كتب : أمير عبد الحليم | السبت، 12 نوفمبر 2016 - 00:11

علم غانا لايزال في جيبي!

مصر غانا

في 1998 ربما لم أكن ناضجا كفاية لأشعر بنفس قدر الألم الذي عاشه من هم أكبر مني وجورج ويا يسجل في الزاوية القريبة في عصام الحضري.

الإحساس بالألم بدأ وطارق السعيد يراوغ حارس المغرب ويسدد بجوار القائم، ثم محمد عمارة يطيح بالكرة فوق العارضة في الجزائر، ونحن نبحث عن فارق أهداف ربما كان الوصول له مستحيلا.

المستحيل كان أن نتأهل لكأس العالم بعدما خسرنا من كوت ديفوار في الإسكندرية وليبيا في 2006، لكن من بعدها الأمر اختلف.

لا أعتقد أن هناك من هو محنوس كرويا أكثر من ذلك الشاب المصري الذي ولد عام 1990، بات محسوبا عليه أنه حضر مصر تلعب في كأس العالم. لكن الحقيقة؟

-----

حسنا، لا يمكن أن تفوتنا هذه المرة بالتأكيد مصر في كأس العالم. لا يمكن بعد كل هذا يضيع الحلم!

نمتلك جيلا رائعا، شخصية البطل موجودة في كل اللاعبين حتى وإن لم نمتلك عدد محترفين مثل كوت ديفوار وغانا والكاميرون. مصر الأفضل في إفريقيا.

منتخب مصر ليس فقط بطل إفريقيا 2006 و2008، الأهلي أيضا يسيطر على إفريقيا ولدينا عمرو زكي وميدو وزيدان.

لم أنس الشوالي وهو يقول "الله يا برازيل العرب" على هدف شوقي في البرازيل الحقيقية، والسد الذي بناه الحضري أمام ياكوينتا. صاروخ حسني عبد ربه في زامبيا أراد لنا العودة للحلم.

لو كان الغياب عن المونديال مكتوبا علينا، فلماذا إذا عوضنا تلك البداية السيئة وسجل متعب في الدقيقة الأخيرة وأعاد لنا الأمل.

سنفوز في أم درمان.

-----

هذه المرة مختلفة. لم نواجه بداية سيئة لنصلحها ولم نتعثر في أي مرحلة. كل التركيز على كأس العالم.

تخلينا عن كأس الأمم، والحقيقة أننا لم نشعر بغضب بسبب الغياب مرة أخرى. كفى تتويجا بكأس الأمم نريد كأس العالم.

وصلنا للمرحلة الحاسمة، فزنا في كل المباريات. صحيح الدوري متوقف ولا نستطيع أن نلعب ودية واحدة "عليها القيمة"، لكن مستحيل أن يعتزل أبو تريكة قبل اللعب في كأس العالم.

هذه المرة معنا مدرب أجنبي ليس من نوعية جيرار جيلي وتارديللي ضحى بكل شيء ورفض الرحيل عن بلد تموت فيه الجماهير في المدرجات من أجل حلم، لم يستسلم لاتحاد الكرة الذي يهمه الأمن أكثر من الكرة.

جراب موبايل أبو تريكة الذي يحمل صورة البرازيل يحكي كل شيء. بالتأكيد لن يخذل الله هذا القديس!

سنفوز في كوماسي.

-----

نعم، اعترف أنني في كل مرة كنا نخسر فيها فرصة اللعب في كأس العالم. كنت أقول هذه أخر مباراة كرة قدم سأتابعها.

ما معنى أن أتابع مباريات الأهلي والزمالك وأشارك في الخناقات بين الجمهورين والعالم لا يعترف بنا؟ لن أشارك في هذه المسرحية السخيفة.

طبعا لم أفي بهذا الوعد يوما، ولم أمنع نفسي من النزول في الشوارع للاحتفال بفوز المنتخب بكأس الأمم في نفس العام الذي يرفض فيه التأهل لكأس العالم وكأنه يعاندني.

كم كان الأمر محبطا ونحن نهزم كوت ديفوار مرتين في 2006 وبعدها يذهبون للعب مع الأرجنتين وهولندا. يا لسعادتي ونحن نهزم الجزائر في أنجولا بعد أن أبكوا الحضري في أم درمان.

-----

أريد أن أعترف لكم بسر، أضع مفاتيحي في سلسلة تنتهي بميدالية عليها علم غانا!

اشريتها من كوماسي في 2013 مع الهدايا الصغيرة التي عدت بها إلى القاهرة، ولكنني قررت أن أصطحبها في كل مكان بعدما خسرنا 6-1. أريد أن أتذكر هذه المرة أن كأس العالم أهم من أي شيء.

قطعت وعدا ولن أخلفه هذه المرة، لن أنزع هذه الميدالية من سلسلة مفاتيجي إلا إذا تأهلنا لكأس العالم.

الحقيقة لا يعنيني ظهور غانا معنا مرة ثانية ولا أفكر في ثأر أو انتقام. كل ما يعنيني هو أن أتخلص من هذه الميدالية.

ناقشني:

مقالات أخرى للكاتب
التعليقات