ما بين مورينيو وأوزيل.. الخلاف أم الاحترام المتبادل؟

الخميس، 02 مارس 2017 - 17:28

كتب : إسلام مجدي

مورينيو وأوزيل

لم يفهم أحد ماذا حدث بينهما، لكن بنهاية موسم 2012-2013 كان كلاهما قد رحل بطريقة أو بأخرى عن ريال مدريد، كل منهما شق طريقه إلى نفس الوجهة لندن لكن مع اختلاف الأهواء، أحدهما إلى تشيلسي والأخر إلى أرسنال.

علاقة جوزيه مورينيو مدرب ريال مدريد وتشيلسي السابق ومانشستر يونايتد الحالي مع مسعود أوزيل نجم ريال مدريد السابق وأرسنال الحالي كانت غريبة دوما، لم يفهمها أحد، لكن المقربين من مورينيو وصفوه دائما بالمدرب الذي يهتم بصانع اللعب لديه لكنه يرغب في المزيد منه ولا يحب سوى 110% من مجهود كل لاعب، في حين أن أوزيل ليس كذلك.

لم يفهم أحد ماذا حدث في النصف الثاني من موسم 2012-2013 والبعض اقترح أن مورينيو على خلاف كبير مع النجم الألماني، لكن أوزيل لم يكن هو نفسه حتى مع تسجيله لخمسة أهداف وصناعته لـ11 هدفا في تلك الفترة، لكنه لم يكن يشارك كثيرا وإن شارك لم يكن هو ذاته الجوهرة الألمانية التي انتظر منها ريال مدريد الكثير.

فور انضمام أوزيل إلى النادي الملكي قادما من فيردر بريمن قال مورينيو: "إنه يلائم تشكيلتنا بطريقة رائعة".

على الجانب الأخر صرح أوزيل "ريال مدريد أراد ضمي، خاصة مورينيو، لقد تحدثت معه عبر الهاتف وأخبرني عن أفكاره وما يرغب مني في تقديمه كلاعب كرة قدم".

في تلك الفترة فقط أرسين فينجر مدرب أرسنال من كان يقاتل لضم أوزيل إلى المدفعجية، لكن محاولاته أحبطت بمكالمة مورينيو وصرح فينجر بعد ذلك قائلا :"أوزيل اتصل بي وقال آسف لقد اخترت ريال مدريد، وقلت له حسنا أتمنى لك الحظ هناك".

في ديسمبر 2012 كانت المشكلة الحقيقية وبالتحديد حينما وجد مورينيو أن أوزيل لا يتحرك كثيرا في الملعب، وفيما بعد كان عنوان صحيفة "ماركا" الإسبانية كالتالي إن أردت الكرة بين قدميك، فعليك التحرك!".

بعد ذلك كان أوزيل على مقاعد البدلاء أو خارج التشكيل أو يشارك حسب وجهة نظر البرتغالي، الدوري الإسباني كان أقرب وأفضل مقياس لمعرفة ذلك الخلاف وليس بقية المسابقات التي كان يحب مورينيو أن يخوض خلالها المباريات بكتيبته العادية كان يرجح أن يرجئ الخلافات جانبا أثناء مواجهات الأبطال والكأس.

بعد عام وحيد من رحيل الثنائي إلى إنجلترا، وأثناء بطولة كأس العالم 2014 قال مورينيو :"أعتقد أنه من الصعب دوما أن تنتقده، لأن أوزيل هو أوزيل دائما".

وأضاف "إن كنت تتوقع منه أن يكون عنيفا للغاية وأن يركض لأميال وأميال في كل أنحاء الملعب ويظهر حماسا كبيرا وقوة، فهذا ليس أوزيل وأنت لا تعرفه".

واستطرد "في كل مرة يمرر أوزيل الكرة فهي تذهب في الاتجاه الصحيح، والسرعة الصحيحة والطريقة المناسبة، هذا هو أوزيل".

لكن مورينيو لا يريد ذلك فقط، البرتغالي يرغب في أكثر من ذلك، يرغب في أداء ثابت متزن وقوي وفيما بعد كشف عن سبب الخلاف على الرغم من حبه الكبير لموهبة النجم الألماني.

