#في_الجابون - أساطير إفريقية.. كاتونجو و18 ركلة ترجيح في ليبرفيل

الأحد، 01 يناير 2017 - 14:37

كتب : محمود مصطفى

كريستوفر كاتونجو

عندما يغلق باب، يفتح آخر، ولكن عندما يتعرض الجيل الذهبي لمنتخبك لكارثة كتحطم طائرة المنتخب الزامبي، يحتاج الأمر لمعجزة من طراز خاص لكي تصل للقمة في أقل من 20 عاما وفي المكان نفسه. حسنا ما حدث هو أقرب لذلك.

في أبريل 1993 حينما كان منتخب زامبيا يتوجه إلى السنغال لخوض مباراة في تصفيات كأس العالم 1994، وبسبب احتراق المحرك سقطت الطائرة التي تقل البعثة في المحيط الأطلنطي على سواحل الجابون، ليفقد كل من كان على الطائرة حياته.

ومات في الحادث 18 لاعبا زامبيا والذين كانوا يمثلون الجيل الذهبي لزامبيا وخمسة من أعضاء اتحاد كرة القدم في البلاد بالإضافة إلى طاقم الطائرة بالكامل.

بينما لا يزال الزامبيون يستوعبون آثار الفاجعة، كان فتى قصير القامة يخطو خطواته الأولى في عالم الكرة من بوابة نادي بوتوندو ويست تايجرز.

كريستوفر كاتونجو لم تكن مسيرته كأي من نجوم القارة السمراء الحاليين ولا حتى زملاؤه في منتخب زامبيا.

الشاب الذي مضى عقد احترافه الأول مع تايجرز بعمر الـ17 لم يرحل في صباه إلى أوروبا ولم ينضم لمنتخبات الشباب والناشئين في بلاده بل ولم يلعب في الدرجة الأولى في زامبيا إلا عند سن الـ20 لكن هذا كله لم يمنع كاتونجو من أن يكتب التاريخ.

مسيرة كاتونجو على مستوى الأندية واسعة النطاق وقادته إلى ألمانيا والدنمارك واليونان والصين وجنوب إفريقيا قبل أن يعود لقيادة فريق شبابه جرين بافالوز حاليا.

كل هذا ليس كافيا لترك بصمة ولا حتى الوصول بمنتخب زامبيا لربع نهائي كأس الأمم الإفريقية في 2010 بعد فشل في التأهل في 2004 وخروج من دور المجموعات في النسختين التاليتين.

الأمر احتاج بالتحديد لـ18 ركلة ترجيح.

"التوقعات مرتفعة والشعب الزامبي يريدينا أن نؤدي أفضل مما فعلنا في 2010 ولكننا كلاعبين لا نحتاج إلى مثل هذا الضغط ونبذل قصارى جهدنا لاحتوائه" هذا ما لم يحتاجه كاتونجو قبل انطلاق كأس الأمم 2012

"المهم هو روح الفريق" هذا ما أراد وما كان.

في مجموعة ضمت السنغال وغينيا الاستوائية، شريك الضيافة للبطولة مع الجابون، إضافة لليبيا كان من الممكن توقع أي ترتيب للمجموعة يكون فيه منتخب السنغال في الصدارة لكن في وجود رفاق كاتونجو، من بينهم إيمانويل مايوكا مهاجم الزمالك الحالي ويانج بويز السويسري وقتها، اختلفت الأمور.

فوز على السنغال في الافتتاح ثم تعادل مع ليبيا قبل التفوق عىل الفريق المضيف ليتصدر منتخب الرصاصات النحاسية المجموعة التي تذيلها السنغال.

الحظ السعيد جمع زامبيا بالسودان في ربع النهائي والانتصار السهل جاء بثلاثية نظيفة شارك فيها كاتونجو بهدفه الثالث في البطولة.

مواجهة نصف النهائي أمام غانا كانت الاستعراض الأكبر لشخصية زامبيا تحت قيادة كاتونجو. لحوالي 80 دقيقة من عمر اللقاء تحمل منتخب الجنوب الإفريقي ضغط النجوم السوداء الذين أهدروا ضربة جزاء في شوط المباراة الاول قبل أن ينجح مايوكا البديل في خطف هدف الفوز.

خطوة واحدة متبقية والنهائي أمام كوت ديفوار سيلعب في العاصمة الجابونية ليبرفيل. المباراة المشحونة بآمال طرفيها انتهت بالتعادل السلبي في وقتيها الأساسي والإضافي بالرغم من ركلة جزاء للأفيال أهدرها ديديه دروجبا.

لنتوقف دقيقة. قبل انطلاق المنافسات وبعد الوصول للجابون توجه الفريق لزيارة الشاطئ القريب من موقع تحطم الطائرة عام 1993 وقبل النهائي أكد وزير الرياضة الزامبي على أن ضحايا الحادثة في أذهان المنتخب "أنا متأكد من أن الأولاد في السماء سيشاهدون المباراة يوم الأحد".

تيوتي يفتتح تسجيل ركلات الترجيح للأفيال وكاتونجو تقدم ليهدي الثقة لزملائه. واحد لواحد. الركلة الثالثة مويني حارس زامبيا يتصدر لركلة بامبا ولكن حكم المباراة يعيد اللعبة ليسجل المدافع الإيفواري من محاولته الثانية، كاتونجو من منتصف الملعب يصفق لمويني والتوتر يستمر.

سبع ركلات لكل منتخب دخلت جميعها الشباك، صحح دروجبا خطأه في الوقت الأصلي وكذلك سجل حارس زامبيا. ثم يتقدم كولو توريه ليهدر محاولته وكاتونجو يطالب زملاؤه بالهدوء ومواصلة الغناء لأرواح الضحايا.. كالابا يسدد أعلى العارضة. المعاناة لم تطل، جيرفينيو سدد بعيدا وسجل سونزو ليهدي زامبيا لقبا أول.

فاز كاتونجو بلقب أفضل لاعب في البطولة ثم توالى التكريم بجائزة "بي بي سي" لأفضل لاعب في القارة ويحجز المهاجم القصير لنفسه مكانا بين أساطير القارة السمراء.

التعليقات