كيف يستغل الثعالب سلاحهم السرى في مواجهة التفاصيل الصغيرة لسيميوني؟

الثلاثاء، 18 أبريل 2017 - 03:00

كتب : علي أبو طبل

أتليتكو مدريد - ليستر سيتي

"قد لا نعود إلى هنا من جديد. اللعب في دوري أبطال أوروبا أمر مميز بالنسبة لنا، والوصول لربع النهائي كان أمرا مذهلا. نريد أن نستمتع حتى آخر لحظة لنا في البطولة".. كريستيان فوكس، مدافع ليستر سيتي وأحد أهم لاعبيه على مدار الموسمين الأخيرين، يتحدث عن أبرز دافع لما يقدمه الثعالب في دوري أبطال أوروبا هذا الموسم.

لاعبو ليستر سيتي يأملون في إكمال قصتهم الكروية الرائعة بأفضل شئ يمكنهم تحقيقه في مشاركتهم التاريخية الأولى في دوري أبطال أوروبا.

الخروج بالخسارة بهدف وحيد في ملعب "فيسينتي كالديرون" رفع من آمال تحقيق المفاجأة والإطاحة بأتليتكو مدريد، الفريق الذي وصل لنهائي البطولة مرتين في آخر 3 أعوام.

الفريق الإنجليزي سيتوجب عليه إنهاء مشوار كتيبة سيميوني بنفسه، وهو أمر لم ينجح به فريق في أوروبا خلال السنوات الـ3 الأخيرة سوى ريال مدريد.

فرص الفوز الضعيفة في الرهانات أمر اعتاد عليه الثعالب منذ الموسم الماضي.

كريج شاكسبير لم يفوت التعليق على الأمر حيث قال: "لقد اخطأوا في المرة الماضية. كلي أمل في أن يكونوا مخطئين في هذه المرة كذلك".

كيف يستعد ليستر سيتي للمواجهة؟ وكيف يتمكنون من الإطاحة بالفريق الإسباني صعب المراس؟

التسجيل أولا

مارتن كيوون، المحلل الرياضي والكاتب بصحيفة ديلي ميل البريطانية، كتب تحليلا سريعا عن الكيفية التي يجب أن يتبعها الثعالب لتحقيق المعجزة المأمولة.

كيوون تحدث عن أهمية التأكد بأن جيمي فاردي ليس معزولا عن باقي زملائه في الملعب.

لا يمكن التقليل من قيمة فاردي مع ليستر في مختلف المنافسات، وخاصة في فترة الاستفاقة الأخيرة للفريق والتي ساهم بها شخصيا بشكل كبير. ولكن في مواجهة الذهاب في مدريد، لم يلمس اللاعب الدولي الإنجليزي الكرة سوى في 11 مناسبة طوال 77 دقيقة شارك بها، ولم يمثل خطورة حقيقية على مرمى يان أوبلاك.

تحديث كيوون كذلك عن أهمية أن يكون ليستر هو المسجل أولا في مباراة الإياب، حيث أن تلقي أي هدف سيضع ضغوطا كبيرة على كريج شاكسبير ولاعبيه، الذين سيحتاجون لتسجيل 3 أهداف على الأقل من أجل المرور.

الكرات العرضية سلاح هام يجب أن يستغله الثعالب كذلك لتحقيق الخطورة على مرمى أتليتكو مدريد.

فعلى الرغم من أن ليستر سيتي هو الأقل تهديفا من بين فرق ربع نهائي البطولة هذا الموسم برصيد 10 أهداف في 9 مباريات، إلا أن 5 أهداف من أصل الـ10 جاءت عن طريق ركلات ثابتة.

المدير الفني الإنجليزي يعلم جيدا مدى صعوبة دفاعات أتليتكو مدريد، وأنه يجب أن يكون أكثر جرأة على المرمى من أجل التسجيل.

"لقد قمنا بعمل كبير في المحاضرات وفي التدريب. علينا أن نكون أكثر شراسة وسنحاول إبراز ذلك خلال المواجهة. سنكون جاهزين بدنيا وذهنيا"

هكذا صرح شاكسبير، ويبدو أن لديه حلولا عملية.

سلاح ليستر السرى

تحدث مارتن كيوون في تحليله عن نقطة هامة جدا قد يستغلها الثعالب من أجل هز شباك أتليتكو مدريد.

المدافع كريستيان فوكس يبرع في لعب الرميات الجانبية بشكل طولي مساهما في تشكيل خطورة على مرمى الخصم. وقد نجح الفريق في التسجيل منها في مناسبتين هذا الموسم محليا، وآخرها أمام كريستال بالاس في مواجهة السبت الماضي.

