كتب : محمد يسري | الأربعاء، 08 مارس 2017 - 00:54

ثغرات الوسط وتوزيع الجهد.. أسباب استغلها ريال مدريد للفوز على نابولي

نابولي - ريال مدريد

بهدفين لسيرجيو راموس قتل ريال مدريد طموح نابولي في التأهل لدور الـ8 لدوري أبطال أوروبا في مباراة لم يبذل فيها الملكي مجهودا كبيرا للفوز، بعدما اعتمد على نتيجة مباراة الذهاب التي حسمها بثلاثة أهداف مقابل هدف على ملعب سانتياجو بيرنابيو.

وكما حدث في الذهاب، حسم ريال مدريد مباراة سان باولو بذات النتيجة ليتأهل لدور ربع النهائي، وساعده في ذلك استسلام نابولي بعد التأخر في النتيجة.

ونستعرض معكم أبرز ملامح المباراة في السطور التالية:

الضربات الثابتة

في بداية الموسم، صرح زيدان أن الفريق يعمل على تحويل الكرات الثابتة لأهداف، لأنها قادرة على فك طلاسم دفاع الفريق المنافس حال عدم قدرة ريال مدريد على التسجيل من اللعب المباشر والمفتوح.

المدرب الفرنسي أثبت أنه لا يتحدث فقط، وأنه على الرغم من بعض القصور الفني الذي يعاني منها لقلة خبرته التدريبية، يجيد استغلال قدرات لاعبيه جيدا، تونس كروس أحد أفضل لاعبي العالم في تنفيذ الكرات الثابتة وأهداف سيرجيو راموس تتحدثه عنه.

ثغرات الوسط وعدم افتكاك الكرة

أمادو دياورا كان نقطة الربط بين خطوط نابولي وبعضها، فنجد أنه مرر 89 تمريرة صحيحة من أصل 97، قيمة تمريرات لاعب وسط منتخب غينيا تمثلت في أنها كانت بداية الخطورة لنابولي.

تمريرة دياورا كانت إلى اللاعب المتمركز بين خطوط ريال مدريد الذي بدوره كان ينقلها لزميل متواجد في مكان يهدد مرمى الملكي.

الفريق الإسباني لم يستطع إيقاف تمريرات دياورا ولم يستطع منع خطورة تمريراته أيضا.

الخريطة السابقة توضح أزمة ريال مدريد في الشوط الأول وتعكس نسبة استحواذ نابولي على الكرة في الشوط الأول بالتحديد.

تدوير الكورة لنابولي عن طريق دياورا وهامشيك وفوزي غُلام ونقلها للأمام كان السبب في فوز فريق الجنوب بالاستحواذ، خصوصا وأن زيدان أخطأ في بإعطاء التعليمات لمودريتش وكروس وكاسيميرو في الصعود والضغط على لاعبي نابولي، بعد أول 15 دقيقة أثناء تحضير الهجمة، مما خلق ثغرات خلفهم صال فيها وجال إنسيني وميرتينز.

جاريث بيل

أظهر الجناح الويلزي رعونة كبيرة في إنهاء الهجمات لصالح فريقه، بسبب أنانيته أحيانا أو بسبب عدم تصرفه السليم بالكرة في الثلث الأخير لنابولي، فلم يستغل المساحة الموجودة باستمرار خلف فوزي غلام لصعوده الدائم للهجوم، وفشل في ضرب نابولي أثناء تحول الفريق من الهجوم للدفاع.

كذلك لم يقدم بيل مساندة دفاعية مع داني كارفخال لتخفيف الضغط عليه بسبب اعتماد ساري على الهجوم من جبهته اليسرى. كنا نرى كارفاخال محاصر بين الظهير والجناح دون أي مساندة. كرة هدف نابولي تؤكد ذلك.

بيل لم ينجح هجوميا ولم يظهر دفاعيا، فكان نزول لوكاس فاسكيز بدلا منه أمرا ضروريا لتخفيف الضغط وتأمين النتيجة لريال مدريد.

أزمة صناعة اللعب وبنزيمة

عانى ريال مدريد في الوصول لمرمى بيبي رينا خلال الشوط الأول.

الفريق الإسباني ومع سيطرة نابولي على الكرة في البداية لم يستطع بناء أي هجمة منظمة أو حتى للعب 3-4 تمريرات متتالية. الأمر كان طبيعي جدا لأن لوكا مودريتش لم يكن على المستوى المطلوب وبدا مرهقا وكاسميرو لا يمرر سوى للخلف وكروس لن يقاوم ضغط ألان ودياورا بمفرده.

الظهور الهجومي الوحيد لريال مدريد في الشوط الأول حدث عندما ترك بنزيما عمق الملعب ونزل للوسط لاستلام الكرة وذهب رونالدو لمنطقة جزاء نابولي، فاصطدمت كرته بالقائم. هنا تظهر قيمة بنزيمة في صناعة اللعب من أي فرصة حال استلامه كرة خصوصا وأن الفرنسي مميز جدا في عملية السيطرة على الكرة تحت الضغط.

كيفية توزيع المجهود

بالإضافة لهدف راموس، كان توزيع المجهود الأزمة الحقيقة التي واجهت لاعبو نابولي في الشوط الثاني بعد المجهود الكبير الذي قدموه في النصف الأول من المباراة.

في الشوط الأول ركض لاعبو نابولي 62 كيلو مترا مقابل 56 كيلو مترا لريال مدريد، وفي المباراة ككل غطى فريق الجنوب الإيطالي 115 كليومترا ونصف مقابل 110 كيلومترا للفريق الإسباني.

المشكلة لم تكن في عملية الركض ككل بقدر ما كانت في كيف تم الركض.

لاعبو نابولي كانوا يركضون مع كل كرة لدرجة تصل للجنون، عكس لاعبو ريال مدريد الذي ركضوا خلف الكرة بتنظيم وهدوء.

ومع مداورة زيدان المستمرة للاعبيه عكس ساري، الذي لا يمتلك قائمة كبيرة للاختيار منها كان أمر طبيعي أن يتفوق ريال مدريد على نابولي في الشق البدني، الذي يؤثر بدوره على العامل الذهني.

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات