كيف يفوز ناجلزمان؟ الأمر الأهم من التكتيك

الأربعاء، 05 أبريل 2017 - 13:07

كتب : محمود سليم

يوليان ناجلزمان

"مفتاح النجاح في كرة القدم هو القدرة على التكيف وهو ما يساعدك على إجراء التعديلات قبل وأثناء المباريات وفق عدة أمور مثل الخصم والموقف خلال المباراة" هكذا يؤمن يوليان ناجلزمان المدير الفني لفريق هوفنهايم الألماني وأفضل مدرب في ألمانيا في 2016.

اقرأ أيضا - قاهر بايرن ميونيخ.. ناجلزمان الذي لم يكمل عامه الـ30 ولا يعترف بخطط اللعب

مدافع الفريق نيكلاس زوله قال عن موقف الفريق الذي أنهى الدور الأول من الدوري الألماني بدون خسارة: "السر في المدرب، فهو لا يقوم بتثبيت طريقة لعب، دائما ما يحدد الطريقة وفق الخصم الذي سنواجهه، ولكن في نفس السياق لدينا أسلوبنا الثابت مهما اختلفت طرق اللعب ".

بالفعل ناجلزمان لم يختلف أسلوب لعب فريقه الذي يهتم بالضغط بالقرب من مرمى الخصوم والاستحواذ للخروج بالكرة مهما كان ضغط الخصم باختلاف طرق لعبه حيث لعب بالـ4-2-3-1 والـ4-3-3 و3-5-2 و3-1-4-2 والأخيرة هي التي ينتهجها في كل مباريات الموسم الحالي باستثناء 3مباريات فقط في بداية الموسم.

المدير الفني الذي قال أن مصدر إلهامه هو برشلونة وأرسنال لأنه يفضل الهجوم في المقام الأول مؤكدا إعجابه بالثنائي بيب جوارديولا وتوماس توخيل، وفكرة الضغط بالقرب من مرمى الخصم التي انتهجها على طريقة يورجن كلوب مؤكدا أنها أقصر طريق للوصول لمرمى الخصم.

ومن المدربين الذين يفضلهم ناجلزمان تعرف أنه عقلية تفضل الهجوم ولكنه لا يفضل انتهاج نفس أسلوب الهجوم المعتمد على الاستحواذ، هو يبحث عن اللعب المباشر بتمريرات عمودية مباشرة في أنصاف المساحات وعلى الخطوط.

المدرب الأفضل في ألمانيا 2016 لا يعتبر نفسه من عشاق التكتيك حيث يعتبر التكتيك يمثل 30% فقط من عمل المدرب بينما يتبقى 70% تتمثل في الكفاءة الاجتماعية والقدرة على إدارة المجموعة وتحسين المناخ العام فيما بينهم والاهتمام بالدوافع النفسية، يقول ناجلزمان "لن تقدم أداء جيدا على الجانب الخططي إلا إذا كان اللاعبون في أعلى مستوياتهم على الجانب النفسي، ولكل لاعب طريقة خاصة للتعامل النفسي معه لذا عليك أن تجيد التعامل مع كل منهم".

المدير الفني الألماني قاد فريقه لاحتلال المركز الثالث في ترتيب الدوري الألماني حتى الآن، وقد نجح في الحصول على 4 نقاط كاملة من مواجهتي بايرن ميونيخ كبير ألمانيا بل وتحقيق الفوز الأول في تاريخ هوفنهايم على البافاري في الدوري حيث ينتهج الآن طريقة لعب 3-1-4-2.

الدفاع (امتلاك الخصم للكرة)

كان التنظيم الدفاعي للفريق مع فقدان الكرة 5-3-2 وكما أكدنا على اهتمام المدرب بالضغط العالي فكانت هناك ثلاث مناطق للضغط في جبهات الملعب الثلاث.

طريقة ضغط الفريق عند تواجد الكرة في الجبهة اليمنى كانت بميل ثنائي الهجوم مع أقرب قلب دفاع للكرة ولاعب الارتكاز المدافع، وتقدم الجناح المدافع مع لاعب الارتكاز المساند جهة اليمين وقلب الدفاع الأيمن (زوله).. والصورة توضح الأمر.

والأمر يتكرر على الجانب الأيسر بالجناح ولاعب الوسط المساند وقلب الدفاع وترحيل ثنائي الهجوم.

أما عند توغل الخصم بالكرة في العمق فيقتصر الأمر على ثنائي الهجوم ومن خلفهم ثلاثي الوسط.

الهجوم ومناطق الاستحواذ المرتفعة

ينتهج المدير الفني للفريق عند بناء اللعب الاستحواذ ثلاثي دفاعي وأمامهم لاعب الارتكاز، مع الاعتماد على تحرك كراماريتش المهاجم الثاني بين الخطوط ووجود فاجنر كمحطة يتسلم التمريرة الطولية ويهيئها لكراماريتش من خلفه لينطلق الفريق بأكبر عدد ممكن من اللاعبين في مناطق هجومية.

ناجلزمان يفضل العمق ودائما ما يبحث عن الهجوم من العمق الذي يعتبره المكان الأكثر أهمية وخطورة ولكن عند إغلاق الخصم لهذه المناطق يعطي تعليماته بالتمريرات القطرية والتحركات في أنصاف المساحات(بين العمق والأطراف(.

وهذه أبرز جملة هجومية للفريق حيث يتقدم قلب الدفاع الأيسر بالكرة مع تحرك كراماريتش للخلف وتحرر أميري وتحركه للجانب الأيسر حيث تتواجد الكرة ومعهم فاجنر المهاجم الآخر، ليتم استغلال فكرة الرجل الثالث أو تحرك اللاعب الحر ليمررها له وكان هو الجناح الأيسر المدافع ليعيدها مجددا لفاجنر المهاجم الذي يرسلها عرضية أرضية على حدود المنطقة.

وعليك أن تلاحظ جيدا في الصورة الأولى تواجد ما يقارب الـ6 لاعبين على خط واحد في هجوم الفريق.

بالطبع الأمر ليس ورديا دائما فهناك العديد من المشاكل الدفاعية التي يعاني منها الفريق في ظل طريقة الضغط المتقدم التي ينتهجها.

ولك أن تعلم ان نجاحات ناجلزمان المبكرة في مسيرته التدريبية جعلته محط أنظار بايرن ميونيخ ولكنه رفض العرض لتولي فريق الشباب، كما جعل يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني يصرح بأنه من الممكن أن يتولى ناجلزمان تدريب المنتخب في المستقبل القريب.

التعليقات