فقرة اليوم المفتوح.. ما فاتك من تسعينات الكرة المصرية (2)

الأحد، 05 مارس 2017 - 12:46

كتب : مصطفى عصام

هيثم فاروق - البوري

صورة ١

التسعينات.. هى العصر الذهبي لكرة القدم عالميا، وفترة لا يمكن محوها أو نسيانها للجماهير المصرية على الصعيد المحلي أو مشاركتنا القارية وأحيانا العالمية.

في التقرير السابق على FilGoal.com بالجزء الأول كان الحديث عن ارتباط أذهاننا بالراديو وبرامجه الرياضية ثم التطرق نحو الأزياء الفضائية لأندية الدوري المصري، طالعه من هنا

في الدوري المصري موسم 2016-2017، هل تعلم أن الفرق الجماهيرية بالدوري الممتاز عددها ثمانية (الأهلي- الزمالك- الإسماعيلي- المصري- الاتحاد- أسوان- الشرقية- طنطا) أي حوالي 44% من الدوري المصري يمتلك قاعدة تشجيع متفاوتة.

في مرحلة التسعينات أقصى عدد لفرق الشركات أو الأندية الأجتماعية ذات الحضور الضعيف للجمهور تم تسجيله في الدوري الواحد، كان في موسم 97-98 ممثلا بأربع فرق من أصل 16 فريق وهم (المقاولون العرب- مزارع دينا- الشمس- القناة) مع الاعتداد بأن المقاولون العرب سبق له الفوز بالدوري و الكأس و كأس أفريقيا للكؤوس و القناة نادي يمتلك جماهير السويس و الاسماعيلية في تأييده.

من هنا يبدأ الحديث.

-الأندية الشعبية و الدربيات.. صناديد الدوري المصري

فلنتخيل أن الأهلي أو الزمالك في رحلة كدهما وسعيهم المعتاد نحو قنص الصدارة سعيا للفوز بالدوري، فباستثناء السفر إلى الأسماعيلية لأداء مباراة مع بعبع الدوري الممتاز (الأسماعيلي)، هل تظن أن الأمر قد يبدو سهلا.

إليك الكتالوج التالي.

الأهلي أو الزمالك ذاهبين لأداء مباراة وحسب توزيع جدول الدوري الممتاز وحصر الأندية المشاركة به لن تخرج عن ملاعب (الدلتا أو وجه بحري- وسط مصر- الصعيد- حدود القناة)، في البداية الفريق لن يستعن بأحد الأتوبيسات الفاخرة، في الأغلب السفر سيبدأ بالقطار خارجا من محطة رمسيس أو أتوبيس يشبه ما تقدمه هيئة النقل العام، ويصحبه للتدعيم (قطار المشجعين).

قطار المشجعين في التسعينات، قطار مدعم مخصص من الدولة لنقل جمهور الفريق الضيف من أي مكان بمصر للأخر، عبارة عن تذكرة تتراوح قيمتها من جنيه و حتى الخمس جنيهات شاملة (الثلاث وجبات- تذكرة اللقاء- الذهاب و العودة).

أما في أواخر التسعينات بدأت ظهور الأوتبيسات لنقل الفريق والمشجعين.

عند وصول قطار الفريق الضيف، ستبدأ المشاحنات و اشتعال أجواء الـ rivals، البداية بتبادل اطلاق الطوب و الأحذية من كلا الطرفين بلا هوادة أو رحمة، و بالطبع الأمر يسفر عن اصابات و بالتأكيد تهالك صاج قطار المشجعين، و ستركبه المرة القادمة بدون اجراء صيانة :.:)

فريقك المفضل وأنت تصحبه بأغاني التشجيع، ستجده يمشي على طرق متهالكة واصطفاف كامل من جمهور يؤيده من المدينة، فوصول الأهلي والزمالك لمدينة بالأقاليم هو عيد قومي أخر للمدينة.