قد يكون تكتيكا فعالا ومفيدا ومباغتا للثعالب إن تم استغلاله بالشكل الأمثل، وخاصة مع عودة القائد ويس مورجان للفريق، والذي يشكل خطورة خلال تقدمه في الكرات الثابتة.

مورجان يغيب منذ مباراة الإياب ضد إشبيلية في الدور ثمن النهائي، والتي ترك فيها بصمة بتسجيل هدف اللقاء الأول.

شاكسبير أكد على جاهزية قائد الفريق: "لقد تدرب بشكل كامل في آخر 3 حصص تدريبية. علينا أن نكون حذرين قبل الدفع به، ولكنني سعيد للتقدم الذي أحرزه وأتمنى أن يتواجد في المباراة القادمة".

أتليتكو العنيد.. والتفاصيل الصغيرة

طوال الموسم الإعجازي الماضي، وحتى خلال الموسم الحالي، تساهم جماهير ليستر سيتي بشكل كبير في إنجازات الفريق بتواجدها في "كينج باور ستاديوم".

جماهير الثعالب تضغط بشكل كبير على أي منافس يحضر إلى ملعبها، وتشد من أزر فريقها بشكل كبير، ويمكن أن نرى التفاعل الكبير بين اللاعبين وجماهيرهم عند إحراز أي هدف.

لكن الأمر قد لا يمثل مشكلة لأتليتكو مدريد، الفريق الجاهز ذهنيا في المباريات الكبرى بفضل مدربهم دييجو سيميوني، الذي يساهم في التحضير النفسي للاعبيه في المقام الأول.

الفريق خاض العديد من المباريات الكبرى في البطولة خلال الموسمين السابقين في ملاعب مثل "كامب نو" و"سنتياجو برنابيو" و"أليانز أرينا" مع حضور كامل العدد لجماهير المنافس. لذا فإن "كينج باور" لن تكون أكبر مشاكله.

"نحن فريقان متشابهان كثيرا. التفاصيل الصغيرة ستحسم اللقاء"

هكذا أكد المدير الفني الأرجنتيني على مدى صعوبة المواجهة واستمرارية كافة الاحتمالات لتأهل أي من الفريقين.

سيميوني يعمل دوما على التفاصيل الصغيرة ويدرك أهميتها. ولا ندرك بعد قدرة شاكسبير على تحقيق الأمر نفسه.

مواجهة الأرقام ورد الاعتبار

التاريخ القصير الأوروبي السابق لليستر سيتي قبل هذا الموسم يتضمن في أغلبه مواجهات ضد أتليتكو مدريد.

الفريقان التقيا في مناسبتين أوروبيتين، أولهما في عام 1962، وآخرهما في موسم 1997/1998، وكلاهما شهدا تفوق الفريق الإسباني.

ليستر سيتي يسعى لرد اعتباره وتحقيق أول فوز تاريخيا على ضيفه الإسباني، مستغلا تفوقه في المباريات التي يستضيفها على "كينج باور" هذا الموسم، حيث انتصر في 4 مباريات أوروبية من أصل 4 على ملعبه في مدينة ليستر.

ولكي يحقق ليستر سيتي ذلك، عليه أن يكسر مجموعة من الأرقام الصعبة التي يمتلكها أتليتكو مدريد تحت قيادة سيميوني.

27 مباراة خرج منها الفريق الإسباني بشباك نظيفة من أصل 45 خاضها الفريق تحت قيادة سيميوني في دوري أبطال أوروبا، وهو رقم أفضل مما يمتلكه أي فريق آخر في أوروبا بـ 5 مباريات على الأقل.

الغريم ريال مدريد هو الثاني في تلك القائمة برصيد 22 مباراة بشباك نظيفة.

أتليتكو مدريد يمتلك رقما قويا هذا الموسم كذلك وهو الفوز بـ 7 من أصل 9 مباريات في دوري الأبطال هذا الموسم، وهو الرقم الأكبر من عدد الانتصارات لفريق في البطولة في الموسم الحالي.

حكم المباراة

القيادة التحكيمية لمباراة بهذا الحجم يجب أن تكون بصرامة إيطالية، متمثلة في جيانلوكا روكي.

الحكم البالغ من العمر 43 عاما مسجل في القائمة الدولية منذ عام 2004.

قاد روكي 4 مباريات في دوري أبطال أوروبا تحكيميا، آخرها كان انتصار موناكو على مانشستر سيتي في ثمن النهائي بنتيجة 3-1.

خلال المباريات الأربعة، أشهر روكي 17 بطاقة صفراء وبطاقة حمراء وحيدة، واحتسب ركلة جزاء واحدة في انتصار بايرن ميونيخ على بي اس في أيندهوفن بنتيجة 2-1 في دور المجموعات.

التعليقات