم ذلك يتحلى بالهدوء جدا، رزين ويبدو من قسماته أنه مثقف.

"أسف يا كباتن سأقطع عليكم التدريب، ممكن تعريف صغير لكل لاعب".

حسن الشاذلي

"اسمي حسن جمعة محمود الشاذلي، مساعد بالقوات المسلحة، بدأت حياتي كجناح أيمن ولعبت مع المنتخب جناح أيسر، أنا ومصطفى رياض من أفضل ثنائيات الكرة المصرية، تعلمت الكرة الحقيقية على يد المدرب دانيكالو".

"زمان.. كان اللعيب منا يجيب جون كويس.. يطلع بعد المباراة يسأل المدرب عن رأيه في هذا الجون، فيكون جواب المدرب"

"هو دا جون؟؟!!.. على أيامي كنت بجيب الجون من نص الملعب".

المدرب الأجنبي مبيعملش كدا، يفهم دقائق الكرة وخططها، يكفي أنه ورانا مجلات طلياني وفهمنا خطة هيريرا اللي احتل بيها العالم 1-4-3-2".

مصطفى رياض

أنا أسمر.. نحيف طويل.. عندما أنطلق بالملعب يشبهوني بالدينامو، كابتن فريق الغلابة (الترسانة)، لو كنت بالأهلي أو الزمالك لكنت حصلت على شقة فاخرة، ولكني لازلت أقيم بأحد شقق بولاق المتواضعة، أضع رأسي على وسادتي أخشى أن ينهار البيت على رأسي.

صعبت حالتي على المسؤولين.. فاختاروا شقة لي للمساكن الجديدة التابعة لمحافظة الجيزة بجوار النادي.

محمود حسن

لم أجد نفسي في التعليم، تركت كلية الطيران لأدخل كلية التجارة للتفرغ للكرة.. من أفضل اللاعبين في مركز الجناح الأيسر.. صغير السن أبلغ 21 عاما.

أكمل الشاذلي "كما تري نبدأ التمرين بتحية المدرجات الخاوية، نرفع أيدينا لشخص هناك يجلس بعيدا يتابعنا دوما، كلما حاولنا الاقتراب منه لتحيته يجري!"

ثم أداء التدريبات البدنية..

الدوري والكأس

فاز الترسانة بالدوري مرة واحدة عام 1963

أما كأس مصر ففاز بها 5 مرات كان أخرها عام 1964 حيث فاز على السويس 5-11.

كما أقنعني صديقي الرسام رخا، وجليل البنداري.. قد أنتسب يوما لتشجيع هذا الفريق.

التعليقات