على الأغلب المدينة كلها توصد أبواب المحلات، الكل يستأذن من عمله مبكرا، المدارس تفتح أبوابها للخروج متأخرا، المدينة في حالة ترقب على الأكمل، الكل سيجتمع إما بملعب المباراة أو أمام المقاهي.

محافظ المدينة سيرصد مكافأت هائلة هو بعض رجال الأعمال وأعضاء مجلس الشعب عن المدينة ذاتها في حالة الفوز أو التعادل، وشحن كبير للفريق على الرغم من أنه يصارع على الهبوط.

بالطبع وقتها، فرق القمة لن تجد سوى الرعب على هذا الملعب، من الصعب جدا الظفر بالثلاث نقاط، وقد يكلفه أيضا خسارة الدرع في المراحل المفصلية منه.

كان ذائعا بتلك الفترة أن تخرج مانشيتات الجرائد بالعنوان التالي:

"الأهلي أو الزمالك يقتنصان نقطة ثمينة خارج ملعبهما في الصراع نحو القمة".

أما في حالة نجاح فريقي القمة بقنص النقاط الثلاث بالمباراة، أعمال الشغب ستندلع من كل مكان، وقد يسفر الأمر عن اقالة مجلس الأدارة و بالطبع الطبيعي هو اقالة المدير الفني.

ولكن هل اقتصرت المتعة والاثارة كلها على مبارايات طرفيها الأهلي والزمالك؟،

بالطبع هذا غير حقيقي، في الموسم الواحد بل بالأسبوع الواحد ستجد أكثر من لقاء قمة أو دربي بجميع أنحاء مصر.

يتصدرها بالطبع قمة الأقاليم (الأسماعيلي أمام غزل المحلة) لقاء يشتهر بأنه ملعب مفتوح من الفريقين، أو قد تعرج لأستاد الأسكندرية فالاتحاد ينافس على المركز الرابع كما الحال موسم 1994-1995 أمام الأوليمبي بعبع الدوري الممتاز في بداية التسعينات، و لن تبعد كثيرا عن قمة بورسعيد على ملعب محمد موسى أفندي قبل تغييره لإستاد بورسعيد، فالمصري مسلحا بالصفقات الأفريقية في مواجهة الغريم التقليدي بالمدينة "المريخ البورسعيدي" المسلح بأول برازيليين في الدوري المصري وطارق سليمان والمونديالي مجدي عبد الغني.

في الدلتا، المواجهات تمتد بين البلدية و الغزل في دربي المحلة على الملعب المشهور بالمدخنتين، ودربي بسيط في الصعيد بين أسوان وأي فريق صعيدي أخر مثل الألومنيوم أو المنيا.

قبل الحديث مثلا عن المواجهات الشهيرة بين الأهلي والزمالك أو الأهلي و الأسماعيلي، بطبيعة الحال أجمل مبارايات الموسم كانت مع الأسماعيلي أمام خصومه الأشهر (المصري- الترسانة-الكروم- غزل المحلة- منتخب السويس- غزل السويس)، كانت طبيعيا أن يفتتح الإسماعيلي الموسم بالخسارة أمام أسوان بثلاثية في أسوان، أو يتسبب الترسانة في ضياع المنافسة على دوري 92-93، أو يتسبب الكروم بخروجه من كأس مصر مرتين و الخسارة بالدوري، أو الخسارة على ملعب جمهورية شبين ذهابا وإيابا.

الزمالك بخسارته أمام المصري بملعب موسى أفندي كلفته الخروج من سباق المنافسة على دوري 90-91، والأهلي بهزائمه أمام القناة والمنصورة والإسماعيلي و التعادل مع السكة الحديد وطنطا و الأوليمبي أدخلته دوامة كبيرة أنهته بالمركز الرابع موسم 91-92، و بدوري 93-94 كاد التعادل مع المصري بالقاهرة أن يكلفه الدرع كاملا لولا أن أنقذته رأسيات محمد رمضان في المباراة الفاصلة أمام الإسماعيلي بالإسكندرية و خرج الزمالك من المنافسة بالخسارة في شبين أمام نادي الجمهورية.

