كيف يرد مندييتا على الانتقادات لكوبر "الذي يلعب الروليت الروسي"

الإثنين، 14 نوفمبر 2016 - 18:12

كتب : أمير عبد الحليم

كوبر

رفعت جماهير فالنسيا المناديل البيضاء في ملعب ميستايا عندما قرر مدربهم هيكتور كوبر سحب المهاجم كلاوديو لوبيز والنتيجة تشير للتعادل، لكنهم بعدها بشهور احتشدوا للاحتفاء به.

ربما كوبر المدرب الأكثر نحسا في تاريخ كرة القدم يشعر بالاستغراب الآن وهو يسمع من يربط انتصاراته مع منتخب مصر بالحظ!

لكن الرجل الذي يجلس عاليا على رأس المجموعة في تصفيات كأس العالم، واجه مثل هذه المواقف كثيرا.

كوبر لايزال يمتلك نفس الشخصية ..

في نوفمبر 2000 كان فالنسيا يسير بخطى ثابتة في افتتاح مشواره في دوري أبطال أوروبا، ولاتزال آلام الخسارة من ريال مدريد بثلاثية في نهائي الموسم الماضي تترك آثارها على جسد الفريق ومشجعيه.

لكن قبل هذا التاريخ بعام، أين كان فالنسيا؟ بعيد عن المنافسة على الليجا ومجرد التفكير في التأهل لدوري الأبطال حلم لأغلب مشجعي الفريق الذين يروا أن كوبر لم يقدم ما يجعلهم ينسوا كلاوديو رانييري.

مشجعو فالنسيا كانوا يتصببون عرقا من القلق في المدرجات، عندما يدخل كوبر إلى الملعب ليتخذ موقعه على مقعد المدير الفني، فالفريق خسر في أول 4 مباريات في الليجا.

وفي الميستايا رفعوا له المناديل البيضاء اعتراضا على تدخلاته الفنية أثناء المباراة، كل الأمور كانت تتجه نحو رحيل مبكر للمدرب الأرجنتيني.

كل هذا تغير في أبريل 2000.

فاز فالنسيا على لاتسيو المدجج بنجوم بحجم مارسيلو سالاس وفيرون وإنزاجي ودييجو سيميوني وبافيل نيدفيد 5-2 في ربع نهائي دوري الأبطال، وبعد العودة من إيطاليا بتذكرة التأهل احتشدت الجماهير في المطار للغناء لكوبر.

يعرف كوبر جيدا كيف يفوز على الفرق الكبيرة، وبهذه الطريقة يكسب الجماهير في صفه.

البناء أفضل

لم يهنئ كوبر كثيرا وواجه تحديا جديدا عندما هاجمت الجماهير الإدارة والمدرب لرحيل ثلاثي أساسي بحجم كلاوديو لوبيز وجيرارد لوبيز وفرانشيسكو فارينوس.

شخصية كوبر لم تكن أقوى من سياسة إدارة فالنسيا التي تقوم على "الشراء بالرخيص والبيع بالغالي".

وقتها ظهر جانب آخر من شخصية كوبر، فهو مدرب يتأقلم مع الظروف ولا تسمع ضجيج الشكوى منه كثيرا، يعمل أكثر مما يتحدث.

ضم بابلو أيمار من ريفر بليت روبرتو أيالا من ميلان وفيسنتي رودريجيز من ليفانتي وروبن باراخا من أتليتكو مدريد وجون كارو من روزنبورج، ويكفي أن تعرف أن الأخير هو أقل من استفاد فالنسيا بضمه بالنظر إلى أنه رحل في 2003.

إذا كان لفالنسيا فلسفة، فكوبر أيضا لديه فلسفته الخاصة التي يحب أن يعمل بها مع اللاعبين الشباب ليتطوروا بها في وجوده أو بعد رحيله، يبني فريقا يجني الثمار سريعا.

هذا يشبه كثيرا الآن الطريقة التي يبني بها جيلا جديدا لمنتخب مصر، لم يشارك أغلب لاعبيه حتى في كأس الأمم الإفريقية. ومنهم من لم يتجاوز عدد مبارياته الدولية أصابع اليدين.

لا يوجد دليل على نجاح هذه الفلسفة أكثر من أن فالنسيا وصل إلى نهائي دوري الأبطال للموسم الثاني على التوالي، لكن الخسارة من بايرن ميونيخ أكدت على شيء آخر أيضا وهو نحس كوبر.

في المقابل، جماهير فالنسيا كانت محظوظة بالفريق الذي بناه كوبر، ووصل لأوج المجد بالتتويج بالليجا مع رفائيل بينيتث.

رونالدو VS مندييتا

مندييتا لاعب كان يحبه مواليد التسعينات، وعاشوا معه تطوره الذي وصل لقمته مع فالنسيا 2000، تحت قيادة كوبر.

