مراجعة ليلة الامتحان - من يساند من في حرب حياتو VS أحمد

الأربعاء، 15 مارس 2017 - 12:52

كتب : عادل كُريّم

عيسى حياتو - أحمد أحمد

ليلة المراجعة الأخيرة قبل الامتحان الأصعب في حياة الكاميروني عيسى حياتو..

انتخابات رئاسة الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (كاف) للفترة من 2017 إلى 2021 تجرى الخميس في أديس أبابا عاصمة إثيوبيا، كالجزء الأكثر أهمية ضمن جمعية كاف العمومية العادية رقم 39.

الجمعية العمومية التي تشهد بنوداً مختلفة على جدول أعمالها، تبلغ ذروتها بانتخاب رئيس كاف، في انتخابات تشمل أيضاً أعضاء اللجنة التنفيذية، ومرشحي إفريقيا في مجلس الفيفا.

وإذا كنا قد عرضنا من قبل دليل أعمال الجمعية العمومية للكاف، وكذلك دليل الانتخابات التي تشهدها الجمعية والمرشحين لها وطريقة التصويت، نستعرض معكم في هذا التقرير فرص وحظوظ المرشحين لمنصب رئيس كاف، عيسى حياتو الكاميروني وأحمد أحمد من مدغشقر.

حياتو الذي يشغل منصب رئيس الكاف منذ 29 عاماً، وتحديداً منذ انتخابه في مارس 1988 بالمغرب، يجد منافسة ربما هي الأقوى في تاريخه بعد أن فاز برئاسة الكاف في ست دورات سابقة دون منافسة حقيقية. قوة المنافسة لا تأتي من قوة المرشح أمامه، رئيس اتحاد مدغشقر لكرة القدم وعضو اللجنة التنفيذية بالكاف أحمد، ولكن من موقف حياتو نفسه في الفترة الأخيرة.

أسلحة حياتو

العديد من الشخصيات والاتحادات بالقارة لا ترغب في تواجد حياتو مرة أخرى، وخاصة بعدما فرض الكاميروني على الجمعية العمومية تغيير لوائحها للسماح للرجل بالترشح مرة سابعة (وأخيرة) لهذا المنصب. ومع ترشح أحمد بدأ حياتو حربه ضد الرجل ومن يساندونه.

بطولة كأس الأمم الأفريقية تحت 17 سنة كان من المقرر أن تقام في ضيافة مدغشقر، التي يرأس أحمد اتحادها لكرة القدم. لجنة التفتيش رأت أن البلد الواقع جنوب شرق القارة، وتحديداً بجزيرة في المحيط الهندي ليس جاهزاَ لاستقبال البطولة في موعدها المقرر سلفاً في أول شهر إبريل. اللجنة المحلية المنظمة طلبت تأخير البطولة لشهرين فقط حتى تنتهي من الاستعدادات لكن الكاف رفض الطلب، ليقوم بسحب البطولة من مدغشقر وإسنادها للجابون.

والغريب أن كاف قرر تأجيل انطلاق البطولة لشهرين لتقام في نهاية مايو بدلاً من أول إبريل، وهو الطلب الذي كانت مدغشقر قد تلقت رفضاً عليه، ليبدو أن سحب البطولة ما هو إلا عقاب لأحمد على ترشحه أمام حياتو.

أكبر مساندي أحمد في حملته الانتخابية هو رئيس اتحاد زيمبابوي فيليب تشيانجوا، والذي دعا مجلس اتحادات جنوب القارة (كوسافا) لتأييد أحمد علناً في اجتماع استضافه بزيمبابوي. وبالأمس قررت لجنة كاف التنفيذية تحويل تشيانجوا للجنة التأديب، بزعم أن بياناته الأخيرة "تمثل هجوماً على شرف كاف ورئيسه ولجنته التنفيذية"، حسبما جاء في بيان رسمي صادر عن الكاف.

صراع المناطق

المناطق الإقليمية تلعب دوراً في التصويت على رئيس الكاف، فبالرغم من أن التصويت يكون فردياً لكل اتحاد، إلا أن هناك اتفاق غير معلن (وغير ملزم) بين الاتحادات الإقليمية سواء في جنوب القارة (كوسافا) أو شرقها (سيكافا)، أو في إقليم الغرب على توحيد التصويت لمرشح بعينه. وتبدو أبرز الاتجاهات كما يلي..

في الشمال أعلنت ليبيا مساندتها علناً لحياتو، الذي ربما يرد الدين بمساندة أنور الطناشي المرشح الليبي لانتخابات اللجنة التنفيذية عن منطقة الشمال. خاصة وأن منافسي الطناشي على هذا المقعد هما الجزائري محمد روراوة والمغربي فوزي لقجع. روراوة لم يعد من رجال حياتو بعد أن انقلب عليه الأخير على خلفية غضب روراوة من عدم إسناد تنظيم كأس الأمم 2017 للجزائر، فيما لم تخف المغرب عدائها لحياتو منذ قضية كأس الأمم 2015 التي اعتذرت المغرب عن تنظيمها في موعدها بسبب تفشي وباء إيبولا، ليقرر حياتو سحب البطولة من المغرب وحرمانها من المشاركة لدورتين، قبل أن تكسب الأخيرة قضيتها في المحكمة الرياضية الدولية وتعود للمشاركة من جديد.

وإذا كان موقف الجزائر والمغرب معلناً ضد حياتو، فربما تبدو تونس أقرب لمرافقة ليبيا في تأييده، خاصة مع صعود نجم طارق البوشماوي الرجل المقرب من حياتو، والمرشح لعضوية مجلس الفيفا عن النطاق المتحدث بالعربية والإسبانية والبرتغالية. أما الموقف المصري فيبدو غامضاً، خاصة بعد إعلان هاني أبو ريدة عن موافقة الكاف على نقل ترشحه لمجلس الفيفا للمنطقة المفتوحة، وهو ما سيعني نجاحه هو والبوشماوي بالتزكية بدلاً من تنافسهما على مقعد واحد.

المنطقة الوسطى الشرقية المعروف اتحادها الإقليمي بإسم "سيكافا"، والتي تضم في عضويتها 11 اتحاداً تبدو أقرب لتأييد حياتو بصورة كبيرة. خاصة وأن الدول المؤثرة في القرار بهذه المنطقة السودان وإثيوبيا ترتبط ارتباطاً وثيقاً بحياتو، عن طريق السوداني مجدي شمس الدين الرجل القوي في الكاف ورئيس لجنة الحكام به حالياً، والإثيوبي جنيدي باشا الذي ارتفع نجمه في جنبات الاتحاد في العامين الأخيرين، وأصبح مرشحاً لدخول اللجنة التنفيذية في الانتخابات الحالية. كما تدين اتحادات الصومال وجيبوتي بالولاء للكاميروني بصورة كبيرة، بالإضافة لارتباط ليوديجار تينجا رئيس الاتحاد التنزاني المعروف به.

المنطقة الوسطى والتي تضم ثمانية اتحادات يبدو موقف نصفها محسوماً لصالح حياتو تماماً. الكاميرون هي بلد الرئيس الحالي، والذي تبدو علاقاته بدولتي الجابون وغينيا الاستوائية قوية للغاية ولا تخفى على أحد، لدرجة إسناد تنظيم ثلاثة من آخر 4 بطولات لكأس الأمم لهاتين الدولتين. أيضاً يبدو موقف تشاد منحازاً لحياتو بسبب حليفه القوي في اللجنة التنفيذية أدوم دجبرين.

ويبقى موقف الكونغو الديمقراطية والكونغو وأفريقيا الوسطى وساوتومي غامضاً، خاصة بعد الخلافات التي دبت مؤخراً بين حياتو وعضو اللجنة التنفيذية كونستانت عمري سليماني من الكونغو الديمقراطية، حيث يبدو الرئيس الحالي مسانداً للإيفواري أوجستين سيدي دياللو منافس سليماني في انتخابات مجلس الفيفا. لذا ربما تنحاز الكونغو الديمقراطية وحلفائها الثلاثة الآخرين في هذه المنطقة ناحية أحمد.

منطقة الغرب والتي تضم 16 دولة تبدو منقسمة. ففي الوقت الذي تساند فيه دول مثل السنغال وكوت ديفوار وبنين حياتو علناً، يبدو موقف نيجيريا معادياً للرجل الكبير في الكاف، خاصة مع الخصومة الواضحة بينه وبين أماجو ميلفين بينيك رئيس الاتحاد النيجيري، الأمر الذي دعا بينيك لإعلان مساندته لأحمد صراحة. ورغم ذلك يواجه رئيس الاتحاد النيجيري ضغوطاً من حكومته التي ترغب في تغيير موقفه.

ويبقى الإقليم الجنوبي المعروف بإسم "كوسافا" والذي يضم 14 اتحاداً منطقة مشتعلة. اتحاد كوسافا أعلن تأييده لأحمد رئيساً للكاف، مستنداً لانتماء رئيس اتحاد مدغشقر له فعلياً. لكن حياتو لم يستسلم ونجح في اختراق هذا التكتل، مستميلاً زامبيا نحوه بعدما استغل وجوده هناك خلال كأس الأمم الأفريقية للشباب المنتهية للتو، ليحصل على تأييد علني من رئيس البلاد، بل ويستفيد أيضاً بسحب اتحاد زامبيا ترشيح كالوشا بواليا على مقاعد مجلس الفيفا بعد الخلاف الذي دار بين الرجلين في الفترة الأخيرة.

حياتو لم يكتف بزامبيا وإنما حصد أيضاً تأييداً علنياً من جنوب أفريقيا بزيارة قام بها لرئيس البلاد خلال مباراة كأس السوبر الشهر الماضي، ليعلن بعدها أيضاً اتحاد جنوب أفريقيا سحب ترشيح داني جوردان (الرجل الذي لا يخفي عداءه لحياتو في الفترة الأخيرة) من انتخابات مجلس الفيفا. كذلك أعلن اتحاد جزر القمر رفضه لطلب كوسافا وتأييده لحياتو في انتخابات الرئاسة.

إذاً يبدو أن حياتو أجاد ترتيب أوراقه، لكن أحمد يواصل العمل بقوة، منتظراً مفاجأة.. ربما لا تبدو متوقعة ولكنها تظل واردة.

جدير بالذكر أن التصويت سيكون سرياً بين الاتحادات الـ54 أعضاء كاف، ويحتاج أي من حياتو أو أحمد لحصد 28 صوتاً على الأقل (50% +1 من الأصوات) ليحسم مقعد رئاسة الكاف للفترة 2017 - 2021.

التعليقات