في المواسم القادمة، بالطبع الكل يتذكر إحراج البلدية المتكرر للأهلي في المحلة، أو خدعة أحمد متولي الماكرة لأشرف قاسم في السويس و أربع لقاءات أمام (السويس والكروم والقناة و الألومنيوم) كلفت فريق الأحلام خسارة الدرع.

الحديث يكمل عن مفاجأت المنصورة أمام الزمالك والأهلي، قدمت إثنين متخصصين دوما في التهديف، تامر بجاتو أمام الزمالك، و ياسر تحسين أمام الأهلي، أو مفاجآت القناة أو السويس على ملعب عجرود دوما للغريمين، والصعيد أنديته تحمل ما لا تشتهي السفن دوما للقافلة البيضاء و للدراويش.

في الحقيقة، الخروج من ملاعب (شبين- المنصورة- الأسكندرية- بورسعيد-قنا- أسوان- الشرقية..إلخ) كان عسيرا، و الدربيات المختلفة بين أندية الأقاليم و نقلها على القنوات بدءا من الرابعة (تخصص أندية القناة)، الخامسة (تخصص أندية وجه بحري و بالتحديد الإسكندرية)، السادسة (تخصص أندية الصعيد)، السابعة (البرامج الرياضية و ملخصات الدوري)، الثامنة (مباريات أسوان)، كل هذا له مذاق مختلف، قد يكون لم ينله أمر الحفظ و الأرشفة كمواد فيلمية، ولكنه موجود ونمتلكه بين سطور الجرائد، أو حفظه بعض المهتمين ولكن اهتموا أسفا بمبارياتهم فقط مع أهل القمة، حيث النقل المُيسر على القناتين (الثانية و الثالثة) بالتلفزيون المصري.

في الصور القادمة، ننقل لك بعض ما اكتنزته الكاميرا من لوحات بديعة على ملاعب الأقاليم.

الاتحاد والأوليمبي، كأن الجمهور في المسرح.

المصري والمريخ

البلدية والغزل.. دربي المحلة.

أحمد حسن نجم الإسماعيلي يجري فرحا بعد أحد الأهداف

و بمناسبة الدربيات المختلفة، سننقل لكم قصة من التسعينات.

على ملعب الإسماعيلية، الإسماعيلي واثق بأنه سيفوز على الترسانة بيوم 12 أبريل عام 1992، الأقتراب من القمة سيكلفه عبور بسيط على حساب الشواكيش.

تقدم مفاجئ للترسانة بقدم محمد رمضان، ولكن تعادل حمادة مرزوق مدافع الأهلي السابق سريعا للدراويش، خطف الترسانة الهدف الثاني، تعادل العجوز مجددا.

المباراة تقترب من النهاية وسط هجوم ضاري للدراويش، احتسب الحكم ركلة حرة مباشرة للترسانة، لعبها مؤمن عبد الغفار سريعا دون انتظار صافرة الحكم (عصام صيام) نحو الناشئ ذو 17 عام علي ماهر ليودعها في المرمى بهدوء.

ثار لاعبو الإسماعيلي واتجهوا نحو الحكم، الأمور اشتعلت سريعا، حطم جمهور الأسماعيلي السور الحديدي وتحولت أرضية الملعب لساحة حرب، و تعرض لاعبو الترسانة و الحكم لضرب مبرح، و أعلن الحكم عدم قدرته استكمال المباراة.

و هنا ظهرت دور الصحافة في نقل الحدث بكل حياد وبمهارة واسعة، التقطت الكاميرا صورة لحمزة الجمل قبل أن يهم ويضرب حكم المباراة (عصام صيام) على أسفل رأسه.

وبعد انتشار الصورة بنطاق واسع، اتخذ اتحاد الكرة قرارا بإيقاف اللاعب لمدة عام كامل قبل أن يخفف العقوبة بعد اعتذار اللاعب علنا.

ناقش الكاتب عبر تويتر

التعليقات