كوبر حول مندييتا من اللاعب المهاري صاحب الحرية في خط الوسط إلى لاعب أكثر تكاملا قادر على شغل أي مركز في خط الوسط قادر على الهجوم والعودة لتقديم دوره الدفاعي.

نقل كوبر مندييتا إلى الجانب الأيمن في الملعب باعتماده على طريقتي اللعب 4-4-2 و4-3-3، وهو بنفسه الذي قاد فالنسيا لنهائي دوري الأبطال عامين متتاليين 2000 و2001 واختير أفضل لاعب في النسختين.

كوبر لا يحب صانع اللعب "الكلاسيكي البطيء" بحسب تقرير عنه في صحيفة جارديان البريطانية.. لأنه يحب الكرة السريعة المباشرة، لا التي تعتمد على لاعب تقف الكرة تحت قدميه طويلا ليقرأ خصمه.

نعم، كوبر يحب اللاعب الملتزم خططيا أكثر من المهاري ولذلك يجد دائما له موقعا في تشكيله. وهذا سبب آخر يجعله يفضل محمود تريزيجيه على رمضان صبحي، غير قدرات الأول الدفاعية الأفضل.

ربما هذا يبرر لماذا علاقة الظاهرة البرازيلية رونالدو بكل المدربين في تاريخه كانت ممتازة، باستثناء كوبر في إنتر ميلان.

ويقول رونالدو: "كان مدربا دفاعيا، يعتمد دوما على الدفاع، وهذا ليس مناسبا لنوعية اللاعبين في إنتر ميلان".

ويكمل "ذهبت إلى ماسيمو موراتي (مالك إنتر ميلان)، قلت له يجب أن تطرد هذا المدرب من النادي، أنا مشجع لإنتر ميلان ولهذا أقول لك ما أقول".

سبب غضب رونالدو من كوبر ستفهمه أكثر عندما تعرف أن المدرب الأرجنتيني رد بأن "بالتأكيد رونالدو لاعب رائع. ليس كمهاجم فقط بل كمدافع أيضا".

وأوضح "نعم رونالدو كان مدافعا جيدا لا يقدر أي أحد على المرور منه. كان مذهلا".

ببساطة، كوبر كان يطلب من رونالدو أن يعود للدفاع عندما يفقد الكرة، وهذا لم يعجب الظاهرة.

لكن ليس الكل مثل رونالدو، فلاعبون آخرون اقتنعوا بفكر كوبر بل ودافعوا عنه أمام الجماهير.

عندما انتقدت جماهير فالنسيا كوبر بسبب الأداء الدفاعي، رد مندييتا "ليس من العادل أن تنتقد الجماهير المدرب عندما نكون في صدارة الليجا ونسير بشكل جيد في دوري الأبطال".

وأكمل "يجب أن يفهم الناس أن الأمور تكون صعبة جدا جدا عندما يكون مطلوبا منا الفوز وتقديم كرة جميلة، لو فزنا بالليجا لن يتذكر أحد كيف حصدنا النقاط".

روليت روسي

صحيفة " لا ريبوبليكا" الإيطالية كتبت عن كوبر وقت توليه قيادة إنتر، أنه "رجل لا يحب الحديث كثيرا ولذلك يختار كلماته بعناية".

ربما لأن الصحفيين سألوه في المؤتمر الصحفي كيف ستعيد إنتر لأمجاده بعدما تحول إلى فريق صغير.. كان رده "أسألكم الصبر".

كتبت الصحيفة عن كوبر قبل بداية موسم 2001-2002 "العمل والقليل من الحظ مع الصمت سر نجاح كوبر".

لكن ربما غيرت رأيها في مسألة الحظ تلك عندما خسر كوبر لقب الدوري بنهاية الموسم.

الصبر الذي احتاجه كوبر قربه كثيرا من التتويج لإنتر بالإسكوديتو الأول منذ 1989، لكن كعادة المنحوس، خسارة الجولة الأخيرة من لاتسيو حولته إلى يوفنتوس.

في أكتوبر 2003 نشرت صحيفة "جارديان" تقريرا بعنوان "كوبر يلعب الروليت الروسي" بعد خسارة إنتر من ميلان 3-1 في الدربي. وربما هذا كان الوصف الأنسب لما حدث مع كوبر.

الروليت الروسي هي لعبة حظ مميتة يقوم الشخص فيها بوضع رصاصة واحدة في المسدس، ثم يقوم بتدوير الإسطوانة التي يمكن أن تحمل ست رصاصات عدة مرات بحيث لا يعرف ما إذا كانت الرصاصة ستطلق أم لا، ومن ثم يوجه المسدس نحو رأسه ويسحب الزند.

لعبة كوبر انتهت بأن الطلقة خرجت من المسدس لتستقر في رأسه، ويقال من تدريب إنتر.

هذا كوبر في كل مكان عمل به، لا يضمن لك نجاح مغامرته، لكن لا يوجد أي منطق في إنهاءها قبل الوصول لخط النهاية.

الصورة تصميم: محمد محسن

التعليقات