صرح مورينيو "في نفس الوقت عرفت جيدا من العمل معه لفترة طويلة أنه فتى حساس للغاية، يحتاج للثقة، إنه يحتاج أن يشعر أن الجميع حوله، حينما يكون في الملعب ويلمس الكرة لتذهب بطريقة جميلة يحتاج لذلك الدعم".

وأتبع "ودائما توقع أن أوزيل سيجد اللاعب المناسب والمكان الصحيح، في بعض الأحيان لا ترى أوزيل لكنه في الملعب، وأحيان أخرى يختفي كليا، لكن حينما يظهر فسيكون لاعبا فريدا من نوعه".

لكن ذلك لم يكشف فعليا عن سبب ما حدث في النصف الثاني من الموسم، مورينيو بعد ذلك أوضح أن جودة أوزيل كانت شبه مختفية وطالبه بمزيد من الجهد.

فصرح البرتغالي :"مشاركة لوقت قليل، أم مشاركة بجودة أقل؟ لأنه كلما كانت الجودة أفضل كلما زاد وقت مشاركتك معي".

أوزيل مما لا شك فيه أحد أبرز صناع اللعب المبدعين في العالم، لكن بالنسبة لمورينيو الإنتاجية أكبر وأهم من أي شيء أخر، والأمر ذاته تكرر مع خوان ماتا على الرغم من مستوى الأخير في موسم 2012-2013 مع تشيلسي.

لكن بعد ذلك تحدث أوزيل عن نفسه قائلا: "إن نظرت لإحصاءاتي فأنا أحد اللاعبين الذين يغطون مساحات كثيرة، ومن جانب صناعة الأهداف وخلق الفرص فهذا جيد جدا، أعلم أن هناك من يطلب مني جودة معينة أو شيء معين، لكن البعض يفتقر دوما لما يجري بين امتلاك الكرة وفقدانها".

وأضاف "لست متضايقا للانتقادات ما يهم هو المدرب والطاقم التدريبي، أنا لاعب جماعي".

مورينيو حاول ذات مرة وصف أوزيل فقال في وقت سابق فقال: "ميسوت لاعب فريد من نوعه، لا يوجد مثيل له، ولا حتى نسخة سيئة منه".

أوزيل بعد ذلك اعترف بأنه استسلم للضغط ورحل إلى أرسنال لأنه لم يتمكن من التعايش مع ما يحدث في ريال مدريد، خاصة بعد مكالمة مورينيو وكيف رأى الواقع.

صرح النجم الألماني "كل شيء كان مختلفا بعد مكالمة مورينيو، ريال مدريد كان فريقا كبيرا فعليا، إن ذهب من بريمن كنجم شاب إلى فريق كبير مثل هذا، وهؤلاء اللاعبين الكبار، للمرة الأولى تجلس هناك ما الذي ستقوله؟ أنت لا شيء".

وتابع "إن لعبت لريال مدريد وتعادلت مع برشلونة فهو أسوأ شيء، عليك أن تفوز بكل مباراة، إن فزت في 10 مباريات على التوالي، وبعد ذلك تعادلت في ملعبك مع فريق صغير، فأنت ستكون مضغوط كليا بطريقة سيئة، ربما تعلمت التعايش مع الضغط لأستمتع باللعب هناك، ثم أقنعني فينجر بالانضمام إلى أرسنال".

لن نعرف أبدا إن كان كل من أوزيل ومورينيو يكرهان بعضهما البعض، جل ما نعرفه أنه كان هناك خلافا ما في نصف موسم من الماضي، نعم هو من أفضل صناع اللعب في العالم ومورينيو من أفضل المدربين أيضا، إنها علاقة من نوع خاص للغاية.

صرح أوزيل في وقت سابق مورينيو مدرب كبير، أي فريق سيدربه سينجح معه، أعلم كم هو مدرب فريد من نوعه، إنه يدعم فريقه دائما ويحميه، ويخرج أفضل ما لدى اللاعبين".

التعليقات